|
لم يكن العالم الإسلامي بمعزل عن تأثيرات هذه الحملة الليبرالية ، وبالذات
الوطن العربي ، الذي لم يتردد إعلامه الليبرالي ذي النزعة التغريبية
بشخصياته المتعلمنة وصحفه المتلونة وقنواته الفضائحية عن المشاركة في هذه
الحملة، وركوب موجة الإدانة ، وإعادة إنتاج كل أدبيات ثقافة الانتصار
المزيف للمرأة باعتبارها إنسانة لا تختلف عن الرجل لها كامل الحرية
بـ(جسدها) ، رغم أن ذلك الإعلام لا يمل من ترديد حديث الببغاء حول وجوب
احترام (عقل) المرأة . فأين اختفى منطق الفضيلة في محاكمة تلك الواقعة ؟
ولماذا غابت حرية الرأي عن تصريح الشيخ ؟ بحيث تم الحكم على تصريحه
باعتباره هجوماً على المرأة ، وتقليلاً لشأنها ، واسترخاصاً لجسدها ، بينما
النظرة السوية للفطرة الإنسانية يقول إن تعري المرأة هو التسليع الفعلي
لإنسانيتها والسحق الليبرالي لكرامتها .
موقف ممثلي الليبرالية العربية بما فيهم أدعياؤها لدينا لا يأتي تجسيداً
للتبعية الغربية حتى في الدرك الأسفل من سلوكها الحيواني فحسب ، إنما
تأكيداً لحالة التوهان الفكري والقطيعة الفعلية مع قيمنا الإنسانية
ومبادئنا الحضارية بدلالة بيانات تزييف الوعي ، التي طفح بها الإعلام
العربي الليبرالي في تبرير مواقف وقوانين الحكومات الغربية من قطعة قماش
تغطي بها المرأة المسلمة شعرها ، فما بالك بالنقاب أو غطاء الوجه . لهذا لم
أستغرب أن يتغاضى هذا الإعلام المفتون باللحم المكشوف عن حادثة تلك الفتاة
العربية ، التي تعرت أمام سفارة بلدها في إحدى الدول الغربية ولم يُدنها ،
بينما يُكرر عرض مشاهد المرأة الأفغانية بحجابها الساتر مع التقارير
الإخبارية ، التي تصف واقعها بالظلام الطالباني ، كون الحجاب حسب المرجعية
الليبرالية (حرية شخصية) ، لذا هي تكرسها من خلال برامج إعلامية وإعلانات
تلفزيونية ، كالإعلان الذي يُعرض بين الحين والآخر على إحدى قنوات العرب
الشهيرة ، محذراً من التطرف بتحقيق التوزان بين السماح للمرأة أن تتبرج
مقابل من تريد أن تتحجب . فهل بعد هذا نستغرب تلك الحملة في الصحافة ومواقع
التواصل الاجتماعي على الدكتور عبد الله الداود ، الذي طرح الرأي القائل
بتغطية الطفلة المشتهاة بسبب فتنة جمالها أو بسطة جسمها . تلك الحملة التي
تصدرها كالعادة أدعياء الليبرالية الذين لم يتعاملوا مع ذلك الرأي في إطار
(حرية التعبير) ، ولكن اعتبروه (فتوى) ثم قاموا بمحاكمة فكرية وسخرية علنية
للثقافة ، التي انتجت هذه الفتوى والتيار المُعبر عنها ، فكاتبة تصفه
بفتوى من إنتاج (التفكير الجسدي) ، وكاتبة أخرى تصفه بـ(تيار اللاوعي
الديني) ، وكاتب يومي يتساءل هل تُشتهى الطفلة ؟ وليته سأل القساوسة عن
معدل جرائم اغتصابهم للأطفال للذكور ناهيك عن الإناث فربما يجيبونه . في
المقابل يتم التعاطي مع آراء أدعياء الليبرالية التي تدعوا للتبرج وتبرر
التعري خارج المجتمعات المسلمة ، أو في الفنادق الفارهة تحت الأضواء
الخافتة بحجة المشاركة في الفعاليات الثقافية ، على اعتبار أنها تندرج تحت
حرية التعبير وممارسة التفكير ، لدرجة أن إحدى الكاتبات المشهورة بالدفاع
عن حقوق المرأة (المسلوبة)، والمطالبة بأن تتُرك لتقرر كل شيء بنفسها ، هي
ذاتها التي كتبت في أحد مقالاتها الصحافية ساخرة من امرأة سعودية تلحفت
بالسواد ووقفت خلف زوجها بينما هو يقوم بعرض طلباتها على البائع.
إن المتأمل في مواقف أدعياء الليبرالية وكتاباتهم التي تماس مع قضية الحجاب
أو الاحتشام بشكل عام ، تجدها تدور في فلك اللحم المكشوف ، ولا تخرج عن
فوبيا (تغطية الجسد) ، ولأنهم لا يستطيعون التصريح بحق المرأة في كشف الجسد
، لذا يلتفون للمطالبة بعدم تغطية عقلها ! كيف ؟ بأن تترك المرأة تمارس
حريتها الشخصية ! حتى لو اختارت عدم الحجاب كما يقول ذلك الإعلان
التلفزيوني المشوه عن التطرف . مع أنهم في المقابل يسخرون من المرأة التي
تختار حجابها وفق رمزية التخلف . ولك أن تعجب ممن ينتقد رأي يقول بتغطية
الجسد تحت مبرر درء الفتنة ، وبين من يريد كشف الجسد بحجة الحرية . فمن هو
المهووس باللحم المكشوف حتى صار عقليته التي تحرك كتاباته ؟ الإجابة أتركها
لكم .
موقف ممثلي الليبرالية العربية بما فيهم أدعياؤها لدينا لا يأتي تجسيداً للتبعية الغربية حتى في الدرك الأسفل من سلوكها الحيواني فحسب ، إنما تأكيداً لحالة التوهان الفكري والقطيعة الفعلية مع قيمنا الإنسانية ومبادئنا الحضارية بدلالة بيانات تزييف الوعي ، التي طفح بها الإعلام العربي الليبرالي في تبرير مواقف وقوانين الحكومات الغربية من قطعة قماش تغطي بها المرأة المسلمة شعرها ، فما بالك بالنقاب أو غطاء الوجه . لهذا لم أستغرب أن يتغاضى هذا الإعلام المفتون باللحم المكشوف عن حادثة تلك الفتاة العربية ، التي تعرت أمام سفارة بلدها في إحدى الدول الغربية ولم يُدنها ، بينما يُكرر عرض مشاهد المرأة الأفغانية بحجابها الساتر مع التقارير الإخبارية ، التي تصف واقعها بالظلام الطالباني ، كون الحجاب حسب المرجعية الليبرالية (حرية شخصية) ، لذا هي تكرسها من خلال برامج إعلامية وإعلانات تلفزيونية ، كالإعلان الذي يُعرض بين الحين والآخر على إحدى قنوات العرب الشهيرة ، محذراً من التطرف بتحقيق التوزان بين السماح للمرأة أن تتبرج مقابل من تريد أن تتحجب . فهل بعد هذا نستغرب تلك الحملة في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي على الدكتور عبد الله الداود ، الذي طرح الرأي القائل بتغطية الطفلة المشتهاة بسبب فتنة جمالها أو بسطة جسمها . تلك الحملة التي تصدرها كالعادة أدعياء الليبرالية الذين لم يتعاملوا مع ذلك الرأي في إطار (حرية التعبير) ، ولكن اعتبروه (فتوى) ثم قاموا بمحاكمة فكرية وسخرية علنية للثقافة ، التي انتجت هذه الفتوى والتيار المُعبر عنها ، فكاتبة تصفه بفتوى من إنتاج (التفكير الجسدي) ، وكاتبة أخرى تصفه بـ(تيار اللاوعي الديني) ، وكاتب يومي يتساءل هل تُشتهى الطفلة ؟ وليته سأل القساوسة عن معدل جرائم اغتصابهم للأطفال للذكور ناهيك عن الإناث فربما يجيبونه . في المقابل يتم التعاطي مع آراء أدعياء الليبرالية التي تدعوا للتبرج وتبرر التعري خارج المجتمعات المسلمة ، أو في الفنادق الفارهة تحت الأضواء الخافتة بحجة المشاركة في الفعاليات الثقافية ، على اعتبار أنها تندرج تحت حرية التعبير وممارسة التفكير ، لدرجة أن إحدى الكاتبات المشهورة بالدفاع عن حقوق المرأة (المسلوبة)، والمطالبة بأن تتُرك لتقرر كل شيء بنفسها ، هي ذاتها التي كتبت في أحد مقالاتها الصحافية ساخرة من امرأة سعودية تلحفت بالسواد ووقفت خلف زوجها بينما هو يقوم بعرض طلباتها على البائع.
إن المتأمل في مواقف أدعياء الليبرالية وكتاباتهم التي تماس مع قضية الحجاب أو الاحتشام بشكل عام ، تجدها تدور في فلك اللحم المكشوف ، ولا تخرج عن فوبيا (تغطية الجسد) ، ولأنهم لا يستطيعون التصريح بحق المرأة في كشف الجسد ، لذا يلتفون للمطالبة بعدم تغطية عقلها ! كيف ؟ بأن تترك المرأة تمارس حريتها الشخصية ! حتى لو اختارت عدم الحجاب كما يقول ذلك الإعلان التلفزيوني المشوه عن التطرف . مع أنهم في المقابل يسخرون من المرأة التي تختار حجابها وفق رمزية التخلف . ولك أن تعجب ممن ينتقد رأي يقول بتغطية الجسد تحت مبرر درء الفتنة ، وبين من يريد كشف الجسد بحجة الحرية . فمن هو المهووس باللحم المكشوف حتى صار عقليته التي تحرك كتاباته ؟ الإجابة أتركها لكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..