كتب الأخ عايد الشمري أدلة وبراهين على وجود تنظيم الإخوان المسلمين في
السعودية، وحيث أني متابع للإخوان ومعجب بكثير من أعمالهم - لا منضم لهم - أرى أن أدلته تحتاج إلى أدلة، وتوثيقه يحتاج إلى توثيق!وحين نتحدث عن الإخوان أولاً، فعلينا أن نتحدث عن الكثير من الأمور منها: طابع النشأة والتأسيس، والطابع الذي عليه الوضع الآن، وعلينا أيضاً أن نتحدث عن طبيعة عملها بإنصاف، لا أن تكون فزاعة نتحدث عنها ونخوف الناس منها ليل نهار، ونصنع من حبها قبباً ونهول أمرها.. الإنصاف لا يقودنا إلى ذلك أبداً!.
حين تحدث الأخ عن تنظيم الإخوان في المملكة خلط أموراً كثيرة في ثنايا بحثه وأدلته، فتارة يذكر دليلاً مذكوراً فيه أن المنسق ( القطان ) يعمل من تلقاء نفسه، وهذا دليل على أن الأمر اجتهاد شخصي منه، لا تنظيم موجود، وطريقة السؤال
والجواب تدل على أن كلا القياديين لا يعرفان أحداً هناك! - هذا كمثال، وإلا فالبحث مليء بما يجيب بنفي الوجود الذي أراده صاحب البحث أن يكون! - عدا أن هناك شخصيات لا يُعرف ما مصادرها، وشهادتها على الجماعة لا يعتد بها، وقد استشهد
بها الأخ هنا.
اختلط على الأخ عايد الشمري أمر ( دعوة الإخوان ) و ( تنظيم الإخوان ) ، فدعوة الإخوان وفكرهم منتشر في كل مكان لأنها دعوة إسلامية قامت على أسس من الخير والتقوى - نحسبها كذلك ولا نزكي على الله - ، يدل على ذلك أصولها الموضوعة في الكتب، ويدل عليها نتاجها العظيم الذي وصل لكل أنحاء العالم، وكما يسميها أتباعها: " دعوة ربانية عالمية " .
ولذا فقد استشهد الأخ ببعض الدلائل على انتشار الدعوة ، استدل بها على وجود التنظيم! .. والفرق شاسع بين!
وعن وجود الفكر الإخواني وطريقة العمل الدعوية في المملكة وفي غيرها، - بل وفي أمريكا وأوروبا - فإن أسلوب العمل ذاته موجود،
لأنه أسلوب عملي مرن، وهذا ما لا يمكن أن ينفيه أحد، وحالها حال كل فكرة تلاقي رواجاً فيتم تقليدها أو الاقتباس منها لصياغة فكرة ملائمة للبلد التي يتواجد فيها الشخص، وهذا ما حدث في المملكة، وفي دول الخليج، فقد اتخذ الفكر الإخواني رواجاً، لكن تم صياغته بطريقة مناسبة للمجتمع الذي وُجد فيه، فالمجتمع السعودي ينتشر فيه التدين، والعقيدة الصحيحة بشكل أكثر مما هو عليه في مصر - مثلاً - ، ولذا لم يتم استنساخ التجربة المصرية أو خلق فروع وامتدادات لها في هذا البلد.
وما تنقمون على الإخوان؟
حقيقة، فإن معظم الدعوات المضادة للإخوان تفتقد إلى الإنصاف والتجرد في الحكم.. وحين نصل إلى الحد الأدنى من الإنصاف، فإن الجماعة ستلاقي الاحترام والقبول التام.. أجزم بهذا، وأعلم أنه لن يتم - أن يشاء الله!.
الإخوان لم يفسدوا دولة ولم يفسدوا عقيدة.. الإخوان بدأوا دعوتهم في مواجهة الاستعمار الغربي، ونتيجة لذلك ناصبهم المستعمرون العداء هم ومن والاهم من الحكومات العربية البائسة، والتي كتب الله لها أن تنهار، وبقيت دعوة الإخوان شامخة رغم كل ما تعرضت له - والحمد لله!.
لو كان الإخوان يريدون السلطة لتملقوا للحكومات وجاملوها وداهنوها حتى يصلوا لمبتغاهم منذ قديم الزمان، ولو كانوا يريدون إفساد عقائد الناس لوصلوا لذلك المبتغى منذ قديم الزمان عبر الطرق السهلة لذلك.. لكن الحقيقة أنهم تجلدوا في السعي إلى التغيير في واقع الأمة البائس، وكان أن أصابوا أحياناً وأخطأوا أحياناً أُخر!
وأؤكد هنا على أن عمل الإخوان فيه شيء من الخطأ، وفيه أشياء تحتاج إلى مراجعات في داخل الجماعة، فربما كانت صالحة لزمان ليست صالحة لزمان آخر.. أما التخطئة الكاملة، والتجريم فهذا ليس عدلاً ولا إنصافاً.. وإني والله أرحم أصحاب ذلك المنهج، وأخشى عليهم عواقب عملهم عند الله، فأي تدين هذا الذي يحاكم النوايا ويحكم على ما في القلوب، ويبحث عن الزلات ويصرف الكلمات عن مرادها.. ما هذا من الدين في شيء!.
همسة الختام:
.. مجرم.. تهمته أنه من الإخوان! .. وما تهمة الإخوان؟! .. أنهم إخوان!
تلك هي الحقيقة!
عبدالله أشرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..