قال إبراهيم السكران
في وسم التجنس باسم السلالة الحاكمة: في ليبيا لم يكن أهلها
يسمون
قذافيون [قذافيين]. وفي سوريا لا يسمى أهلها
أسديون[أسديين]. وفي العراق لا يسمى أهلها صداميون
[صداميين]. وهكذا وحتى لو وصلنا للخليج حيث البيئة
المفاهيمية متقاربة: فأهل قطر لا يسمون ثانيّون [ثانيّين]، وأهل الإمارات لا يسمون نهيانيون [نهيَّانيين]. بل حتى البحرين، وهي دولة (خليجية)، وأيضاً أصبحت (مملكة)، أي
اقتربت من حالة السعودية، فلا يسمى أهلها: خليفيون [خليفيين].
وأما في السعودية فجنسية الأفراد، والأرض، كلاهما؛
منسوب إلى السلالة الحاكمة (سعودي، السعودية)، عكس الدول المعاصرة.
حسنا..هل لهذا سابقة؟ هل هناك دولة تنسب مواطنيها
لحكامها؟
نعم
يوجد، وأعتقد أن السابقة مفتاح لفهم حالتنا السعودية.
هذه
السابقة هي (قانون الجنسية العثمانية) الصادر عام 1869م.
ولا عيب في نسبة
الشعب إلى حكامه، وهو لم يذكر عيبًا في ذلك، وربما قيل للرجل من دولة بني أمية أو
دولة بني العباس: أموي أو عباسي، وإن لم يكن من بني أمية أو بني العباس، ولا بأس بذلك.
ثم
قال:
في عام
1374 صدر نظام ألغى السابق وهو بنفس الاسم (نظام الجنسية العربية السعودية) وهو المعمول
به، مع تعديلاته.
هذا النظام المعمول به الآن
فيه مواد طريفة! مثل: (السعوديون هم من كانت تابعيته عثمانية عام 1332 من سكان المملكة).
كيف يكون نظام سعودي معمول
به، وفيه مثل هذه المادة التي تتحدث عن رعايا الخلافة العثمانية؟! رحم الله التحديث!
هذه المادة
تعنى ببيان قواعد تأسيس الجنسية، وتحديد الوطنيين الأصليين (الأصول)؛ فكيف يُبْتَغَى
تحديثها !!!
قال: نأتي إلى الدلالات
السلبية لمفهوم جنسية (سعودي)، فكيف عرّف النظام المعمول به إلى الآن من هو (السعودي)
؟
يعرف نظام الجنسية "السعودي" كالتالي:
(المادة3: السعودي هو من كان تابعا لحكومة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم).
وفي
التعريف السابق إشكال نظامي وفقهي، فالمسلم على هذه الأرض لا يسوغ فقها ولا نظاما أن
يعرف بتبعيته لملك معين!
- لم يورد نص
المادة بتمامه؛ فنصها بتمامه: (السعودي هو: من كان تابعًا لحكومة حضرة صاحب الجلالة
الملك المعظم؛ طبقًا لأحكام هذا النظام).
ولم يبين لماذا
لا يسوغ فقهًا ولا نظامًا أن يعرف المسلم على هذه الأرض بتبعيته لملك معين!؟ مع أن
نص المادة عرَّف السعودي، ولم يعرِّف المسلم على هذه الأرض؛ ففرق بين أن يقال: (السعودي
هو: من كان تابعًا لحكومة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم؛ طبقًا لأحكام هذا
النظام)، وأن يقال: المسلم على هذه الأرض: سعودي، أو المسلم على هذه الأرض: من كان
تابعًا لحكومة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم.
والإنسان يسوغ
أن ينسب إلى حكامه، كما يسوغ أن ينسب إلى بلده وقبيلته ومذهبه وحرفته ومدرسته ومعلمه وإلى
صفة تميزه أو يختص بها، ولا يلزم من مجرد النسبة إلى شيء من ذلك الإهانة أو انتقاص
الكرامة إلا أن تكون الصفة التي قد ينسب إليها صفة سيئة...
قال: حسناً..ما هو المطلوب؟
المطلوب: أن يطرح مجلس الشورى، وهيئة الخبراء، دراسة مقترحات لتعديل مفهوم الجنسية
السعودية.
وتطرح المبتكرات لبدائل اسم الجنسية (السعودية) المنسوبة
لسلالة، وتكون البدائل مستوحاة من اسم الجزيرة العربية مثلاً...
مما يمكن أن
يقترح بديلاً لاسم الجنسية السعودية: الجنسية الجزعريَّة أو الجزربيَّة، من اسم
الجزيرة العربية، ولكن هذا الاسم تدخل فيه اليمن وإمارات الخليج؛ فلا يناسب المسمى...
ومما يمكن أن
يقترح بديلاً لاسم الجنسية السعودية: الجنسية الحجنجية، من اسم الحجاز ونجد، ولكن
هذا الاسم لا يدخل فيه إقليم الإحساء (المنطقة الشرقية من المملكة)، أما المنطقة
الجنوبية فيشملها اسم الحجاز...
ولذلك فإن
أنسب البدائل لاسم الجنسية السعودية هو: الجنسية الحجنجاحية.
قال:
وقد يقول قائل: إن هذه مسألة "تاريخية" وتلاشى واضمحل البعد الشخصي في لقب
(سعودي، السعودية). وأرى أن هذا غير دقيق.
بل إنني واجهت أكثر من شخص عربي في الخارج يستغرب
أننا منسوبون إلى عائلة حكّامنا، ولسنا منسوبين مثلهم إلى أراضيهم.
وقد يقال (الناس لا تعنيهم هذه المسألة الرمزية)
وأقول: الناس متفاوتون، فبعضهم تعنيه المعيشة فقط، وبعضهم تلهمه الرمزيات.
وقد لاحظت أن بعض المنتسبين لمناصب حكومية يتشنج
ويتوتر عند بحث هذه المسألة، وكأن الدولة ستسقط لبحث مسألة رمزية!
- مجرد استغراب
النسبة إلى الحكام ليس دليلاً على وجود البعد الشخصي في لقب (سعودي، السعودية)، والرمزية
التي يشير إليها هنا؛ قد أوضح معناها بعض الإيضاح في أوائل مقاله، حيث قال:
الجنسية (أفق دلالي خصب) يفسر الإنسان من خلاله ذاته، والآخرين من حوله، ويستمد مشاعر جاذبة،
ومشاعر طاردة، وهو ينطق به.
والجنسية في نظري (طوق تفسيري) له مسامات، يتحكم
في تلوين التصورات النافذة إليك، والتصورات الصادرة عنك.
ما سبق
يدحض أطروحة ترى أن (صيغة الجنسية) مسألة شكلية هامشية.
لا،
الجنسية مسألة رمزية موحية لها صلة بـ(الكرامة).
فخلط بين الجنسية
بمعنى الاشتراك في الأصل أو اللغة أو العقيدة، وهي التي ينطبق عليها هذا الكلام،
والجنسية بمعنى الاشتراك في الرابطة القانونية أو التبعية لحكومة معينة، وهذه لا ينطبق
عليها الكلام الذي أورده في المقدمة.
وجنسية الإنسان
لا صلة لها بكرامته، إنما يكرِّم الإنسان تقواه لله عز وجل.
كما أنه خلط
بين أمرين؛ تعديل مفهوم الجنسية السعودية، وتبديل اسم الجنسية السعودية، مع أن تبديل
اسم الجنسية السعودية لا يستلزم تعديل مفهوم الجنسية لمواطني نجد والحجاز والإحساء،
فيمكن أن يبدل الاسم، وتبقى التبعية، والصلة بالكرامة هي الصلة نفسها...
فإن
كان يريد
أنهما مطلوبان لا مطلوب واحد؛ فهذا يعني أنه لم يوضح مقترحات تعديل مفهوم
جنسية أهل
حجنجاح (بألف قبل الحاء الأخيرة؛ لئلا تقرأ من الجهتين؛ فيتوهم أن (حج)
الثانية أو الأولى في القراءة العكسية؛ تأكيد للإشارة إلى الحجاز؛ لأهميته
وسعته، وتسقط الإحساء بأيدي الرافضة (رافضة اسم الجنسية السعودية)!!!
والله المستعان.
فؤاد أبو الغيث
فؤاد أبو الغيث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..