لأبناءالملك عبدالعزيز وأحفاده والمواطنين المخلصين
* نحتاج الى اصلاح نظام ساهر المروري والى (ضاحي خلفان) في كل جهاز أمني
* تونس أيها الأخوة لم تسقط بحادثة البوعزيزي، بل سقطت يوم تولى وزير داخليتها الرئاسة بمساعدة من جهاز استخبارات أجنبي.
أصبح
لدينا أمير جديد في المدينة المنورة هو سمو الأمير فيصل بن سلمان يحفظه
الله .. ويسعدني من خلال مجموعتكم الكريمة أن ارحب بسموه في المنطقة وفي
مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرجو لسموه التوفيق والسداد في عمله.
كما
نذكر بالخير أميرنا السابق سمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد يحفظه الله،
ونشكره على ماقدمه للمنطقة ، ونتمنى له الخير والسعادة في مستقبل حياته.
أبا أسامة:
يهدف هذا المقال الى أمرين:
(1)
الإستمرار في الحديث عن التحديات التي تواجه مهاتير محمد السعودية .. سمو
الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ، مستشار خادم
الحرمين الشريفين ومبعوثه الخاص، وذلك نظرا لإعتقادي أنها فرصة ذهبية
لإصلاح بعض مواطن الخلل التي تمنع تطور بلادنا بطريقة صحيحة.
(2)
الشرح – بطريقة غير مباشرة – مقال الكاتب الغربي الذي قمتم بنشر مقاله في
رسالة المجموعة رقم 2384 ، والتي تهجم فيها على سمو ولي العهد وسمو النائب
الثاني وسمو رئيس الحرس الوطني. لاشك أن للسعودية أصدقاء مؤثرين حول العالم، ويوجد لها كارهون أيضا، وبعض هؤلاء الكارهين لهم أجندة نحتاج أن نعرفها لكي لاتضرنا.
هذه بعض التحديات:
التحدي 6: أن نرتقي فوق خلافاتنا ونكبر عقولنا اذا أردنا فعلا أن نطور بلادنا
الأمير مقرن ذو قلب كبير وعقل حكيم وابتسامة تحمل عنوان الطيبة. لايتهجم على الأمير مقرن أحد إلا شخص ناقص ومريض وغبي. لايشك في ذلك من يعرفه.
حينما
خرجت من مكتب سمو الأمير مقرن، وتركت الأمارة من غير رجعة حسب ماشرحت في
مقالي الأخير، أنتهى الموضوع بالنسبة لي. ويكفيني مقابلة الأمير مقرن آنذاك
وثناؤه على ماقدمته له.
لقد
كنت في ذلك الوقت أتقاضى من عملي في السوق الدولية مابين 150 الى 200 ألف
ريال شهريا، وكان لدي ثروة صغيرة ولله الحمد، ولست محتاجا أن افكر في
مشكلة. خلال 24 ساعة أنتهى الموضوع. وهذه طبيعتي.
الناس تقف طويلا عند محطات حياتها، أما أنا فلا أتوقف كثيرا إلا لأخذ العبر والدروس، ثم أمضي .. !!
قل لمن وقف على طلل درس ماضــــــــــــر لو كان جلس؟!
ولكن .. أتصل بي بعض رجال الأعمال – هداهم الله - وطلبوا أن أصبح أمينا عاما لغرفة المدينة، وأعتذرت، فقد خفت أن تتكرر التجربة.
أصروا، وذكروا أن في الغرفة مشاكل تحتاج الى حلول.
بعد
نقاش .. وافقت أن أتولاها لمدة 8 شهور فقط .. أنظم الغرفة .. ثم أساعد في
اختيار أمين عام جديد لها .. أي أن الفكرة هي للمساعدة فقط. ثم قابلت رئيس المجلس لمدة 4 ساعات.
بعد أن خرجت من عنده جاءته مكالمة من نفس النوع الذي جاءت للأمير مقرن (ولدينا الأدلة والشهود !!).
وحصل هذا رغم توجيه خادم الحرمين الشريفين وأمره الواضح !!!!
البعض يعتقد أنني لا أعلم مايجري في الدولة ووزارتها، ولذلك أرغب في القول أن المعلومات التي لدي أكثر بكثير مما يمكن تصوره.
والذي أريد أن أقوله: لايمكن أن تتطور بلادنا اذا ظللنا نفكر بمثل هذه العقلية. التطوير الحقيقي أمر
في غاية الصعوبة ويحتاج الى تظافر الجهود وليس الى تصفية الحسابات بدعوى
(أنني طلبتك تعمل معي، وحيث لم تفعل فسوف أجري وراءك من مكان لآخر).
أنت بفعلك هذا فقدت أمورا كثيرا سأذكرها لك:
(1) أنك أفقدت كل من يعمل داخل الغرفة الثقة في نظامنا الإداري. لقد
كانت سيرتي الذاتية تتجاوز بمراحل كل من تقدموا، وفي النهاية أختاروا شخصا
غير مؤهل، ليس لديه شهادات حقيقية وإنما بالمراسلة، وتم تدمير سمعة الغرفة
اعلاميا من خلال الفضائح التي تم نشرها في صحيفتي عكاظ والمدينة، وتم
تشويه سمعة رجال الأعمال في المنطقة كما تعلم، ولم ينقذها الا الله ثم
تدخلات أمير المنطقة السابق، وهو أمر ليس جيدا. بصراحة: أنت السبب.
(2) أنك
فقدت حتى رجالك الذين يعلمون بالموضوع، فحينما أواجههم وأعاتبهم على
مايفعلون، كانوا يقولون: والله يادكتور نعرفك ونعرف اخلاصك للوطن، ولكن
ماذا نعمل؟
وليس أسوأ من أن تفقد المستوى الأخلاقي والعقلي morale
لرجالك. إنك تزرع بذرة أخلاقية سيئة للغاية داخل نفوسهم تجاهك وتجاه
المجتمع، وتحبطهم داخليا. ومثل هذا البناء الأخلاقي مايلبث إلا أن يرتد
عليك، وأقرأ التاريخ.
واذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
(3) أنك
فقدت حتى بعض أفراد المجتمع ومنسوبي الأمارة ممن بطبيعة الحال علموا، فبعض
أعضاء مجلس إدارة الغرفة أصبحوا يدورون من مجلس لآخر، وكل واحد منهم يقول:
أقول لك شيئا لكن لاتخبر أحدا، ثم يتحدثون. وهكذا تم أخبار الجميع، وأصبحوا يسألون ويحصلون على اجابات. وهكذا أفقدت الخاصة والعامة الثقة في نظامنا الإداري.
(4) أنك أفقدت بعض الناس الثقة والرغبة في خدمة النظام الإداري بإخلاص.
كان هناك أناس يراقبون، فعندما سألوني: كم تريد كراتب؟ قلت: الذي تدفعوه ادفعوه، فلست محتاجا أصلا لنقودكم !!
قالوا:
نحن ندفع 15 ألف ريال للأمين السابق. قلت: طيب. وبعد مغادرتي دفعوا 55 ألف
ريال شهريا للأمين الذين أعتقدوا أنه يأتي بعدي، وأصبحت الغرفة مليئة
بالمشاكل، حتى غادر. أنت السبب في ذلك كله، أنت الذي أخرت تطورنا في المدينة.ختاروا ش
إن
التطور يحتاج الى أناس متعاونين، وليس الى أن يجروا وراء بعضهم البعض لكي
يصفوا حساباتهم مع بعضهم البعض. كما أنه يحتاج الى أن نستمع الى كلام
القيادة العليا، وليس الى عصيانها، فتصبح الأمور فوضى وكل يعمل على هواه.
لابد من وحدة في القيادة وأختلاف مقبول في الرأي حتى نصل الى رأي نسير عليه تحت قيادتنا. هكذا تعلمنا. اذا كان لأحد رأي آخر فمن المهم أن يوضحه للقيادة، ويوضحه الآن، لأنني لا أرى شيئا سيتطور بدون مثل هذا الإتفاق.
وللعلم
فإنني أسامح كل من أخطأ في حقي لله تعالى، ولكن ينبغي أن يتوقف معي ومع
غيري (!!)، لأنه مدمر لأي تطوير ننشده. التسامح هو عنواننا من الآن وصاعدا.
التحدي 7: نحتاج الى اصلاح نظام ساهر المروري والى (ضاحي خلفان) في كل جهاز أمني
طوّر
الشيخ محمد بن راشد دبي، لأن لديه مثل (ضاحي خلفان) الذي يقوم بكل ماهو
مطلوب منه أمنيا ومروريا دون نقاش، وليس لديه طموح سوى ارضاء رؤسائه حتى لو
أغضب الدنيا كلها. ولذلك من المستحيل أن يخرج لديهم نظام مثل ساهر !!
هذا الأمر يحتاج الى مراجعة في المملكة، ونظام ساهر هو مجرد دليل بسيط على ذلك.
وسمو الأمير مقرن يعلم ذلك، فقد صرح منتقدا (ساهر) وتم نشر ذلك في صحيفة الشرق الأوسط في 21 شـوال 1431 هـ 29 سبتمبر 2010 العدد 11628.
نظام
ساهر يعكس كيف تفكر بعض أجهزتنا الأمنية والمرورية، والتي تحتاج الى تطوير
حقيقي حتى تتطور وتطورنا معها. وأنظروا الى تعليقات القراء الكرام على
موقع الصحيفة بعاليه، وهذه أمثلة:
(1) التطوير
امر ضروري للحاق بالركب وهذا مايسعى له خادم الحرمين ، ونرجو من الله ان
تكون البطانه غلى قدر تطلعات ولي الامر والا وجبت الغربله لكل من كان همه
جمع المال دون النظر الى المسؤوليه الملقاه على عاتقه للتطوير ونقل المملكه
الحبيبه الى مصاف دول العالم الاول، ولولي الامر منا الدعاء
(2) بيض الله وجه الامير مقرن وهذا الكلام الصح.
هل رايتم كلاما جميلا مثل هذا؟ إنهم مواطنينا وعشقهم لبلادهم وحبهم لمسؤوليها الذين يريدون الخير والتطوير.
إن تحييد الأجهزة الأمنية والمرورية في عملية التطوير لكي تصبح حامية ومساندة لها، وليس جزءا منها .. لها حساباتها .. هو أمر في غاية الأهمية.
عندما
كان سمو الأمير نايف حيا ، كان قامة كبيرة، وهو رجل كبير في كل اموره،
ونخجل أن نفتح معه مواضيع ، ولذلك كان صعبا أن تتحدث عن موضوع كهذا. أما
الآن فإنني أعتقد أن روح الشباب – بهؤلاء الشباب - قد دبت من جديد،
والفرصة مواتية لإعادة النظر نحو دور هذه الأجهزة الأمنية لكي تساند تطور
بلادنا.
بإختصار:
نحن نريد أن ينجح الأمير مقرن في مهمته التي يرغب بها كل المواطنين ، ولن
ينجح إلا بوجود أمثال ضاحي خلفان في الأجهزة الأمنية .. مهمتك حفظ الأمن
وتطبيق النظام، ولاطموح لديك أكبر من هذا !!
بدون ذلك، سينتهي النفط ، وتنتهي نقودنا، ونحن لازلنا نتحدث عن دور هذه الأجهزة الأمنية.
أنظروا الى ضاحي خلفان وأنظمة المرور في الدول المتقدمة، وأصنعوا لنا مثلها. هذا هو المطلوب للتطور.
الإجتهادات
المحلية هي في غير محلها، ولا تطور شيئا، ولاتصدقوا الإحصاءات التي يقولها
القائمون على ساهر فهي مضللة، ولاتقول شيئا مما يجب أن يكون. نحن عشنا في
الدول المتقدمة ونعرف الأنظمة الصحيحة، ولايخدعنا احصاءات لاقيمة لها في
التطوير.
التحدي 8: أن ننتبه من السحر في الإدارة
من محاضرة حضرتها عن موضوع السحر في الإدارة في الغرب على يد استشاري متمرس في التطوير ومكافحة الهجمة عليه:
....
............. وهكذا يضعون رقما لكل عضو من أعضاء اللجنة المكلفة بتطوير
أو تحقيق أو تعيين .. ثم اذا عرفوا أن اللجنة ستجتمع مثلا الساعة 1 ظهرا ،
أو مساء الخميس (weekend) لكي تقرر أمورا أو تعيينات .. فإنه يتم عمل السحر قبل ذلك ويتم فكه بعد ذلك حتى لايتم كشفه. وبذلك
تجتمع اللجنة .. ولايحصل شيئا .. لاتحقيق يتم .. ولاتعيين يحصل، ولا
قرارات تطويرية يتم التوصل اليها، وقد يصل الأمر الى بناء عداوات وفرقة بين
المتحابين.
ولو
حصل أن أكتشف القائم على الأمر أمرا (مجتهد مثلا) فإنه يتصل بمركز السحر
هاتفيا، ويقول هكذا: 120داش 3 من الساعة 12ظهرا ، فيفهم الساحر أن عليه سحر
الشخص ذا الرقم 120 بالسحر الموجود في القائمة ابتداءا من الساعة 12 ظهرا
ولمدة 3 ساعات، دون أن يحتاج الى شروحات قد يتم كشفها على الهاتف. فالعملية
متطورة للغاية في هذا العصر الحديث الذي من المفترض أن نكون قد تطورنا فيه
فكريا ، ولكن هذا لا يحصل !! أنتهى كلامه.
ولو
تحدثت عن هذا الموضوع لساعات لما كفى، ولذلك أكتفي بالقول أنه يمكنك أن
ترى الهجمة على تعيين سمو سيدي الأمير مقرن بن عبدالعزيز كنائب ثان، وكأنه
أصابهم في مقتل، لأن القرار كان محصورا في عدد قليل لايمكن اختراقه.
فالسرية السرية يحفظكم الله. لاتتحدثوا
على الهاتف والجوال، فهي مكشوفة، وأحصروا الأمر في عدد قليل، وفاجأوهم
بقرارات في غير موعدها، ولاتطلبوا تقارير كثيرة فتنكشف الأمور. وأنتبهوا
من السحر فإنه من آفات العصر، ومن علاماته وجود ضيق في الصدر عند ذكر
الإنسان أو الأمر المستهدف، ويحتاج الأمر الى من يفهم فيه، وهم ولله الحمد
كثير في بلادنا، ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
التحدي 9: أن ننتبه الى خطورة الإستهداف الخارجي لتطورنا ومستقبلنا
الدول تخطط، وأبو متعب – يحفظه الله - يقول ببساطة: من ذمتي لذمتكم. أخدموا الشعب وساعدوا المواطن.
الدول
في حالة سيئة اقتصاديا، ودولتنا ترفل في أحسن نعمة ولله الحمد .. بدون
تخطيط كبير. وتحتاج فقط الى جهود لكي يعم هذا الخير كل المواطنين، حيث توجد
نسبة تعاني ونحتاج للإنتباه لها.
وصدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (على قدر نياتكم ترزقون) وقال
(استبشروا بالنواصي والأقدام) .. إنها النية الطيبة وناصية الخير لأبي متعب
وسلمان ومقرن وأخوانهم وأبناءهم والمسؤولين المخلصين لخدمة هذه البلاد
وخدمة بيت الله ومسجد رسوله الكريم.
ولكن .... نحن مثل غيرنا .. لنا محبون في الشرق والغرب .. ولنا كارهون .. وحاسدون. وليد
جنبلاط مثل أخير جيد (كل ذي نعمة محسود)، ولذلك لاتبتأسوا، فإنما تقذف
الشجرة المثمرة، ونحن بعون الله منصورون على كل صاحب فيل يفكر في ايذاءنا
بالطير الأبابيل ، واذا ظلت قلوبنا على بعضنا البعض.
لقد
تعجب الكثيرون ، خصوصا مجلة المجتمع ، حينما قام رئيس وزراء ماليزيا
(مهاتير محمد) في ماليزيا بسجن نائبه واتهامه بإتهامات سيئة. ولكن هذا
الأمر طبيعي في عالم التطوير، فالنائب ظن أنه يستطيع أن يقفز فوق رئيس
الوزراء ويجلس مكانه، فأجلسه في السجن. وهو درس لنا جميعا في الحذر.
دليل: تونس .. كيف سقطت في هذه الفوضى؟
لو سألك أي قائد سياسي سؤالا بسيطا: كيف سقط رئيس تونس زين العابدين بن علي؟
فماذا سيكون جوابك؟!
دعني أخمن اجاباتك. أجمعت أغلبية ماقرأت وسمعت على أن سبب سقوطه أمرين: (1) حادثة البوعزيزي (2) الظلم وملء السجون ومصادرة الحريات.
اذا كنت ممن يعتقدون بهذه الإجابات، فأنت في أعتقادي مخطيء.
إذن ما الجواب الصحيح؟
هناك 3 قوانين أحتاج الى شرحها لكي تكون قادرا على فهم الجواب (مع العلم أنه يوجد العديد من القوانين في التطوير والحياة):
(1) قانون الدوران: ماتفعله بالآخرين يدور .. يدور .. ويعود اليك ولو بعد حين.
ولذلك مافعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس عرفات من أمور غيبت وعيه كان لابد أن يعود اليه، فهاهو فاقد الوعي !!!!
ومافعله رئيس ليبيا معمر القذافي بشعبه كان لابد أن يعود اليه !!!!
ربما
ليس دائما .. ولكن بنسبة ربما 80%. أما النسبة المتبقية، فقد تكون العدالة
في الآخرة حينما نقف جميعا بين يدي ملك الملوك ويقتص لبعضنا من بعض. يقول تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس، ولايظلم ربك أحدا).
ويقول على لسان الظالمين والكافرين (مالهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها) !!
(2) قانون الثقة والثقة المطلقة
في عالمنا الإستشاري ، الثقة مطلوبة، ولكن الثقة المطلقة خطر عظيم.
الثقة تعطيها لكي يقوم الناس بعملهم.
الثقة المطلقة تجعلك تصادر عقلك، وقد تنجح أحيانا، لكنها في معظم الأحيان تجعلك تسير مثل النعجة نحو حتفك.
(3) قانون نتائج البيئة: حينما تخلق بيئة معينة، فلا بد أن تنتج تلك البيئة ماهي قادرة على انتاجه فقط.
ولذلك وثق الحبيبة بورقيبة بوزير داخليته زين العابدين ثقة مطلقة (القانون الثاني)، فكان لابد من الخيانة.
وهي خيانة عظمى بالتنسيق مع جهاز مخابرات أجنبي.
كانت
سجون الحبيب بورقيبة مليئة بالمساجين والمعارضين. هذا أمر معروف. وجهاز
الإستخبارات الأجنبي يرغب في استمرار هذا الوضع، رغم أنه يعلم أن تونس لن
تتطور بمثل تلك التصرفات !!
كان الحبيب بورقيبة كبيرا في السن ، وكان جهاز المخابرات الأجنبي لايرغب أن يتولى الرئاسة شخص طيب ..
لابد من الإستمرار في نفس النهج .. ولذلك وقع الإختيار على وزير الداخلية
زين العابدين لكي يكون هو الرئيس القادم فلا تتغير سياسة الدولة القمعية .. سجون .. معتقلات .. تعذيب .. حتى يخرج الناس من عقولهم .. فتنهار الدولة بطريقة تلقائية .. وتصبح لقمة سائغة !!
تونس أيها الأخوة لم تسقط بحادثة البوعزيزي.
تونس سقطت يوم تولى وزير داخليتها الرئاسة بمساعدة من جهاز استخبارات أجنبي.
فكان
أن ضمن استمرار ونمو البيئة الإدارية القمعية التي لابد أن ينتج عنها
نتائج سيئة ستؤدي الى أن تجعل الدولة تنهار يوما بطريقة تلقائية (القانون
الثالث).
وكان
لابد لما فعله وزير الداخلية زين العابدين بن علي بالرئيس التونسي الأسبق
الحبيب بورقيبة أن يعود عليه بطريقة أو بأخرى (القانون الأول).
كان هناك مئات الألوف مثل البوعزيزي في السجون .. كان الجميع يعانون .. كان الجميع يبحث عن طريقة للخلاص.
ولذلك حينما نضجت الطبخة، وجاء الوقت المحدد ، تم ابراز حادثة البوعزيز اعلاميا لقطف الثمرة.
وتم ادخال الرعب في قلب الرئيس فرحل غير مأسوف عليه، ولم يجد حتى من يقف معه.
حل !!
دعوني أوقظ الحبيب بورقيبة – رحمه الله - من نومه الأبدي .. !!
دعوني
أعود بالزمان الى 24 ساعة قبل الساعة المحددة للإنقلاب الذي قام به وزير
الداخلية زين العابدين على ولي نعمته الرئيس حبيب بورقيبة، وسأسأله سؤالا
بسيطا: أيها الرئيس .. هناك جهاز استخبارات أجنبي يتحدث مع وزير داخليتك
زين العابدين لكي ينقلب عليك بعد 24 ساعة، فماذا أنت فاعل؟!
سيفكر الرئيس – لو كتب ذلك - وقد يقول مثلا:
هذه قراراتي:
- سأفكك
الوزارة حتى لايعود شخصا واحدا قادرا على التحكم بها وخلق مشكلة لي، لأن
جهاز الإستخبارات الأجنبي لم يفعل مافعل وخطط ماخطط إلا عندما وجد البيئة
في تونس تسمح بذلك (القانون الثالث).
- سأقوم بتوزيع تونس الى مناطق. وسأضع
مثلا مساعد وزير الداخلية للقطاع الغربي .. ومساعدا آخر للقطاع الشرقي ..
ومساعدا للقطاع الشمالي .. ومساعدا للقطاع الجنوبي .. ومساعدا للقطاع
الأوسط .. وكلهم ينبغي أن يكونوا ثقات ويتبعونني (يقصد للحبيب بورقيبة).
- وزير الداخلية زين العابدين لاعلاقة ادارية مباشرة له بالأجهزة الأمنية. المساعدون هم الذين يديرون الأجهزة الامنية.
- اذا تضايق وزير الداخلية زين العابدين من أحد مساعديه، وقام يتهجم عليه فينبغي أن أتأكد من المساعد عن السبب وحل المشكلة بنفسي.
- اذا أصدر وزير الداخلية زين العابدين قرارا، فلا بد أن يكون نظاميا. اذا
أصدر قرارا غير نظامي، أو قرارا بمراقبة شخص مقرب من الرئيس ، أو أختراق
الحياة الشخصية للرئيس الحبيب بورقيبة أو لأي شخص موضوع في قائمة، فينبغي
أن يعودوا لي (يقصد للحبيب بورقيبة).
بإختصار: كان بإمكان الرئيس الحبيب بورقيبة ايقاف أحداث ماسيحصل بعد 24 ساعة، لو أنه فكك قدرة زين العابدين على الإنقلاب عليه، ولكنه لم يفعل. وما أقوله هنا مجرد فكرة لم تحصل، لأن بعض البلدان العربية أصبحت مرتعا وملعبا للبعض ، يخرجون مسرحيات، ونحن نصدق مايحصل أمامنا.
فعندما تصنع بيئة معينة، فإن تلك البيئة لن تنتج إلا ماتراه أمامك من تخلف في البلدان العربية.
وهذا
مما يمنع تطورها، فهي تعود الى نقطة الصفر في كل حين من خلال مغامرين
يحملون طموحات سياسية في الوصول الى أعلى منصب في الدولة، وبالتالي فإن ذلك
لايسمح للدولة بالتطور.
الصورة الأشمل
في الخمسينات كان الإستهداف من خلال وزارة الدفاع والجيش والإنقلابات العسكرية.
تطورت
الأمور بعد ذلك، لأن العسكر أحضروا رجال أمن شرسين، ظنا منهم أن ذلك سيجعل
البلد أكثر أمنا، ونسوا القانون الأول في أن الأمور تدور وتدور ثم تعود
عليك، فأقتحمت الأجهزة الأمنية حياة الرئيس الشخصية وحياة من حوله، وراقبت
هواتفهم وكل شيء لديهمبدعوى حمايتهم، فكان أن عرفت نقاط ضعفهم.
وهكذا
بدأت في الثمانينات موضات وزارات الداخلية والأجهزة الأمنية التي تقوم
بالتجسس والتعذيب والمعتقلات ، فتخرج الناس من عقولهم، ويبحثون عن طرق
للخلاص منها.
ولعل
هذا يفسر لك لماذا الكاتب الغربي الذي كتب مقالته ونشرها عبدالعزيز قاسم
في رسالة المجموعة رقم 2384 .. لماذا هذا الكاتب الأمريكي لم يرتح لسمو ولي
عهدنا ووالدنا وقرة أعيننا الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولم يرتح لأخينا
الكبير الأمير الإنسان الحبيب لكل قلب مقرن بن عبدالعزيز، ولم يرتح لتاج
الرجال والرجولة الأمير متعب بن عبدالله.
الناس يحبون هؤلاء الأمراء – كما يحبون كل الأمراء الذين وضعوا أنفسهم في خدمة المواطنين - ويعقدون أمالهم عليهم.
ولايهمنا
من يتولى، فالبيعة للملك عبدالعزيز من اباءنا سبقت، وهي مستمرة، وكبير
العائلة يستقر على من يراه مناسبا، ولكن الكاتب الأجنبي يريد شيئا يقود الى
شي، فهذا النموذج نجح في تونس، ولابأس من تجربته في أماكن أخرى، خصوصا
وأنه وغيره يتابعون تويتر ويرون الشكاوى والمشاكل .... !!
اقرأوا
مقال الكاتب الأجنبي جيدا، فهذا المقال المفضوح له هدف كبير للغاية لو
أجتمعت كل الأجهزة الأمنية العربية لمعرفته لما عرفوا .. وركزوا على الجملة
الأخيرة. إن هذه الثقة من الكاتب ليست طبيعية يا أخوان ويا أخوات .. !!
وأنتبهوا
أيها السادة، فالمسرحية قد يتم اعادتها في دول أخرى، والهدف هو هدم الدولة
على رؤوس من فيها وتشريد حكامها في الأرض. أنظروا الى موقع زن العابدين
وماحصل له لكي تروا مايحصل حولنا.
لاتثق
بأحد ثقة مطلقة تجعلك تصادر عقلك مهما كانت درجة قربه منك وقديم خدماته
لك، فالثقة المطلقة ينتج عنها خيانات وتلميعات. والثقة المعقولة مطلوبة ..
والعدل يظل دائما أساس الملك والرئاسة والقيادة.
هل هذا كل شيء؟ الجواب: لا. ولكن نقترح على الجميع النظر بنظرة شمولية، فخلف الجبل قد يكون هناك مانحتاج للإنتباه منه.
ولايوجد أجمل من أن تنام هادئا مطمئنا محبوبا من قبل الناس (عدلت فأمنت فنمت ياعمر). وهو
ديدن حبيبنا ووالدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو
النائب الثاني أمد الله في أعمارهم وحفظهم وحفظ بلادنا والحرمين الشريفين
من كل سوء.
تمنياتنا للجميع بالتوفيق.
بقلم الإستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي
استشاري ادارة المشاريع التطويرية واتخاذ القرارات وحل المشاكل
أستاذ متقاعد مبكرا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..