الأربعاء، 27 مارس 2013

مات واحد «ولا عندك أحد»

 تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أمس خبر وفاة شاب بعد تناوله علبتين من أحد مشروبات الطاقة!!، جاء الخبر من أحد أقربائه المعروفين الذي روى القصة كاملة، بالتأكيد ذلك الشاب ليس الضحية الوحيد، لكنه الوحيد المعلن أمس والمعروف الأسباب أمس وإلا فإن قائمة من أدخلوا المستشفيات من أضرار هذه المشروبات، التي تحظى بأكثر أنواع الدعايات تضليلا وأكثر الأضرار فتكا وأكثر الوكلاء نفوذا وقوة، طويلة جدا ومعروفة.
في عام 2004 كتبت تحت عنوان (القرار الهش): نشرت جريدة الاقتصادية في عدد يوم 12شوال 1425هـ تقريرا موسعا وملونا مدعوما بالصور وحديث الأطباء وأخصائيي التغذية عن محتويات ما يسمى بمشروبات الطاقة من المواد الضارة التي لا علاقة لها بزيادة الطاقة الحرارية للجسم بل بزيادة الطاقة المنبهة مثل الكافيين والتورين والجنسنج وغيرها والتي تسبب أضرارا مثل القلق وزيادة حرارة الجسم وزيادة ضربات القلب واضطراب النوم وتسوس الأسنان والتبول والتعود والأعراض الانسحابية وتأثيرها على مرضى القلب والحوامل. ولو كانت تلك الأضرار أضرارا جانبية لدواء نافع في عمومه فإنها مدعاة لوقفه أو الحد من استعماله.
في عام 2005 كتبت تحت عنوان (أولا وثانيا): ما تسمى افتراء بمشروبات الطاقة لاتزال تضخ بكميات كبيرة جدا في أسواقنا وتحظى بإقبال شديد لدى الشباب رغم ما ثبت من أضرارها الصحية الخطيرة التي أعلنتها «اللجنة» المكلفة بدراستها والتي أقلها إتلاف خلايا المخ وإحداث فشل كلوي.
وزارة الصحة لم تحرك ساكنا في هذا الصدد وكأننا «ناقصين» فشل كلوي أو تلف مخ!! وعدم تحرك الوزارة على ما يبدو قائما على أساس «بيروقراطي» بحت مفاده أن مشروبات الطاقة ليست «أدوية» ولا «مستحضرات طبية» وهي من اختصاص وزارة الصناعة والتجارة.
حسنا ولكنها تسبب أمراضا هي من اختصاص وزارة الصحة وستتكفل الوزارة بعلاجها وتكلف الاقتصاد الوطني مبالغ كبيرة أفلا يشفع ذلك لإحداث تحرك وقائي من وزارة الصحة يطالب وزارة الصناعة والتجارة أو أي جهة أخرى بإيقافها بدلا من المطالبة بتغيير اللاصق وتسجيلها؟! وإذا سجلت كما هو أحد المقترحات بالغة السذاجة فهل سوف تسجل تحت مسمى «مسببات أمراض»؟!.
اليوم اكتفي بالقول مات واحد (وما عندك أحد) وغدا أحدثكم عن حجة مسؤول كبير في هيئة الغذاء والدواء وردي عليه
Posted: 26 Mar 2013 06:51 AM PDT



و  هذه هي الحجة       و   هذا هوالرد

بصوت القلم

مشروبات الطاقة أقوى من طاقتنا لمنعها !!

وعدت في مقال الأمس بعنوان (مات واحد وما عندك أحد) أن استكمل ما بدأته منذ عام 2004م، بما أوتيت من قوة (قلم ولسان)؛ للمطالبة بمنع المشروبات التي يزعم منتجوها أنها (مشروبات طاقة)، وهي في الحقيقة مشروبات إهدار طاقة وصحة وحياة، باحتوائها خليطا من سموم مركزة (كافيين وتاورين ومادة جلوكورالاكتون وسكر الجلوكوز وما خفي من مواد مضافة)، لم تكن هيئة الغذاء والدواء أسست ــ آنذاك، فشكلت لجنة وطنية لدراسة تركيب تلك المشروبات وأضرارها وانتهت بأن ضررها ثابت لا شك فيه على خلايا المخ والقلب والدورة الدموية وضغط الدم والإجهاض وحدوث نوبات الصرع!!.قريبا جدا، وخلال حديث جد ودي مع مسؤول في هيئة الغذاء والدواء (لم يرغب ذكر اسمه)، قلت له إن للهيئة أعمالا مشهودة تستحق الشكر مقارنة بخمول غيرها من الجهات، لكنني أستغرب عجزكم عن منع ما يسمى بمشروبات الطاقة رغم ثبوت تأثيراتها الخطرة!!، رد قائلا: نعم ثبت ضررها وسعينا جاهدين لوقفها، لكن المشكلة أنها مسموحة في دول أخرى ولم تمنع وأنظمة منظمة التجارة العالمية تكتفنا!!. (انتهى).كان ذلك الحديث قبل وفاة الشاب السعودي أول أمس بعد تناول علبتين من مشروب الطاقة، وكانت الحجة غير كافية في حينها، فعندما يحرص الوطن على صحة أبنائه، فإن الاتفاقيات الدولية لا تعيقه، فقد فرضت الدانمرك والنرويج وفرنسا حظرا على مشروب الطاقة، واستمر الحظر الفرنسي لمدة 12 سنة، ولم تلغ الحظر إلا بعد حكم لمحكمة العدل الأوروبية التي أيدت حق فرنسا في الحظر لثبوت الخطر على الصحة، لكنها أرادت إثباتا علميا يناقض ما يدعيه محامي المنتج من حجج ملتوية يصعب تفنيدها جميعا، خصوصا أن الدراسات على الأحياء أكثر منها على من مات.مع ذلك لم تتوقف فرنسا المرتبطة بمعاهدات مع الدول الأوروبية، وسعت لفرض ضريبة عالية على المشروبات، ثم أذعنت الشركة بتخصيص منتج جديد خاص بفرنسا خالٍ تماما من مادة (تاورين) الأشد خطورة وبتركيز أقل من الكافيين!!.قبل الشاب السعودي مات شاب أيرلندي عمره 18 عاما مباشرة بعد تناول مشروب طاقة، وهو لاعب سلة صحيح الجسم، فأوقفت أيرلندا كل أشكال الدعاية للمشروب!!، نحن لا نقارن بهذه الدول ــ يا عزيزي ــ نحن تبث قنواتنا دعاية تلك السموم بين المباريات وفي وقت ذروة مشاهدة الأطفال!! وكلها أجنحة وحركات!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..