نظام ساهر الالكتروني يعرف على انه نظام إلكتروني بعيدا عن اليدوية يقوم بالمراقبة للحركة المرورية للسيارات، رصد الحوادث
المرورية، متابعة المركبات، وأخيرا رصد المخالفات المرورية وهو ما سأقوم بالتركيز عليه في هذه التدوينة.
في كل دولة من دول العالم المتقدمة (واركز هنا على كلمة المتقدمة) هناك نظام لإدارة المركبات والسرعات المخصصة على الطرقات وكذلك نظام شامل لجميع حيثيات المخالفات التي تحدث من قائدين المركبات بقصد او بغير قصد وذلك للتوعية أولا ومن ثم عقاب المخالف في نفس الوقت. سأتطرق هنا لجوانب عدة من ناحية إعداد المرور لتطبيق النظام وكذلك من ناحية تطبيق الجماهير لهذا النظام ولكن قبل ذلك سأبدا بتعريف النظام كتقنية وطريقة رصدة للمخالفات.
طريقة عمل ساهر: تحتوي لوحات المركبات على شريحة معلوماتية يطلق عليها RFID وهي إختصار لـ Radio Frequency Identification وهي عبارة عن شريحة هي عبارة عن رقائق صغيرة الحجم مصنوعة من السليكون ويخزن فيها معلومات يمكن قرائتها بواسطة قارئات خاصة للتعرف على المركبة وبياناتها ومالكها وجميع مايتعلق بها من معلومات. عند إرتكاب المخالف للسرعة المحددة او قطع الإشارة فإن الجهاز القارئ يقوم بقراءة الشريحة إضافة الى ان الكاميرا تقوم بالتقاط صورة للوحة السيارة الأمامية بالإضافة الى وجه السائق وكذلك التقاط صورة لوحة السيارة من الخلف للتأكيد.
ماكان يجب ان يقام به قبل نظام ساهر:
- التوعية قبل العقاب: كان من الأولى على إدارة المرور قبل ان تدشن نظام ساهر الالكتروني ان يكون هناك حملة مطولة للاعلان عن هذا النظام بشتى خطواتة بدء من الرصد للمخالفة حتى تسديد المخالفة ليعلم قائد المركبة كيفية وآلية عمل هذا النظام ليتماشى ويتفاعل مع المتغيرات الجديدة في نظام رصد المخالفات. الاعلانات التي كنا نشاهدها غالبا ما تكون عن الحوادث والسرعة ولكن لا جديد في ذلك فالجميع يعلم ان السرعة هي السبب الرئيسي للحوادث. السؤال الاهم هو لماذا لم يكن هناك تعليمات خاصة بشأن طريقة رصد المخالفات او على الاقل رصد تجريبي لمدة شهر ومن ثم ارسال رسائل تحذيرية للاشخاص المخالفين ليكون هناك التوعية أولا قبل العقاب. فالهدف من ساهر كما يتداول الكثير وكما أحسوا هو هدف ربحي أكثر منه ان يكون توعوي بالسلامة المرورية والدليل هو عدم وجود برامج مطولة للتوعية وانشاء مراكز توعوية لفترات اطول الى أن بعضهم طالب بإدراجة كشركة مساهمة ليتمكن البعض من الإكتتاب فيه لضمان الربحية !!
- البنية التحتية للطرق: تعتبر البنى التحتية للطرق هي الاساس والتي يجب ان تجهز اولا قبل التفكير في تطبيق هكذا انظمة لان الطرق المتهالكة او التي تحوي مطبات صناعية شاهقة وبدون علامات ارشادية تنبيهية لوجود مطبات او بدون وجود علامات لتحديد السرعة كل ذلك يؤدي الى تفاقم المشكلة. أنا متأكد من ان اغلب الذين رصدت بحقهم مخالفة مرورية لايعرفون كم هي السرعة المطلوبة للطرق التي رصدت فيها بحقهم هذة المخالفة والسبب في ذلك هو عدم وجود لوحات او علامات ارشادية كافية. لاننسى ايضا ان هذه اللوحات يجب ان تحتوي على اللغتين العربية والانجليزية والسبب يعود الى ان اغلبية سائقي السيارات من الأجانب للأسف.
- طريقة رصد المخالفات: هناك نوعين لآلية رصد المخالفات. النوع الأول وهو الأجمل بالنسبة لي وهو السيارات المتحركة (Microbus) التي تحتوي على كاميرات بحيث توضع في مواقع عشوائية لرصد السرعة حتى يفاجئ السائق الغير منضبط بتحرير مخالفة الكترونية . النوع الثاني هو الكاميرات الثابتة التي ترصد السرعة في اماكن محددة لايعرف اماكن أغلبها بسبب مكانها الاستراتيجي. وكلتا الطريقتين تخفف من أساليب (تكفى) و(حب الخشوم) و(وش يرجع اصلك) و (والله ما أسرعت) الى نظام الكتروني لايقبل الرجعة فيه عند اصدار مخالفة حقيقية.
- ساهر والمواطن: أعلم تماما وحق المعرفة ان المواطن السعودي ( ولا أعمم هنا ولكن الحديث للأغلبية) هو من أكثر الاشخاص تطبيقا للنظام ولكن ليس في دولته وانما في دول اخرى عندما يرغم على ذلك. وأنا أرى ان في نظام ساهر إرغام رائع لأولائك المتهورون الذي يملأون الشوارع ببقع من الدماء والأشلاء المتطايرة وبدون أدنى مسؤولية منهم جراء تهورهم الذي لايطاق. هذا النظام حسب رؤيتي للفترات الأخيرة أصبح يلجم أصحاب السرعات العالية فلم أعد ارى احدا يجبرك على النزوح من مسارك عندما تكون على السرعة المطلوبة لذلك الطريق بعكس ماكان في السابق عندما تتقيد بالسرعة القانونية فإن اغلبية من خلفك من السيارات سيضايقونك حتى تبتعد عن مسارهم وكأنه أحد أملاكهم.
إشاعات متداولة:
ظهر بعد نظام ساهر اشاعات كثيرة بخصوص الغاء النظام لكثرة المشاكل او بحذف جميع المخالفات التي اصدرت واكثر ماشدني هي حقيقتين مزيفتين للعب على عقول السعوديين لتسويق السلع على حساب فكرهم الباحث عن تجاوز النظام بشتى السبل.
الإشاعة الاولى: هي وجود بخاخ خاص يتم رشه على لوحة السيارة بحيث لاتتمكن كاميرات ساهر من قراءة لوحة السيارة حيث يبلغ سعر هذا البخاخ 150 ريال بالاضافة الى تحمل مستخدمة مخالفة سينالها جراء الفشل العقلي الذي يملكه جراء القيام بشراء هذا البخاخ الوهمي.
الإشاعة الثانية: ظهور برامج يقال انها تكتشف الرادار تركب على جهاز الجوال وبدورها تقوم بابلاغك عن مكان الكاميرا واكثر ماظهر للساحة هو برنامج (Trapster) ولمن يملك عقلا سيعرف بان الجوال لايمكن ان يخبرك بذلك الا بوجود قاعدة بيانات مرصودة مسبقا ولكن ليس عن طريق الاستشعار.
نقاط استراتيجية:
- لوحات تحديد السرعات مكتوبة باللغة العربية فقط ولايجب ان تكون كذلك ومثبته على الجانب الايمن من الطريق حتى لايراها قائد المركبة ليحرر في حقه مخالفة وأستغرب عدم وضعها على الجهة الأقرب للسائق وهي الجهة اليسرى.
- السرعات المحددة لاتناسب حجم الطرقات فمن غير المعقول ان ترى طريقا بأربع مسارات تكون السرعة القصوى فيه هي 70 كم.
- يجب ان تكون هناك استراتيجية للاعتراض عند حصول احدهم على مخالفة ولايكون النظام هو(سدد ومن ثم اعترض) بحيث يكون هناك صورة ملتقطة كاثبات للسرعة او قطع الاشارة ترفق كملف في سجل المواطن في حال قام بالتحري عن وجود مخالفات حتى يكون اثبات لايقبل الشك.
- الا يكون الهدف من النظام هو الربحية المطلقة والا لتحول الأمر الى عراك مروري وعدم تقبل المجتمع لهكذا انظمة.
- قل عدد المتجاوزين بسرعات عالية من المسار الأيسر واصبح الجميع يلتزم بالسرعة القصوى المحددة.
- يجب ايجاد حلول لمن يقف في أقصى المسار الايمن عند اشارة المرور وتعطيل من يريدون الالتفاف الى اليمين.
- الأخطاء واردة في جميع الانظمة التي تطبق بشكل حديث ولكنها سرعان ماتتلاشى ليكتمل الهدف الذي من أجله وضعت هذة الانظمة.
- يجب ان ندعم هذا النظام جميعا لانه مشروع وطني وفي الاخير يصب في مصلحتنا جميعا ويؤدي الى تنظيم حروب السيارات في الشوارع.
- إستخدم مثبت السرعة اذا لم تستطع ان تقوم بالتحكم في سرعتك فهو الحل الأمثل حتى تعتاد على الالتزام بالسرعات المحددة.
- لتعرف ماهي المخالفات المسجلة عليك ولتحديث بياناتك يمكنك زيارة موقع
الخدمات الالكترونية التابع لوزارة الداخلية. - لم أحصل على اية مخالفة ولله الحمد منذ 8 سنوات وذلك لالتزامي بالانظمة ولم اتذمر كما يفعل البعض عندما يخالف النظام ويحصل على مخالفة.
دونت في 29 مايو 2010 |
تصنيف: ادارة وتخطيط, مجتمع |
تصنيف: ادارة وتخطيط, مجتمع |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..