«كانَ
مالك بن دينارٍ يمشي في سوقِ البصرةِ فرأى التينَ فاشتهاهُ، ولم يكن معهُ
نقودٌ، فخلعَ نعلَه وأعطاهُ
لبائع التينِ فقالَ: لا يُساوي شيئاً. فأخذ مالك نعلَه وانصرفَ. فقيل للبائعِ إنه: مالك بن دينار. فملأَ البائعُ طبقاً من التينِ وأعطاهُ لغلامِه، ثم قالَ له: اِلحق بمالك فإنْ قبلَهُ منكَ فأنتَ حُرٌّ… فعدا الغلامُ وراءَه، فلمّا أدركَهُ.. قال له: اقبلْ منّي، فإنّ فيه عتقي. فقال مالك: إن كانَ فيه تحريرُكَ فإنّ فيه تعذِيبي. فألحَّ الغلامُ عليه. فقال مالك: أنا لا أبيعُ الدِّينَ بالتّينِ، ولا آكلُ التينَ إلى يومِ الدِّين».
ولقد سُئلَ ابنُ المباركِ عن سفلةِ الناسِ، فقال: «الذي يأكلُ بدينِه». وقالَ ابنُ مهران: «وضعوا مفاتيحَ الدّنيا على الدنيا فلم تنفتِح؛ فوضعوا عليها مفاتيحَ الآخرة فانفتحت».
وليرحم الله ُ تعالى مطرف بن عبدالله حيثُ قال: «إن أقبحَ ما طُلبت به الدُّنيا عملُ الآخرةِ». وما أجمل الذي قاله: مصعبُ بن عبدالله الزبيري في شأنِ: أحمد بن حنبل: «.. ومَن في وَرَعِ أحمد؟ يرتفعُ على جوائزِ السّلطان حتى يُظنّ أنه الكبرُ ويُكرِي نفسَه الجمّالين حتى يُظن أنه الذّل… ولم يقض لنفسِه ما قضيناه ُمن شهواتٍ» بينما قال أحمدُ عن نفسِه: «أريدُ أن أكونَ في بعضِ تلك الشعاب حتى لا أُعرَف، قد بُليتُ بالشهرةِ؛ إني لأتمنى الموتَ صباح َمساء».
آهٍ.. فكيف لو أدرك هؤلاء الأئمةُ بعضاً من «ربعنا» مِمن يأتي لبيوتِهم كل ما يشتهونه مِن طيباتِ حياتهم الدنيا دونَ أن يدفع فلساً واحداً!
ولئن كان: «ابنُ حنبل» يود «الموتَ» لمّا أن أدركتهُ «الشهرةُ» راغماً، فإنّ: «زهرةَ الحياةِ الدنيا» باتت مطلباً ملحاً لمن ذاق «عسيلة» تويتر.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٧٩) صفحة (٣٦) بتاريخ (١٧-١٢-2012لبائع التينِ فقالَ: لا يُساوي شيئاً. فأخذ مالك نعلَه وانصرفَ. فقيل للبائعِ إنه: مالك بن دينار. فملأَ البائعُ طبقاً من التينِ وأعطاهُ لغلامِه، ثم قالَ له: اِلحق بمالك فإنْ قبلَهُ منكَ فأنتَ حُرٌّ… فعدا الغلامُ وراءَه، فلمّا أدركَهُ.. قال له: اقبلْ منّي، فإنّ فيه عتقي. فقال مالك: إن كانَ فيه تحريرُكَ فإنّ فيه تعذِيبي. فألحَّ الغلامُ عليه. فقال مالك: أنا لا أبيعُ الدِّينَ بالتّينِ، ولا آكلُ التينَ إلى يومِ الدِّين».
ولقد سُئلَ ابنُ المباركِ عن سفلةِ الناسِ، فقال: «الذي يأكلُ بدينِه». وقالَ ابنُ مهران: «وضعوا مفاتيحَ الدّنيا على الدنيا فلم تنفتِح؛ فوضعوا عليها مفاتيحَ الآخرة فانفتحت».
وليرحم الله ُ تعالى مطرف بن عبدالله حيثُ قال: «إن أقبحَ ما طُلبت به الدُّنيا عملُ الآخرةِ». وما أجمل الذي قاله: مصعبُ بن عبدالله الزبيري في شأنِ: أحمد بن حنبل: «.. ومَن في وَرَعِ أحمد؟ يرتفعُ على جوائزِ السّلطان حتى يُظنّ أنه الكبرُ ويُكرِي نفسَه الجمّالين حتى يُظن أنه الذّل… ولم يقض لنفسِه ما قضيناه ُمن شهواتٍ» بينما قال أحمدُ عن نفسِه: «أريدُ أن أكونَ في بعضِ تلك الشعاب حتى لا أُعرَف، قد بُليتُ بالشهرةِ؛ إني لأتمنى الموتَ صباح َمساء».
آهٍ.. فكيف لو أدرك هؤلاء الأئمةُ بعضاً من «ربعنا» مِمن يأتي لبيوتِهم كل ما يشتهونه مِن طيباتِ حياتهم الدنيا دونَ أن يدفع فلساً واحداً!
ولئن كان: «ابنُ حنبل» يود «الموتَ» لمّا أن أدركتهُ «الشهرةُ» راغماً، فإنّ: «زهرةَ الحياةِ الدنيا» باتت مطلباً ملحاً لمن ذاق «عسيلة» تويتر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليق :
الله الله
حسبك من هذا المغراد " تويتر " أن كشف قناعا
توارت خلفه سوأة اللاهثين خلف الشهرة
وأظهرت أي نوع من الناس يكمن تصنيف معادنهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..