الثلاثاء، 12 مارس 2013

هل يجوز وصف أهل البدع وتعيينهم وتسمية بعضهم بالثور والقرد والحمير والكلاب والأوباش ؟؟

                              بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
و لأن جهلة الجماعات الحزبية يستعطفون العوام ويقولون: كيف يجوز لمسلم أن يسمي رجلاً مسلماً من أهل العلم بالكلب العاوي مثلاً ؟ ويكررون هذا السؤال الذي لا يعرفون إلا هو بالنسبة لمسألة تسمية القرضاوي بالكلب فهم لا يعرفون لماذا سمى العلامة الوادعي القرضاوي بالكلب ولا يعلمون ما أدلته على ذلك لأنهم لم يقرأوا الكتاب بل قلما تجد أحدهم رأى الكتاب.

ولما كان العوام يتعاطفون معهم بسبب ذلك فكان هذا سبيلاً ممهداً لإستقطاب كثير من الناس لحزبية الإخوان المسلمين ونتيجة لذلك فإن أصحاب الدعوة للعمل الجماعي مع الحركات الحزبية ساروا على نفس ما سار عليه الإخوان المسلمون فكان لابد من التصدي لهؤلاء وكنت بفضل الله قد شرعت في ذلك وجمعت عدة نقولات عن بعض أهل العلم في هذه المسألة المهمة.
وأيضا لا يمكن استعمال الغلظة والشدة في كل حين فإنّه لا يمكن استعمال الرفق واللين في كل حين! وقد قال الله تعالى: (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ومن الحكمة في الدعوة مراعاة جانب المصالح والمفاسد في استعمال الشدّة أو اللين، فإذا كانت المصلحة الحاصلة في استعمال اللين أعظم من المصلحة الحاصلة في استعمال الشدّة أوكان استعمال الشدّة سيؤدي إلى مفسدة أعظم، وجب حينئذ ترك الشدّة والغلظة واستبدالهما بالرفق واللين كما قال تعالى (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) فسب آلهة المشركين حق وفيه غلظة وشدّة لكن إذا كان يترتب عليه مفسدة أكبر فهو محرم ممنوع شرعاً. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بال أعرابي في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى بوله أمر بذنوب من ماء فأهريق عليه "
، فالصحابة المنكرون على الأعرابي قالوا حقاً، لكن لما كان يترتب على شدّتهم منكر أكبر صار نهيهم عن المنكر منكراً فلذلك نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" حرم سب الآلهة مع أنه عبادة لكونه ذريعة إلى سبهم سبحانه وتعالى لأن مصلحة تركهم سب الله سبحانه راجحة على سبنا لآلهتهم "

ومن الحكمة كذلك التفريق بين العالم والجاهل وبين الصغير والكبير...وهكذا.

والحاصل أنّه لا يمكن أن نجعل استعمال الرفق واللين في الرّد على المخالف قاعدة مضطردة ! فإنّ الذي قال: (وجادلهم بالتي هي أحسن) قال: (وليجدوا فيكم غلظة) !

و الذي قال: (ما كان الرّفق في شيئ إلا زانه) قال: (إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضّوه بهنّ أبيه ولا تكنوا) .

وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج "كلاب النار"! وسمى القدرية مجوسا!

وروى الإمام مسلم بإسناده إلى سالم بن عبد اللَّهِ بن عُمر أَنَّ أباهُ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: لا تَمنعوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إذَا اسْتأْذَنّكمْ إلَيْهَا . فَقَالَ بِلاَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: واَللّه لَنَمْنَعُهُنَّ, فأقبل عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْن عُمر فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا, مَا سَمِعْته سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ قال: أُخبِرك، عَن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتقولُ: وَاَللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ !!
وقد سبق أن نقلت لك كلام التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله حين سئل عن القياس فقال: أيرٌ في القياس !!

وقيل لِلْحَسَنِ: إِنّ فلانا غسَّل رجُلا من أَهل الأهوَاء فَقال عَرِّفُوه أنَّه إِن مات لَم نُصَلِّ عَلَيْهِ.

ونظَر اِبْنُ سِيرِينَ إِلَى رجل مِن أَصحابِه في بَعْضِ مَحَالِّ اَلْبَصْرَةِ فَقَالَ لَهُ: يَا فُلانُ مَا تَصْنَعُ ها هُنا فَقال عُدْتُ فُلانًا مِنْ عِلَّةٍ, يَعْنِي رَجُلاً مِنْ أَهْلِ اَلأهْوَاءِ فَقال لَه اِبْنُ سِيرِينَ: إِنْ مَرِضْتَ لَمْ نَعُدْكَ وَإِنْ مُتَّ لَمْ نُصَلِّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنْ تَتُوبَ قَالَ تُبْتُ .

وقال الْفضيل: آكُلُ طَعام اَلْيهودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ ولا آكُلُ طَعامَ صاحِبِ بِدْعَة.

وَقَالَ : مَنْ تَبِعَ جِنَازَةَ مُبْتَدِعٍ لَمْ يَزَلْ فِي سُخْطِ اَللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ .

وهذا الشيخ الأخضري رحمه الله يقول في منضومة له واصفا الذكر الصوفي :

وينبحون النبح كالكـلاب ..... طريقهم ليست على الصواب
وليس فيهم من فتى مطيع..... فلعنـة الله عـلى الجميـع


وهذا العلامة السلفي الطيّب العقبي طيّب الله ثراه يقول في قصيدته المباركة "إلى الدين الخالص" وهو يرّد على أهل الأهواء والبدع من الصوفية القبورية:


إنّني ألعنهم ممّا بدا ....حاضر في إفكه منهم و باد
و أنا خصمٌ لهم أنكرهم .... كيفما كانوا جميعا أو أفراد


وهذا الإمام ابن باز رحمه الله الذي أحلت النّاس على ردوده يقول في تقديمه لكتاب الشيخ بكر أبي زيد -أصلحه الله- في الرّد على عبد الفتاح أبي غدّة وشيخه زاهق الكوثري ( براءة أهل السنّة من الوقيعة في علماء الأمة ): بعد السلام: أما بعد: فقد اطلعت على الرسالة التي كتبتم بعنوان: (براءة أهل السنّة من الوقيعة في علماء الأمة ) و فضحتم فيها المجرم الآثم محمد زاهد الكوثري بنقل ما كتبه من السّب، والشتم، و القذف لأهل العلم والإيمان، واستطالته في أعراضهم وانتقاده لكتبهم إلى آخر مكا تفوه به ذلك الأفاك الأثيم، عليه من الله ما يستحق، كما أوضحتم أثابكم الله تعالى تعلّق تلميذه الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة به، وولاءه له، وتبجّحه باستطالت شيخه المذكور في أعراض أهل العلم والتقى، ومشاركته له في الهمز واللمز، وقد سبق أن نصحناه بالتبرؤ منه، و إعلان عدم موافقته له على ما صدر منه، وألححنا عليه في ذلك، ولكنّه أصّر على موالاته له هداه الله للرجوع إلى الحق، وكفى المسلمين شرّه وأمثاله . اهـ


وقال رحمه الله رداً على الرويبضة التافه المدعو محمّد المسعري خذله الله : " .. مِن الحاقدين الجاهلين الذين باعوا دينهم وباعوا أمانتهم على الشيطان من جنس محمد المسعري.اهـ


وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : فإنّ الظالم باغ معتد مستحق للعقوبة فيجوز أن يقابل بما يستحقه من العقوبة لا يجب الاقتصار معه على التي هي أحسن بخلاف من لم يظلم فإنه لا يجادل إلا بالتي هي أحسن ... والظالم يكون ظالماً بترك ما تبين له من الحق واتباع ما تبين له أنه باطل والكلام بلا علم فإذا ظهر له الحق فَعَند عنه كان ظالماً "ا.هـ


و قال عبد المالك رمضاني حفظه الله في كتابه ( مدارك النظر):

فليعلم أن الأصل في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر اللين و الرفق كما قال الله تعالى : { ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَ المَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } وقال لموسى وهارون صلى الله عليهما وسلم: ( اذْهَبَا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّه ُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) ،
(ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا وقال نُزع الرفق من شيء إلا شانه ). رواه مسلم. لكن إذا كان المنكر لا يغيَّر إلا بنوع من الخشونة فلا بأس باستعماله، ولو كان مع المسلمين، ألا ترى أن الله أباح القتال لذلك، وليس فوق القتال خشونة، فقال سبحانه: ( وَ إِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ . (وقد يشتد المؤمن في إنكاره على أخيه أكثر منه مع عدوّه، ألم تر كيف لاَنَ موسى ، حتى كان منه ما قصه الله تعالى بقوله: ( و َأَخَذَ فرعون، و اشتد على أخيه هارون بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ )، فهل لأحد أن يحتج عليه بالولاء والبراء، متهِما له بأنه يبسط لسانه ويده على أخيه ويلطف بالطواغيت؟!

بل ربما كان يُعنِّف العلماء من أصحابه إذا أخطأوا أكثر من غيرهم، وخذ على سبيل المثال النبي قوله لمعاذ حين أطال الصلاة بالناس: أفتان أنت يا معاذ؟ متفق عليه، ويقابله تلطفه بالأعرابي الذي بال في المسجد كما في صحيح البخاري وغيره. وقال لأسامة بن زيد حين قَتل في المعركة مشركا بعد أن نطق بكلمة التوحيد: يا أسامة ! أقتلته بعدما قال:لا إله إلا الله؟! قال أسامة: " فما زال يكررها حتى تمنيتُ أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم ".

وقد استفاد أسامة من هذا التعنيف في النصح أيام الفتنة التي كانت ، فأورثه توَرُّعا عن دماء المسلمين، قال الذهبي ـ رحمه الله ـ : بعد مقتل عثمان

، إذ يقول له: كيف بلا إله إلا الله يا أسامة " انتفع أسامة من يوم النبي ؟! فكفَّ يده، ولزم بيته، فأحسن "


قلت ( أي رمضاني ): الله أكبر ! ما أعظم التربية النبوية!
وما أحقر التربية الحزبية! التي مِن يوم أن حرَّمت أصل ( الرد على المخالف ) وأبناؤها لا يتورَّعون عن دماء المسلمين، اتَّخذوها هدرا باسم الجهاد، ولا تكاد تقوم فتنة إلا وهم وَقودها أو موقدوها، هذه نتيجة مداهنة بعضهم بعضا لوهْم الاشتغال بالكفار!! ولذلك قال ابن تيمية : " المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نَحمد معه ذلك التخشين " اذن فهذا اللين الذي تستعمله كثير من الجماعات الإسلامية مع أفراد أو ماعات من حمقى المتهوِّرين ـ الذين كثيرا ما يتسببون في استعداء الأعداء على المسلمين ـ ليس من الولاء في شيء ؛ لأنه يزيدهم إغراقا في ضلالهم لعدم شعورهم بعظم الجناية .ثم إن الشدة المسلوكة مع المسلمين أحيانا، باعثها الغيرة عليهم من أن يُرَوا ملطخين بشيء من القاذورات، والسعي في تمتين الصف وسدّ خروقه حتى لا يُؤتى من قبله.

ولهذا قال العلامة عبد العزيز بن باز تحت عنوان : الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب (ولا شك أن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالتحذير من الغلوّ في الدين، وأمرت بالدعوة إلى سبيل الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ولكنها لم تهمل جانب الغلظة و الشدّة في محلّها حيث لا ينفع اللين و الجدال بالتي هي أحسن ؛ كما قال سبحانه: (يَأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) وقال تعالى: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً و َاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ) وقال تعالى: (وَلاَ تُجادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) الآية، أما إذا لم ينفع واستمرّ صاحب الظلم أو الكفر أو الفسق في عمله و م يبال بالواعظ والناصح، فإن الواجب الأخذ على يديه ومعاملته بالشدة وإجراء ما يستحقه من إقامة حدّ أو تعزير أو تهديد أو توبيخ حتى يقف عند حدّه و ينزجر عن باطله "

مع أن الذي يظهر من مجاملات الأحزاب الإسلامية لأهل البدع و السكوت عن أخطائهم هو أنهم لما حصروا طريق عودة عزّ المسلمين في صندوق الانتخابات تذمّروا من النقد ، لأنه ربما أتلف لهم الأصوات ، و هكذا السيئة تتبعها أخوات . اهـ
وقال فضيلة الشيخ عايد الشمّري حفظه الله : ...وكذلك من أراد أن يعرف ما هو الموقف من المخالف فإننا نجد أن السنة قد بينت لنا كيف الطريقة في التعامل مع المخالف، كيف التعامل مع المخالف الذي وقع في مسألة فقهية، مثل الرجل المسيء صلاته فإنه عندما أخطأ في صلاته قال له النبي صلى الله عليه وسلم أرجع فصلي فإنك لم تصلي كررها عليه عدة مرات ثم قال والله لا أحسن إلا هذا فعلمه الصلاة ولم يحذر منه ولم يضلله ولم يبدعه وإنما علمه طريقة الصلاة، كذلك الرجل الذي يضن أنه لا يمسك حتى يرى الخيط الأبيض من الخيط الأسود وكان يضع خيطين تحتى وسادته أحدها أبيض ولآخر أسود فينظر فمتى بانت عرف أنه أمسك والحقيقة أن المقصود بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر فالنبي صلى الله عليه وسلم بين له ولم يؤنبه ولم يحذر منه ، لكن عندما أتى بعض الصحابة وتقآلوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم وأرادوا الزيادة عليها غضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديدا فخطب خطبته وذكر عبادته وأنه يصلي وينام وأنه يصوم ويفطر وأنه يتزوج النساء ثم قال محذر لهؤلاء فمن رغب عن سنتي فليس مني ، هنا تغير الوضع وتبدل لم يعامله كما عامل الآخرين .

عندما نجد أن الصحابي عبدالله بن حمار رضي الله عنه الذي يشرب الخمر وكان يجلد ويقام عليه الحد فعندما شتمه الصحابة نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنه يحب الله ورسوله فنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم تغير أسلوبه فهناك قال من رغب عن سنتي فليس مني وعندما أتى الرجل الذي قال للنبي صلى الله عيه وسلم اعدل يا محمد فإنك لم تعدل ـ وهو ذو الخويصرة ـ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعامل معه كما تعامل مع الصحابي حمار ، وإنما أشار إليه وقال (( يخرج من ضئضئي هذا الرجل أقوام تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد فمن قتلهم فله كذا وكذا من الأجر ومن قتلوه فهو شهيد))
فحذر منه مع أنه مخالف وذلك لأن المخالفة تختلف عن المخالفة الأولى فهذا مخالفته في العقيدة نفسها واعتراضه على حكم النبي صلى الله عليه وسلم في التوزيع ويطعن في أمانته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (( ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء )) .

والمقصود أيها الأحبة أن تعرفوا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا كيف التعامل مع المخالف وأعطانا أصولاً نحن نستنير بها وننزلها على الوقائع والأحداث والمخالفين .اهـ

وقال العلامة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله : ..فجميع أقوال الناس وأعمالهم ميزانها عندنا شيئان : النص والإجماع؛ فمن وافق نصـًّا أو إجماعا قُبل منه، ومن خالف نصا أو إجماعا رُدَّ عليه ما جاء به من قول أو فعل كائنا مَن كان .

ثم إن كان هذا المخالف أصوله سنة، ودعوته سنة، وكل ما جاء عنه سنة فإنَّ خطأَه يرد ولا يُتابع على زلته وتُحفظ كرامته . وإن كان ضالاًّ مبتدعا لم يعرف للسنة وزنا ولم تَقم لها عنده قائمة مؤسسـًا أصوله على الضلال فإنه يُرد عليه كما يُرد على المبتدعة الضُلاَّل، ويقابل بالزَّجر والإغلاظ والتحذير منه، إلا إذا ترتبت مفسدة أكبر من التحذير منه .اهـ

أما وقد علمت أخي القارئ الكريم المنهج القويم في استعمال الشدة واللين في الرد على المخالفين فسأنتقل بك إلى بعض ردود زعماء الإخوان وغيرهم من الحزبيين علينا نحن السلفيين لتر بعيني رأسك قبل عيني قلبك طريقة هؤلاء القوم في معاملة اخوانهم السلفيين وكيف يردون عليهم و على علماءهم !!!

1- قال محمد سرور -عامله الله بما يستحق- وهو يتكلم عن علماءنا السلفيين: ولا ينقضي عجبي من الذين يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد عبيد العبيد، وسيّدهم الأخير نصراني.اهـ بل ورماهم بالكذب والنفاق والجوسسة!!

2- قال محمد الغزالي غفر الله له : أما الذي أرفضه وقد حاربته بضراوة، فهو سفاهة بعض الأولاد الذين يتنقلون في العالم الإسلامي، وينشؤون عقيدة جديدة أن أبا الرسول وأمه في النار.

3- ويقول الغزالي : إن من الطفولة العقلية أن نجعل الاقتداء بالرسول الكريم اقتداء شكليا، فلقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم زي يلبسه ونعل يرتديها وعمامة يضعها على رأسه ، كما كان له عادات في قيامه وقعوده وطعامه وشرابه، هذه كلها يتقيد بها البعض تقيداً شكلياً متزمتا مع أنها هوامش السنة . أما سنة الرسول الحقة، فهي مستمدة من كتاب الله ،
فالرسول صلى الله عليه وسلم، كان خلقه القرآن، وكان هو صميم عقله وأساس كيانه المعنوي، وكان جوهر الرسول صلى الله عليه وسلم هو هذا الكتاب العظيم الذي صنع حضارة العقل السليم فكيف ننسى هذا كله وننشغل بأمور شكلية هي أقرب إلى القشور.
إن قشرة البرتقالة أو قشرة البيضة قد تكون ضرورية لحفظها وبقائها، ولكن ليس معنى هذا أننا نأكل قشر البرتقال أو قشر البيض ،
فالقشرة هي الشكل ومهمتها أن تصون الجوهر فإذا انتفعنا كان انتفاعنا بهذا الجوهر، قبل كل شىء أما الذين يعيشون على قشر البرتقالة أو قشر البيضة ولا ينفذون إلى الصميم ، فهم قوم جهلة!
وأنا أرفض أن يكون زمام الفكر الإنساني والإسلامي في أيدي هؤلاء.
قال : في عصرنا ظهر فتيان سوء يتطاولون على أئمة الفقه باسم الدفاع عن الحديث النبوي مع أن الفقهاء ما حادوا عن السنة، ولا استهانوا بحديث صحت نسبته وسلم متنه

و قال : وفي الجهة المقابلة نجد صنفاً آخر يدعي التفويض والسلفية، ويتبع الأخبار التافهة ذات الأسانيد المظلمة، ويستقي منها العقائد، ويجري وراء نص هنا ونص هناك ، فيطوي المسافة بينهما ليخرج آخر الأمر بضرب من التجسيم لا يعرفه المسلمون من سلف أو خلف . ولا يغرنك العناوين والأسماء، فإن بعضهم زعم أن ابن خزيمة وابن الإمام أحمد ممن حطبوا في هذا الحبل ، وكونوا بما صنفوا فرقة من الرعاع أحدثت بعض الشغب في بغداد، ثم انتهى أمرها

وقال : إن نفراً من العمال والحمالين والفلاحين فرطوا في أعمالهم الحرفية والفنية مكتفين في إثبات تدينهم بثوب قصير ولحية مشوشة، وحمل العصا حينا وارتداء عمامة ذات ذنب عندما تكون المشيخة قد ثبتت لصاحبها.

قال الإمام ربيع السنة حفظه الله معلقا على هذا الهراء: هذه الحملات هي بعض ما يقوله الغزالي في حق السنة النبوية وفي حق السلفيين الذين آثروا التمسك بكتاب ربهم وسنة نبيهم والاعتصام بهدي الخلفاء الراشدين وما كان عليه خيار الأمة، فماذا يريد منهم الغزالي ؟

هل يختار لهم منهج الرافضة أومذهب الخوارج أو المعتزلة أو الالتزام بمناهج الصوفية؟ هل يريد منهم أن يتخذوا منه إماما يقلدونه فيما يرفضه من الأحاديث الصحيحة بكل جرأة وأن يضربوا عرض الحائط بما يسميه الغزالي من سنة رسول الله الصحيحة أخبار آحاد ولو كان في الصحيحين ودان به سلف الأمة وآمنوا به وناضلوا عنه أهل الأهواء والباطل نسأل الغزالي هل وصفك لهؤلاء بأقبح الأوصاف وتجريدهم من الأخلاق الإسلامية الكريمة من شيم العلماء وأخلاق النبلاء؟

هم أولاد سفهاء ، وأصحاب طفولة عقلية ، وفتيان سوء ويتبعون الأخبار التافهة ، وهم عمال ، وحمالون ، وفلاحون ، وبوابون وبقالون وثيابهم قصيرة، ولحاهم مشوشة، وهم نفر من الدهماء، يرفعون خسيستهم على حساب كبار الأئمة، وهم همل لا وزن لهم ، وأصحاب تفكير صبيانى ومن ذنوبهم عندك يا غزالي : (إدمان النظر في كتب الحديث ) وأفكارهم معوجة، وعلمهم مغشوش يهز الأمة ويخدم الاستعمار، وهم أخطر خصوم الصحوة الإسلامية. كثيراً ما تدعو في كتبك إلى أدب النفس واحترام مشاعر الآخرين . وقد كتبت كتابا سميته ((خلق المسلم )) ، فهل هذا تطبيق عملي لما تدعو إليه وتؤلف فيه؟ لقد تحدث القرآن الكريم عن أقوام استخدموا مثل هذه الأساليب في مقاومة الحق ومناهضته .

فقال حاكياً قول قوم هود: {إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبن } فهل ضر ذلك نبي الله هودا أو حط من مكانته الرفيعة ؟

كلا ثم كلا.اهـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و قال شيخهم الغزالي كذلك عن الإمام الأصولي اللغوي الفقيه المفسر الحبر البحر محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان حاطاً من قدره وواصفا له بأبشع العبارات : وقد دهشت لان عالما من شنقيط -وهو قطر مالكي -وقف في المسجد النبوي يقول أثناء درس له : إن مالك بن أنس يقول : إن وجه المرأة ليس بعورة وأنا أخالف مالك بن أنس قلت ( الغزالي ): ليس مالك وحده الذي يقول : هذا القول بل سائر الأئمة الأربعة إلا رواية واهية عن أحمد بن حنبل تخالف المقرر من مذهبه، كما حكى ذلك ابن قدامة الحنبلي والشيخ الشنقيطي - غفر الله له - حين يخالف أو يوافق ، ما يقدم ، أو يؤخر.ﷲ!!!وذكرت قول الشاعر:
يقولون هذا عندنا غير جائز.... ومن أنتم حتى يكون لكم عند


أقول ( الشيخ ربيع) :

إذا كان الشيخ الإمام العلامة الشنقيطي إمام عصره بهذه المنزلة في نظر الغزالي فما منزلة العلماء الآخرين عنده ما رأيت أحدا يذهب بنفسه ويعلو بها مثل هذا الغزالي المسكين. وهذا ولسان حال الشيخ الأمين الشنقيطي يقول :
سلني إن جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول


وإن كل من يعرف الغزالي والشيخ محمد الأمين الشنقيطي ليقول للغزالي ما أنت أمام هذا الحبر الأسد إلا كالهر تحكي انتفاخا صولة الأسد. ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه ونعوذ بالله من الكبر والغرور . كيف ترى أن خلاف مثل هذا الإمام الحبر لا يقدم ولا يؤخر وخلافك هو المقدم والمؤخر؟. فاعتبروا يا أولي الأبصار

ثم يقول - وما أشنع قوله في القائلين بمشروعية احتجاب المرأة - : ( إن الإسلام لا يؤخذ من أصحاب العقد النفسية سواء كانت غيرتهم عن ضعف جنسي أو شبق جنسي )


قال الإمام ربيع السنة حفظه الله معلقا على هذا الهراء: أترك الحكم على هذا القول وقائله للقاريء الشريف في ضوء الأخلاق والآداب الإسلامية والآداب الإنسانية. وهل يرى القاريء أن من يستخدم مثل هذه الألفاظ والأساليب في الخلافات العلمية حتى لو كانت مرجوحة يصلح لأن يمثل الإسلام وأن يؤخذ منه الإسلام ؟


وجاء في كتاب الطريق إلى الجماعة الأم لعثمان عبد السلام نوح عند حديثه عن عبد الرحمن عبد الخالق : ولكن من الأمور العجيبة عنده أنه ينكر على الغزالي ولكنّه يسلك مسلكه في الشدّة على الشباب الإسلامي الذين بالرغم ممّا فيهم من قصورهم أفضل الشباب على وجه الأرض اليوم و يكفينا التزامهم بالإسلام وسط هذه المجتمعات الفاسدة-و من وجوه الموافقة بينهما أنّ الغزالي يدعوا إلى لين القول و خفض الجناح مع العصاة و الكفار ولكن إذا تكلم عن الشباب الإسلامي تجده يستخدم أقذر الألفاظ-مثل ما جاء في ( دستور الوحدة الثقافية ) و هو قوله : ( هؤلاء المرضى المعتوهون ) وقال في نفس الكتاب ص 184: ( قوم يحسبون الإسلام إزالة شعر و إبقاء شعر ) وقال في وصف الشباب الإسلامي: ( الرمم القديرة على الثرثرة).


وأيضا الشيخ عبد الرحمن في مجلة الفرقان عدد 9 دعا إلى لين القول في دعوة النّاس فقال : ( ولأنّ لين القول في العادة هو الذي يقرب الخصم و يلين قلبه ) وأمّا عند مخاطبته للشباب السلفي فقال : ( ومع ذلك فهم ثرثارون متشدقون ) إلى غير هذا من القاموس الغزالي فهل اللين يستحقه أصحاب الخرافة و العلمانيون ولا يستحقه هؤلاء الصفوة من الشباب؟!!. اهـ


أنظروا يا إخواني في الله يا من غرّكم زخرف القول ويا من غرتكم اللحية والقميص و الدموع والعبرات في صلاة التراويح وما هي إلا كما يقال دموع تماسيح! وانظروا أنتم كذلك ياسفهاء الأحلام، ويا أصحاب المنطق والكلام، أمعنوا النظر، وحدقوا البصر، و لا تعرضوا يا أراذل الناس وأفراخ القطبية ومخانيث إخوان الإفلاس! ها هم زعماؤكم و علماؤكم بل جهلاؤكم لا يتحرجون من استعمال أرذل العبارات وأبشعها للرّد علينا ، أين هم من نصائح تلميذهم الغالية ؟! لماذا لا يلينون معنا؟ ولماذا لا يقع اللوم إلا علينا إذا استعملنا الشدّة في الرّد على من خالفنا ؟! لماذا أقمتم الدنيا ولم تُقعدوها حينما سمى العلامة مقبل الوادعي رحمه الله - الذي بفضل الله ثمّ بفضله تاب على يديه أكثر من ثلث سكان اليمن كانوا من قبل شيعة وصوفية !- شيخكم القرضاوي بالكلب العاوي ؟! شيخكم الذي أتى بطوام ودواهي لم يسبقه إليها أحد من العالمين!-


لماذا أقمتم الدنيا علينا إذا وصفنا القرضاوي وغير القرضاوي بما يستحقه ؟! لماذا لم تقم لكم قائمة ولم نسمع لكم ناطقة لإنكار ما وصفنا به شيخكم الغزالي ؟ أو ما وصف به الإمام الشنقيطي رحمه الله وغيره من علماء أهل السنة والجماعة بحق قائلا: إن الإسلام لا يؤخذ من أصحاب العقد النفسية سواء كانت غيرتهم عن ضعف جنسي أو شبق جنسي ؟!! ولماذا لم تنكروا تسمية الغزالي لأحاديث رسول الله رُكاما ولسنّته قشوراً بل ولم تُنكروا ولم تنفعلوا حتى حين قال عن حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه هذا الحديث يخالف القرآن حُطّهُ تحت رجليك !! لماذا لم تنكروا على الإخواني الشطي الكويتي حين كتب مقالة يستهزء فيها بالسلفيين واصفاً لهم بـ (ذيل بغلة السلطان)!!


بربكم من يستحق الإنكار والرّد عليه، الشيخ مقبل الذي استعمل لفظا قرآنيا ربانيا أو الغزالي الذي استعمل لفظا سوقيا همجيا؟! أجيبونا يا أولي الأحلام والنُهى ! أجبنا يا شيخ! فقد سمعتُ أحد أذنابك يقول: لعنة الله على من سمّى القرضاوي كلبا كائنا من كان !!

أما أنا فأقول لك ولأمثالك، بيننا و بينكم كتاب الله وسنّة رسوله وهدي السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين فهم الحكم في كل شأن وفي كل حين! قال الله تعالى في سورة الأعراف 175 - 179 : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)


قال : " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا " أي : العلامة السعدي: يقول تعالى لنبيه علمناه كتاب الله ، فصار العالم الكبير ، والحبر النحرير . " فانسلخ منها فأتبعه الشيطان " أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي ، بالعلم بآيات الله ، فإن العلم بذلك ، يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويرقى إلى أعلى الدرجات ، وأرفع المقامات ، فترك هذا ، كتاب الله وراء ظهره ، ونبذ الأخلاق ، التي يأمر بها الكتاب ، وخلعها كما يخلع اللباس . فلما انسلخ منها ، أتبعه الشيطان ، أي : تسلط عليه ، حين خرج من الحصن الحصين ، وصار إلى أسفل سافلين ، فأزه إلى المعاصي أزا . " فكان من الغاوين " ، بعد أن كان من الراشدين المرشدين ، وهذا ، لأن الله تعالى خذله ووكله إلى نفسه ، فلهذا قال تعالى : " ولو شئنا لرفعناه بها " بأن نوفقه للعمل بها ، فيرتفع في الدنيا والآخرة ، فيتحصن من أعدائه " ولكنه " فعل ما يقتضي الخذلان ، إذ " أخلد إلى الأرض " أي : إلى الشهوات السفلية ، والمقاصد الدنيوية ، " واتبع هواه " وترك طاعة مولاه ، " فمثله " في شدة حرصه على الدنيا ، وانقطاع قلبه إليها ، " كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث " ، أي : لا يزال لاهثا في كل حال ، وهذا لا يزال حريصا ، حرصا قاطعا قلبه ، لا يسد فاقته شيء من الدنيا . الى أن قال : وهذا الذي آتاه الله آياته ، يحتمل أن المراد شخص معين ، قد كان منه ما ذكره الله ، فقص الله قصة تبينها للعباد . ويحتمل أن المراد بذلك ، أنه اسم جنس ، وأنه شامل لكل من آتاه الله آياته ، فانسلخ منها . وفي هذه الآيات ، الترغيب في العمل بالعلم ، وأن ذلك رفعة من الله لصاحبه ، وعصمة من الشيطان ، والترهيب من عدم العمل به ، وأنه نزول إلى أسفل سافلين ، وتسليط للشيطان عليه ، وفيه أن اتباع الهوى ، وإخلاد العبد إلى الشهوات ، يكون سببا للخذلان . اهـ بتصرف
وقال ابن كثير: وقال عبد اللّه بن عمرو في قوله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا} الآية، قال: هو صاحبكم أمية بن أبي الصلت؛ وقد روي من غير وجه عنه وهو صحيح إليه، وكأنه إنما أراد أن أمية بن أبي الصلت يشبهه، فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة، ولكنه لم ينتفع بعلمه ...إلى أن قال : و قوله تعالى: { فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } اختلف المفسرون في معناه ... و قيل: معناه فصار مثله في ضلاله واستمراره فيه وعدم انتفاعه بالدعاء إلى الإيمان وعدم الدعاء،

كالكلب في لهيثه في حالتيه إن حملت عليه، وإن تركته هو يلهث في الحالين، فكذلك هذا لا ينتفع بالموعظة والدعوة إلى الإيمان ولا عدمه، كما قال تعالى: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}، {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم}. وقيل: معناه أن قلب الكافر والمنافق والضال ضعيف فارغ من الهدى فهو كثير الوجيب فعبر عن هذا بهذا (نقل نحو هذا عن الحسن البصري وغيره)، وقوله تعالى: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}، يقول تعالى لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم: {فاقصص القصص لعلهم} أي لعل بني إسرائيل العالمين بحال بلعام، وما جرى له في إضلال اللّه إياه وإبعاده من رحمته، بسبب أنه استعمل نعمة اللّه عليه في تعليمه الاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، في غير طاعة ربه، بل دعا به على حزب الرحمن، وشعب الإيمان، أتباع عبده ورسوله في ذلك الزمان، كليم اللّه موسى بن عمران عليه السلام، ولهذا قال: {لعلهم يتفكرون} أي فيحذروا أن يكونوا مثله، فإن اللّه قد أعطاهم علماً وميزهم على من عداهم من الأعراب، وجعل بأيديهم صفة محمد صلى اللّه عليه وسلم يعرفونها كما يعرفون أبناءهم، فهم أحق الناس وأولاهم باتباعه ومناصرته وموازرته كما أخبرتهم أنبياؤهم بذلك وأمرتهم به، ولهذا من خالف منهم ما في كتابه وكتمه فلم يعلم به العباد، أحل اللّه به ذلاً في الدنيا موصولا بذل الآخرة، وقوله: {ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا} يقول تعالى: ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا أي ساء مثلهم أن شبهوا بالكلاب التي لا همة لها إلا في تحصيل أكلة أو شهوة، فمن خرج عن حيز العلم والهدى وأقبل على شهوة نفسه، واتبع هواه صار شبيهاً بالكلب وبئس المثل مثله؛ ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ليس منا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه" (هو في الصحيحين من حديث ابن عباس). اهـ بتصرف
قال القرطبي: وهذا المثل في قول كثير من أهل العلم بالتأويل عام في كل من أوتي القرآن فلم يعمل به. وقيل: هو في كل منافق. والأول أصح.. وكذلك من يقرأ الكتاب ولا يعمل بما فيه. وقال غيره: هذا شر تمثيل؛ لأنه مثله في أنه قد غلب عليه هواه حتى صار لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا بكلب لاهث أبدا، حمل عليه أو لم يحمل عليه؛ فهو لا يملك لنفسه ترك اللهثان.. ضربه الله مثلا للذي قبل الرشوة في الدين حتى انسلخ من آيات ربه. فدلت الآية لمن تدبرها على ألا يغتر أحد بعمله ولا بعلمه؛ إذ لا يدري بما يختم له. ودلت على منع أخذ الرشوة لإبطال حق أو تغييره. وقد مضى بيانه في "المائدة". ودلت أيضا على منع التقليد لعالم إلا بحجة يبينها؛ لأن الله تعالى أخبر أنه أعطى هذا آياته فانسلخ منها فوجب أن يخاف مثل هذا على غيره وألا يقبل منه إلا بحجة. اهـ بتصرف


وقال المحدث العلامة مقبل الوادعي رحمه الله :

فهؤلاء حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتارة يمثله الله عز وجل بالكلب، تنفيرا منفرا و أخرى يمثله بالحمار ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ) ولا تظنوا أن هذا في أهل الكتاب فقط ، بل إنّه فيمن زاغ و انحرف من الأئمة المضلين . اهـ


قلت:


لقد تبين مما تقدم أنّ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله حين سمى رسالته في الرّد على داعية الإخوان المفلسين الأشعري يوسف القرضاوي: "إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي" إنّما استعمل تعبيرا قرآنيا محضاً، فالشيخ مقبل غفر الله لنا وله رآى أن هذه الآية من سورة الأعراف تنطبق تماماًُ وحال القرضاوي! فالقرضاوي أوتي علما في اللغة والحديث والفقه وأصوله وغيرهم من فنون العلوم الشرعية وهذا شيئ لا ننكره! ولكنّه وللأسف لم يستفد بعلمه شيئا بل خالف ما في رأسه من علم وانسلخ مما آتاه الله من علوم القرآن والحديث والفقه وأصوله فأتبعه شياطين الإنس من جماعة الإخوان المفلسين وغيرهم فكان من الغاوين! ولو شاء الله لرفعه ونفعه بما أوتي من علم و لكنّه أخلد إلى تعاليم جماعته وأصولها المبتدعة واتبع هواه وهوى مؤسسي جماعته كالبنا و غيره فأفتى بما يوافق أصول جماعته العشرين لا بما يوافق أصول الشريعة والدين! فكان مثله كمثل الكلب في ضلاله واتباعه هواه إن تنصحه بالحسنى لا ينتصح وإن تحمل عليه و تزجره لا ينزجر وإن تتركه أفسد قلوب المسلمين الطيبين فما كان أمام شيخنا ووالدنا الغالي مقبل رحمه الله إلا أن يصفه بما يستحق فقال قولة الحق: إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي !! فهل فهمت الآن يا شيخ سبب إطلاق بعض السلفيين هذه التسمية على القرضاوي ؟! أما كان الأولى والأجدر بك يا من يبكي من خشية الله في صلاة التراويح أن تخشى الله وتعرف العلة التي لأجلها قلنا ما قلنا في القرضاوي ولا تسرع إلى إصدار أحكامك وفتاويك الجائرة على صفوة شباب المجتمع !؟


ياشيخ! أنت أحد رجلين؛ إما أنّك تعرف كل هذا ولكنك تخفيه على العامة تلبيسا و تدليسا واستغلالا لمشاعرهم وعواطفهم الحماسية لضرب الإخوة السلفيين واتهامهم أنهم يجرحون العلماء ويسبونهم و و ... الى آخر تلك الأغنية الإخوانية الحزبية المعروفة . وإما أنك لا تعرف هذا حقيقة ولكنك سمعت قولا هنا أو هناك خرج من فم أحد السلفيين فتلقفته و نشرته دون معرفة العلة التي لأجلها قال هذا السلفي ما قال. فإن كانت الأولى فحالك كحال من قال فيهم رب العزة : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (146)



و إن كانت الأخرى فحالك كحال الأحمق الذي قال :

دعْ المساجد للعبـّاد تعمرهـا ..... واعمد بنا خانة الخمار يسقينا
ما قال ربّك ويلٌ للألـى سكروا .....وإنمـا قال: ويلٌ للمصليـنـا !!


أما أنت يا أخي القارئ الكريم فأستحلفك بالله أن تبحث في كتاب الله أو سنة رسول الله عن دليل يصلح كتعليل أو تأويل لما قاله الغزالي عنا وعن علماءنا عامة والإمام الشنقيطي خاصة: ( إن الإسلام لا يؤخذ من أصحاب العقد النفسية سواء كانت غيرتهم عن ضعف جنسي أو شبق جنسي ) ؟؟!!


فهل يصل الأمر -في الرّد على مخالفيكم- إلى الوقيعة في أعراضهم ورميهم بالضعف الجنسي أو الشبق الجنسي ؟!!

فحسبُكم هذا التفاوت بيننا ..... وكلُ إناء بما فيه ينضحُ !!
منقول من (
الشُهُبُ السلفيةُ في الردّ على الشبه الحزبية ) للأخ أبي عبدالله غريب الجزائري –جزاه الله خيراً-.

ـــــــــــ
كلام العلماء - خاصة من السلف - الذي فيه تجريح لأهل الأهواء بألفاظ التجريح الشديدة مثل الكلب والحمار والقرد والخبيث وأمثالها
وذلك حتى نبين أن العلامة الوادعي لم يقل بدعاً من القول ولا شذ عن العلماء بل من خالفه فهو أحق بالشذوذ وهو المنبوذ.
فيا إخواني لا تبخلوا علينا ولو بالنقل الواحد عن أحد العلماء أو طلبة العلم الأقوياء.اهـ
وها أنا ذا بفضل الله أواصل مع إخواني فأبدأ بما أقتطفته من كتاب إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء للشيخ خالد الظفيري حفظه الله
الشدة في ألفاظ التجريح لبعض المبتدعة من منهج السلف

قال الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري-حفظه الله-: ((وقال الحاكم –رحمه الله-:"وسمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول:
سمعت أبا إسماعيل الترمذي يقول: كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله فقال له أحمد بن الحسن:
يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قوم سوء .
فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال: زنديق! زنديق! زنديق!ودخل البيت".
قال الشيخ خالد في الهامش :معرفة علوم الحديث ص4 ,ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص247 ,وطبقات الحنابلة(1/38).))
[إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء/ص33/ط-دار المنهاج بالقاهرة]

الحمير أفضل وأقل إفساداً من بعض المبتدعة

قال الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري-حفظه الله-: ((والقاضي شريك بن عبد الله النخعي الكوفي....
قال عنه الحافظ ابن حجر:"وكان عادلاً فاضلاً شديداً على أهل البدع"
ومن أقواله:"لئن يكون في كل قبيلة حمار أحب إلي من أن يكون فيها رجل من أصحاب أبي فلان رجل كان مبتدعاً".))
[إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء/ص46/ط-دار المنهاج بالقاهرة]

لماذا توقير المبتدع وتعظيمه يهدم الدين؟

قال الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري-حفظه الله-: ((وبيّن أنّ توقير أهل البدع أو تعظيمهم بأخذ العلم والدين عنهم هدمٌ لعرى الدين وإعانة على نقضه.
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: " من عظّم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام،
ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله - عز وجل - على محمد - صلى الله عليه وسلم -،
ومن زوّج كريمته من مبتدع فقد قطـع رحمهـا،
ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع"(1 )
وقال الشاطبي - رحمه الله -:
" فإن توقير صاحب البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان على الإسلام بالهدم:
إحداهما: التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنّه أفضل الناس،
وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته دون اتباع أهل السنّة على سنّتهم.
والثانية: أنّه إذا وُقِّرَ من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء.
وعلى كل حـال فتحيا البـدع وتموت السنن، وهو هدم الإسلام بعينه."( 2)))
[إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء/ص93-94/دار المنهاج بالقاهرة]

شدة السلف على المبتدعة وتعيين وتسمية بعضهم بالثور والقرد والحمير والكلاب والأوباش

قال الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري-حفظه الله-: ((وقال الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السِّلَفي السَّلَفي(3):

فلا تصحب سوى السني ديناً ***** لتحمد ما نصحتك في المآل

وجانب كل مبتدع تراه ***** فما إن عندهم غير المحال

ودع آراء أهل الزيغ رأساً ***** ولا تغررك حذلقة الرُّذال

فليس يدوم للبدعي رأي ***** ومن أين المقر لذي ارتحال

يوافى حائراً في كل حالٍ ***** وقد خلى طريق الاعتدال

ويترك دائباً رأياً لرأيٍ ***** ومنه كذا سريع الإنتقال

وعمدة ما يدين به سفاهاً = فأحداث من اْبواب الجدال

وقول أئمة الزيغ الذي لا ***** يشابهه سوى الداء العضال

كمعبد (المضلل) في هواه ***** وواصل اْو كغيلان المحال

وجعدٍ ثم جهمٍ وابن حربٍ =***** (حمير) يستحقون المخال

(وثور كاسمه أو شئت فاقلب) ***** وحفص الفرد (قرد) ذي افتعال

وبشر لا رأى بُشرى فمنه ***** تولّد كل شر واختلال

وأتباع ابن كُلاَّب (كِلاب) ***** على التحقيق هم من شر آل

كذاك أبو الهذيل وكان مولى ***** لعبد القيس قد شان الموالي

ولا تنس ابن أشرس المكنّى ***** أبا معن ثمامة فهو (غالي)

ولا ابن الحارث البصري ذاك الـ **** (مضِل) على اجتهاد واحتفال

ولا الكوفي أعنيه ضرار بـ ****** ـن عمرو فهو للبصري تالي

كذاك ابن الأصم ومن قفاه ***** من (اْوباش) البهاشمة النغال

وعمرو هكذا أعني ابن بحر ***** وغيرهمُ من (أصحاب الشمال)

فرأي أُولاء ليس يفيد شيئاً ***** سوى الهذيان من قيل وقال

وكل هوىً ومحدثة ضلال ***** ضعيف في الحقيقة كالخيال

فهذا ما أدين به إلهي ***** تعالى عن شبيه أو مثال

وما نافاه من خُدعٍ وزور **** ومن بدع فلم يخطر ببالي
[السير ( 21/34-36 )، وانظر أيضاً في التحذير من أهل البدع بأعيانهم رسالة السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ( ص: 220-223 ). ]

فهذا هو منهج أهل السنة التحذير من البدع ومن أهلها على السواء من غير تفريق،
ولو كان التحذير منهم للبدع وحدها لما أجمعوا على هجر أهل البدع كما سيأتي نقل الإجماع عنهم.
بل إن دواوين الجرح والتعديل والكتب المختصة بالرجال كالضعفاء والتاريخ الكبير للبخاري والضعفاء للنسائي والعقيـلي،
والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والميزان وديوان الضعفاء للذهبي، وغير ذلك من كتب أئمة السنّة،
وكذلك كتب العقائد وخاصة الردود منها كرد الدارمي على بشر المريسي، وردود شيخ الإسلام ابن تيميّة كالرد على البكري والأخنائي والرازي وغيرها،
ورد ابن عبـد الهادي على السبكي الموسوم بالصارم المنكي، وردود الأئمة على النبهاني كغاية الأماني لمحمود الألوسي، ورد نعمان الألوسي على ابن حجر الهيتمي في كتابه جلاء العينين،
وردود أئمة الدعوة في نجد كردودهم على ابن جرجيس وغيره، وكردود الأئمة على الكوثري وأبي غدة، كرد المعلمي في تنكيله وغيره،
وردودهم علـى ضـلالات سيــد قطـب، كرد العلامـة عبد الله الدويش ورد محمود شاكر وردود العلامة ربيع بن هادي المدخلي،
وغير ذلك من كتب الردود السلفية التي قامت على كتاب الله وسنّة نبيه - -.
كل هذه الكتب قائمة على نقد الأشخاص بأعيانهم وما يحملون من ضلالات وبدع،
ولو أغلقنا هذا الباب كما يريد أهل الفتن والأهواء والسفسطة لأدى ذلك إلى هدم الإسلام وانتشار الشرك والبدع والخرافات، وهذا هو الذي يريدون.
فاعجب بعد ذلك كل العجب ممن قال: لا تتكلم على أهل البدع، وإنما التحذير من البدعة وحدها،
ومن قال بهذا فقد تنكب طريق السلف الصالح وخالف سبيلهم ومنهجهم، وافترى عليهم الكذب وقال بالبهتان.
فليتق الله هؤلاء القوم وليرجعوا إلى منهج أهل السنّة الواضح، الذي ليله كنهاره لا يزيغ عنه إلا هالك. والله أعلم.))

[إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء/ص38-40/دار المنهاج بالقاهرة]



ـــ

هل يجوز إطلاق لفظ ( كلاب النار ) على من انطبقت عليه صفات الخوارج المارقة ؟

للعلامة الفوزان

س : سائل يقول : سمَّى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - الخَوَارِج بــ « كِلَابُ النَّارِ » ؟ فهل هذه التَّسمية وهذا الوصف يجوز إطلاقه على هذه الفئة المارقة ؟
ج : من اتصف بهذه الصّْفة فهو نعم ينطبق عليه هذا الوصف ، من حكم عليه بأنَّه من الخوارج بانطباق صفتهم عليه ينطبق عليه الحديث .اهـ

صوتيًا : ( من هنا )


ــــــــــــــ






المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..