الأحد، 24 مارس 2013

خطة أوباما 'المشفّرة' للتعامل مع الهلال الشيعي

تحذيرات أوباما للأسد ولحزب الله وإيران تكشف عن أن واشنطن لم تعد تجزئ التحديات المطروحة عليها في بؤرة النفوذ الشيعي.
 
القدس ـ استغلّ الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارته إلى اسرائيل ليوجه رسائل تحذير إلى إيران وسوريا وحزب الله، فيما يمكن اعتباره مؤشر على ان واشنطن قد قررت رسميا التعامل مع قوى ما يعرف بالهلال الشيعي في وقت متزامن وأنها لم تعد تجزئ التحديات المطروحة عليها في المنطقة من هذه "الجبهات الشيعية" المتعددة.

وبدا الرئيس الاميركي وهو يتناول ثلاثة من أخطر الملفات المطروحة على فترة رئاسته الثانية للولايات المتحدة الأميركية كأنه يقدم على مسمع الإسرائيليين والعالم خطة ما تزال مشفرة، للتحرك ضد هذه "المنغصات" الثلاثة، وفقا لاستراتيجية موحدة، بحكم ما تبين من ترابط قوي لهذه الملفات بشكل يجعل من الصعب الاستفراد بأحدها وتأجيل الحسم في الملفين الآخرين إلى زمن لاحق.

ودعا اوباما الخميس من اسرائيل الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد، كما دعا الاسرة الدولية الى اعلان حزب الله اللبناني الشيعي منظمة "ارهابية"، دون أن ينسى التأكيد على ان إيران "ستشكل خطرا على العالم بأكمله" بينما لم يستبعد الخيار العسكري لحل هذه الملف الشائك.

وقال اوباما في خطاب امام مئات الشباب الاسرائيليين في القدس ان "على الاسد ان يرحل لكي يكون بإمكان مستقبل سوريا ان يبدأ"، محذرا من "استخدام اسلحة كيميائية ضد الشعب السوري او نقلها الى مجموعات ارهابية".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما شكك الأربعاء بأن تكون المعارضة السورية قد استخدمت السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وأكد على أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ستتحمل المسؤولية عن أي استخدام لهذا السلاح.

وأضاف أن نظام الأسد "فقد شرعيته وعلى الأسد أن يرحل وسيرحل بالفعل".

ونوه الرئيس الأميركي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس الأربعاء إلى أنه "عندما تصبح الوقائع واضحة سأتحدث عن الخطوات التالية"، مؤكدا على أن حكومة الاسد ستتحمل مسؤولية استخدام أو نقل أي أسلحة كيماوية ضد المدنيين.

واشار اوباما في خطاب الى "شعب اسرائيل" في القدس الى ان "حزب الله" أحد أبرز حلفاء الأسد في المنطقة "يجب ان يسمى على حقيقته منظمة ارهبية لأن العالم لا يمكن ان يتقبل منظمة ارهابية تقوم بقتل الابرياء وتتطلق وابل من الصواريخ"، لافتا الى انه "يحق لاسرائل ان تتخلى حماس عن العنف والاعتراف بها".

وقال ان "كل بلد يعترف بقيمة العدالة يجب ان يسمي حزب الله بما هو عليه: منظمة ارهابية"، بينما ما زال الاتحاد الاوروبي يرفض حتى الآن ادراج الحزب على قائمة المنظمات الارهابية.

واكد اوباما في مؤتمر صحفي في جامعة بن غوريون ان "واشنطن ستفعل ما يجب فعله لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي"، معتبرا ان "موقف ايران في المنطقة بات اصعب من السابق"، لافتا الى انه "على ايران ان تعرف ان الفرصة لكي تتخلى عن سلاحها النووي ولن تكون مفتوحة ومن غير حدود".

وحذر الرئيس الاميركي من انه سيصبح من غير الممكن مطلقا احتواء الخطر الايراني في حال حصول طهران على سلاح نووي، مؤكدا انها ستشكل خطرا على العالم بأكمله ومشيرا الى انه لا يستبعد الخيار العسكري.

وقال اوباما انه يفضل الحل الدبلوماسي للخلاف النووي، الا انه حذر ان الوقت امام ايران ليس مفتوحا، واضاف "لقد اوضحت موقف الولايات المتحدة: يجب ان لا تحصل ايران على سلاح نووي، فهذا خطر لا يمكن احتواؤه".

ويقول مراقبون إن اوباما وهو يتحدث لوسائل الإعلام وللإسرائيليين عن الخطر القادم من ايران وحليفيها، يستعيد معجما لغويا يذكر بما كان يقوم به الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الابن وهو يحذر العالم من المخاطر التي كان يشكلها العراق في تلك الحقبة على العالم، مع فارق اساسي وهو ان العالم في ذلك الوقت كان متيقنا من أن العراق المنهك لم يكن على مثل ما اتهمه به بوش، بينما يعلم الجميع اليوم أن إيران مدعمة بحليفيها في دمشق ولبنان، ومستفيدة من تدمير العراق ومن حكم حلفائها له، قد أصبحت قوة مخيفة للمنطقة بشكل لا لبس فيه.

وتشير تقديرات المحللين إلى ان الخيارات في هذه الملفات الشائكة لم تعد كثيرة امام اوباما ومن ورائه الإدارة الاميركية.

ويرى هؤلاء أن رهان واشنطن على تحييد طهران وعزلها عن تحالفاتها في العراق وسوريا ولبنان، لا يبدو وانه يأتي ثماره في تليين موقف طهران من ملفها النووي الذي يبدو وأنه تجاوز الخطوط الحمراء الممنوعة إقليميا ودوليا.

وشدد اوباما على ان "اسرائيل هي اقوى دولة في المنطقة ولديها دعم اقوى دولة في العالم ولن تزول ابدا"، لافتا الى ان "الطريق الاوحد لحماية الشعب الاسرائيلي هو غياب الحرب"، مؤكدا انه "ما زالت اميركا موجودة فاسرائيل ليست وحدها".

http://www.middle-east-online.com/?id=151649

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..