الجمعة، 1 فبراير 2013

هي لا تمثلك يا نبيلة محجوب ..فهل أنت تمثلينها؟

مناقشة هادئة للأخت نبيلة محجوب في مضمون مقالها الذي تحتج فيه على إحدى المداخلات في حلقة (حراك ) عن تعيينات الشورى . وهو نقاش موضوعي منطقي أزعم أنه من الحوار المطلوب في قضايانا المثارة بتشنج غير مناسب في بعض الأحيان .

قالت :أحترم حق كل فريق أو فئة أو فرد في الدفاع عما يؤمن به، فمن حق الجميع طرح الرأي حتى لو خالف رأيي، بشرط ألا يلغيني أو يلغي رأيي أو يتحدث نيابة عني دون إذني!

نص كلامها باللون الأحمر لتمييزه:

هي لا تمثلك فهل أنت تمثلينها؟!

        بدأت الأخت نبيلة بالهجوم على من تسميهم : دعاة الرجعية  هذه النغمة والشنشنة  نعرفها من فئة ترى العودة إلى قيم الإسلام وأخلاقه تخلفا وانطواء لأنها سبب تأخر الأمة وضعفها – بزعمهم - بينما ترى تلك الفئة الارتماء في أحضان الثقافة الغربية ؛ بحلوها ومرها وصالحها وفاسدها ، هو التقدم والرقي كما قال أحد منظريهم في القرن الماضي وهم يجترون هذا الكلام بمناسبة وبغيرها ، وأخشى أن تكون تضرب على الوتر ذاته .
        
 الغاية تبرر الوسيلة : لم يقل أحد من التيار الذي تغمزه الكاتبة : إن الغاية تبرر الوسيلة ؛ لأنهم يؤمنون بأن الغاية يجب أن تكون مشروعة ، والوسيلة يجب أن تكون مشروعة كذلك ، ولا مساومة على هذا لمن صفت عقيدته وسلمت فطرته.
       
 مداخلة ربما أعجبت صاحبتها  لتطربنا بصوتها : الحقيقة التي لا تريد الكاتبة أن تعرفها ، بل عرفتها ولكنها تحاول إخفاءها ؛ هي أن المداخلة المشار إليها قد أطربت الغالبية الساحقة من أبناء الوطن وبناته ، وأشعرتهم بجوهر نساء الوطن الذي لم تفسده الثروة ، ولم تبهره الأضواء ، ولم يتلبس فكرا وافدا لا يخفى عواره على ذي بصيرة.
       
اختزلت فيها أصوات كل النساء السعوديات : أين الإنصاف في هذا التعميم ؟! والكاتبة المحترمة  تدعي أن النساء السعوديات (كلهن ) على خلاف رأي صاحبة المداخلة  ، متفقات مع رأي الكاتبة !! فأين دليلها ؟ هل أجرت إحصاء وبحثا علميا بنت عليه ؟ أم هو الاختزال عينه الذي تنسبه إلى غيرها ، وتبرئ نفسها منه؟!
    
 من أنت وماهي صفتك ؟ : من حق الكاتبه أن تسأل عن المداخِلة لتعرفها ، ولكن من غير غمز ولمز ؛ فقد سبقها (زعيم ما ) إلى هذا القول ولم يكن موفقا ، ثم إن الأخرى قد تطرح السؤال على الكاتبة بالصيغة نفسها ، وهذا عيب في الحوار الهادف لا ينبغي التمادي فيه.
     
  من له الحق أن يسلب صوتي : لا أحد يحق له أن يسلب صوت غيره ، ولكن الناس يعلمون ما تحاول الكاتبة إنكاره ؛ وهو أن الغالبية مع الرأي الذي تريد تجاهله فلماذا تتشنج وتغضب إن كان مرادها أن تصل إلى لحقيقة بتجرد ؟!
      
  وعدم فهم آليات الديمقراطية التي يطالبون بها : الديموقراطية لم تنجح في عقر دارها ، ولم تحل مشكلات أهلها ، وواقعهم يشهد بذلك ، والذين يدعون صلاحيتها من المسلمين مازالوا يكتوون بنارها ، فهل نجرب المجرب لنخرب مع من تخرب ؟ وما أظن أحدا ممن تغمزهم قد دعا إلى ما تقول ، وليست لديهم الرغبة في غير منهج بلادنا المستمد من الكتاب والسنة ، وفيه الكمال والغنية عن كل المستوردات الفكرية (المخالفة)
     
 أنا لم أفوضها : حقا  وهي لم تفوضك ؛ فلماذا تكيلين بمكيالين ؟!
       
 بؤرة الرؤيا! : هل الرؤيا منامية فتحتاج إلى معبر أحلام ؟ أم تقصد الكاتبة الرؤية  من الرأي فأخطأت الطريق؟!
     
 (فلتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) : صحة الآية ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك  هم المفلحون) آل عمران.104
       
متدينة جداً جداً : نسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق ، ولكن الله يقول : (ولا تزكوا أنفسكم ).
      
 أؤمن بالحرية والمساواة والانفتاح :  ليت الكاتبة الفاضلة أخبرتنا عن مدى الحرية التي تريدها ، وعن المساواة ومقاييسها ، وعن الانفتاح وهل له حدود وضوابط ، أم تريده حسب العبارة الممجوجة لكثرة تكرارها (حسب الضوابط الشرعية )؟!!
    
والسير إلى الأمام لا النكوص إلى الخلف : إن السير إلى الأمام هو السير في طريق الله ورسوله وكتابه وقيم الأمة وآدابها ، أما عكس ذلك فهو النكوص والانقلاب إلى الخلف شاء من شاء وأبى من أبى ( ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) آل عمران 144
    
  إذا كانت هي ناقمة لأنها حرمت هذا الشرف : إن ثقة ولي الأمر في شخص ما ، هي قبل التشريف تكليف ، وهي أمانة تخلت عنها السماء والأرض والجبال ، ولكن النظرات المادية تقيس الأمور بمقاييس أخرى ، والأمر لله .
    
  لا يملكن قيمة استقدام سائق ويمكن أن يتسبب في مشاكل مرورية وأخلاقية وثقافية: بينما تحاول توجيه الاهتمام بقيادة السيارة ، تظهر الشفقة على نساء لا يملكن (قيمة ) استقدام سائق ، ولكن الكاتبة - وفقها الله – نسيت أن السيارات لا توزع مجانا ،وأن أثمانها أدخلت نسبة عالية من الموطنين من بوابات الديون التي لا تنتهي إلا لتبدأ!!  وأن صيانتها لا تطاق ، وأن حوادثها في تصاعد مطرد ، وأن أغلب النساء لها من يخدمها من زوج أو ابن أوأخ ، والقليل منهن من تحتاج إلى سائق ، فالحق أن توفر لهن المواصلات العامة ، وهو ما نسمع أن دولتنا - وفقها الله - تسعى إليه وعسى أن يكون قريبا.
    
أما مشكلات المرور والمشكلات الأخلاقية فهي – بلا شك - ستزيد بزيادة أعداد السيارات ، والاحتكاك المباشر مع أصناف من البشر ، الله أعلم بنتائجها ومآلاتها.
    
 الارتهان للسائق أو لولي الأمر أو أنها تجلس حبيسة البيت.: وما العيب في أن تبقى معززة مكرمة مخدومة مصونة ، إذا كان والدها الوقور،  وأخوها الكريم ، وزوجها الغيور؛ يقوم بخدمتها ذاهبة وآيبة ، كالملكة المتوجة ، ولكن لله في خلقه شؤون .
      وبعد فإني لا أدافع عن أحد ولا أتهم أحدا ، ولكنه رأي طرح للنقاش ، و الله يتولى الجميع بتوفيقه.
محمد القرني :19/3/1434هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..