الثلاثاء، 8 يناير 2013

الشاعر : محمدبن شلاح (رحمه الله)

الشيخ الإعلامي الشاعر :
محمد بن عويض بن شلاح
(رحمه الله)
ولد محمد بن شلاح المطيري في بادية (الشلالحة ) بالمهد بمنطقة المدينة المنورة عام 1352 هـ وهو أخ شقيق للشاعر شليوح بن شلاح , عمل عسكرياً بالقوات الجوية بقاعدة الأمير عبدالله بجدة حتى وصل الى رتبة مقدم وأحيل للتقاعد قبل وفاته بسنوات كما تولى منذ ثلاثة أعوام مشيخة قبيلة ( الشلالحة ) من مطير , خدم في مجال الإعلام منذ عام 1377 هـ حتى 1426 هـ أي حوالي خمسين عاماً , له من الأبناء نمر وهو موظف بوزارة الصحة بمحافظة جدة وعقاب شيخ شمل الشلالحة حالياً وماجد ملازم بالحرس الوطني بالرياض وأصغر أبنائه يوسف وعمره خمس سنوات , وله خمس بنات ومتزوج من ثلاث زوجات .غفر الله لأبي نمر وأسكنه فسيح جناته

كانت بداية مشاركاته بالإذاعة والتلفزيون في عام 1377ه مع بداية تأسيس برنامج (من البادية) بالإذاعة السعودية كمشارك مع مؤسس برنامج (من البادية) بالإذاعة وكان في ذلك الوقت الأستاذ مطلق مخلد الذيابي - رحمهما الله - وكانت تلك البداية حيث بدأ البرنامج بالإذاعة لمدة عشر دقائق أسبوعياً وأصبح عليه إقبالاً كبيراً، وكان ابن شلاح من الشعراء المشاركين والمستمرين في هذا البرنامج الذي تطور من عشر دقائق إلى ثلاثين دقيقة فأربعين دقيقة ثم إلى ساعة كاملة بعد ذلك أصبح يذاع مرتين في الأسبوع الواحد، وكان ابن شلاح يشارك مع زميله مطلق مخلد الذيابي حتى ترك البرنامج فأسندت مهمة إعداده وتقديمه لابن شلاح في عام 1388ه وذلك بشهادة من مقدم البرنامج الأول ومؤسسة مخلد الذيابي.


وفي نفس العام 1388ه بدأت رحلة ابن شلاح مع خدمة الأدب الشعبي بتقديم وإعداد البرامج الشعبية عندما أطل بصوته المتميز على مستمعيه عبر إذاعة الرياض من خلال تقديمه وإعداده لبرنامجه الشهير (من البادية) وكذلك إعداده وتقديم البرنامج التلفزيوني الشهير باسم (مضارب البادية) عبر شاشة التلفزيون السعودي «القناة الأولى» وكان التلفزيون في ذلك الوقت أبيض وأسود، واستمر رحمة الله عليه بتقديم هذين البرنامجين، وكذلك قام بإعداد وتقديم برنامج شعري بعنوان (من بوادي العرب) أذيع منه تقريباً عشر حلقات عبر إحدى القنوات الفضائية.. وبالرغم من انشغاله بخدمة الوطن فقد كان الفقيد يعمل في السلك العسكري، وأيضاً في المجال الإعلامي فقد كان يعمل بشكل دءوب وبإخلاص وشرف وأمانة حتى وافاه الأجل المكتوب يوم الجمعة الموافق 26/4/1426هـ


أما في المحاورة فهو يعتبر من أعلام هذا اللون حيث بدأ في هذا المجال وسنه لا تتجاوز الثالثة عشرة وكان أول محاوراته محاورة جرت بينه وبين أحد الشعراء واسمه «سعود» (البحر) وذلك في مدينة الطائف أمام المغفور له جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز طيب اللّه ثراه وعمره آنذاك أربعة عشر عاماً حيث اشتهرت هذه المحاورة ولا زالت ونورد منها الآتي :

ســـــــــعـــــــــود:

سلام من خاطــرٍ منـي تدقـه هجــــوس
رديــةٍ مـن ضميــر سـعـــــــود غنابـهــا
لا واللّه الا غطستو فالبحـور الغطـوس
تــــرى المعانــي تـدوّر عنــد طلابـهـــا

مــــــحــــــمــــــد:

يا مرحبـــا يالمغنـــي عــــد نقـد الفلـــــوس
يـا مرحبــــا بالمثـــــايــــل والـذي جابــهــــا
ترى البحر له سواعي من وراك وعسوس
حاجتــك يا سعـود حنـــا مـا درينــا بهـــــــا

ســـــــــعـــــــــود:

لا يالبديـوي موصــخ محـرقتك الشموس
وش ولعــك بالحكــــومة تتعـب أركابهــا
تبي تقـوس البحر مانته بعارف تقــــوس
واللي يعـــد النجـــوم يضــيّـــع حسابهــا

فــرد علـيـه محـمـد قـائــلا:

لو الشجاعة تجي من لبس زين اللبوس
يمد العذارى تهـــــــوش وتفتـل اشنابهـا
اللّه يعز الحكومـة ركبتـك التكـــــــــوس
وانته من أول بضـــاعـــة عند جــلابـهـا



وعن تغيرات الوقت قال هذه القصيدة يسند بها على أخيه الشاعر الكبير شليويح بن شلاح:

وقتٍ تقافا وانتهـى يـا شليـــويـح
ما عاد يصلـح للوجيـه الفليحــــه
دنيا بحروالنـاس فيهـا سبابيـــــح
ومن طاح ما هم ابن عمه مطيحه
أحدٍ يجاهده يبـي هبـت الريــــــــح
ما هو مدور من وراهـا مديـحـــه
معطي طريق الطيب ويقوم ويطيح
يبغى الجماله واليالـي شحيـحــــه


وله ايضاً

ما كل طير يطــــــرد الصيـد يشفيـــــك
ولا كل سيف ضربتــــه تقطع الــراس
ولا كل مـن يقـرأ الكتابـــــه يقريــــــك
ولا كل من يبني البنا جـود الســــــاس
ولا كـل متطبـب بطبـــه يداويــــــــــــك
ولا كل من عض اللحم عنده أضراس


أما عن الدنيا والزهد فيها وعن من يعجب ويغتر في هذه الدنيا الفانية يقول :

أن كان تضحك معجبك كثر دنياك
والها بقلبك صار حـبٍ كبيــــــري
اذكر اليا قفيـت عنهـا وشلنـــــاك
ولقيت مثواك الأكيـد الأخيـــــري
ولا عاد تنفع يا رصيــدٍ تركنــــاك
فالبنـك والا في ملـف المديــــري
ولا عاد تنفـــع يـا محـلٍ بنينــــاك
وتلك المجالس والكنب والحريري
ولا عاد تنفـــع يا رفيــــقٍ ذكرنـاك
عن الشفاعـة صار حبلك قصيري

وهذهـ قصيدة صاغها الأديب الشاعر محمد بن شلاّح ويقول وهو يروي القصة بنفسه القصيدة وقصتها بقوله:
في عام 1384هـ قمت ببناء منزلي الكائن بحي الشرفية بمدينة جدة وعملت غرفة في مقدمة المنزل وضعت فيها «وجاراً» وهو ما تشتعل فيه النار وتعمل فيه القهوة كنت فرحاً بهذا الوجار، كنت أفتح الباب الخارجي، وكل من يمر بالشارع يشاهد الرجال والدلال وكان غريباً في وقته،ي كان الجار يدخل والضيف يدخل والكل لا يستحيي لأن فتح الباب معناه الترحيب والإذن بالدخول يقول ابن شلاح كانت جدة في هذا التاريخ 1384هـ ليست كجدة الآن من توفر الفنادق والشقق السكنية وحتى المطاعم قال، وفي ثالث أيام عيد الفطر المبارك وعندما صليت الصبح كالعادة فتحت الباب، ودخلت إلى داخل المنزل، وكان عندنا رجل يقال له جميل «افداوي» شعم جميل النار وأخذ يعمل القهوة، وإذا برجل يخرج من المسجد ويدخل عليه «لأن الباب مفتوح» رحب به جميل وسأله هل تعرف صاحب البيت؟ قال الرجل: لا والله لكني خرجت من المسجد، ورأيت جميع الأبواب مغلقة ما عدا باب هذا البيت، واستحيت لا اطرق الأبواب أو أنادي فدخلت وانا شمري من قرى حائل أبحث عن ابني في مدارس الثغر، ومن هو صاحب البيت؟ قال جميل هذا رجل مطيري كل هذا الحوار الذي جرى بين جميل والشمري استمعتله وأنا خلف الجدار عندما قال الشمري استحييت ألا أنادي حضر لي مطلع قصيدة وهو:
أمل الوجار وخلوا الباب مفتوح ....... خوف المسير يستحيي لا ينادي

رجعت إلى غرفتي وكتبت هذا البيت، ثم عدت ودخلت عليهما ورحبت بالضيف الشمري الذي قال «تراي ما نيب ضيف لا تتعبون» قال ابن شلاح قمنا بالواجب وبحثنا عن ابنه وأحضرناه له وذبحنا خروف العيد وتغدينا، ثم سافر هو وابنه وقد بقي هذا البيت عندي أي بيت الشعر ستة أشهر، ثم بعد ذلك بنيت عليه قصيدتي التالية «قصيدة امل الوجار» واليك القصيدة. وقال هـــذه القصيـــدة :.


أمــل الوجـــار وخلوا البــاب مفتــــوح

خـــوف المســـيـر يســـتحي مـا ينــــــادي
نبغي الى جـــاء نـــازح الــــدار ملفــوح
وشــــاف البيــوت مصككــة جــاك بــــادي
يقلــط لــديــوان بــه الصــدر مشـــروح
ورزقـــه علـى رازق ضعـــــاف الجــــرادي
يا نمــر مـا في صكـــت البــاب مصلــوح
ولا هــي بلنــا يــا مضــنـــــة فــــــــوادي
تصلــح لمخلــوق يبـي يســـتر الــــروح
ناشــي عليــهــــا معتمــــدهـا اعتمــــادي
يا نمــر لو المرجلــه ســــدو مســــدوح
كـــل نقــــــزهـــا حـــــــر ولا بــــــــرادي
لكنــها من دونـــها المــــر مطـــــروح
وارض تـبي مـــن بــذر فعـــلك ســــمادي
رجـــال تقصيــــره مع النــاس مســـــموح
لا حيـــث مالـــه في القــــديمــة شــــدادي
ورجـــال تقصيره مـــع النـــاس مفضــــوح
وكــلٍ يقـــــول النــار تخــــــــر رمـــــادي



منقول .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وهذا ما كتبته عنه  بعيد وفاته رحمه الله

محمد ابن شلاح .. غادر بعد ان ملأ الوجار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..