وصف الشيخ حسن الصفار في خطبته التي ألقاها يوم
الجمعة الماضية في أحد مساجد مدينة القطيف في المملكة تعليقا على الكشف عن شبكة
التجسس التي وجهت تهمة التورط فيها لـ 16 سعوديا وإيراني ولبناني بأنها مجرد فبركة
لإشغال الناس، وتصفية حسابات مع جهات معينة !
المصدر
والأمر لا يخرج عن السياق نفسه في البيان الذي صدر باسم بعض المثقفين
السعوديين الشيعية، فالأمر ليس إلا فبركة أو مؤامرة أو تصفية حسابات، أو بعبارة
أدق ليس إلا خطاب العقلية الواقعة في أسر المظلومية الأبدية، والاستهداف المزمن!
إنها نفس النغمة التي سمعناها من بعض غلاة الشيعة في مواجهات رجال
الأمن مع أعمال العنف والإرهاب التي مارسها بعض الخارجين على القانون في القطيف،
لذلك عندما يأتي اليوم من يدافع عن الجاسوسية والخيانة حتى قبل أن تستكمل
التحقيقات، وتصدر الأحكام فإنه لا يختلف كثيرا عمن يدافع عن الإرهابيين حتى وهم
يفجرون قنابل المولتوف، ويطلقون الأعيرة النارية، و يقتلون الأبرياء في وضح النهار.
!
تريدون الصراحة .. هناك أزمة في علاقة البعض بوطنه، وتحديد هويته
الوطنية. فالمسألة تتجاوز كثيرا المواقف من أعمال الإرهاب والتجسس التي قد يرتكبها
ويمارسها بعض الشيعة، فالشيخ الصفار لم يعتبر ما كانت الدولة تعلنه من قوائم أسماء
لإرهابيي تنظيم القاعدة بأنه فبركة أو تصفية حسابات مع جهات معينة، بل على العكس
كان يسطر المقالات، ويلقي الخطب في مساندة الدولة لحفظ أمن البلاد، ومواجهة فكر
التطرف والقضاء على المتطرفين، كما أن نفس الموقعين على بيان بعض المثقفين الشيعة
لم يعتبروا ما تعرض له التكفيريون المتطرفون من تنظيم القاعدة الذين تخضبت أيديهم
بالدماء المعصومة أو من تعاطفوا مع فكرهم وأعمالهم بأنه نتاج مؤامرة ولدت من رحم
المظلومية والاستهداف ، بل على العكس كانوا يساندون كل ما قامت به الدولة وأجهزتها
الأمنية للقضاء عليهم، ودفع بلائهم عن المجتمع !
وبودي أن أسال الشيخ حسن الصفار ، هل يمكن لأي شيخ مقابل له من
الطائفة السنية في إيران أن يعتلي المنبر ليلقي خطبة يتهم فيها النظام بالفبركة
والتآمر ،ويعود إلى بيته معززا مكرما بانتظار إلقاء خطبة الجمعة التالية ؟!
إن الشيعة جزء من نسيج المجتمع السعودي لهم ما له، وعليهم ما عليه، منهم
من وصل إلى أعلى المراتب في خدمة وطنه ومنهم من يكافح حياته بكل تفان و إخلاص شأنه
شأن كثيرين في المجتمع من كل طائفة ومن كل منطقة، ومنهم أيضا من تتجاذبه قوى تقتات
على فكرة المظلومية لأنها مصدر قوتها، وسر منفعتها، لكن عندما يتعلق الأمر بأعمال
الإرهاب والتجسس والخيانة فإن الذي يجمعنا أو يفرقنا هو هذا الوطن !
خالد السليمان
من غير المنطقي تشبيه ما يحدث في القطيف بالقاعدة لعدة أسباب أهمها. عمدت الدولة في كل مرة تحتقن فيها الساحة السياسية في شرق البلاد ، إلى
ردحذفاستخدام بروباجاندا القوى/الأجندة الخارجية،وحفنة من "مثيري الشغب" لوصف الاحتجاجات ،دون تقديم ملموس ومنطقي واحد خلال الفترة الماضية
* خلال العاميين الماضيين قتل ستة عشر شابا "مدنيون " على يد قوات الأمن وفي كل مرة نسمع نفس الديباجة الركيكة من تبادل لإطلاق نار مع قوات الأمن لا يكون ضحيته الا المدنيون ، لم اسمع أن رجل أمن قتل ، نورنا اذا كنت تملك بعض الاسماء ،
* القاعدة تبنت العنف نهجا في حركتها "الجهادية" ضد الدولة ، بينما أشد متطرفي الحراك الشيعي مثلا "نمر النمر"المعتقل حاليا قال كلمته المشهورة
زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص ، ومع ذلك ظلت تروج الحكومة السعودية لكونه "يتبنى العنف" و "مثير فتنة" وغيرها من التوصيفات المعلبة في قفز واضح على
لب المشكلة .. عشرات المظاهرات كانت ولا تزال-ولو بوتيرة أقل- تحدث في القطيف دون اشتباكات مع قوات الأمن -التي تصعد الاحتكاكات متى ما شاءت وتتغاضى متى ما شاءت-
* لمعلوماتك أيها المواطن الغيور، اثنين ممن اتهما بشبكة التجسس تم إطلاق سراحهم وبدون ضجة إعلامية، ألا يحفزك هذا قليلا لإعادة النظر في صحة الرواية الرسمية
، ثانيا ، بعض المتهمين في الشبكة هم رجال لهم سمعتهم التي لا يشق لها غبار ويتبؤون مناصب مرموقة كأطباء وأساتذة جامعيين، ما الدافع لرجل كهل تجاوز الستين لكي يتجسس على بلاده؟
توقيت "الإعلان " عن شبكة التجسس مشبوه نوعا ما، خاصة في هدوء الساحة في المنطقة الشرقية وتصاعدها في القصيم ، وكأن المطلوب تشتيت الانتباه من هناك وإعادة توجيهه حيث يوجد الشيعة،
ثالثا، غياب الاجراءات القانونية ، توفير محامي، اتاحة امكانية اتصال المتهمين بذويهم، وغيرها تبعث على التشكيك في قانونية القضية برمتها.ولكن هذا لا يهمك بالتأكيد.
حفظ الله البلاد من عبث العابثين ومن هوس بعض المسؤولين الامنيين باستخدام الحلول الامنية ونظريات المؤامرة بدل التحاور وحل المشكلات بطريقة منطقية وحضارية.