الثلاثاء، 9 أبريل 2013

رسالة من محارب اميركي لبوش وتشيني

نيابة عن مليون شهيد عراقي رسالة من محارب اميركي لبوش وتشيني : قد تفلتان من العدالة ولكن لن تنجوان من حساب التاريخ


من : توماس يونغ ميم

الى : جورج بوش الابن و ديك تشيني
اكتب لكما لمناسبة الذكرى العاشرة لحرب العراق ، نيابة عن 4488 محارب اميركي قضوا في العراق . وكذلك نيابة عن مئات الاف من المحاربين الذين جرحوا هناك ، واصيبوا باعاقات جسدية ونفسية وذهنية وعقلية ، وهكذا تدمرت حياتهم ، وانا واحد من هؤلاء فلقد اصبت بالشلل في كمين في مدينة الصدر في 2004 وانتهت حياتي من حينها ، ولا انسى هنا المئات من الازواج والزوجات الذين ترملوا وفقدوا معيلهم والاطفال الذين تيتموا وفقدوا آبائهم وامهاتهم، والاباء والامهات الذين فقدوا ابنائهم او بناتهم. اكتب نيابة عن المحاربين الذين روعوا وهالهم ما شاهدوه وعانوه وعاشوه وتحملوه ، كل ذلك دفعهم للانتحار حيث تم تسجيل حالة انتحار لمحارب كل يوم .
اكتبها نيابة عن مليون عراقي قتلوا او تركوا ليعانوا الامرين من عذابات الالام النفسية و الجسدية و الذهنية و العقلية او ترملوا او تشوهوا ، و الذين كتب عليهم ان يقضوا بقية حياتهم بآلام مبرحة واحزان.
اكتب لكما لاقول انكما قد تفلتان من العدالة ، ولكنكما مذنبان ومقترفان لجرائم حرب شنيعة ، وتبذير ونهب المال العام وقتلة للآلاف من الشباب الاميركي من محاربي حرب العراق والذين قمتما بسرقة مستقبلهم.
انا اسطر رسالتي الاخيرة قبل مماتي ، الامر الذي تتحملان وزره مسببين خسائر بشرية واخلاقية و معنوية مريعة جراء شهوتك للثروة و القوة و السطوة . اكتب رسالتي قبل مماتي ، واقولها صريحة مدوية انني ومئات الاف الضحايا من المحاربين والملايين من ابناء وطني و مئات الملايين من العراقيين و شعوب منطقة الشرق الاوسط ، كلهم يعرفون حق المعرفة من تكونا وماذا فعلتما . قد تفلتان من العدالة ولكننا نعرف هوسكما للسلطة ، وكم جمعتما من ملايين لتكون ثروتكما الشخصية، انتم ومستشاريكم ، لكن كل ذلك لن يغطي الفراغ في دواخلكما. ارسلتمونا لنقاتل ونموت في العراق ، في حين انكما هربتما من اداء الخدمة في حرب فيتنام ورضيتما ان تؤديا الخدمة هنا في وطننا ضمن الحرس الوطني ، حيث لم تكونا مستعدين للتضحية لوطنكما، وبالمقابل ارسلتما مئات الاف من الاميركين رجالا ونساءً الى العراق بجرة قلم بكل يسر توازي سهولة رمي القمامة خارج البيت.
انا التحقت بالخدمة ولبيت نداء الواجب يومين بعد احداث 11/9 ، لادافع عن وطني واقتل اعدائنا الذين قتلوا منا 3000 مواطن اميركي. لم التحق بالخدمة لاذهب الى العراق ، الذي لا علاقة له باحداث سبتمر 2001 ولم يهددوا جيرانهم و للانصاف لم يهددو الولايات المتحدة...انا لم التحق لاحرر العراقيين و اغلق مصانع اسلحة الدمار الشامل الخرافة الوهمية ، و لا ان ازرع تلك الاضحوكة الساخرة المسماة " الديمقراطية " في بغداد و الشرق الاوسط . ولا لابني العراق، الذي وعدتمونا ان يتم بناءه باموال نفط العراقيين لنكتشف ان اميركا خسرت 3 تريليون دولار لذلك الغرض ، و قطعا لم التحق لشن حربا استباقية لان هكذا نوع من الحروب ممنوعة طبقا للقانون الدولي . و كوعي متأخر، كنت في العراق انفذ اوامر غبائكما و جرائمكما . ان حرب العراق هي اكبر فضيحة استراتيجية في تاريخ الولايات المتحدة . انها اخلًت بالتوازن في الشرق الاوسط ، وزرعت في بغداد حكومة فاسدة وحشية تتحالف مع ايران ، ولنصل لذلك الزرع عبدناه بممارسة التعذيب ونشرفرق الموت و بمماارسة الارهاب ، تاركين الحبل على الغارب لايران لتكون القوة المهيمنة بالمنطقة على كافة المستويات المعنوية والاستراتيجية و العسكرية و الاقتصادية ، اقولها مدوية ما حدث في العراق فشل ذريع .
انت يا سيد بوش و يا تشيني من بداءا الحرب و عليه يتعين عليكما دفع الثمن و تحمل العواقب .لم اكن لاكتب هذه الرسالة لو انني جرحت في افغانستان اثناء مقاتلة القوى الظلامية التي استهدفتنا في احداث سبتمر ، صحيح كنت ساكابد الالام لجروحي ولكن عزائي سيكون انني جرحت دفاعا عن وطني الذي احب .لا ان ارقد في سريري حالي حال مئات الالوف من المحاربين الذين يكابدون الام الجروح مثلي ونعيش كلنا على المهدئات وقاتلات الالم . لاننا ضحينا في العراق لا لشيء الا لجشع شركات النفط وحلفكما مع شيوخ الخليج مثل السعودية وحلمكما لتكوين امبراطورية . وعدنا للوطن ونحن نكابد الالام لنجد انكما و كل السياسين و جمعيات المحاربين لا تعيران اي اي اهتمام لمعاناتنا و الامنا . لقد تم استغلالنا ابشع استغلال ولقد خنتمونا و تركتمونا لوحدنا، وانت يا سيد بوش تتشدق من انك مسيحي : أليس الكذب خطيئة ؟ أليست الجريمة خطيئة ؟ أليس السرقة و الطموح الاناني خطيئة ؟ انا لست مسيحيا و لكني اؤمن بكل التعاليم المسيحية . واعرف ان ما تفعله للاخرين سيعود عليك .لقد ايقنت الحقائق ووعيتها وان يومك لفعل ذلك قادم .
اتمنى ان تقدما للمحاكمة ، لا بل اتمنى ان تجدا الشجاعة الاخلاقية لمواجهة ما اقترفتموه و تتحملوا العواقب . و اتمني اخيرا انه قبل ان تنتهي حياتكما ، مثل ما سيحدث لي ،أن تستجمعا الشجاعة لديكما لتقفا امام الشعب الاميركي ، و امام شعوب العالم و امام الشعب العراقي على الخصوص ، و تتوسلا و تستجديا الصفح و الغفران .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..