الثلاثاء، 2 أبريل 2013

هل من مشروع مضاد للمشروع الايراني ؟

دأبت إيران الشاه على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية لا سيما في العراق والخليج العربي، وكان هذا الأمر مرتبطاً أساساً بدور يقوم به الشاه لصالح الولايات المتحدة بشكل خاص، لكن ذلك تغيـر بعد الثورة الإسلامية، وتحول الدور إلى مشروع استراتيجي وأصبح البعد العربي للسياسة الخارجية الإيرانية مهماً ومحورياً، سواء لذاته أو لاستخدامه كورقة تفاوضية مع الغرب المهتم بدوره بالمنطقة وله فيها مصالح جوهرية.
ومنذ وصول الخميني للحكم عام 1979م اعلنت ايران « تصدير الثورة « حيث بدأت مرحلة تاريخية صعبة مع العرب لم تقتصر على احتلال جزر عربية وتحرش سياسي واعلامي وتنفيذ إملاءات أجنبية كما كان الوضع في عهد الشاه، لكنها هذه المرة كانت تعبـر عن مزيج من السلطة الدينية والميـراث القومي وإرادة الاستحواذ والرغبة بالسيادة الإقليمية والسعي للحصول على مكانة اقليمية ودولية بالقوة وإرادة الإرغام.
حتلال العراق الذي بدا ظاهرياً ، تهديداً إضافياً لإيران، الا انه كان في واقع الأمر سبباً في تفوق إيران الإقليمي بعدما أصبح العراق الجديد رأس جسر تاريخي لتسهيل مرور إيران نحو المنطقة، الامر الذي جعل الشهية الإيرانية تنفتح لما هو أكبـر وأبعد من المشروع القديم، وأمام رخاوة المفصل العربي وضعفه حقق الإيرانيون ما هو أبعد من خلق رؤوس جسور لهم في المنطقة العربية وخاصة لبنان واليمن واستند المشروع الإيراني إلى ثنائية عقدية وإستراتيجية نجحت طهران في دمجهما بطريقة متقنة،لا سيما وأن ظروفاً خارجية هيأت لإيران تعزيز النجاح في مشروعها الإقليمي وحتى الدولي،واستند الشق العقدي إلى مرتكزين أساسيين هما (ولاية الفقيه وتصدير الثورة)،وكلا المرتكزان له خلفيات إيديولوجية دينية اكتسبت بعداً قانونياً ملزماً من خلال تضمينها في الدستور الإيراني،حيث ينص الدستور على التشديد المحوري للولي الفقيه بوصفه الحاكم بأمر الله على الأرض وولي أمر جميع المسلمين.
شجع المشروع الايراني عوامل كانت متوافرة في المنطقة العربية دون سواها من الجوار الجغرافي لإيران ومنها قدرة إيران على الحركة في المنطقة من خلال قوى محلية مؤيدة أو مرتبطة بالمؤسسات الإيرانية، سواء بحكم الانتماء الطائفي أو الارتباط الأمني أو العلاقات السياسية مع انظمة عربية ، وأبرزها العلاقة التي توصف بالإستراتيجية مع النظام السوري.
وعلى الرغم من أن علاقة إيران بدول الخليج لم تصل – حتى الان – إلى الحرب كما جرى مع العراق إلا أن أدلجة السياسة الخارجية الإيرانية الحديثة ،كانت سبباً مباشراً لعدائية واضحة وحادة في العلاقة مع دول الخليج وعزز ذلك استغلال ايران لفراغ القوة في المنطقة بسبب الانتكاسات العربية ابتداء بالعام 1990، مرورا باحداث 11 سبتمبر واحتلال افغانستان ووصولاً إلى احتلال العراق  عام 2003، وخلال كل هذه السنوات استفادت إيران ببراعة من المشكلات العربية البنيوية سياسياً وفكرياً وأمنياً، وتمكنت من استعادة التوازن الذي خسرته خلال الحرب مع العراق، لتتحول إلى قوة إقليمية مؤثرة بعد أن غاب العرب كقوة مؤثرة وانشغلوا بصراعات المحاور فيما بينهم، فضلاً عن أن احتلال العراق الذي بدا ظاهرياً ، تهديداً إضافياً لإيران، الا انه كان في واقع الأمر سبباً في تفوق إيران الإقليمي بعدما أصبح العراق الجديد رأس جسر تاريخي لتسهيل مرور إيران نحو المنطقة، الامر الذي جعل الشهية الإيرانية تنفتح لما هو أكبـر وأبعد من المشروع القديم، وأمام رخاوة المفصل العربي وضعفه حقق الإيرانيون ما هو أبعد من خلق رؤوس جسور لهم في المنطقة العربية وخاصة لبنان واليمن وسيستمر المشروع الايراني دون توقف .
السؤال الذي يطرحه كاتب المقال اذا كان هذا المشروع الايراني فأين المشروع المضاد عربيا أو خليجيا ؟ وإذا اتفقنا على أنه لا يوجد مشروع مضاد حتى اللحظة فهل السبب هو غياب القدرة أم غياب الإرادة ؟ ولماذا ؟
أخيـرا لابد من التذكير بالمقولة الشهيرة للرئيس الايراني على خامنئي في العام 1983م « لو ظلت الثورة محصورة في داخل نطاق الحدود الإيرانية فإنها سوف تتعرض للسقوط تحت ضغط هجوم الأعداء».

......
اليوم السعودية

عبدالله الشمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..