وفق قراءة متأنية لمخرجات النماذج العددية المناخية العالمية (ليوم الأربعاء 24 أبريل)
فإنه ـ وبمشيئة الله تعالى ـ متوقع أن تتوافر وتتضافر عوامل جوية إيجابية
فوق الجزيرة العربية تتمثل بـأولاً: كتل هوائية مفعمة بالرطوبة قادمة من بحر
العرب، بالإضافة إلى انتقال رطوبة استوائية عبر تمدد وتوغل منخفض السودان
إلى داخل أجواء المملكة. ثانياً: هذه الكتل الرطبة التي ستندفع فوق أجواء
المملكة في الطبقات الجوية المختلفة ستُلقح ـ بإذن الله تعالى ـ بأخاديد
علوية باردة، بعد أن تساهم التيارات الحرارية الحملانية الصاعدة برفعها
للطبقات الباردة، منها ستتشكل السحب الركامية والطبقية والمزن الركامي قال
تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ).
ثالثاً: فوق مسرح الحدث بأرض المملكة تكون درجة الحرارة السطحية مرتفعة ـ
نوعاً ما ـ ما يدفع الرطوبة إلى الصعود إلى الطبقات الباردة العليا والتي
عندها تتكثف السحب، وقد يأذن الله بالأمطار فتهطل.
1434-06-14هـ
2013-04-24م
:. وتجدر الإشارة إلى أن "لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة بالمملكة العربية السعودية" قد أقرت تسمية الحالة المطرية القادمة باسم "البيضاء"
تمييزاً لها عن غيرها، وهي من الأسماء المدرجة في جدول سابق ومعتمد من
قِبل اللجنة، وذلك لسهولة الحديث عن الحالة حاضراً ومستقبلاً لدى المهتمين
والمراقبين.
:. هذا وتشير التوقعات الجوية إلى أن (معظم) مناطق المملكة ستنعم بأمطار متقطعة وغير متصلة خلال فترة الحالة المطرية "البيضاء"
والتي متوقع أن تستمر لبضعة أيام، ابتداء من مساء الخميس 25 أبريل بشكل
ضعيف ومتفرق، ثم تشتد وتتسع يوم الجمعة والسبت والأحد، هذا وتعطي مخرجات
النماذج المناخية مؤشرات إلى أن حالة "البيضاء" قد تطول وتمتد ليشمل تأثيرها وخيرها فترة زمنية تغطي معظم الأسبوع الأول من شهر مايو والله أعلم.
:. هذا ولا نستطيع تحديد المدن، أو المحافظات على وجه التحديد والدقة، والتي ستتأثر بحالة "البيضاء"
وذلك لبعد الفترة الزمنية نوعاً ما، ولتغير وتذبذب التوقعات كالمعتاد، إلا
أن مخرجات النماذج (ووفقاً لقراءة يوم الأربعاء 24 أبريل) تكشف لنا أن
(منطقة) الرياض وخاصة غربها وجنوب غربها ستكون في قلب الحدث ولها نصيب
الأسد والله أعلم. هذا ومتوقع ألا تكون الأمطار ذات مقدار واحد وعلى خط
واحد؛ لأنها ليست أمطاراً ناجمة عن التقاء جبهات، بل سنجدها متفرقة
ومتباينة بين المواقع الجغرافية، وفقاً لتوافر البيئة الجوية المناسبة
لبناء السحب الممطرة.
:. وبناء على ما سبق أهيب بالجهات الحكومية المعنية أخذ الحالة المطرية القادمة "البيضاء" محمل الجد، والبدء بالتنسيق والترتيب في مواجهة أي طارئ لا قدر الله، كما آمل من الجهات المعنية تفعيل "غرفة عمليات" تجمع أعضاء من الجهات الحكومية المعنية، بالإضافة إلى خبراء الطقس، لمراقبة الحالة واتخاذ ما يلزم من قرارات قد تكون عاجلة وآنية.
:. وأُحذر مما يلي:
1. التحذير من غزارة الأمطار في بعض المواقع، والتي لا نستطيع تحديد كميتها وموقعها إلا قبل وقوعها ببضع ساعات فقط.
2. خطر تساقط حبات البرد الكثيف خاصة في فترتي الظهر والعصر.
3. الابتعاد عن الأماكن المرتفعة أو الأشجار والأعمدة أثناء حدوث العواصف الرعدية.
4. خطر البقاء في الأودية أو قطعها أثناء جريانها.
5. خطر السباحة في المستنقعات والغدران المتخلفة عن السيول.
6. خطر تدني وانعدام مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار المثار من الرياح الهابطة من سحب المزن الركامي.
:.
هذا من جهة ومن جهة أخرى ووفقاً لاستقراء الماضي من الحالات، وتجاربنا مع
مخرجات النماذج المناخية المتوقعة للأمطار، وخاصة في فترة الربيع، فإن
نتائجها ـ عادة ـ مترنحة ومتغيرة، وثقتنا بها متوسطة ـ نوعاً ما ـ حتى
تقترب الحالة المطرية ويكون بيننا وبينها يوماً أو أقل ومن ثم ترتفع الثقة،
هذا والله أعلم.
*****
د. عبد الله المسند
عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كوند. عبد الله المسند
1434-06-14هـ
2013-04-24م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..