«السعودية.. أما آن الأوان للتنظيف؟» كان هذا التساؤل عنوانا لمقال الأستاذ طارق الحميد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط عبر عموده الأسبوعي، والذي هاجم من خلاله البروفيسور السعودي أحمد بن راشد الأستاذ بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود.
وقبل البسط في النقاش أبدأ بالتجاوب مع سؤال الكاتب فأقول: بلى والله آن أوان التنظيف الحقيقي! بل بدأت مرحلة التصحيح بفضل الله ثم بفضل الإعلام الحديث الذي أتاح لنا تعدد الخيارات وحرية القرارات واستكشاف الحقائق، بعيدا عن ذلك الإعلام المفروض علينا فرضا -لعقود طويلة- بسياساته وقادته وممثليه الذين لا يعبّر الكثير منهم عن تطلعاتنا ولا يخدمون ثوابتنا وقضايانا، بدأ التنظيف يوم أن قاد الحراك والإصلاح الدكتور ابن سعيّد وأمثاله من الشرفاء.
والدكتور أحمد بن راشد بن سعيّد حاصل على درجة الأستاذية في الإعلام السياسي وله عدة كتب ودراسات علمية قيمة تصب في غالبها حول رسالة الإعلام وآلياته وخطابه.. «التقليدي والحديث».
وقد كان للدكتور خلال الأعوام الفائتة جهودا بحثية ورؤى نقدية حول تناول بعض القنوات والصحف للأحداث التي يمر بها العالم الإسلامي ومدى تمادي هذه الوسائل مع توجهات الشعوب وثقافتها، مما رفع الغطاء عن الوجه القبيح لقنوات كالعربية، وصحف كالشرق الأوسط وغيرها... وكتّاب وإعلاميين يتزاحمون في أروقة الصحافة.
حملة التصحيح التي تبناها وقادها أحمد بن راشد عبر تقنية التواصل الاجتماعي لكشف التناول والتعامل الفاضح -لتلك القنوات وأولئك الكتبة- مع قضايانا الإسلامية، وكشف مواقفهم المؤدلجة التي تتسق كثيرا مع الأجندة الأميركية في المنطقة وتحقق مصالحها ورؤيتها.
كل ذلك أغضب طارق الحميد فحركّه لا لمواجهة الفكر بالفكر ومقارعة الحجة بالحجة، بل للتحريض ضد ابن سعيّد، وتأليب السلطة ضده بأسلوب عدائي خلط الحابل بالنابل، حتى لنكاد نوجّه كل كلمة كتبها الحميد له نفسه فهو أولى بها!
ابن سعيّد في نقده وتفكيكه للخطاب المتصهين في إعلامنا كان يسوق الأدلة ويورد الشواهد والبراهين بأسلوب منطقي واضح بينما جاء مقال التنظيف مليئا بالاتهامات والكلام المرسل.
الأستاذ طارق الحميد اتهم أحمد بن راشد بالطعن والتخوين والتحريض! ثم مارس ذلك كله وأشد منه معه، والأنكى من ذلك أن ذلك هو نهجه الدائم المعروف ضد جماعات كاملة كالإخوان المسلمين وحركات الجهاد! أليس الحميد هو من يحرض المصريين ضد رئيسهم الذي وصل عبر الانتخابات النزيهة، أليس هو من يخون حماس ويطعن في المقاومة ويزدري الجهاد ويقول: إن إسرائيل إنما قصفت غزة لقصقصة الأجنحة الإيرانية، وإن «صواريخ التنك» إنما كانت لإنقاذ بشار.
ألم يكن خطابه إبان قصف غزة وبعدها، وكذلك سياسة صحيفته ومقالات الكتاب فيها دافعا لوزارة خارجية العدو الصهيوني لتضم كل ذلك لموقعها الإلكتروني، وما كانت لتفعل لولا أن هؤلاء الكتبة خدموا أهدافها تماما!
ما يراه الحميد شتما وطعنا لدى ابن سعيّد كان يجب أن يتوجه به لساحة القضاء لا أن يتوجه به للمسؤولين والساسة مطالبا بفصل خصمه وكف يده عن العمل، في صورة بغيضة من صور الإقصاء وسقوط قيم التعددية واحترام المخالف وكل ما يتشدق به أدعياء الليبرالية.
الحميد الذي مارس التضليل والاستعداء بالتلويح بعلاقة الدكتور أحمد بن راشد ومؤيديه بالفكر القاعدي والتطرف والإرهاب، اقترف أيضا التزييف والخلط المتعمد حين تجاهل أن كل ما يكتبه الدكتور كان عبر حسابه الشخصي في قنوات التواصل الاجتماعي واللقاءات الخاصة بعيدا عن مجال عمله وتدريسه الجامعي.
فلماذا إذن هذا العويل والولولة على التعليم دون حاجة أو دليل؟!
وإن كان الحميد طالب بمعاقبة خصمه وتنظيف جامعاتنا، فإني أطالب بتنظيف الفضاء الإعلامي من أصحاب الخطاب المتصهين.
أختم بهذه الكلمات الشعرية الجميلة للمفكر الأديب أحمد بن راشد
يا أيها العميلْ.. يا أيها الدخيلْ.. ارحل
تدق في البلاد.. ساعة الرحيلْ.. ارحل
بليل شؤمك الطويلْ.. ارحل
برسم وجهك الذليلْ.. قلوبُنا. عيونُنا. سهولنا. حقولنا. تقولْ: لا بديلْ
عن حقنا الأصيلْ.. عن فرحةٍ بالعتق.. من أسرك الثقيلْ.. ارحل
بلعنةٍ.. بغضبةٍ.. بكل ما في أضلع الأحرار.. من غليلْ.. ارحل
.......................
العرب القطريةريم آل عاطف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..