الخميس، 31 يناير 2013

الحوثي، أو نصرالله اليمن، يحاصر الخليج ويخنق السعودية

استغلال الحوثي لذكرى مولد الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه الذي حشد جماهير شعبية لحضور المناسبة هو استغلال ذكي في المقام الأول. فالحوثي استغل المناسبة لإرسال
رسائل سياسية لعدد من الأطراف المصنفين خصوما له ولإيران من خلفه.

خطبة الحوثي الطويلة لم تأتِ بجديد والجديد فيها هو ظهوره كمتقمص لدور وأسلوب حسن نصرالله. والفارق بينهما ان الأول يقرأ خطبة مكتوبة مسبقا والثاني يخطب بتلقائية مباشرة مع تطابق الاثنين معا في الشكل والهدف والشعار والزجاجة ومدح إيران، تطابق في الشعارات والمؤسسات وحتى نوع الخط الذي يكتب على اليافطات.

رسائل الحوثي كانت واضحة ومفهومة حيث ركز في خطبته على حكومة الوفاق التي أخذت نصيبا من الهجوم والتهجم. وهذا موقف متوقع من الحوثي الجديد، إضافة الى إشارته لحزب الإصلاح والقوى التي تقف في وجه مشروعه المستورد، ويقصد اللواء علي محسن الأحمر وشخصيات أخرى وكل من يقف في وجه مشروعه.

الحوثي لوح بالحرب ضد كل من يقف في وجه مشروعه. وهذا التلويح لم يعد مزاحا او هجوما إعلاميا بل أصبح اقرب إلى ان يتحقق من خلال الشواهد العملية التي تثبت صحة كلامه. فشحنات الأسلحة الإيرانية والتركية وغيرها التي تذهب الى صعده هي المؤشر على الجاهزة العسكرية التي يعمل عليها الحوثي ليلا ونهارا.

رسالته للقوى التي تقف في وجه مشروعه العسكري التوسعي المدعوم إيرانيا هي رسالة حرب. وهو يقول انا جاهز وسأحاربكم، فهل تلك القوى جاهزة لهذه الحرب التي لا نريدها في ظل الحرية المتاحة؟

الحوثي يتعسكر ويحشد ويسلح في ظل مناخ مغاير لهذه المساعي والأولى له ان يستغل هذا المناخ للتعبير السلمي والتوسع وكل ما يريد. وضع الحوثي هذا له دوافع غير مبررة وهي دوافع خارجية بالمقام الأول وترتبط بأجندة صراع القوى الدولية في المنطقة.

ما كان للحوثي ان يدخل أنصاره صنعاء لولا الثورة الشبابية الشعبية ومن قبلها مساعي أحزاب المشترك التي ناضلت من اجله كثيرا وتنكر له الحوثي سريعا وارتمى في حضن الجلاد. التنكر والتقمص هما ادوار يجيدها الحوثي وهي مسالك ستأتي ثمارها السلبية عليه، فالظالم يظل ظالما مهما تبدلت ألوانه ومواقفه.

الحوثي اظهر في هذه المناسبة المدى الذي بلغه توسعه السياسي والشعبي. وهذا التوسع بفضل الإضافة القوية التي قدمها له المؤتمر الشعبي العام وزعيمه المخلوع، وهذا الدعم رسالة يجب ان يقرأها إخواننا في الخليج وخاصة السعودية التي لازالت سياساتها ومواقفها تجاه اليمن تترجم عمليا لصالح الحوثي وإيران.

التوسع الحوث إيراني هدفه الخليج وخاصة السعودية، واليمن هي الخاصرة الملائمة لهذا الحصار، وعلى السعوديين إدراك هذا الخطر قبل ان يستفحل وعليهم ان يعملوا بآليات أخرى غير الآليات المعمول بها حاليا.

معظم سياسات دول الخليج تجاه اليمن استعلائية واقصائية وهي سياسات غطرسة، وما ينتج عنها كرد فعل طبيعي ومتوقع هو زيادة السائرين في اتجاه الحوثي.

إيران تحاصر الخليج وقد تنجح في ظل السياسة الخليجية المريضة. والحوثي أصبح أداة جذب قوية في ظل التعاون بينه وبين الرئيس السابق وحزب المؤتمر وسينجح هذا التعاون سريعا. وقد لمس الجميع بصمات المؤتمر الشعبي العام والدعم اللوجستي الذي قدمه في حشده للجماهير وحشده الإعلامي.

الحوثي استطاع توظيف الدعم الذي تقدمه إيران ويستفيد من الدعم الذي يقدمه له الرئيس المخلوع. ومع ذكر الدعم الخارجي نجد ان لا وجه للمقارنة بين دعم إيران بمفردها للحوثي مع الدعم الذي تقدمه دول الخليج مجتمعة للأطراف التي تقف في وجه المشروع الإيراني. الفرق واضح وملموس، كما ان الدعم الذي تقدمه دول الخليج ومؤسسات خليجية أخرى للرئيس السابق يذهب جزء منه للحوثي.

اذا التنافس كبير وقوي، وسيترتب على هذا التنافس تغلب فريق على آخر، وستكون الغلبة للأقوى والأصلح. الحوثي اليوم لا يشترط السربلة في الصلاة ولا يشترط ان يكون شيعيا او هاشميا فقد تجاوز هذه الجزئيات، واستطاع ان يتمدد بقوة في المحافظات السنية تاريخيا وأنصاره الجدد أغلبيتهم من المناطق السنية.

سياسة الأهمال الخليجية اكبر داعم للوجود الإيراني. وفي ظل استمرار هذه السياسة دون فهم المتغيرات يجد اليمنيون أنفسهم بمفردهم في مواجهة إيران.


عباس الضالعي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..