الحمد لله مبدع الكائنات، وبارئ النسمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جزيل العطايا والهبات، وواهب الخيرات والبركات، أمر بالصدق وحرّم الأكاذيب والشائعات. وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل البريات، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:-
عباد الله: لقد
جاء الإسلام بحفظ دماء الناس وأعراضهم وأموالهم وكافة حقوقهم وما يكفل لهم
طيب العيش وهناء البال كالأمن والصحة والغذاء ونحو ذلك، ونهى عن كل ما
يسوؤهم أو يسيء إليهم أو ينقص من تلك الحقوق أو يثير الفوضى ويخلّ بالأمن،
بل جعل المؤمن من أَمِنه الناس، والمسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده.
وإن من أعظم الطرق المفضية إلى انتشار
الفوضى واضطراب الأمور بثَّ الشائعات المختلقة والافتراءات الأثيمة التي
عَرِيت تمامًا عن أي وجهٍ من وجوه الحق، خاصة في أوقات الأزمات والفتن،
حينما تكون الأمة في أَمَسّ الحاجة إلى توحيد الكلمة واتحاد الصف وضبط
الأمن.
عباد الله:
إن تاريخ الإشاعة قديم قِدَم هذا الإنسان، وقد ذُكر في كتاب الله - عز وجل
- نماذج من ذلك منذ فجر التاريخ، وبقراءة في تاريخ الأنبياء - عليهم
السلام - وقصصهم نجد أنّ كلاً منهم قد أثير حوله الكثير من الإشاعات من قبل
قومه، ثم يبثّونها ويتوارثونها أحيانًا، ولا شك أن تلك الإشاعات كان لها
الأثر في جعل بعض المعوّقات في طريق دعوة أولئك الأنبياء والرسل.
ولو قرأت التاريخ لوجدت صفحاته مليئة بشائعات غيّرت حياة كثير من الناس، وربما ألغتها، ودفنتهم تحت التراب.
إن هناك فئات وأصنافًا من الناس في كل
مجتمع قلوبها مريضة، وأرواحها ميتة، وذممها مهدرة، لا تخاف من الله، ولا
تستحي من عباد الله، مهنتهم ووظيفتهم وهوايتهم نشر الشائعات في أوساط
الناس، تتغذّى على لحوم البشر، وترتقي على أكتاف وحساب غيرها.
ومن أعظم الوسائل المعينة لهم على فتنتهم
التقنيات الحديثة من شبكات الإنترنت، وإذاعات وجوالات وغيرها حيث صارت تلك
التقنيات لهم مسرحًا يعبثون فيه بأمن الناس وأديانهم وعقولهم، فانساق
وراءهم بعض العامة والجهلة، ففُتِنوا بفتنتهم، ووقعوا في تقليدهم، فصارت
تلك التقنيات مصدرًا رئيسًا لهؤلاء الغَوْغاء، يصدرون عن آرائها وما يبث
فيها، ولا يكاد ينزل فيها خبر عن شخص أو دولة أو حكومة أو أمة إلا وينتشر
انتشار النار في الهشيم بشتى صور العرض، وبتفنّن في جذب الانتباه.
صار كثير من الناس - وخصوصًا الشباب -
يصدرون الأحكام بناءً على ما يكتب على صفحات المنتديات، ورسائل الجوالات
دون معرفة وتوثّق من مصدرها. فإذا كان العلماء قد ضعّفوا رواية معلوم العين ومجهول الحال، فما بالك برواية مجهول العين والحال؟!
ونطقت الرُّوَيْبِضَة في هذه التقنيات،
وهو الرجل التافه الذي يتكلم في أمر العامة، صار كثير ممن لا يُعرفون وهم
في الحقيقة ناقصو علم وعقل، وليس لهم من الأمر شيء، صاروا يتكلّمون في أمر
الأمة ويوجهون، ويحكمون على الناس وأديانهم، ويكفّرون ويبدّعون من يشاؤون.
فكم من مسلم كفر بالكلام، وكم من كريم
بكلمة واحدة صار عرضة للملام، وربما لحقه في عرضه ودينه الاتهام، ورب كلمة
أشعلت فتنة بين الأنام، وزال بها ملك، وانتهك بها عرض حرام، وكم من كلمة
فرقت بين الأحبة، وقطعت كريم صحبة، وفرقت بين زوجين متحابين بعد كريم عشرة
وطول صحبة، وكم من بلدة آمنة مطمئنة استبيحت بيضتها، وانتهكت حرمتها، وزالت
نعمتها، وأهين كرام أهلها بكلمة من أسرار ولاة أمرها شاعت على ألسنة
العوام، فالتقطها جواسيس العدو وأوصلوها إليه، فسدد نحوها السهام، وكم من
جيوش تقهقرت بعد طول جهاد، وكم من ظلم وقع على البريئين من العباد بسبب
كلمة تلقفها سفهاء الأحلام. وصدق الله العظيم إذ يقول -في معرض الذم لقوم
أذاعوا مثل هذه الكلمة، وأشاعوها في الناس فجنوا بها على الأمة-: ﴿ وَإِذَا
جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
[النساء: 83]. ففي هذه الآية الكريمة - أيها المسلمون - ذمٌ للذين ينقلون
خبر السوء ويشيعونه بين الناس دون تعقل في نتائج نقله، وما يحدث عنه من ضرر
وكبير خطر، وفيها تأديب من الله تعالى لعباده يتضمن مبدأ التحفظ عند سماع
الأخبار، والتثبت من أحوال نقلتها، وظروف نقلها، وعدم التسرع في رواية
الأخبار ونشرها، وإن سمعها من إذاعة أو قيل إنها من مصدر موثوق أو عن ثقة.
وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم
- قال: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع " ذلكم لأن كل ما يسمعه
المرء يختلط فيه الصدق بالكذب، والجائز بالمستحيل، ويتعرض بعض النقلة
لتأثير الهوى أو التعرض للوهم، فتحدث رواية الأخبار على عواهنها اضطراب
الأحوال، واشتباه الأمور، وبلبلة الأفكار، ونحو ذلك مما يستغله الأشرار
ويسر به المنافقون والكفار، ولهذا قال تعالى: ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا
فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
أيها المسلمون،
توضّح لنا هذه الآية الكريمة بأنه يجب علينا أن نتبيّن وأن نتثبّت من
الأخبار التي نسمعها، ولا يجوز شرعًا أن نردّد خبرًا إذا كنا غير مستوثقين
ولا متأكّدين منه، كما لا يجوز شرعًا للمسلمين أن يصغوا لمروّجي الإشاعات.
وإن الله عز وجل قد ذمّ أولئك الذين يستمعون للأكاذيب بقوله في سورة
المائدة: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا
يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا
آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ
هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ ﴾ [المائدة: 41].
وقد بيّن القرآن الكريم عقاب هؤلاء السمَّاعين بقوله: ﴿ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 41]. وفي آية أخرى في سورة المائدة أيضًا: ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾ [المائدة: 42].
أيها المسلمون، إن
من المؤسف أن نجد في مجتمعاتنا تساهلا في نقل الإشاعات والأخبار المكذوبة
ومن يستمع للمنافقين، فهو شريك معهم في الإثم؛ لأنه يروّج وينشر ما يقولون
من الأكاذيب والافتراءات. وقد حذّرنا ديننا الإسلامي العظيم من أن نكون
أداة نقل للأخبار الكاذبة والمضلّلة، حتى لا نكون مشاركين في ترويج
الإشاعات بقصد أو بدون قصد، فنقع في الإثم الكبير، لقول رسولنا الكريم:
((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا
أَوْ لِيَصْمُتْ)) متفق عليه، كما حذّرنا ديننا العظيم من أن ننقل كل شيء
نسمعه، لقول الرسول: ((كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا، أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ
مَا سَمِعَ))، ومن أخطر وسائل نقل الإشاعات أجهزة الجوالات عن طريق الرسائل
النصية أو مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، تجد بعض الناس ينشر كل ما
وصل إليه دون تثبت ولا تأمل هل هو قول يستحق أن يقال؟ أم هو قول يظهر عليه
الافتراء والاختلاق؟! فمن الناس من هو مكبر صوت لكل ما يقال، يبلغ كل ما
سمع دون تمييز ولا فحص للأقوال.
أيها المسلمون:
إن نشر الإشاعات سلاح خطير يفتك بالأمة ويفرّق أهلها، ويسيء ظن بعضهم
ببعض، ويفضي إلى عدم الثقة بينهم، وأسرع الأمم تصديقًا للإشاعات هي الأمم
الجاهلة الفاشلة، بسذاجتها تصدّق ما يقال، وتردد الأخبار الكاذبة دون تمحيص
ولا تفنيد، وأما الأمم الواعية فلا تلتفت إلى الإشاعات، وتكون مدركة
لأحابيل وألاعيب المنافقين وأعداء الإسلام، فلا يؤثر على مسيرتها، ولا يهزّ
أعصابها، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173].
وإن نجاح حرب الإشاعات أو فشلها يعتمد على
مدى وعي المسلمين للمشكلة التي يواجهونها، ونحن نرى اليوم حجم حرب
الإشاعات على ديننا وعلى أهل هذه البلاد وقادتها من الدول الحاقد، وما يقوم
به دعاة الفتنة.
أيها المسلمون،
إنكم في هذه البلاد محسودون على أمنكم ومحسودون على ولاة أمركم و اجتماع
كلمتكم. فكونوا على حذر من الأخبار الكاذبة، والإشاعات المثبّطة،
والمناورات السياسية، والحرب النفسية التي لا تقلّ خطرًا عن الحرب الفعلية.
ولا تكونوا أعواناً للذين يسعون اليوم بكل ما أوتوا لأضعاف هذه البلاد
وتشويه سمعة قادتها الحكماء وعلمائها الأجلاء وشعبها الوفي، وكونوا على
اتصال مستمر برب العالمين، فالله لن يخذل أتباعه وجنده، والله لن يتخلّى عن
عباده الصادقين. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].
إن الموقف السليم من هذه الشائعات:
أولاً:
أن نتثبت عند سماع الأخبار وأكثر هذه الأخبار السيئة إما أن تأتي من مصادر
مجهولة وإما من مصادر كافرة أو بدعية فكيف يسارع المسلم الى تصديقها
وتبنيها.
ثانياً: عدم
نقل الأخبار وإشاعتها لا سيما ما يتعلق بمصلحة الوطن والمجتمع وماله علاقة
بالسياسة العامة، بل الواجب أن نرد هذه الأمور إلى ولاة أمرنا من علماء
وحكام ونشتغل نحن بما يعنينا ويهمنا. ثالثاً: تحسين الظن بالمسلمين ولا
سيما إذا كانت الإشاعة تتعلق بولي الأمر أو بالعالم وعدم المسارعة في
التصديق أو الحكم عليهم بناء على تلك الإشاعات، ولا تتقبل هذه التهم
بالتصديق وعلى فرض صدقها فصن لسانك فإنه لا مصلحة لك في نشرها، وافرض أنك
وقعت في زلة أتحب أن يتناقلها الناس عنك إنك لا تحب ذلك. إذاً فأحب لإخوانك
ما تحب لنفسك.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم
ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من
كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى.
أما بعد:
عباد الله: احذروا
أن تكونوا أنتم الانطلاقة لكل شائعة، واحذروا أن تكونوا مروجين لهذا
الشائعات. واحذروا من نشرها وتوزيعها، لا يكن أحدكم مردداً لكل ما يسمع،
فقد ثبت في صحيح مسلم قوله - عليه الصلاة والسلام -: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)
ويقول الإمام مالك - رحمة الله تعالى: "اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم
الإنسان بكل ما سمع".فإذا ما سمعت أخي المسلم بخبر ما سواءً سمعته في مجلس
عام أو خاص، أو قرأته في جريدة، أو سمعته في إذاعة، وكان ما سمعته يتعلق
بجهة مسلمة، سواء كانت طائفة أو مجتمع أو شخص، وكان الذي سمعته لا يسر، أو
فيه تنقص أو تهمة، فاحتفظ بالخبر لنفسك، لا تنقله لغيرك، مع أن الذي ينبغي
أن يبقى في نفسك، هو عدم تصديق الخبر لأن الأصل كما قلنا إحسان الظن
بالمسلمين حتى يثبت بالبرهان والدليل والأدلة صدق هذا الاتهام، لأن القضية
قضية دين، والمسألة مسألة حسنات وسيئات، فليحافظ كل منا على دينه، وليحافظ
كل منا على حسناته، والواجب على المسلم إذا جاءته أخبار عن أخيه المسلم أن
يتثبت ويتحرى الخبر قبل أن يتحدث به، فإن كان كذباً كذبه وإن كان صدقاً ستره، فستره لأخيه خيراً له، فمن ستر عيوب أخيه المسلم ستره الله يوم القيامة، فمن أسباب الستر يوم القيامة ألا تفضح مسلماً ولا تفرح أبداً بأن يفضح مسلماً، ولا تسعى بخطوة ولا بكلمة ولا بيدك ولا ببلوتوث تنشره ولا بأي شيء في فضيحة أحدٍ وقع في معصية، فإن باب التوبة مفتوح لا تدري لعل الله يتوب عليه فيبقى عليك أثم نشر فضيحته، فكل ما استطعت أن تستر على مسلم أستر،
فلو جاءك في جوالك شيء لا طاقت لك به يصور فلاناً أو زيداً أو عَمَراً أول
عمل اسأل الله العافية ثم امسحه ولا تبالي فإن من أعظم ما يدخره المسلم
عند ربه الستر على المسلم أياً كانت أحواله، ويبقى يستر غيره ولا يحاول أن يفضحهم مع وجلاٍ في القلب نحو ربه تبارك وتعالى، لأن يوم القيامة سماه الله جل وعلا يوم التغابن يغبن الناس بعضهم بعضاً على ما يرون، والعاقل من استعد للقاء الله جل وعلا لهذا اليوم بصلواته ببره لوالديه وبعمله الصالح وبالستر على المسلمين.
وأخيرًا، فإن عِظم شأن الشائعة أورد فيها عقوبة عظيمة لمتولّي كِبَرِها، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -:
(إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي: انطلق...) ثم
ذكر الحديث، وكان مما قال- صلى الله عليه وسلم -: (فأتينا على رجل
مُسْتَلْقٍ على قفاه، وإذا آخر قائم بكَلُّوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد
شِقّي وجهه فيُشَرْشِرُ شِدْقه إلى قفاه، ومِنخره إلى قفاه، وعينه إلى
قفاه، ثم يتحوّل إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما
يفرغ من ذلك الجانب حتى يصحَّ ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل
ما فعل في المرة الأولى))، ثم جاء خبره في آخر الحديث، حيث قال له الرجلان:
((إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة فتبلغ الآفاق)) رواه البخاري، وأما في الدنيا فالجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، فالرسول يقول: ((يَا
مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِى
قَلْبِهِ، لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا
عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّ مَنْ تَبِعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ اتَّبَعَ
اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَفَضَحَهُ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ)). كما يجب على المسلمين الحذر من الانسياق وراء مثل هذه الإشاعات التي يروجها ضعاف الدين والنفوس لغرض التغرير بالمسلمين.
نسأل الله الكريم أن يرينا الحق حقا
ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه وأن يرزقنا
لسانا صادقا ذاكرا، وقلبا خاشعا منيبا، وعملا صالحا زاكيا، وعلما نافعا
رافعا، وإيمانا راسخا ثابتا، ويقينا صادقا خالصا، ورزقا حلالا طيبا واسعا،
يا ذا الجلال والإكرام.
هذا وصلوا - رحمكم الله - على خير البرية،
وأزكى البشرية محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة، كما
أمركم بذلك ربكم عز وجل، فقال عز من قائل: ﴿
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
[الأحزاب: 56] اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام
والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين، اللهم
آمنا في أوطاننا واستعمل علينا خيارنا وكفنا شر شرارنا وجعل ولايتنا فيمن
خافك واتقاك يا أرحم الراحمين، اللهم احفظ إمامنا وأيده بالحق والتوفيق
والتأييد والتسديد، ووفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وأيده
بالحق وأيد الحق به، وأعز به دينك وأعلِ به كلمتك، واجعله نصرة لأوليائك،
واجمع به كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين اللهم وارزقه البطانة
الصالحة الناصحة ووفق اللهم إخوانه وأعوانه إلى ما فيه خير البلاد والعباد.
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة
من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار برحمتك يا أرحم الراحمين،،اللهم
ادفع عن الغلا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما
بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم
اجعلنا من الطائفة الذين لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمرك
يا ألله، اللهم ثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات انك غفور سميع الدعوات ﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201] ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..