الثلاثاء، 19 مارس 2013

خطاب سلمان العودة

  أنحاء
غرد الدكتور سلمان العودة يوم الجمعة الماضي بما أسماه الخطاب المفتوح ، هذا الخطاب انتشر بشكل لافت خلال ساعات معدودة .. ولاقى ردود فعل مختلفة الوقع ، منهم من تشنج وصُرع مستغرباً لما ما أتى به هذا الخطاب من مفردات وأفكار ومنهم من غنى مستبشراً لبداية عصر جديد من الوعي .

 
الخطاب يحتوي على ثلاثة محاور :
اولها : الاعتراف بوجود استبداد سياسي وهيمنة طبقة برجوازية بحكم كليبتوقراطي .
ثانيا : تذكر الماضي بالتواجد في سجون الدولة ، والمدافعه المطلقه لكافة المسجونين .
ثالثا : التلميح بربيع عربي جديد .
 
المتمعن بقراءة الخطاب سيجده لم يخرج من هذه المحاور الثلاث ، ولكن هل هذه المحاور جديده ؟ وكيف تبلورت في فكر الدكتور ؟
كل ما ذكر في تغريدات سلمان العودة ماهي الا تجميع وتقديم برفق لمطالبات الحقوقيين وافكار الاصلاحيين وبعض من خطب الجهاديين الخائفين على اخوانهم بالسجون ! فهو لم يأتي بجديد يذكر ، ولهذا فإن بعض ممن اختلفوا مع الدكتور في خطابه علتهم أن فضيلته أراد أن يقف على ظهر غيره .. وهذا العيب الأبرز في هذا الخطاب ، أما من اتفقوا معه فهم اول المعارضين للإصلاحيين والحقوقيين ومن طالب بما جاء في الخطاب قبل العودة ، وكانت موافقتهم بسبب أن فضيلة “الشيخ” هو من طالب بذلك .
 
من بعض المآخذ الواضحه على خطاب العودة الذي اعتبره الجميع خطاباً إصلاحياً بذاته واجتماعياً حتى جعله بعضهم بثابة خطاب ثوري رفيع المستوى التالي :
- لم يتطرق لأسباب الفساد السياسي والاداري كما ذكر ، بل هي جرة قلم تتبع القافية .
- أغلق خطابه بجعله حصرا على السجون والأمن ، فلم يتطرق لمن أوصل هؤلاء الى السجون .. ويبدو أنه أراد بخطابه هذا أن يُكفر عما سبق .
- أراد ان يكون خطاباً اصلاحياً فإذا هو يطالب بحقوق المعتقلين بدون تفرقه بين من فجر مسجداً وقتل طفلاً وبين من أراد الخلاص من هذا كله .
- لم يتطرق لحرية الإعلام عندما اسرد فيها ولا لحرية الرأي التي على أساسها امتلأت السجون .
- فساد القضاء في إمكانية التأثير عليه وعلى أحكامه ، وكلها تعتبر تجاوز عليه .
- الاصلاح السياسي يعني ديموقراطية وحرية ودستور ، هذا هو الاصلاح السياسي الذي لم يذكر منه شيئاً في خطابه .
- اللغة التي صِيغ بها الخطاب يغلب عليها النصح مع التهديد والخوف الواضح من المستقبل .. فهل يقبل خطاب إصلاحي كما يقال عنه بهذا الشكل ؟
- لم نقرأ في خطاب العودة ماهي حقوق المواطن المشروعة وعلى ماذا ترتكز .
 
السيئة الكبرى في كل هذه الفقاعة ان بعض الجمهور الكريم ربط الموافقة على هذا الخطاب بالدين والايمان حتى قال أحدهم “ومن لايتفق مع مجمل هذا الخطاب أو كان همه التفتيش فيه عن الثغرات، فليراجع قلبه”
 
سلمان العودة ، شكرا لك
محمد الدوسري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..