لماذا ينشغل اللبرالي
ون الشيعة بنقد التشدد السلفي كما يزعمون؟ ويغضون الطرف عن تشدد الملالي والمراجع؟ ولا ينتقدون بعض فتاواهم في المتعة أو في الخمس أوفي غيرهما؟
هذا السؤال يتبادر إلى ذهني بين الفينة والأخرى، وقد أعادني مجددا إلى التفكير فيه مقال الأستاذ مهنا الحبيل في هذا الموضوع.
ولعل أبرز أسباب هذه الظاهرة -من وجهة نظري- هي أمور:
أولها: أن اللبراليين أو التنويريين الشيعة مازالوا يمارسون طائفيتهم من خلال التدثر تحت عباءة اللبرالية، وإلّا ما معنى هذا النقد الحاد للسلفية، وغض الطرف عن ما هو أشنع منه لدى الطائفة الشيعية، مع إنهم الأقرب لطائفهتم، ونقدهم أكثر قبولا من المخالف للطائفة. ثم إن نقدهم للسلفية لا يؤثر في أتباعها لا في قليل ولا في كثير، إلا أن كانوا ينفسّوا بذلك عن أحقاد طائفية دفينة، بلغة لبرالية جديدة!
ثانيها: مع الحرب الأمريكية على الإرهاب المزعوم علّت أصوات منتقدي السلفية، وأصبح الكلّ يدعي أنه خبير في جماعاتها، ومطلع على أسرارها وخباياها! مع إنه ليس هناك أسرار مُخبأة، ولا عقائد يتم تدريسها في الظلام. والطرح السلفي هو الطرح السلفي قبل أحداث سبتمر وبعده!.
وهذا النقد المسعور في الإعلام فتح الباب على مصراعيه، لكل من يحمل حقدا أو ضغينة، لينتقد سواءً كان نقده حقا أو باطلاً.. تطبيقا لسياسة الأم أمريكا، وبما أن أمريكا أمرت فأطيعوها ترشدوا!
ثالثها: أن للمرجعيات الشيعية سطوة على عوام الشيعة، بل حتى على مثقفي الطائفة، ومن يُردّ على الولي الفقيه فكأنما رد على الإمام، ومن رد على الإمام فكأنما رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ردّ على رسول الله فكأنما ردّ على الله سبحانه وتعالى! هذا المنهج يُقرره الخميني، ولا يحضرني مرجعه الآن، وقد كتبته بما أحفظه من معناه.
ولا يخفى على أحد له أدنى اطلاع على مذهب الشيعة أنهم يقدسون ويعظمون مراجعهم، ولهم سطوة على قلوبهم، وكلمة نافذة، ولا بد عندهم من تقليد مرجع من المراجع، ويتبعه في كل ما يفتي به.
وبالعكس عند أهل السنة، فليس للعلماء قدسية ولا عصمة، بل هم بشر من البشر يصيبون ويخطئون، بل ويُنتقدون أيضاً ويُنكر عليهم إن أخطأوا.
وعندما رأى هؤلاء اللبراليون الطائفون الحال كذلك عند الشيعة جبنوا من انتقاد مراجعهم، لئلا ينقمون عليهم ويصدرون فيهم فتاوى تسقطهم عند العامة، ووجدوا أعراض علماء السنة كلأ مباحا في صحافتنا المتأمركة، فأجلبوا بخيلهم ورجلهم على انتقاد التشدد السلفي كما يقولون.
ونحن هنا أمام لبرالية منافقة ترى القذاة في عين أهل السنة، ولا ترى الجذع المعترض في عين طائفة الشيعة.
وسأضرب لكم مثالا، فإني من خلال تتبعي لما يكتبونه لم أجد لهؤلاء اللبراليين الطائفيين نقدا لنظام إيران وما يقوم به من تنكيل بأهل السنة، أو بالتدخل في شؤون دول الخليج الداخلية، بل لا تجد لأحدهم صوتا عاليا في نقد إجرام نظام بشار وطغيانه، وعندما يأتي اسم حكومة المملكة وسياساتها تجدهم يبسطون ألسنتهم بالنقد، ويتباكون على الحقوق الضائعة، والفساد والمحسوبية!
وأنا هنا لا ألومهم على نقد الأخطاء، سواء كانت من حاكم أو من محكوم، بل حتى لو أخطأ عالم من علماء أهل السنة فإننا نقبل الحق من أي أحد كان، ولو كان من الشيطان الرجيم كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-!
ولكني انتقد هنا هذا النفاق الطائفي المتدثر بعباءة اللبرالية، ليعلموا أن سوأتهم مكشوفة لا توارى، وأن عورتهم مفضوحة لم يحسنوا سترها.
وسؤالي هنا للقارى الكريم: هل ما زلت تُصدّق بأن هناك لبراليا شيعيا؟
لاتصدّق.... فهذا (حديث خرافة يا أم عمرو)!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..