السبت، 16 مارس 2013

الرد على خطاب سلمان ودعوى الأزمة .

قدمت لكم مرارا أن الإخوان المسلمين سواء كانوا سروريين أو بنائية والعلمانيين والليبراليين والرافضة
على قلب رجل واحد مهما تظاهروا بمعاداة بعضهم لبعض إذا كان العدو مشتركا وهو بطبيعة الحال حكومة هذه البلاد . وتقدم أن ذكرت لكم أن الإخوان المسلمين يصنعون المشاكل عن طريق أتباعهم من الرعاع ثم يصورون للناس أن البلد في أزمة وأنه على حافة الانفجار بل والانهيار ، ثم يقدمون أنفسهم حلالين لهذه المشاكل كما فعل سفر الحوالي إبان أزمة الإرهاب ، وكما فعل ناصر العمر قبل أيام (سبق الرد عليه) وخطاب سلمان العودة إعادة صياغة لمطالب يطرحها الإخوانيون وإخوانهم الرافضة والليبروإسلامي هذا الخطاب محفوف بالآتي :
١- الإعلان بأن المؤسسة الحكومية تقوم بغير نظام وإنما بعلاقات شخصية فهي بهذا التصوير ليست أهلا للتفاههم معها ، ولكن التفاهم معها هو تنزل ليس إلا .
٢- الترغيب والترهيب ، فالدولة على حافة الانهيار والفوضى إن لم تفعل مانريد .
٣- تقديم الإخوانيين أنفسهم لحل هذه المشكلة .
٤- توريط الدولة مع رجال الأمن إذا علموا أنهم سيحاسبون وهم مجتهدون ، فإن الواحد منهم سيحاول أن ينأى بنفسه كما هو واقع الآن في مصر .
٥- التشكيك في القضاء ونزاهته .
٦- جمع المتفرقين (ظاهريا) في صف واحد يعطي الحكومة (مهلة) ولكنها غير محددة بأجل ، ولكن هذا الأجل لابد له من معالم .

ومما يدل على وجود توافق بين القوى المتحدثة :
١- برنامج حراك الذي جمع بين الليبرالي والمحسوب على مؤسسة الدولة حيث جمع عقلا الباهلي مع عيسى الغيث ، وبرنامج عبدالله المديفر الذي استضاف سلمان العودة الذي طرح فيه ماطرحه في بيانه ! فهل هذا مجرد موافقة ؟ ولاحظ الوقت والموضوع !
٢- سرعة إعلان كل الحركيين والرافضة والعلمانيين تأييدهم لخطاب العودة .
إن هذا الخطاب منذ قرأته (ليست قراءتي له من منظور سياسي وإنما من منظور شخص كان حزبيا إخوانيا عارفا بخططهم) وأنا مدرك أن هذه الحركة حركة المذبوح ، فوالله العظيم والله العظيم والله العظيم أنهم لم يُقدموا على هذه الخطوة إلا بعد أن ضاعت أوراقهم كلها ، وعلموا أنه قد حيل بينهم وبين الداعم الخارجي ، وخافوا من تبعات أيامهم السابقة ،
فأقدموا على هذا خوفا من خسارتهم ! لقد كان الإخوانيون (كما قدمت لكم) يراهنون على الدولة وأنها شاخت وكبرت ووهنت قواها ، ولكنهم أحسوا بشيء أخسرهم رهانهم وخالف توقعاتهم ، فبدأ التفكير : كيف الرجوع ؟ ألا ترى العودة يذكر أن من ضيق عليه وفعل شيئا علم أنه لم يخسر شيئا ؟ ماذا يعني هذا ؟
ماأطلق عليه سلمان العودة الجيوش الأمنية في تويتر يدل على أن هذه الجيوش المحبة لولاة أمرها قد أقلقت الإخوان المسلمين لأنهم أدركوا أن لهؤلاء أثرهم العميق ، فقد كان الإخوان المسلمون يوهمون الناس والدولة أنهم هم الموجودون في الساحة فقط ،
ولكن حينما تمكن السلفيون من هذا الإعلام عرَّفوا الإخوانيين حجمهم . ألست تشاهد وتقرأ دعوة العلامة حمد العتيق لرموز الإخوان المسلمين للمناظرة العلنية ؟ لماذا جبنوا ؟ الشيخ عبدالعزيز الريس يلجم الإخوان المسلمين بالسنن والآثار ثم لايستطيعون الرد إلا بالكذب والجهل كما فعل سعود الفنيسان ، ويدعوهم للمناظرة العلنية فيهربون ! والله ماهربوا إلا خوفا من الفضيحة العلنية . هذه الجيوش السلفية هي التي حملت سلمان العودة أن يُعَرِّض بنفسه أن يكون هو (عراب) الإصلاح والتصالح مع الدولة ! نعم سلمان أدرك أنه خسر كل شيء حتى دينه الذي كان يتظاهر به !
وعلم أنه لو (تحامق فوق حمقه) لخسر فوق خسارته أضعافا فأحب أن يحصل على شيء ولو لم يكن إلا إعادة التنظيم له اعتباره ليكون متحدثا عنهم لكفاه في هذا الظرف العصيب بالنسبة له .
هل نحن في أزمة؟
إن كانت الأزمة تويترية فليست الدولة في أزمة بدليل إقرار سلمان بوجود جيوش أمنيه(بزعمه) في تويتر .
وإن كان يريد أزمة في الشارع ، فالناس في الشارع وهم الشارع فأين الأزمة ؟
وإن كان يريد أن أهالي من تسبب فيهم الإخوانيين من المساجين في أزمة ، فإن أهالي المروعين والمقتولين من رجال الأمن والمواطنين في أزمة ولن يحل هذه الأزمة إلا سرعة تنفيذ أحكام القتل الصادرة .
وإن كان الإخوانيون في أزمة فهم وشأنهم ، ولن تحل أزمتهم إلا بالرجوع للسنة ولزوم السمع والطاعة . وللحديث بقية تأتي إن شاء الله .


د. سلامه  العتيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..