خلال الأسبوع الماضي في القاهرة، التقى سبعة أعضاء من مجلس الشيوخ
الأميركي مع الرئيس المصري
محمد مرسي في جلسة مثيرة للجدل، أشار لهم ضمنا
زعيم الإخوان المسلمين إلى أنه كان ضحية الإعلام الأمريكي الذي يديره
اليهود.
وقاد السناتور جون ماكين (جمهوري عن ولاية أريزونا)
وفد الأسبوع الماضي في زيارة لمصر والأردن وإسرائيل وكذا أفغانستان، وقد
ضم كلا من كريس كونز وكيلى أيوت، وليندسى جراهام وشيلدون وايتهاوس وريتشارد
بلومينثال وكريستين جيليبراند، وشمل التوقف في القاهرة لقاء مع الرئيس
مرسى لمدة 90 دقيقة، وتطور الاجتماع إلى تجاذبات وأخذ ورد ونقاش غير مريح،
مع ضغط أعضاء مجلس الشيوخ على الرئيس المصري ليوضح لهم تصريحاته في العام
2010م، والتي وصف فيها اليهود بأنهم "مصاصو الدماء يهاجمون الفلسطينيين"،
وكذلك "أحفاد القردة و الخنازير".
بعد الاجتماع، أصدر ماكين بيانا، قال فيه إن أعضاء مجلس الشيوخ "أعربوا عن
الرفض القوي للتصريحات، وأن أعضاء مجلس الشيوخ أجروا نقاشا بناء حول
الموضوع" مع الرئيس مرسي، كما أصدر المتحدث باسم مرسى بيانا بعد الاجتماع،
قال فيه إن مرسى يؤمن بالحرية الدينية و"الحاجة إلى ضرورة التمييز بين
الدين اليهودي ومن ينتمون إليه وبين أعمال العنف ضد الفلسطينيين العزل".
ولكن داخل الاجتماع، كان النقاش حول تصريحات مرسي 2010 أكثر سخونة مما
اعترف به كلا الطرفين علنا بعد ذلك، حسبما أفاد به السيناتور "كونز".
وأضاف في مقابلة مع موقع (The Cable) الإخباري،
التابع لمجلة "فورين بوليسي"، أن معالجة تصريحات الرئيس مرسي كانت البند
الأول على جدول أعمال وفد مجلس الشيوخ، لكن الاجتماع لم يمض على ما يرام.
ويكشف كونز قائلا: حاولنا منح الرئيس مرسي فرصة، فهو الآن الرئيس، لكي يضع
تصريحاته في سياق مختلف، لأنه كان يقول إن التصريحات قد اجتزئت من سياقها،
وبدت هجومية جدا وغير لائقة"،.
"حاولنا إعطاء الرئيس مرسي فرصة، فهو الآن الرئيس، لوضع تعليقاته في سياق
مختلف، لأنه ادعى أنها اجتُزئت من سياقها. وبدت هجومية جدا وغير لائقة"،
كما قال كونز، وأضاف: "لقد كانت المحادثة صعبة".
وقال مرسي لأعضاء مجلس الشيوخ إن قيم الإسلام تعلمنا احترام المسيحية
واليهودية، وأنه قد أكد مرارا وتكرارا أن ليس لديه وجهات نظر سلبية عن
اليهودية أو الشعب اليهودي، ولكن بعد ذلك أتبع كلامه بخطبة لاذعة حول
إسرائيل والممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين، وخاصة في غزة.
"ثم تجاوز مرسى الخط، وعلق بكلام جعل أعضاء مجلس الشيوخ يتراجعون في
جلستهم وهم على كراسيهم في حالة صدمة"، كما أفاد عضو مجلس الشيوخ "كريس
كونز".
ويتابع السيناتور "كونز" قائلا: كان يحاول أن يشرح كلامه، ثم قال: "حسنا،
أعتقد أننا جميعا نعلم أن الإعلام في الولايات المتحدة قد ضخم هذا الأمر
وصنع منه قضية كبرى، ونعلم أن الإعلام في الولايات المتحدة يخضع لسيطرة قوى
معينة ولا يتعاملون معي بشكل إيجابي".
وسأل موقع (The Cable) الإخباري (التابع لمجلة
"فورين بوليسي") عضو مجلس الشيوخ الأمريكي "كونز" عما إذا كان الرئيس مرسي
قد ذكر اليهود تحديدا باعتبارهم القوى التي تسيطر على الإعلام الأمريكي،
فرد "كونز": قائلا: إن كل أعضاء الوفد اعتقدوا أن التلميح كان واضحا.
وأضاف: "إنه لم يقل اليهود، لكنى شاهدت أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين تراجعوا
جسديا مثلما فعلت.. أعتقد أنه من المستحيل استخلاص أي استنتاج آخر".
وعلق "كونز" عن مجريات اللقاء، قائلا: "وبعدها اتخذ الاجتماع منعطفا سلبيا
حادا لبعض الوقت، وكاد فعلا أن يتسبب في اضطراب الاجتماع كاملا، حتى وصل
إلى نقطة لم يكن بإمكاننا الاستمرار فيه".
وأبدى أعضاء مجلس الشيوخ تعجبهم لمرسي من أنه لو كان يقول إن الانتقادات
لتصريحاته في عام 2010 سببها سيطرة اليهود على الإعلام، فإن هذا يمكن أن
يكون أكثر هجومية من تصريحاه الأصلية عن اليهود.
"[مرسي] لم يقل إن الجالية اليهودية مسؤولة عن تضخيم تصريحاته، لكنه قال
شيئا [التأثير]، لا يمكن معه إلا الاستنتاج بأنه كان يعني ذلك"، كما قال
السيناتور "كونز". وتابع موضحا: "ومضى النقاش بشكل ساخن وحاد حتى قال
السيناتور ماكين، في نهاية المطاف، للمجموعة: حسنا، لقد ضغطنا عليه بأقسى
ما يمكننا ذلك في حدود الدبلوماسية"، وأضاف "كونز": "وبعدها، انتقلنا إلى
مناقشة مجموعة من القضايا الأخرى"...
العصر
بقلم: جوش روجين (Josh Rogin) /
مجلة "فورين بوليسي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..