السلام عليكم ورحمة الله
ترددت كثيرا في التعليق على حلقة حراك
عن غلاة الطاعة وذلك لأنني ولله الحمد أحتفظ بود
ومحبة مع الجميع أحرص على الحفاظ عليهما
لا لذاواتهم مع تقديري للجميع ، بل ليقيني بأن الموقف الوسط يجعلك قادرا على فعل الكثير
من الخير للجميع وقد استفدت ذلك من السيرة العلمية والدعوية لسماحة الشيخ عبد العزيز
بن باز رحمه الله والذي وصفه ضيفك الشيخ الريس بعالم الدنيا وقد صدق الوصف وأجاد فيه
بارك الله في الجميع .
لكنني رأيت أن رأيي فيما دار في الحلقة
قد يكوت مما يساهم في تقريب الفجوة ولم الشعث ، وإن كان سيجلب لي غضب كثير ممن أحبهم
من الفريقين إلا أنني أجزم أن ذلك سيكون مؤقتا وسيعود الجميع إلى سابق عهدي بهم من
المودة والألفة.
النتيجة العامة للحلقة كانت لصالح الشيخ
عبد العزيز الريس ، وكلامي هنا تقييم صرف لما دار في الحلقة أي أن مدى موافقتي او مخالفتي
لأحد الطرفينلا يمكن أخذه من هذا التقييم .
وكون الريس هو من كسب النتيجة العامة جاء
لأمور :
أولها: خطابه الهادئ وتزيينه لكل كلامه بآيات وأحاديث وأقوال السلف ، وهذا مالم نسمعه من مخالفيه في المداخلات
الثلاث .
ثانيها: استهداف الشيخ الريس للمشاهد المحايد
بمهارة إعلامية فائقة تمثلت في دعائه للجميع وتقديره للجميع وبعده عن شخصنة الحوار
وهذا أيضا لم يفعله مخالفوه حين تعمدوا ذكر نقد المفتي والشيخ الفوزان له ويبدو لي
أنه تمكن من كسب المحايدين أيضا في رده اللبق على هذه الجزئية التي تمس شخصه.
نعم أخطأ هو في تقديري في ذكر أسماء غائبة
عن النقاش وكان بإمكانه الابتعاد عن ذلك بالمعاريض وفيها غنى كثير.
أين مكان الضعف في خطاب محاوري الشيخ الريس؟
السائرون على طريقة الشيخ الجامي رحمه
الله تعالى لهم صوابات وعليهم أخطاء كسائر العاملين إذ لا يعمل أحد إلا ويصيب ويخطئ
، والمداخلون في الحلقة للأسف حاولوا نقدهم فيما هم مصيبون فيه ولم يتطرقوا لأخطائهم
التي يختصون بها ، لم يتطرقوا إليها أبدا سوى بعض الجزئيات التي جاءت على شكل دعاوى
مرسلة ربما ابتلي بها بعض الأفراد منهم كما يبتلى بها بعض من يختلفون معهم لكنها لا
تعبر عن المنهج الذي جاءت الحلقة لكشفه ونقده.
الصواب الذي تم نقده عند هؤلاء الإخوة
من قبل المداخلين هو طاعة ولي الأمر ولم ينتقدوا غير ذلك ، والشيخ الفنيسان والأستاذ
آل زعير ممن لا يخالفون في وجوب الطاعة أما البنعلي فلم يتضح لي موقفه ويبدو لي أنه
لا يرى وجوبها مطلقا لحكام هذا العصر .
وبذلك يكون الجميع أعني الريس والفنيسان
وآل زعير في صف مقابل للبنعلي ومن كان مثله.
أين يختلف الشيخ الريس مع الشيخ الفنيسان والأستاذ آل زعير كما ظهر في
الحلقة؟
أقول في هذه الحلقة لأنني أعلم أن هناك
نقاط اختلاف أخرى وأجدر بالنقاش لكن الجميع انصرف عنها عامدا كما يبدو
.
الخلاف يظهر لي في جزئية يسيرة جدا لو
حددت ونوقشت بمعايير علم أصول الفقه لربما تضاءل الشق الكبير الذي بين الطرفين.
هذه الجزئية هي النصيحة العلنية.
ومع الشيخ الريس أدلة من قول الرسول صلى
الله عليه وسلم وفعل الصحابة ومن بعدهم قوية جدا واستخدامه لها لا غبار عليه من جهة
علم أصول الفقه بصرف النظر عن مدى موافقتك له من عدمها ، فالفقهاء لا زالوا يختلفون
في الحديث الواحد هل هو على عمومه أم هو مخصص ويختلفون في الحديث الواحد هل هو على
إطلاقه أم يرد عليه التقييد ويختلفون في الأمر في الحديث الواحد هل يفيد الوجوب أو
الندب وهكذا.
والشيخ سعود الفنيسان يخالفه في حجية بعض
هذه الأدلة وفي دلالتها على الوجوب ، ورأيي أن خلافه في حجيتها من ناحية الصناعة الحديثية
غير مسلم ، أما خلافه في دلالتها على الوجوب فكما قدمت قبل قليل هو مما يسوغ وفق الصناعة الأصولية.
وبهذا يظهر لي أن وصفهم للشيخ الريس بأنه
يغلوا في الطاعة لمجرد كونه يستفيد الوجوب من نص لا يرون إفادته له ليس صوابا ، وإلا
لزمنا تسمية من يرون وجوب صلاة الجماعة غلاة الجماعة في مقابل من يرون سنيتها ومن يرون
وجوب صلاة الوتر غلاة الوتر في مقابل من يرون سنيتها وهذا لا يقول به أحد مطلقا
.
انتهت الحلقة وبقيت فكرة وصف موافقي الشيخ
الجامي رحمه الله تعالى بالغلو في الطاعة مرسلة.
أعتقد أنك هناك قضايا أهم لو تمكن مخالفوا
الشيخ الريس من الدخول فيها لكانوا أكثر توفيقا وربما اكثر إثراء للشيخ الريس وللمشاهدين
أيضا لكنهم لم يفعلوا.
قد يقول قائل وما هي هذه القضايا؟
فأقول إن حديثي هنا مقتصر على تقييم ما دار في ذلك اللقاء ولا أحب أن يخرج
عن ذلك والله الموفق
مجمد بن إبراهيم السعيدي
مكة ١٣ / ٤ / ١٤٣٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..