الأربعاء، 30 يناير 2013

عضوات الشورى والطبقة " البرجوازية " !

لما قرأت أسماء من تم اختيارهن كعضوات للشورى لاحظت أن أغلبهن ممن هن على وظائف أو مناصب
رسمية ويحملن مؤهلات علمية أو سيدات أعمال وبصراحة متناهية وبدون مقدمات لا أنتظر منهن أي خدمة لقضايا المرأة أو قضايا المجتمع ليس لأنهن نساء إنما لأسباب عده من بينها أن التي عاشت حياة الترف ولا زالت لا ينتظر منها إحساس بالفقراء أو الأرامل أو اليتامى , كما أن المتفوقة علميآ عادةً تكون معزولة عن المجتمع وقضاياه ومعرفتها به تكون سطحية للغاية بل أن عزلتها هذه هي سبب تفوقها , كما أن إقحام المرأة - ذات الإنجاز العلمي والمطلوب منها دور وإنجازات أكبر - وبما ليس من اختصاصها قد يؤثر سلبيآ على عملها الأساس ولو كانت إنسانة منجزة لأن لكل إنسان طاقة معينة وإضافة أعباء ومهام أكبر لن يجعلها قادرة على القيام ببعضها فضلآ عن أهمها !

وكتدليل على ما سبق سأضع هنا نموذجين تدلل على أن الشخص المتفوق علميآ إذا أُضيفت له أعباء قد يفشل وأن الطبقة " البرجوازية " بعيدة عن واقع المجتمع وفهم قضاياه :

عبدالله الربيعة الذي وصلت شهرته العلمية إلى العالم بسبب نجاحه في فصل حالات التوائم السيامية لما أُعطي منصب وزير للصحة هل حقق نجاحات جديدة ؟ وهل أضاف شيء يُذكر للوزارة ؟ وهل انتشلها مما كانت تعاني ؟ كل يوم نكتشف حالات فساد في ذلك المستشفى أو ذاك .

عادل فقيه التاجر ورجل الأعمال حينما استلم منصب وزير للعمل ماذا قدم ؟ هل شعر بمعاناة المعطلين عن العمل ؟ هل أصبح لديه هم أو ( حس وطني ) لتوفير فرص العمل للشباب ؟ اهتم بأعماله الخاصة وأشغل الناس بإثارة قضايا أيدلوجية ليتصارعوا بعيدآ عن عمله !

عضوات الشورى كما أعضاء الشورى من قبل يعتبرون العضوية كوظيفة إضافية يحصلون من خلالها على مرتب جيد ومكانة مرموقة في المجتمع ولا يخطر في بالهم أن عضويتهم هي مقابل خدمة قضايا ومصالح المواطنين وعدم الإنعزال عن المجتمع و واقعه , بل كثير من جلسات الشورى تم تأجيل أو رفض التصويت على قضايا هامه تمس المواطنين , بينما لا بأس من أن يطرح أحدهم وهو نائم على الكرسي أحقية أعضاء المجلس الموقر بأن يحصلوا على وسام الملك عبدالعزيز !

الطبقة " البرجوازية " تثير ما تفتقده هي وتعاني منه لا ما يفتقده عموم المواطنين والمواطنات ويعانون منه لسنوات طوال ؛ لهذا لم يكن مستغربآ ( شبه إجماع ) عضوات الشورى في تقارير صحفية أن قيادة المرأة للسيارة هي من القضايا التي ستطرح وبقوه فقد جاء بالبنط العريض "  عضوات بـ"الشورى": قيادة المرأة السيارة من القضايا الملحة وسنطرحها للنقاش "

لأن الواحده منهن لديها وظيفة ومنصب وتملك سيارة وهي سيدة أعمال ولها مكانة مرموقة ولا ينقصها سوى أن تقود سيارتها بنفسها , أما منزلها فيقوده فريق من الخادمات والطاهيات !

تجاهل ( مبدئي ) لقضايا المرأة البسيطة , المرأة التي من الطبقات المهمشة والمهشمة لتحقيق أيدلوجيات معروف ماضيها ومستقبلها ! وبدليل أن غالبية العضوات ممن يبدين زينتهن وبما ليس به اختلاف فقهي وهذا له معنى أيضآ ولأن من لم يحالفهن الحظ في الاختيار لا ينقصهن مؤهلات وخبرات وإنجازات !

أما الصنف المهاجم لتعيين عضوات في مجلس الشورى يرى ما يجب أن تكون عليه المرأة في الإسلام من تكريم وتعزيز ويحاول أن يُفهمنا أن المرأة الآن تعيش في ظل هذا التكريم باعتبار أن الدولة مسلمة ، نعرف أن الإسلام لم يبخص المرأة حقوقها وأنه كرمها ولكن هل يطبق المسلمون ما جاء به إسلامهم ؟

لا يعترفون بما تعانيه المرأة مثلآ مع وزارة الخدمة المدنية أو غيرها من جهات ومؤسسات لأن الإسلام كرمها , وهذا الصنف يعيش خارج الواقع ويبرر ما تعانيه المرأة الآن أنه لسبب نفوذ " الليبراليين " بينما المرأة قبل عقود كانت معنفة ومطلقة وأرملة ويتيمة ولكن لا تجد من يلتفت لقضاياها وتعيش على نفقات بعض المحسنين !

قضية المرأة الآن هي قضية صراع ( أيدلوجي ) كلٌ يريد استخدامها لبسط نفوذه و أدلجته !

نحن نريد الوقوف على قضايا المرأة الضعيفة والإهتمام بها عن طريق خطاب ( معتدل ) نابع من الإسلام ويفهم الواقع لا أيدلوجيات وصراعات أثبتت فشلها الذريع على مر العصور !


ميساء بنت العنزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..