القاهرة :علي عليوة
المصدر
حذر
تقرير أمني مصري صدر في الثاني من يناير الجاري من قيام عدد من المتصوفة
المصريين بزيارات
لإيران ثم عودتهم محملين بالفكر الشيعي محاولين نشره،
كما كشف تقرير للجنة المتابعة بمجمع البحوث الإسلامية عن وجود دعم إيراني
قوي لأتباع الطرق الصوفية في مصر في محاولة لنشر التشيع بينهم مستغلة وجود
تشابه بين التصوف والتشيع ..
فما
أهم تفاصيل الدور الإيراني الذي كشفت عنه تلك التقارير؟ وما مدخل إيران
الصفوية لإقناع العناصر الصفوية بتبني الفكر الشيعي؟ وما ردود أفعال
المسئولين في مصر؟ وما المطلوب لإجهاض تلك المحاولات الإيرانية لنشر الفكر
الشيعي بين المصريين؟
وفيما يلي محاولة للاجابة عن تلك التساؤلات ...
التقارير
تشير إلى أنه تم رصد أنشطة موسعة لأقطاب المذهب الشيعي في مصر على رأسهم
أحمد النفيس ومحمد الدريني وعبد الحليم العزمي والطاهر الهاشمي، تتضمن عقد
مؤتمرات وندوات ولقاءات جماهيرية للترويج لعقيدة الشيعة، تحت ستار الحزب
الذي تم إنشاؤه مؤخرا، ويحمل اسم "الحرية والوحدة" وتكشف التقارير عن
تلقيهم دعما وتشجيعا إيرانيا، وكذلك قيام بعض قادة التصوف ومنهم شيخ
الطريقة العزمية بزيارة إيران على فترات متقاربة، وتسخير تلك الطريقة
الصوفية في الترويج للفكر الشيعي وتأييد سياسات إيران في المنطقة، والطعن
في السلفيين والإخوان المسلمين ووصفهم بالخوارج وإلصاق التهم بهم، كما
يشتغل هؤلاء من خلال المدارس في تحقيق أهدافهم .
الأصول العقدية المشتركة
وحول أوجه الشبه بين التشيع والتصوف أشار مصطفى الدسوقي كسبة أحد الدعاة
الأزهريين إلى أن هناك أصولا عقدية تربط التصوف بالشيعة منها نظرية الحلول
والاتحاد التي تتحدث عن حلول الله سبحانه وتعالى إما في شعب أو أشخاص، وهذا
موجود عند اليهود في قولهم بأنهم شعب الله المختار، وعند الشيعة الذين
يقولون بالإمام المعصوم، وعند الصوفية الذين يقولون بالولي الموهوب.
ولفت
الانتباه إلى أن كتب الصوفية تتضمن الكثير من الأباطيل ففي أحد كتبهم وهو
كتاب "دلائل الخيرات " الذي يترنم به الصوفيين يذكر مؤلفه " أن النبي صلى
الله عليه وسلم خلق من نور" وأن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض من نور أيضا
من أجل محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يتناقض مع قوله تعالى بأن الإنسان
خلق من طين مؤكدا أن هناك الكثير من المشتركات فيما بين الشيعة والمتصوفة
منها الزعم بمحبة آل البيت.
واوضح أن الطرق الصوفية تأثرت كثيراً بالآراء والأفكار المخالفة للإسلام
والموجودة لدى الشعوب الأخرى غير المسلمة، حيث تظهر فيها تلك الأفكار
واضحة جلية في جوانب كثيرة في الاعتقاد والسلوك، خصوصاً الأفكار الهندية
والفارسية واليونانية والمسيحية، ، بعد أن كان التصوف في بدء أمره عند بعض
المسلمين عبارة عن الزهد عن الدنيا والرغبة في الآخرة، وقتل هوى النفس
والاتجاه إلى الله، ولبس الصوف لتعويد النفس علي التحمل والمكابدة، إلى أن
أخذ يتطور في الانحدار والبعد عن حقيقة الإسلام في كثير من الأمور التي
طرقها التصوف.
وشدد
علي أن المذهب الشيعي الباطني يحاول استعادة أمجاده ولايجد إلا الطرق
الصوفية ستارا للتغلغل من خلالها في مناطق أهل السنة مشيرا إلى أن المخططات
الأمريكية تقوم بتشجيع الطرق الصوفية خاصة الصوفية غير الجهادية أو
المقاومة وتدعم نشرها في دول شمال إفريقيا ليبيا والمغرب وتونس والجزائر،
وإفريقيا جنوب الصحراء باعتبارها من وجهة نظرها "فكرا وسطيا" كما أكدت ذلك
تقارير مؤسسة "راند" الأمريكية التي تعتبر إحدى المؤسسات المؤثرة على صانع
القرار الأمريكي وأجهزة مخابراته.
جرائم وحشية
ولفت
كسبة إلي أن قول الشيعة الاثنى عشرية بأن الأئمة المنحدرين من نسل الرسول
صلى الله عليه وسلم معصومون ما يجعلهم في مرتبة الأنبياء بما يتصادم مع
حقيقة أن العصمة لاتكون إلا للأنبياء فقط، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو
آخر الأنبياء والرسل وبالتالي لاعصمة لأحد من بعده.
ومن
جانبه أوضح سعد صادق مدير تحرير مجلة "الهدي النبوي" أنه يتفق مع الرأي
القائل بأن التصوف هو البوابة الخلفية لنشر التشيع؛ نظرا لانهما يشتركان في
الكثير من الأصول العقدية، وهذا يفسر تلك الزيارات المتكررة لبعض كبار
الطرق الصوفية المصرية إلي ايران لتلقي الدعم منها، وحرصهم علي إعلان
التأييد للسياسات الإيرانية، وذلك رغم ما تبثه وسائل الإعلام من حقائق عن
مشاركة إيران وحزب الله الشيعيين للنظام البعثي النصيري العلوي في سوريا في
قتل وتعذيب أهل السنة السوريين علي أسس طائفية وبطرق غاية في الوحشية.
وأشار
إلى أنه يؤيد تماما موقف الأزهر الشريف الحازم في تصديه لمحاولات نشر
التشيع في مصرعن طريق بعض الصوفيين واللاجئين العراقيين المقيمين في مصر،
ورفضه التام لإقامة الحسينيات والمساجد الشيعية في مصر.
وعلى صعيد ردة الفعل الرسمية أكد الدكتور سالم عبد الجليل - وكيل وزارة
الأوقاف لشؤون الدعوة في مصر -أن انتشار المذهب الشيعي في الأوساط المصرية
"أمر مرفوض"، وعلى الشيعة أن يدركوا ذلك، متابعا بقوله: "لا نقبل نشر هذا
المذهب لا في الإعلام الموجه إلى المجتمعات السنية ولا في المساجد التي
يتردد عليها أهل السنة".
وأشار
وكيل وزارة الأوقاف إلي أن مصر بلد الأزهر الشريف تدين بمذهب أهل السنة
والجماعة وشعبها ( عامتهم وخاصتهم ) يدينون به، حتى مع تنوع انتماءاتهم
الدعوية- سلفية وإخوان وجهاد وجماعة إسلامية - فكلهم يدينون بمذهب أهل
السنة، لافتا إلي أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال نشر المذهب الشيعي على
أرضها، ولن نسمح بممارسة الشعائر الشيعية أو الطقوس ذات المظهر الشيعي على
أرض مصر خاصة في مساجدها.
المواجهة الحاسمة
وأضاف
عبد الجليل إننا نؤمن بحرية الفكر، وأن المساجد بيوت الله إلا أننا نؤمن
كذلك بأن الحرية يجب أن تكون منضبطة، لا تحدث خللاً في المجتمع أو تؤدي إلى
بلبلة في الثقافة والفكر، وستبقى المساجد في مصر التي هي بيوت الله قائمة
بدورها، يدعو أئمتها إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، على مذهب أهل السنة
والجماعة، ولن نسمح بأي حال من الأحوال لأحد بأن يحيد عن هذا المنهج..
وتابع:
أتمنى أن يقف شعب مصر خلف قادته ورموزه الدينية لمواجهة أية محاولة لنشر
المذاهب المختلفة والمغايرة لمذهب أهل السنة، لاسيما المذهب الشيعي فضلاً
عن المذاهب الهدامة كالبهائية وغيرها. باعتبار مصر بلدا سنيا وسيظل إن شاء
الله تعالى.
ومن
جانبه يؤكد عبد الوهاب عبد الحميد عضو مجلس إدارة جماعة "دعوة الحق
الإسلامية" أن الصوفية عقيدة باطلة؛ ففي كتاب"فصوص الحكم" لابن عربي على
سبيل المثال نجد عبارات تصادم العقيدة الإسلامية وهي شرك محض من قبيل قوله:
"الكلب والخنزيرالهي... وما الله إلا راهب في كنيستي"، وفي كتاب لأحد أئمة
الصوفية وهو الشعراني يقول بأن "الولي أقرب إلي الله من النبي "، وهذا
الكلام ضرب في عقيدة الإسلام .
وحول
الإجرءات المطلوبة لمواجهة محاولات نشر التشيع في مصر دعا عبد الوهاب إلي
تنقية الكتب المدرسية من الأفكار الصوفية، والتي يتم استغلالها في الترويج
للتشيع لافتا إلى تأييده لتصريحات وزير التربية والتعليم المصري التي أشار
فيها إلي أن الوزارة منتبهة تماما لأنشطة بعض المدرسين الشيعة الذين
يستغلون موقعهم في نشر التشيع وأنه يجري رصدهم وإبعادهم فورا عن مهنة
التدريس.
سموم على النايل سات
وشدد
عبد الوهاب على ضرورة منع بث القنوات الشيعية من على القمر المصري "النايل
سات"، ووضع قيود على سفر الوفود الشعبية إلي إيران خاصة بعد الثورة وتكثيف
البرامج الدعوية في المساجد والإعلام لبيان خطر التشيع وأباطيله حتى
لاينخدع العامة والبسطاء بالفكر الشيعي.
كما طالب بأن يقوم الإعلام بفضح الدور الإيراني الذي يدعم نشر التشيع في
مصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية، ومخاطر ذلك على وحدة النسيج
الاجتماعي والعقدي للشعب المصري وكذلك مشاريع إيران التوسعية وجرائمها هي
وحزب الله في سوريا؛ حيث يشاركان بشار العلوي النصيري في ذبح السوريين بطرق
إجرامية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..