أول الافتراءات : دعواه أن السلفيين مرجئة عندهم الحاكم لا يكفر وإن فعل ما فعل فهو ناقص الإيمان

ونقض هذا من وجوه

أولها : قال الخلال في السنة 1009- أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ سَهْلٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَسَدِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ , قَالَ : سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ مَنْ قَالَ : الإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ ؟ قَالَ : هَذَا بَرِيءٌ مِنَ الإِرْجَاءِ.

وقال البربهاري في شرح السنة :" ومن قال: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، فقد خرج من الإرجاء كله أوله وآخره "


ثانيها : أن المرجئة عامتهم يرون السيف مع إرجائهم

وقال أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام 825 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْأَصَمُّ حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ إِنَّ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ أهل ضَلَالَة ولاأرى مَصِيرَهُمْ إِلَّا إِلَى النَّارِ فَجَرِّبْهُمْ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَنْتَحِلُ رَأْيًا أَوْ قَالَ قَوْلًا فَيَتَنَاهَى بِهِ إِلَّا يَرَوْنَ السَّيْفَ وَإِنَّ النِّفَاقَ كَانَ ضُرُوبًا ثُمَّ تَلَا {وَمِنْهُمْ من عَاهَدَ الله} {وَمِنْهُم الَّذين يُؤْذونَ النَّبِي} {وَمِنْهُم من يَلْمِزك} فَاخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ وَاجْتَمَعُوا فِي الشَّكِّ وَالتَّكْذِيبِ وَإِنَّ هَؤُلَاءِ اخْتَلَفُوا وَاجْتَمَعُوا فِي السَّيْفِ


وفي "عقيدة السلف أصحاب الحديث" (109) لأبي عثمان الصابوني – بسنده- إلى أحمد بن سعيد الرِّباطيِّ، أنَّه قال: قال لي عبد الله بن طاهر: ( يا أحمد! أنّكم تبغضون هؤلاء القوم [ أي: المرجئة ] جهلاً ! وأنا أبغضهم عن معرفة؛ إنّهم لا يرون للسلطان طاعة ...)

وقال الآجري في الشريعة 1986 - وحدثنا الفريابي قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا سعيد بن عامر قال : حدثنا سلام بن أبي مطيع قال : كان أيوب يسمي أصحاب البدع خوارج ، ويقول : إن الخوارج اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف


ثالثها : أن سعوداً الفنيسان نفسه يفصل في مسألة الحكم بغير ما أنزل كتفصيل العنبري والسلفيين الذين انتقدهم

فقد جاء في فتاوى استشارات موقع الإسلام اليوم

بتاريخ 20/3/1423

السؤال
هل رئيس الجمهورية له حق الطاعة بالرغم أنه لا يعمل بشريعة الإسلام؟ وما العمل إذاً للعودة بالعمل بها؟ أرجو رد فضيلتكم؛ لأن هذا الموضوع قد أثار جدلاً وخلافات بين جميع طلاب الجامعة عندنا.
فأجاب الفنيسان
كل رئيس أو حاكم لا يحكم بشريعة الله فهو كافر؛ لقوله -تعالى-: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" [المائدة:44]، وقوله: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" [النساء:65]، وليس لمن هذه حاله ولاية شرعية على مسلم "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" [النساء:141]، هذا جواب مجمل لشخص غير معين.
أما إذا أريد تطبيق هذا الحكم على شخص بعينه يحكم بغير ما أنزل الله ففي الأمر تفصيل لا يخلو من ثلاث حالات، هي:
1-إذا كان يحكم بغير ما أنزل الله من القوانين الوضعية وهو يعلم حكم الله في مسألة أو مسائل، ويرى أن الحكم فيها بما أنزل الله لا يصلح لهذا الزمان فهو كافر كفراً أكبر ينقله عن الملة وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم؛ لأن لسان حاله أو مقاله رد لحكم الله، وقد نصب نفسه مشرعاً معه -سبحانه-.
2-وإن حكم بغير ما أنزل الله في أمر ما وهو يعلم حكم الله، ويرى أن حكم الله وحكم غيره من المتبعين للطاغوت سواء وهو بالخيار له الأخذ بأحدهما مما يراه ينفع نفسه أو ينفع الناس في زعمه، فهو كافر كفراً أكبر كالذي قبله تماماً.
3-إن حكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد أن حكم الله أصلح للخلق في دينهم ودنياهم، وإنما حكم بخلافه متأولاً، أو مجبراً، أو مكرهاً، أو لشهوة عنده فمن هذه حاله لا يكفر كفراً ينقله عن ملة الإسلام وهو مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب وهذا الذي يسميه العلماء كفراً دون كفر.
والصنفان -الأول والثاني- لا يجوز للمسلمين أن يقبلوا ولايتهم بحال، وهم آثمون بذلك"

تأمل رقم ثلاثة ومدى مطابقته لما يسميه إرجاء اليوم

رابعها : أن مسألة النصح العلني أو عدمه لا علاقة بمسائل الإيمان التي يحكم على المرء فيها بالإرجاء أو عدمه وإنما متعلقها بالسمع والطاعة وقد تكثر الفنيسان بالشيخ الفوزان وباللجنة الدائمة لذا أورد كلامهم في مسألة النصح العلني

فقد نشرت صحيفة الرياض استفتاء للشيخ صالح الفوزان وهذا نصه

نرجو من فضيلتكم توجيه كلمة حول الطريقة الشرعية في مناصحة ولي الأمر، وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، مع بيان المنهج الشرعي في كيفية المناصحة، وبيان ذلك بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح، وهل هناك مفاسد مترتبة في المناصحة العلنية لولي الأمر؟.

وقد أجاب الشيخ الفوزان بما يلي:

“نصيحة ولي أمر المسلمين واجبة لقوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). ولكنها تكون سرا بين الناصح وولي الأمر بدليل حديث: من كان عنده نصيحة لولي الأمر فليأخذ بيده ولينصحه سرا، فإن قبل وإلا فقد أدى ما عليه، أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم”.

وكان أسامة بن زيد ينصح عثمان بن عفان أمير المؤمنين -رضي الله عنه- سرا، ولا يظهر ذلك للناس، هذا هو السنة في نصيحة ولي الأمر، أما الإنكار عليه بالمظاهرات، أو في الصحف، أو في الأشرطة، أو في وسائل الإعلام، أو في الكتب والمنشورات؛ فكل ذلك خلاف السنة، وهو يفضي إلى مفاسد وفتن وشرور، وتحريض على الخروج على ولي الأمر، ويفرق بين الراعي والرعية، ويحدث البغضاء بين ولي الأمر والرعية، وليس ذلك من هدي الإسلام الذي يحث على جمع الكلمة وطاعة ولي الأمر، فهو أمر منكر وليس من النصيحة في شيء، وإنما هو من الفضيحة حتى في حق أفراد الناس فكيف بولي الأمر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

وحديث أسامة بن زيد الذي احتج به الشيخ صالح الفوزان طعن فيه سعود الفنيسان ! وهو في الصحيحين

قال مسلم في صحيحه 7592- [51-2989] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو كُرَيْبٍ ، وَاللَّفْظُ لأَبِي كُرَيْبٍ ، قَالَ يَحْيَى وَإِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا ، وقَالَ الآخَرُونَ : حَدَّثَنَا ، أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : أَلاَ تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ ؟ فَقَالَ : أَتَرَوْنَ أَنِّي لاَ أُكَلِّمُهُ إِلاَّ أُسْمِعُكُمْ ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، مَا دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ ، وَلاَ أَقُولُ لأَحَدٍ ، يَكُونُ عَلَيَّ أَمِيرًا : إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ ، فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى ، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ ، فَيَقُولُونَ : يَا فُلاَنُ مَا لَكَ ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ فَيَقُولُ : بَلَى ، قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ.

فقال العلامة ابن عثيمين في تعليقه على رسالة رفع الأساطين للشوكاني ص65:
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" إنه يخرج من ضئضيء هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته إلى صلاته " .
ضئضيء يعني " مثل وهذا أكبر دليل الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام ، يعني ما أخذ السيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكنه أنكر عليه ، وما يوجد في بعض كتب أهل السنة من أن الخروج على الإمام هو الخروج بالسيف فمرادهم بذلك هو الخروج النهائي الأكبر ، كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن الزنا يكون بالعين ، يكون بالأذن ، يكون باليد ، يكون بالرجل ، لكن الزنا الأعظم هو الزنا الحقيقة هو زنا الفرج ، فهذه العبارة من بعض العلماء هذا مرادهم .

ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول ، الناس لا يمكن أن يأخذوا سيوفهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم وهو الكلام ، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقة ، دلت عليه السنة ،ودل عليه الواقع ، أما السنة فعرفتموها ، أما الواقع فإننا نعلم علم اليقين أن الخروج بالسيف فرعٌ عن الخروج باللسان والقول ، لأن الناس لن يخرجوا بمجرد " يا الله امش خذ السيف " ، لا بد أن يكون هناك توطئة ، تمهيد ، قدحٌ في الأئمة ، وسترٌ لمحاسنهم ، ثم تمتليء القلوب غيظاً ، وحينئذٍ يحصل البلاء . انتهى كلامه رحمه الله


فهل الشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان مرجئان جاميان ؟!

وقال سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز كما في مجموع فتاويه (7/306) :" فالنصح يكون بالأسلوب الحسن والكتابة المفيدة والمشافهة المفيدة، وليس من النصح التشهير بعيوب الناس، ولا بانتقاد الدولة على المنابر ونحوها، لكن النصح أن تسعى بكل ما يزيل الشر ويثبت الخير بالطرق الحكيمة وبالوسائل التي يرضاها الله عز وجل، ونحن في نعمة عظيمة نعمة الإسلام، ونعمة الأمن، ونعمة الصحة والعافية"


سئل الشيخ صالح الأطرم – رحمه الله تعالى – السؤال التالي :



سائل يقول فضيلة الشيخ لا نعتقد أن هناك مؤمن عاقل ( كذا ) يسعى لزعزعة هذه الدولة أو يرضى بذلك .


الشيخ : الله كريم , الله كريم



السائل : ولكن المؤمنين يتألمون من ظهور بعض المعاصي وأهلها فهل يلام المؤمن في ذلك ؟



الشيخ : نعم , التألم من المعاصي وظهورها هذا لا ينكره أحد لكن طريقة هذا التألم فهمتم وإلا لا .



إيه انتبه لطريقة التألم فما طريقته ؟ فهل تتألم موجهاً السهام لجهة معينة ؟ لماذا هذه المنكرات ؟ فينقلب مقالك عند غوغاء الناس ببغض من وجهت لهم الكلام أو التألم بأن تقول : يا أيها الناس احذروا ما حذركم الله منه احذروا الزنا احذروا وسائله ألا إن من وسائله التمادي في النظر في الأفلام الخليعة فاتقوا الله اتق الله يا أخي المسلم فكف بصرك فإنك مسئول عنه .


طيب فيه فرق وإلا ما فيه فرق ؟


ولهذا جاءت خطبة الجمعة في تمام كل أسبوع ومن أهم أغراضها وأهدافها إثبات توحيد العبادة في قلوب المصلين واستمرارهم عليه والاستعداد للآخرة وأمرهم بالتقوى والاجتماع وعدم التفرق ليخرجوا من المساجد متالفين متحابين في تقوى الله ومن ثم سيبغضون المنكرات . إي هذا


إذا نهج بخطبة الجمعة مسلك آخر يهدف إلى منهج يحبه الشيطان ويرضاه في التشنيع على من قد يستطيع ولا يغير بزعم أن تهييج العامة سيحمل على التغير لا ..لا هذا سيحدث أكبر من هذا المنكر



المصدر : شريط بعنوان : الوصايا العشر من سورة الأنعام الجزء الثاني الوجه الثاني في نهاية الشريط


فهذا كلام كبار أهل العلم

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [38462 ] حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ :قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : آمُرُ أَمِيرِي بِالْمَعْرُوفِ ، قَالَ : إِنْ خِفْت أَنْ يَقْتُلَك فَلاَ تُؤَنِّبَ الإِمَامَ ، فَإِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَفِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ.
وقال أيضاً[38461] حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُوس ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :قُلْتُ : لاِبْنِ عَبَّاسٍ : أَنْهَى أَمِيرِي عَنْ مَعْصِيَةٍ ، قَالَ : لاَ تَكُونُ فِتْنَةٌ ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةٍ ، قَالَ : فَحِينَئِذٍ.
وقال الخلال في السنة [54 ] أخبرنا محمد ، قال : أنبأ وكيع ، عن سفيان ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة ، قال : قال لي عمر :
يا أبا أمية ، إني لا أدري ، لعلي لا ألقاك بعد عامي هذا ، فإن أمر عليك عبد حبشي مجدع ، فاسمع له وأطع ، وإن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن أراد أمرا ينقص دينك ، فقل : سمعا وطاعة ، دمي دون ديني ، ولا تفارق الجماعة .
وقال الإمام أحمد في مسنده [19434] : ثنا أبو النضر ثنا الحشرج بن نباته العبسي كوفي حدثني سعيد بن جمهان قال :
أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه قال لي من أنت فقلت أنا سعيد بن جمهان قال فما فعل والدك قال قلت قتلته الأزارقة قال لعن الله الأزارقة لعن الله الأزارقة حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنهم كلاب النار قال قلت الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها قال بلى الخوارج كلها قال قلت فان السلطان يظلم الناس ويفعل بهم قال فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم عليك بالسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه.
أقول :انظر كيف تكلم الصحابي عن الطريقة الأثرية في نصح الولاة في معرض ذمه للخوارج لعلمه أن الخروج يبدأ باللسان .


قال حميد بن زنجويه في الأموال [38 ]:
أنا عبد الله بن يوسف ، أنا عبد الله بن سالم الحمصي ، أنا سعيد الطائي ، قال : سمعت أبا إدريس الخولاني ، وهو يقص في زمان عبد الملك ، يقول :إياكم والطعن على الأئمة ؛ فإن الطعن عليهم هي الحالقة ، حالقة الدين ليس حالقة الشعر ، إلا أن الطعانين هم الخائبون ، وشرار الأشرار .
أقول : إسناده صحيح ، وأبو إدريس تابعي كبير فقيه ، وتأمل إيراد ابن زنجويه لهذا الأثر ، في كتاب الأموال ، لعلمه أن عامة ما ينقمه العامة على ولاتهم يتعلق بباب الأثرة .


وقال البيهقي في شعب الإيمان [7523 ] : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني بمرو أنا أبو الموجه محمد بن عمرو أنا عبدان بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب الهمداني عن أنس بن مالك قال :
نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال : لا تسبوا أمراءكم و لا تغشوهم و لا تعصوهم و اتقوا الله و اصبروا فإن الأمر إلى قريب.
أقول : وفي هذا الأثر الرد على من حصر الخروج بالخروج بالسيف .


وثاني الافتراءات : قوله أنه لا يصح التسمي ب( السلفي ) وأنه لم يسم أحد نفسه بالتاريخ بالسلفي ، ولقب أحد أحداً بالسلفي

ولو قال ( لا أعلم أحداً سمى نفسه بالسلفي ) لكان خيراً له

والواقع أن كثيرين تلقبوا بالسلفي ولم ينكر عليهم أحد وإنكار هذا اللقب بدعة عصرية

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (4/149) :" فيقال له لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا"

وشيخ الإسلام هنا يبين علة عدم النهي عن الانتساب لمذهب وهو أنه لا يكون إلا حقاً في الوقت الذي كان كثير الأمة ينسب إلى غير المعصومين في المذاهب الفقهية وغيرها

وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة (1/15) في ترجمة إبراهيم الجعبري :" وقال ابن رافع كان عارفاً بفنون من العلم محبوب الصورة بشوشاً وكان يكتب بخطه السلفي فسألته عن ذلك فقال بالفتح نسبة إلى طريقة السلف"

وقال الذهبي في السير (13/183) :" وَمَا عَلِمْتُ يَعْقُوْبَ الفَسَوِيَّ إِلاَّ سَلَفِيّاً، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَاباً صَغِيْراً فِي السُّنَّةِ"

وقال الذهبي أيضاً (16/ 457) :" لَمْ يَدْخلِ الرَّجُلُ أَبداً فِي علمِ الكَلاَمِ وَلاَ الجِدَالِ، وَلاَ خَاضَ فِي ذَلِكَ، بَلْ كَانَ سلفيّاً، سَمِعَ هَذَا القَوْلَ مِنْهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ"

وللمزيد في هذا الباب ليراجع كتاب ( إرشاد البرية إلى مشروعية الانتساب للسلفية )

وفي كلام الفنيسان مواطن أخرى للتعقب يضيق وقتي عنها ، غير أنني أنبه إلى أن الفنيسان كتب بحثاً في جواز المظاهرات السلمية ورد عليه العلامة ربيع المدخلي ، وأيضاً هو داعية موازنات ورد عليه الشيخ ربيع قديماً غير أنه ناقض منهجه ولم يذكر حسنات للسلفيين

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الإدارة العلمية -