السبت، 22 ديسمبر 2012

بعض المآخذ على سيد قطب

إحداهما : قول سيد بوحدة الوجود، وترداده لها في شعره ونثره، بدأ من عام 1935م إلى نهاية الخمسينيّات في ((ديوانه)) الشعري، وفي كتابه : ((كتب وشخصيّات))، وفي كتابه : ((في ظلال
القرآن)) .
ولقد مات هذا الرجل وهو يطبع هذه الكتب وينشرها، ويعلن عنها في أغلفة كتبه، ولم يحذّر من كتاب واحد من كتبه التي تضمّنت هذه العقيدة الإلحادية وغيرها من الضلالات؛ واستمرَّ أخوه والإخوان المسلمون ينشرون هذه الكتب ويروّجون لها، ولم يُسمع منهم أي انتقاد لهذا الإلحاد .

والمسألة الثانية :

وهي الطعنُ في جلّ الصحابة ومَن عاصرهم من خيار التابعين، وعلى رأسهم : عثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، والمقداد بن الأسود، ومعاوية، وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ .
وطعنُه هذا كثير، وجراحُه عميقة جدًّا يدمى لها قلب كل مؤمن صادق الإيمان، وذلك في كتابه المسمى بـ((العدالة الاجتماعية في الإسلام)) الذي ظلم فيه الإسلام بتقرير الاشتراكية الماركسية، وحرّف من أجلِها نصوص القرآن والسنة، وحرّف قواعد الشريعة الإسلامية مجاراة للشيوعيين والاشتراكيين؛ فترك سيد قطب خصوم الشيوعية والاشتراكية ممن يسمونهم بـ(الرأسماليين) المعاصرين، وقفز إلى ما قبل ألف وثلاثمائة وخمسين سنة، إلى أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى رأسهم عثمان ـ يشوههم ويقدح فيهم، يعيد هذا الطعن ويبديه بأسلوب فيه إهانةٌ لهم ويقطر عليهم حقدًا؛ وهو أمرٌ جليٌّ واضح يدركه المسلم والكافر والبر والفاجر والغبي والذكي من الطبعة الأولى لكتاب ((العدالة)) إلى آخر الطبعات وهي الثانية عشرة حسب علمي، وكذلك كتاب ((كتب وشخصيّات)) إلى آخر طبعة من طبعاته .
وهؤلاء المروِّجون لكتب سيد قطب يدّعون إذا جوبهوا بضلالات سيد قطب التي دوّنها في كتبه ومنها هاتان الضلالتان يقولون : أن سيد قطب قد تاب ورجع، ولم يقدِّموا للناس أيّ دليل على رجوعه .
وحتى لو فرضنا أنهم قدموا دليلاً على هذا الرجوع فإنه يلغيه ويجعله حبرًا على ورق لسببين :
الأول : إصراره وتماديه في طبع هذه الكتب التي تضمنت ضلالاته الكبرى، ونشره لها بدون مبالاة إلى أن مات .
والثاني : طبع أخيه لهذه الكتب ونشره بعد موت سيد قطب إلى يومنا هذا؛ وهي مدة طويلة تستغرق أربعة وثلاثين عامـًا .
وتأييد الإخوان المسلمين ومؤسساتهم بطبعها ونشرها وقيامهم بالترويج لها؛ فهم مشاركون لسيد قطب في تحمّل وزر ومسئولية إذاعة هذه الضلالات الكبرى وبثّها في أواسط المسلمين ـ ولا سيّما شباب المسلمين ـ

في مشارق الأرض ومغاربها بشتى الطبعات، تتراوح هذه الطبعات ما بين ستّ وعشرين لبعضهاكـ
((الظلال)) ، وإلى خمسة عشر، وإلى تسع طبعات .هذا عدا الترجمات الى ببعض اللغات.
فهل يجوز نشر هذا الضلال في أوساط شباب مسلمين يريد كثيرٌ منهم الحق فيقع في ضدِّه ألا وهو الباطل لظنِّه أنه حق، ويرد الحق ويخاصمه ويخاصم أهلَه لأنه أصبح يرى أن الحق باطلاً .

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..