كنت مشفقا على الدكتور خالد علم الدين وهو يغالب دموعه ويصف ما فعله
به اللوبي الإخواني المهيمن على مؤسسة الرئاسة بأنه "طعنة غدر" وأنها
"طعنة في الظهر" ، ويتساءل بعفوية : هل عرض الناس وشرفهم رخيص إلى هذا الحد
عندهم ، وهو محق تماما في قوله وفي توصيفه لأن ما حدث لا يمكن أن يوصف
بأقل من كونه "خسة" وتدني في أساليب الصراع السياسي وتشويه الخصوم
السياسيين ، وكان علم الدين المعروف بين أصدقائه وإخوانه بالنزاهة والإخلاص
والتجرد ، كان أكثر مستشاري الرئيس مطالبة بمحاربة الفساد بجدية وأكثرهم
استياءً من أخونة مؤسسات الدولة على حساب الإنجاز الحقيقي لمصالح الوطن
وأكثرهم حديثا للصحافة عن إحباط الناس من سوء إدارة الدولة وعدم تحقيق
أهداف الثورة ، فكان أن أرادوا أن يحبطوا حضوره الإعلامي ـ بالطريقة
المعتادة ـ عن طريق طعنه في شرفه وإثارة الشبهات حول نزاهته ومحاولة تلويث
سمعته لترويعه وإسكاته ، وكانت الضربة مزدوجة ، أحد مقاصدها شخص خالد علم
الدين والأخرى حزب النور نفسه الذي أثار حفيظة الإخوان مؤخرا باستقلال
قراره السياسي عنهم بل ووصوله إلى حد تقديم مبادرات سياسية توافقية لإنقاذ
الوطن من الانسداد الذي تسبب فيه صراع الإخوان والإنقاذ ، فأعادت مراجع
سياسية محلية ودولية تقييمها للخريطة السياسية في مصر بعد أن ظهر أن حزب
النور يمارس دورا يتسم بالعقلانية السياسية والوسطية والرغبة في التعايش
السياسي مع الآخرين ، على عكس الصورة التي روجها كوادر الإخوان الذين ذهبوا
إلى الولايات المتحدة يقدمون أنفسهم بوصفهم صوت الاعتدال والوسطية بين
الإسلاميين وأن البديل لهم هم "التطرف السلفي" بأطيافه المختلفة ، من النور
والبناء والتنمية والجهاديين ، وهذا تحديدا سبب هياج الإخوان على النور
ومبادرته ، لأن الإخوان التقوا بقيادات الإنقاذ مثلما فعل النور وقبلوا
بالحوار على جميع الأفكار التي طرحوها مثلما وردت في مبادرة النور تماما ،
فكيف كانت حلالا لهم حراما على النور ، ولكن الإخوان حاولوا تهييج
الإسلاميين على النور بدعوى أنهم "منحوا قبلة الحياة للإنقاذ" ، وذلك
لإبعاد الخاطر عن جوهر التحدي الذي مثلته المبادرة والذي هدد صورة الإخوان
والحرية والعدالة بوصفهم البديل الموثوق والمعتمد "غربيا" لقيادة مصر باسم
التيار الإسلامي .
والحقيقة أن أكثر ما أثار استغرابي هو إنكار الإخوان والرئاسة أن يكونوا قد أساءوا إلى مستشار الرئيس المغدور به ، وبالتالي لن يعتذروا له ، وأن يتصل مسؤولوا الرئاسة بالقنوات الفضائية أثناء المؤتمر الصحفي لحزب النور لنفي أن يكونوا يعتذرون عن شيء، في واقعة تكشف مستوى من الغطرسة والكبر والاحتقار للآخرين لا يمكن تصوره ، ولو لم يكونوا أخطأوا أصلا في حقه لكان الخلق الكريم ـ وروح الإسلام الذي يتحدثون باسم أخوته ـ أن يعتذروا له إن كان قد فهم أن هناك إساءات صدرت ضده ، كما يفعل النبلاء عادة ، ولكن الكبر والتطرف الشديد منعهم من هذه الفضيلة ، غير أن العالم كله سمع بيان ياسر علي وأذاعته كل الفضائيات العربية والمصرية وبثته كل الصحف والمواقع والوكالات حتى الصديقة لمؤسسة الرئاسة على مدار اليوم والليلة ، واستغرب الناس هذا التشهير المتعمد من مؤسسة الرئاسة بمستشار للرئيس وإلصاق اتهامات به غامضة وخطيرة بدون أن يكون هناك أي تحقيقات أو أدلة ، بدا الأمر بوضوح كامل أنها رغبة عارمة في "شتيمة" الرجل وتلويث سمعته عمدا ، ثم تأتي الرئاسة في اليوم الثاني لتقول أنها لم تسيء إليه وبالتالي لن تعتذر ، والله لو كانت هذه "قهوة بلدي" وليست مؤسسة رئاسة ، لما أمكن تصور أن يحدث فيها مثل ما حدث في تلك الواقعة ، وهي تكشف إلى أي مستوى من المهانة وصل أسلوب إدارة أعلى مؤسسات الدولة المصرية ، وأتحدى مؤسسة الرئاسة أن تخرج للرأي العام لتعلن أسباب إقالة علم الدين ، لن تفعل ، لأنها لا تملك شيئا ، سوى محض أكاذيب لن تجرؤ على مواجهة الرأي العام بها ، والذي يحيرك أكثر أن رئيس الجمهورية نفسه غائب تماما عن المشهد ، هو غير موجود ، لم يفكر في أن يطلب مستشاره المغدور به لمقابلته وتطييب خاطره مثلا ، أبدا ، كأن ما يحدث هو مع مستشار أوباما ، وحتى عندما ورطه ابنه المتخرج من الجامعة حديثا في مصيبة خطف وظيفة مرموقة في مؤسسة حكومية دونا عن عشرات الآلاف من المواطنين الذين ينتظرون من سنوات نصف فرصة ، وهي الواقعة التي أثارت ضجة سياسة كبيرة وغضبا شعبيا واسعا ، لم يتحدث مرسي أو يعقب أو يعطي بيانا مكتوبا أو أي شيء ، غائب تماما ، يبدو أحيانا كأنه مسلوب الإرادة ، أو حائر ، أو ينتظر التوجيهات
........
المصريون
والحقيقة أن أكثر ما أثار استغرابي هو إنكار الإخوان والرئاسة أن يكونوا قد أساءوا إلى مستشار الرئيس المغدور به ، وبالتالي لن يعتذروا له ، وأن يتصل مسؤولوا الرئاسة بالقنوات الفضائية أثناء المؤتمر الصحفي لحزب النور لنفي أن يكونوا يعتذرون عن شيء، في واقعة تكشف مستوى من الغطرسة والكبر والاحتقار للآخرين لا يمكن تصوره ، ولو لم يكونوا أخطأوا أصلا في حقه لكان الخلق الكريم ـ وروح الإسلام الذي يتحدثون باسم أخوته ـ أن يعتذروا له إن كان قد فهم أن هناك إساءات صدرت ضده ، كما يفعل النبلاء عادة ، ولكن الكبر والتطرف الشديد منعهم من هذه الفضيلة ، غير أن العالم كله سمع بيان ياسر علي وأذاعته كل الفضائيات العربية والمصرية وبثته كل الصحف والمواقع والوكالات حتى الصديقة لمؤسسة الرئاسة على مدار اليوم والليلة ، واستغرب الناس هذا التشهير المتعمد من مؤسسة الرئاسة بمستشار للرئيس وإلصاق اتهامات به غامضة وخطيرة بدون أن يكون هناك أي تحقيقات أو أدلة ، بدا الأمر بوضوح كامل أنها رغبة عارمة في "شتيمة" الرجل وتلويث سمعته عمدا ، ثم تأتي الرئاسة في اليوم الثاني لتقول أنها لم تسيء إليه وبالتالي لن تعتذر ، والله لو كانت هذه "قهوة بلدي" وليست مؤسسة رئاسة ، لما أمكن تصور أن يحدث فيها مثل ما حدث في تلك الواقعة ، وهي تكشف إلى أي مستوى من المهانة وصل أسلوب إدارة أعلى مؤسسات الدولة المصرية ، وأتحدى مؤسسة الرئاسة أن تخرج للرأي العام لتعلن أسباب إقالة علم الدين ، لن تفعل ، لأنها لا تملك شيئا ، سوى محض أكاذيب لن تجرؤ على مواجهة الرأي العام بها ، والذي يحيرك أكثر أن رئيس الجمهورية نفسه غائب تماما عن المشهد ، هو غير موجود ، لم يفكر في أن يطلب مستشاره المغدور به لمقابلته وتطييب خاطره مثلا ، أبدا ، كأن ما يحدث هو مع مستشار أوباما ، وحتى عندما ورطه ابنه المتخرج من الجامعة حديثا في مصيبة خطف وظيفة مرموقة في مؤسسة حكومية دونا عن عشرات الآلاف من المواطنين الذين ينتظرون من سنوات نصف فرصة ، وهي الواقعة التي أثارت ضجة سياسة كبيرة وغضبا شعبيا واسعا ، لم يتحدث مرسي أو يعقب أو يعطي بيانا مكتوبا أو أي شيء ، غائب تماما ، يبدو أحيانا كأنه مسلوب الإرادة ، أو حائر ، أو ينتظر التوجيهات
........
المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..