الأربعاء، 27 فبراير 2013

حزب النور .. هل يبقى الحصان الأسود؟

حالة الإرتباك التي يشهدها حزب النور في ظل مواجهاته ضد الرئاسة ومن خلفها جماعة الإخوان
المسلمين لم تنتهي فصولها بعد ويبدو سيستمر هذا المشهد العبثي فترة من الزمن.موجة الاستقالات متتالية في الأيام السابقة من الهيئة الشرعية لحقوق والإصلاح يقدمها أبناء الدعوة السفية حزب النور ، وهذه الخطوة تظهر إلى متى سيطول الخلاف.
فقد تقدم  بالإستقالة كل من م. جلال مرة الأمين العام لحزب النور ، م.صلاح عبدالمعبود عضو الهيئة العليا لحزب النور وعضو مجلس الشورى والشيخ عادل نصر عضو مجلس ادارة الدعوة السلفية ، ومسئول الدعوة السلفية بالفيوم والصعيد ، وعضو مجلس الشيوخ بحزب النور ، الشيخ علي غلاب عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية و رئيس مجلس الدعوة السلفية بمطروح و عضو مجلس الشيوخ بحزب النور.
وقد جاء في تفصيل بيانات هذه الاستقالات المتتابعة عدة أسباب تتلخص في الآتي:
* خروج الهيئة الشرعية عن مسارها التى أنشئت من أجله.
* عدم قيامها بتوضيح الرؤية الشرعية فيمن تجاوز من بعض قيادات الهيئة.
* تسييس أعمال الهيئة في اتجاه غير حيادي وسيطرة فصيل بعينه على الهيئة وتوجيه بوصلتها الى الجهة التى يريدها هذا الفصيل.
*  تجاوز بعض قيادات الهيئة وخروجهم عن حد الاعتدال ومفردات الخطاب الشرعي المنضبط.
*  انحياز الهيئة ضد مواقف حزب النور والدعوة السلفية بطريقة غير شرعية ولا منصفة وقيام بعض رموزها بشن حرب بالوكالة ضد الدعوة والسلفية وحزب النور على الرغم من مناصرتهم لقضية الشريعة فى تأسيسية الدستور ومجلس الشورى.
*  عدم مناصرة الهيئة للمظلومين والاخد على يد من يرمى المسلمين بالبهتان والزور كما نرى ذلك جليآ فى قضية الدكتور خالد علم الدين.
من هي الهيئة الشرعية؟
تعرف الهيئة نفسها بأنها :" هيئة علمية إسلامية وسطية مستقلة، تتكون من مجموعة من العلماء والحكماء والخبراء وتنطلق من قوله تعالى {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ، ومن أغراضها وأهدافها:البحث في القضايا والمستجدات المعاصرة، بما يساعد على حماية الحريات والحقوق المشروعة وتحقيق العدالة الاجتماعية ، إيجاد مرجعية راشدة تُحْيِي وظيفة العلماء والحكماء في الأمة، لمعاونة أهل الحل والعقد في تدعيم الحريات وتحقيق الإصلاح ،العمل على وحدة الصف وجمع الكلمة، وتقديم الحلول للمشكلات المعاصرة وفقًا لمنهج الوسطية النابع من عقيدة أهل السنة والجماعة،التنسيق مع مختلف القوى والمؤسسات الإسلامية والشعبية لتحقيق الأهداف المشتركة، وترسيخ القيم الإسلامية في الحياة المعاصرة بما يعيد بناء الإنسان وتنميته لإحداث نهضة حضارية شاملة.
الهيئة كان رئيسها الأول د. نصر فريد واصل واستقال بعد أزمة مع أمينها العام د. محمد يسري ابراهيم بسبب تصريحاته التي أنكرها فيما بعد بأن الهيئة  تهدف إلى رفض «السياسة الخاطئة في توجيه الناس»، واتهم مؤسسة الأزهر بأنها مازالت تمارس الفساد في موالاتها للدولة، وتعمل على تفرقة التيار الإسلامي وتشتيته، وإيجاد عداوة بين قياداته، معتبراً أنها مازالت متمسكة بصوفيتها، وترفض السلفية ، وقد اختير بعد ذلك د. علي السالوس رئيسا
تُتهم الهيئة دائما بأنها "إخوانية الهوى " بسبب القرب بين أمينها العام و" دينامو" الهيئة د. محمد يسري ابراهيم ونائب المرشد م. خيرت الشاطر والذي يشغل عضو مجلس أمناء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح. أيضا بسبب قرب مواقف نواب رئيسها د. طلعت عفيفي، د. محمد عبد المقصود من جماعة الإخوا المسلمين. ومن أبرز هذه المواقف أن الهيئة الشرعية هي أول من اقترحت أن يترشح خيرت الشاطر للرئاسة ، وكان أول مكان يزوه كان مقر الهيئة ، وبعد انسحاب الشاطر كانت أول من يؤيد ترشح د.محمد مرسي ، ورغم نفي الهيئة الشرعية الإنحياز إلا أن مواقفها العملية تقول بغير ذلك.
استقالات محمد حسان
وإشارة لغلبة السياسي على الدعوي في الكيانات الدعوية فيما بعد الثورة  كانت استقالة الشيخ محمد حسان - النائب الثالث لرئيس الهيئة الشرعية - والتي سبقت استقالات السلفيين والذي برر استقالته بأنه "فضل البعد عن الانغماس فى الخلافات السياسية التى انتهجتها الهيئة خلال الفترة الماضية، والتفرغ للدعوة دون الدخول فى العمل السياسى"  أيضا كانت استقالته من مجلس شورى العلماء السلفى المشكل بعد ثورة 25 يناير برئاسة الشيخ عبد الله شاكر والشيخ محمد حسان نـائبًا وعضوية عدد كبير من مشايخ السلفية أمثال أبو إسحاق الحوينى ومحمد حسين يعقوب وسعيد عبد العظيم وأبو بكر الحنبلى ومصطفى بن العدوى وجمال المراكبى وحيد بن بالى وغيرهم.لكن ما تردد بعد ذلك أن الإستقالة نتيجة سيطرة المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، على الهيئة وابتعادها عن العمل الدعوى ، وانغماسها فى العمل السياسى والتحول نحو الاهتمام بعقد التحالفات الانتخابية، أيضا كانت القرارات تؤخذ والبيانات تُصدر دون علمه.
أزمة الهيئات الدعوية الجديدة
تعيش الهيئات الدعوية الجديدة أزمة كبيرة بسبب الصورة الذهنية التي تسببها هذه الإستقالات ، فبعد أن كان هدفها الذي تكونت لأجله وهو لم الشمل وجمع الصف وتوحيد مواقف الإسلاميين أصبحت هيئات سياسية يسعى للحصول على دعمها كافة التيارات الإسلامية بتنويعاتها المختلفة سواء في انتخابات الرئاسة أو الإنتخابات البرلمانية أو المواقف السياسية المختلفة فبعد أن كان الدور المناط بها القيام به بيان الحكم الشرعي أصبحت أحد مصادر الحصول على الشرعية.
حرب التصريحات تستمر
لا تبعد هذه الإستقالات عن أزمة د. خالد علم الدين وما حدث من حرب تصريحات من حزب النور ومتحدثه الرسمي نادر بكار ، وما تلى ذلك من دعم لموقف علم الدين من كبار مشايخ الدعوة فالدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، في أول تعليق له على إقالة علم الدين قال: «أهنئ الدكتور خالد على إعفائه من منصبه، لأنه كان مسؤولا بلا صلاحيات»، وأضاف: «نرجو الله أن يكون صبر الدكتور خالد علم الدين على الظلم الذي أصابه بمحاولة تشويه عرضه وسمعته سببًا في مزيد رفعته عند الله وعند الناس، فالأمر بيد الله لا الناس، وحسبنا الله ونعم الوكيل».

وفي إطار حالة التصعيد  تسائل الشيخ محمود عبد الحميد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية :من هو رئيس الجمهورية ؟ هل هو الدكتور مرسي أم المرشد ؟ وأكد عبد الحميد أن حزب النور هو الحزب الاول في مصر وليس الحزب الثاني ، وأن الاتهام الموجه لعلم الدين ليس إتهام لشحصه وإنما إتهام لــ10 مليون سلفي، وقال أن وراء إستبعاد علم الدين أنه سيطلع بحكم موقعة على الاستثمارات والمشروعات الجديدة وهو ما لا يريدونه.كما يؤكد أن ما يحدث يأتي في إطار رفض المبادرة المقدمة من حزب النور لأن نجاحها يجعل الحزب متصدر للمشهد.
صراع سياسي لإثبات القوة
الأزمة الحالية لا تخرج عن الصراع السياسي هدفه اثبات القوة من قبل الدعوة السلفية تجاه جماعة الإخوان المسلمين فالنور يريد أن يتصدر القوى السياسية في البرلمان القادم بأي صورة وهو يدرك كثيرا أن في أزمة حقيقية لعدة أسباب منها:
•غياب العقل السياسي للحزب بعد ابتعاد د. عماد عن المشهد ، وسابق الأحداث تقول أنه تم الإستعانة بعبد الغفور بسبب غياب أي بديل له في هذا الوقت ووجود د. عماد في حزب سلفي منافس ، ومحاولات بعض القيادات الحالية التواجد واثبات مواقفها بالتصريحات الحادة حينا وبالمبادرات حينا آخر. والمتتبع لخطوات حزب الوطن في الأيام القليلة الماضية يجد أن في حين كان النور يقدم مبادرة أثارت الصف الإسلامي ضدها كان الوطن يقيم مؤتمر للزراعة وآخر للسياحة ودعم المستثمرين فى شرم الشيخ.
•وجود انقسام في التيار السلفي فضلا عن كيانات حزبية جديدة كالشعب ، والحزب الذي يتردد عن دعم حازم أبو اسماعيل له يجعل المنافسة على الأرضية السلفية حادة سواء أكان حزب الوطن أو غيره لذا يسعى لتوسع دائرة التحالفات ، ونتفهم ذلك بطرحه لبند في المبادرة يقول بالمصالحة مع رموز الحزب الوطنى الذين لم يثبت عليهم أو تقدم ضدهم بلاغات بالفساد السياسى أو المالى.
جزء كبير من هذه الضغوطات التي يعاني منها " الحصان الأسود" علمه أن جزء كبير مما حققة سابقا كان بسبب الظرف السياسي عقب الثورة، وتحفظ قطاعات على جماعة الإخوان المسلمين ، فضلا عن دخول كتلة سلفية/ متدينة للتصويت بسبب وجود مرشحين " متدينين" راهنوا على "تدينهم" ، وليس بسبب برنامجهم أو حزبهم.
لذا فمصيره البرلماني يتوقف على مدى جدية الإصلاحات الإدارية ومدى جدية هيكلة الحزب داخليا ، أيضا سيتوقف مصيره على من سيقدمه في الإنتخابات القادمة من وجوه تستطيع أن تكسب ثقة فئات متعددة للمجتمع ولديهم مؤهلات علمية تتيح لهم العمل البرلماني ولا تقتصر على مؤهلات "الثقة" والمعرفة الشخصية والتي حكمت في اخيارات بعض نواب البرلمان السابق.
أحمد زغلول

المصدر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..