أطرقت حزينة،
أستحضر سنوات عمري وأنا في سن الخامسة عشرة وما بعدها..، عندما كنا نحظى
بتربية محافظة، ومتابعة دقيقة من أمهاتنا، وكل جيلي في تلك الفترة، والحمد
لله، أقابل تلك الأيام الذهبية،بجيل
هذا الزمن، فأتقطع حسرة ، فكم تألمت وأنا أقرأ خبرا في موقع الكتروني عن
مداهمة فيلا بالرياض، فيها شباب مع فتيات سعوديات، يمارسن اللهو والرذيلة
وشراب المسكرات..
صورة مؤلمة، وحارقة لكل من بقلبه ذرة غيرة ودين ومحافظة..
المشكلة أن الأخبار تطالعنا كل يوم من هذا الصنف، ما يحزّ في نفس الأمهات الغيورات على القيم والدين..
يا أيها الدعاة ويا أيتها الداعيات، ويامصلحين ويامصلحات، يايها الغيورين على أبنائنا وبناتنا، إن الأمر جلل، والوضع جد خطر، فشبابنا مستهدف، وخفافيش الظلام تعمل في الخفاء، لتمييع الأجيال، وتحقير أهدافهم وطموحاتهم، ليخرج لنا جيل متخاذل مستهتر، غاية طموحه كأس وغانية،!!
كرة
الثلج -أيها المجتمع - عندما تتدحرج من جهة لجهة تكبر وتتسع مساحتها، كذلك
قضايا شبابنا -فتياتنا بالخصوص -إن لم تجد من يقف لها ويقطع الطريق على من
يتلقفها، سيستعصي علينا حلها..ونندم وقتها ولكن هل ينفع وقتذاك الندم؟؟
صورة مؤلمة، وحارقة لكل من بقلبه ذرة غيرة ودين ومحافظة..
المشكلة أن الأخبار تطالعنا كل يوم من هذا الصنف، ما يحزّ في نفس الأمهات الغيورات على القيم والدين..
الشباب هم عدة الأمة في حاضرها، ومعقد آمالها في مستقبلها، وهم وقودها في حربها وسلمها، وبفلاحهم يكون فلاح الأمة، وبضياعهم يكون ضياعها، لذا توجب علينا أن نعدّهم إعدادًا حسنًا، لحمل مسؤولية الأمة في غدها ومستقبلها.لابد أن نقف وقفة جادة مع تلك الإحصائية المخيفة الصادرة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأن القضايا الأخلاقية في المجتمع السعودي بلغت 13297، فيما قبض على 22867 شخصاً من مجموع القضايا الأخلاقية خلال عام 1427هـ.ومع ذلك التقرير المهول الصادر عن هيئة التحقيق والإدعاء العام، والمرفوع لمجلس الشورى، بأن قضايا العرض والأخلاق وصلت إلى (28540) قضية في المملكة خلال عام،"٢٠١١م"، وبلغ عدد المتهمين في هذه القضايا 43796 متهماً.عندها لابد من إستشعار الخطر المحدق الذي يواجه شبابنا وفتياتنا، فهذا شاب عاطل قتله الفراغ، وتلك فتاة مراهقة تلعب براسها الأفكار، وأخرى قد فاتها القطار،!!وشاب آخر مكتمل الرجولة يرغب في الزواج والإستقرار، ولكن للأسف لايستطيع فالراتب زهيد والغلا يحيط به من كل مكان المهر، والإجار،السيارة والأثاث،غلا المعيشة وإرتفاع الأسعار، فماذا يفعل فهو مكبل اليدين،؟فإن زهد وصام وعزف عن الزواج،!! فأين يقضي أوقات الفراغ، وكيف يواجه رغبات النفس وعنفوان الشباب،؟أجيبينا يا رعاية الشباب يامن ليس لك من أسمك أي نصيب، ويامن ميزانيتك بمئات الملايين، تصرف لمدربين ولاعبين لم يقدموا للوطن سوى الهزائم في كل الميادين.أين وزارة الشؤون الإجتماعية، فليس لها نشاط يذكر ولاعمل يشكر؟أين وزارة العمل المتخبطة والتي لم تجد للبطالة سوى تصريحات جوفاء؟
أين القيادات الحكيمة والقدوة الصالحة، التي تعمل على ملء طاقات الشباب بمثل الحق والعدل وتوجهها صوب جادة الرشاد والسداد؟لنكن واقعيين وننظر لقضايا شبابنا بعين العدل والإنصاف، ونبحث عن الحلول بعيدا عن المغالطات.
فقد سئم شبابنا وفتياتنا التهميش، وقتلهم الفراغ، وخنقهم الكبت والتضييق، الشباب لديه طاقات وقدرات، فإن لم تستغل وتوجه التوجيه السليم، إنحرفت وحدث المحذور، من شذوذ ورذيلة، وتمرد على الفضيلة،.
يا أيها الدعاة ويا أيتها الداعيات، ويامصلحين ويامصلحات، يايها الغيورين على أبنائنا وبناتنا، إن الأمر جلل، والوضع جد خطر، فشبابنا مستهدف، وخفافيش الظلام تعمل في الخفاء، لتمييع الأجيال، وتحقير أهدافهم وطموحاتهم، ليخرج لنا جيل متخاذل مستهتر، غاية طموحه كأس وغانية،!!
إن الشباب -وخصوصا الفتيات اللواتي لا يلقين اهتماما من المجتمع- في حاجة إلى أماكن لتفريغ طاقاتهم، وأستثمار قدراتهم، وتحديد أهدافهم، فيارعاية الشباب أين أنتِ من الشباب؟؟
لماذا لاتقيمين لهم أندية متنوعة الأنشطة،؟ مابين رياضية وأدبية، وتوعوية ودعوية، وحوارية وترفيهية، وعروض مسرحية هادفة، ودورات تدريبة في الحاسب واللغة، وتنمية القدرات، وأكتشاف المواهب، أغرسوا في نفوس الشباب حب العمل الجماعي، أشغلوا أوقات فراغهم بالمفيد، فهم والله الثروة الحقيقة لهذا البلد، ففيهم فأستثمروا، فلقد رأيتم أفعالهم وقت الأزمات، وجميل صنعهم في الملمات!!
لماذا لاتفتح حلبة الريم نهاية كل أسبوع، ويمارس فيها هواة التفحيط هوايتهم، تحت سمع الأمن وبصره، فهاهو اليوم يئن ويشتكي ،ويجرم ظاهرة التفحيط، ويطالب برفعها لهيئة التحقيق والإدعاء العام، ويطلب المحاسبة والمقاضاة، دون أن يبحث عن حلول عملية لمصلحة الشباب بعيدا عن الإتكالية و الإنانية.لماذا لايكون هناك أندية نسائية بإشراف داعيات ومتخصصات إجتماعيات، ومشرفات تربويات، تشتمل على الأنشطة المناسبة للفتيات، من دورات في الحاسب واللغة، والخياطة والتجميل، والتصميم والديكور، وبعض المناشط الترفيهية، التي تتلاءم مع طبيعة وخصوصية الفتيات.
فبذلك نكون وفرنا بيئة صالحة، للشاب والفتاة ،وأشغلنا وقت فراغهم، وأستثمرنا طاقاتهم ووجهناها التوجيه الصحيح.بل وغرسنا حب العمل التطوعي لدى شبابنا وفتياتنا؟
مثل هذه المشروعات، ربما تستنقذ شبابنا -فتياتنا بالخصوص - من الانفراد بأجهزة الحاسوب واللاب توب والبلاك بيري والواتس آب، والتي عبرها يقيمون العلاقات غير الشرعية، لو أشغلنا أوقاتهن بما يفيد، لننظم لهن زيارات لدور المسنين، ولدور النقاهة، وللمرضى في المستشفيات، ولدور رعاية الأيتام، ومعاهد ذوي الإحتياجات الخاصة، فيقومون بتقديم العون والمساعدة لهم ،ويشاركونهم همومهم، ونريهم بإنهم في نعمة عظيمة مقارنة بغيرهم، فيتوجب عليهم شكرها بالإستقامة والسلوك الصحيح، ونشعرهم بإن هناك من هو في حاجة لمساعدتهم ورعايتهم، وهذا يولد لديهم حماس ونشاط، وحب للعمل الخيري.لقد تركنا شبابنا من الجنسين بين سندان البطالة ومطرقة الفراغ، وبين المغريات والفتن المحيطة بهم من كل جانب، في التلفاز وفي النت، في الجوال وفي وسائل التواصل،في السوق وفي الشارع،!!
ثم نقول لهم كونوا ملائكة بلا أخطاء فينطبق علينا قول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً و قال له:إياك إياك أن تبتل بالماء.!!فنحن يا أفاضل نتحمل جل الأخطاء والتجاوزات، التي تصدر من الشباب -فتيانا وفتيات - وأنا هنا لاأبرر لهم أخطاءهم فهم محاسبون عليها، ولكن يجب أن نبحث عن حلول جذرية لمشاكل الشباب، ولانكتفي بنقدهم وتوجيه اللوم لهم، فهم أمانة في أعناقنا سنُسأل عنها أمام الله.
بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..