يتوافق العالم المعاصر (صدقاً أو كذباً) على مبادئ سامية،
ترنو إلى عدم التمييز بين البشر، وإلى الحرية والمساواة، وتُفَاخر حضارة
الغرب اليوم بقيادة الولايات المتحدة، بأنها داعية وراعية هذه المساواة
والحريات، وفي التوظيف السياسي والإعلامي يبدو العرب والمسلمون هم النقيض
لهذه الأخلاق والمعاني.
ولأسباب تاريخية ودينية وسياسية كان الإسلام والغرب في حالة
صراع دائم، وتناقض حضاري مستمر، كانت نتيجته اليوم تفوق الغرب التقني
والاقتصادي والعسكري… وهزيمة المسلمين أمامه في هذه المجالات. وكطبيعة كل
منتصر دوما، يحاول الغرب أيضاً إثبات انتصاره وتفوقه القيمي والأخلاقي.
وللأسف فإن بعضاً من المسلمين، ساهم بأفعاله وأقواله في تمليك
الغرب صورة (مشينة) عن الإسلام كدين وعن المسلمين كبشر، عبّر عن ذلك فيلم
فتنة (الهولندي) الذي فسَّر بعض آيات القرآن الكريم بلقطات من أقوال وأفعال
لـ(مسلمين)، ليخرج بمقولة أنه على المسلمين أن يغيروا أو يعدلوا قرآنهم!!
إن المسلمين اليوم مطالبين بتقديم رؤية حقيقية عن عظمة
الإسلام وإنسانيته، رؤية تشارك في صياغة دستور عالمي إنساني، يكفل حقوق
الإنسان وحريته، منطلقاً من مفهوم (أخوة الجنس البشري)، وكذلك يصد الهجمة
عن الفكر الإسلامي.
2- مشكلة البحث:
يحاول البحث علاج ظاهرة الفهم الخاطئ للإسلام، وكذلك محاولات
الأعداء النيل من الإسلام والتشهير به، من خلال طرح رؤية الإسلام –بل سبقه
الإعجازي- في تقرير أخوة بني البشر، سواء أخوة بالمفهوم البيولوجي، أو أخوة
بالمعني الاجتماعي، وما يتضمنه من مساواة في الحقوق والواجبات، وذلك من
خلال الإجابة على الأسئلة التالية:
- ما توصيف القرآن الكريم لطبيعة العلاقة بين البشر وراثياً؟
- ما التوصيات القرآنية (ذات البعد الاجتماعي) التي ترافقت مع ذكر القرآن لأخوة البشر؟
- ما موقف كل من “الدارونية الاجتماعية”، و”الصهيونية”، و”النازية”… في موضوع أخوة الجنس البشري.
- ما مدى صلاحية ومصداقية كل من القيم الإسلامية، والحضارة الغربية الحديثة، تجاه قضية “أخوة الجنس البشري” في مجال الحقوق الإنسانية.
- كيف نستمد من القرآن الكريم دستوراً يوجه العلاقة بين بني البشر؟
3- أهداف البحث:
- تقديم تصور نظري عن موقف الإسلام من مفهوم أخوة الجنس البشري.
- إثبات أن دعاوى العنصرية والكراهية ليس لها جذور إسلامية.
- تسجيل سبق إعجازي للقرآن الكريم في مجال أخوة الجنس البشري.
4- أهمية البحث:
- يساهم في إثراء المكتبة العربية ببعض المفاهيم الهامة.
- يدعو المسلمين إلى مشاركة العالم في ما يطرحه من مفاهيم خَيِّرة، حول المساواة وحقوق الإنسان.
- يعمل على ترشيد دعوات الغرب في مجال المساواة وحقوق الإنسان.
- يساهم في الحد من الدعوات التكفيرية والانعزالية.
- يساهم في التقليل من النظرة السلبية لدى غير المسلمين تجاه الإسلام.
- يخدم صانع القرار العربي، ولا سيما في المجال الفكري والإعلامي.
5- منهج البحث:
سيعمد البحث إلى استقصاء الآيات القرآنية التي تتحدث عن أخوة
الجنس البشري، موضحاً دلالاتها وفقاً للأحاديث النبوية الشريفة، والتفاسير
الإسلامية التراثية والحديثة، ثم يقوم بربط هذه المعاني بالدراسات العلمية
الحديثة، ولا سيما مشروع الجينوم، الذي أثبت بما لا يقبل الشك، بأن جميع
السلالات البشرية تنحدر من أصل واحد، كما سيقوم البحث بدراسة تطور المفاهيم
الوضعية لأخوة الجنس البشري…، إثباتاً لحقيقة أن القرآن صاحب سبق إعجازي
في تقرير أخوة البشر من ناحية بيولوجية وراثية، ومن ناحية اجتماعية حقوقية.
وهذا يقتضي استخدام منهج البحث الفلسفي
التحليلي، في استقصاء مدلول الآيات محل الإعجاز، وربطها بتلك الحقائق
والنظريات العلمية والاجتماعية.
للدكتور حمدي سلمان معمر – قسم أصول التربية بجامعة الأقصى بغزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..