الأحد، 13 يناير 2013

وزارة التربية والتعليم: الأم المتنكرة

عندما تحمل الأم جنينها 9 أشهر وتلاقي من التعب ما تلاقي وتبذل له وتعطيه من جسدها وراحتها ووقتها و صحتها ووقتها ثم تتعرض لآلام الولادة والنفاس وبطريقة متناقضة ترمي بطفلها وتتنكر له ليصبح لقيط ! هنا أتذكر وزارة التربية والتعليم!! ، درسنا مجانا وتحملت احتياجاتنا سنين وصرفت لنا من الكتب والمدارس و و و  وبعد أن تخرجنا من وزارة التعليم تنكرت لنا !!، فأصبح حالنا كاللقيط لا يعلم أين يذهب ومن سيرحمه ويتبناه بعد أن رمت به أمه ؟ هل سيختار الحزن ويبقى طول عمره يبكي حاله ينتظر هذه الأم أن تتذكره ؟ أم يستسلم للحياة
تتخطفه ويستغله المستغلون ؟ كيف يثبت ويجاهد ويصبر وهو يعلم أن أمه موجودة ؟

عني فمنذ أن تخرجت ورمت بي تلك الأم المتنكرة اخترت أن لا أنتظر رحمة أم تتنكر لأبنائها ، ومع أنني أجدد بياناتي بجدارة من باب الروتين وبعض البِر !! ، إلا أن أهدافي وانتمائي وعواطفي ونفسيتي وطموحاتي واستشرافي للمستقبل منفصل تماما عن هذه الأم المتنكرة ، بل أنني أضع يدي على قلبي خوفا كلما صدر إعلان بأسماء تعيينات جديدة أن يكون أسمي من بينهن ، فكل الذي أعرف إن تلك الأم المتنكرة لو تذكرتني فإنها ستكشف لي وجه جديد لصورة الأم القاسية !! ، فبعد متابعتي لحلقة من حلقات حراك بعنوان (المعلمون والمعلمات ووزارة التربية ) مع المقدم د.عبد العزيز القاسم اكتشفت بعض ملامح ذلك الوجه القاسي لتلك الوزارة  وسمعت صرخات من قست عليهم ، أم تنكرت لأبنائها وتذكرتهم بالإجبار كيف ستكون ؟ و أستغرب ممن لازالت تنتظر رحمة تلك المتنكرة ، وهناك من تشتكي قسوتها بعدم مراعاتها بأنها امرأة لديها أبناء وزوج وبيت ومسؤوليات ومع هذا نصاب كبير من الحصص ومناطق نائية وأعمار متقدمة وصحة تتدهور لا تحتمل وقرارات استفزازية طارده !!
أُفٍ لها هذه الأم ، ولعله يجوز لي أن أقول لها أُف وأن أنهرها وإن ربتني صغيرة !.
أيتها الأم المتنكرة سأطرح هنا بعض المعطيات التي لك بها علاقة مباشرة او غير مباشرة ثم أذكر بعض الحلول وأتمنى أن تُطلعي صديقاتك الوزارات عليها ليلتفتوا لها !!
المعطيات :
أستطيع أن أقول أن نصف عدد المستفيدات من حافز لم يكن فعلا يبحثن عن وظائف أو يردن الخروج من المنزل والعمل خارجه ولكن توفرت فيهن الشروط بالصدفة واحتجن لهذه المادة البسيطة ، ولأن أغلب الأزواج إن وفروا الأساسيات لها لن يوفروا الكماليات فتحتاج أن تجد مبلغ بسيط يساعدها للكماليات فقط ولذلك احتاجت لحافز ولا تجد أن الأمر يستحق خروجها من مملكتها لتبحث عن وظيفة وتكاليف فوق مسؤولياتها الحقيقية من أجل كماليات
.
إن أغلب من تسمونهن عاطلات لسن بعاطلات بل متجملات (صاحبات جميل على المجتمع )، فمن الظلم كل الظلم أن نقول عن ربة المنزل أنها لا تعمل ، فتبدوا الأعمال المنزلية وكأنها سهلة لا تستحق العرفان ، بل يعتقد الرجال فضلا عن كبار المسئولين أن عمل ربات البيوت فقط هو الطبخ ثلاث مرات متناسين ما يقع على عاتقها من أعمال ، فلا تستطيع أي ربة منزل إكمال أعمالها المنزلية ولو واصلت الليل بالنهار ، فالطبخ والنظافة وغسل الملابس وكيها وغسيل الأواني وترتيب الأثاث وغير ذلك من الأعمال وفوق ذلك رعاية الأطفال كل يوم وليس ليوم واحد وبدون إجازة هي أعمال في غاية الصعوبة ، ولو مكث الرجل شهرا واحدا فقط ومارس الأعمال المنزلية لأصابه من الملل والضجر ما أصابه في حين أن المرأة تقوم بأعمال مملكتها بكل سرور وسعة صدر لأنها مفطورة على ذلك ، ولكنها تحتاج للتشجيع والاعتراف بجميلها على المجتمع قبل أسرتها ، فهل تستخسر عليها الدولة مبلغ بسيط يسد كمالياتها كمقدار حافز المرحوم (2000 ريال) .

هناك نساء فعلا يحتجن للوظيفة لسد بعض الأساسيات التي لم يستطع توفيرها زوجها او لا يوفرها تقصيرا منه، ففي إحدى دور التحفيظ العصرية هناك حاضنة راتبها 800 ريال فقط وتعمل أيضا حاضنة في فترة الصباح براتب 800 ريال ، لديها 9 أبناء من أب تنكر لهم بزوجته الجديدة و اكتفى فقط بتوفير السكن لهم ، ومع حاجتها للوظيفة لم تُقبل بحافز أيام كان النظام الحافزي حيَّ !! فهي بين مشاكلها الزوجية وضغوط الحضانات وأبنائها وضغط عمل بيتها ومشاكلها المادية والصحية و و و  ، أليس من حقها أن تعيش هي وأمثالها على راتب شهري ولو قليل يسد حاجتها المادية ويخفف عنها بعض الضغوط في العمل.
هناك معلمات يواجهن ضغوط ومشاكل بسبب طاقتهن المهدرة خارج المنزل مع حاجتهن الماسة للمال ، تجد بينها وبين زوجها فجوة وبينها وبين بيتها فجوة وبينها وبين أبنائها فجوة بسبب طاقتها وانشغالها الذهني والعاطفي والجسدي خارج المنزل ، فهي بين نار هذه المشاكل ونار حاجتها للمال ، فلا تستطيع حل مشاكلها ولا تستطيع ترك وظيفتها لحاجتها للمال.. وكما تعلمون العمل للمرأة حق اختياري وليس إلزامي أما حقها في بيت المال فمشروع!!

المعلمة او الموظفة غالبا تجلب خادمة لتسد بعض مكانها في المنزل ، والخادمة امرأة مما يدل أن مكان المرأة الحقيقي هو المنزل ، ولا يخفى على الكثير مشاكل الخادمات من الهروب ومن التحرش بالزوج او الأبناء ومن تأثيرها السلبي على تربية الأطفال إلى أعمال السحر والقتل هذا غير تأثيرهم الاقتصادي السلبي على المجتمع وغير ذلك الكثير .
هناك شابات غير متزوجات متفرغات ولديهن مستويات علميه عاليه وطاقات شابة وعقليات فذة ومع هذا عاطلات !! ، وكثيرات منهن تعرضن للاكتئاب والسمنة والاستغلال بسبب ذلك.
الحل في نظري مع هذه المعطيات والمعادلة الصعبة ومع معطى (الميزانية الضخمة ) استطيع أن أقترحه في نقاط :
أن يكون عمر التقاعد للمعلمة  في سن 40 -45 سنه ويكون راتب التقاعد نفس الراتب الأساس وذلك لتتحرر من الكثير من الضغوطات و لتتفرغ للتربية ، فالله سبحانه فرغها في هذا السن من الحمل والولادة والحيض والنفاس فهل ستفرغها الوزارة وتراعي فوارق المرحلة العمرية من جميع الجوانب ؟ وهل سيتاح بذلك المجال للشابات الباحثات عن وظيفة ؟.
المعلمة التي لا ترغب بالوظيفة أو أن الوظيفة تسبب لها مشاكل نفسية وزوجية وأسرية ووو ومع هذا تحتاج للمال يتاح لها التقاعد المبكر بنصف الراتب ، وتتيح بذلك مكان للراغبة في الوظيفة .
ربة المنزل التي راتب زوجها من 10 الاف وأقل ولا يوجد لديها خادمة يصرف لها 2000 ريال شهريا (رجعوا لها حافز يعني ) .
ربة المنزل أو المعلمة أو المتقاعدة التي تتخلى عن الخادمة يكون لها مكافئات إضافية كبدل خادمة، لأنهن يحمين المجتمع من مشكلات وسلبيات استقدام الخادمات .
حل قبل الأخير وقد يكون حلم وليس حل .. لو تتحول المدارس في الفترة المسائية إلى أندية للتوعية الصحية والدينية والرياضية والثقافية، ويجتمع فيها أهالي الحي ويستحدث لذلك الوظائف المسائية للعاطلين ، فيستفيد المجتمع اجتماعيا ونفسيا ووظيفيا ودينيا وثقافيا وووو (( و يا ليت تعدل المباني وتتهيأ لهذا )
أما الحل الأخير .. قد يثير استغراب الكثير ، ولكني أطرحه بكل قناعة ، وهو أن كانت الدولة فعلا عاجزة عن استيعاب العاطلين وتوظيفهم ، فليهاجر العاطلين والعاطلات الراغبين في العمل للقارة المنسية جنوب إفريقيا ، فبدل من مساعدة تلك القارة بمصاحف وآبار ومدارس بدائية وقليل من الصدقات، يتم مساعدتهم كمسلمين بصناعة تنمية مستدامة لهم، يصنعها لهم أبنائنا العاطلين ، بشرط أن توفر لهم الدولة ميزانية ضخمة كضريبة على عجزها عن توظيفهم .
في الختام أبعث سلامي لأمنا المتنكرة (وزارة التعليم ) وأقول لها نحن أبناء بارين لو نجد منك ندم ومحاولة إصلاح وأتمنى ان يكون للحلول محل اهتمام لديك أنتِ وصديقاتك الوزارات ذات الشأن.

حصة أحمد الأسمري
إصلاحية مهتمة بشأن المرأة والمجتمع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..