لماذا نتجه إلى التصنيف والتسميات عند نشوب الأزمات – ولماذا يجب أن نتوقف عن ذلك.
ترجمة موقع اسلام ديلي
هذا الذي نعرفه- أو نظن أننا عرفناه- عن تايمولانك تسارنيف: كان ملاكماً "ورياضيا موهوباً". لم
يكن يدخن أو يتعاطى المسكرات –"الإله قال لا تشربوا الخمر". ولم يكن يخلع قميصه "حتى تظن الفتيات بأفكار سيئة عنه". كان شديد التدين. كانت لديه صديقة من أب برتغالي وأم إيطالية. وفي عام 2009، اعتقل على زعم أنه اعتدى على صديقته. كان رجلا طيباً. وكان مغرور أيضاً. وكان رجلا عادياً. وكان يحب فيلم بورات Borat . كان يرغب في أن يصبح مهندساً، ولكن حبه الأول كان للموسيقى: لقد درسها في المدرسة، فأجاد العزف على البيانوا والكمان. لم يكن لديه أصدقاء من الأمريكيين. قال "أنا لا أفهمهم". ولكنه أيضاً اعترف بأنه يقدر الولايات المتحدة (أمريكا بها الكثير من فرص العمل – لديك الفرصة لجني المال هنا، إن كنت ترغب في العمل). كان يتدرب للملاكمة لتمثيل الولايات المتحدة في الألعاب الأولمبية.
ونحن نعلم، أو نظن اننا نعلم، أن شقيق تايمورلنك، واسمه جوهار، هادئ جداً. حصل على منحة من مدينة كمبريدج لأنه تخرج من مدرسة كمبريدج رنج اللاتينية – وهي مدرسة حكومية تتميز بتنوع تلاميذها. ذهب إلى حفلة موسيقية وهو يرتدي بدلة التكس. كان لديه أصدقاء. كان يجاملهم. كان يبتسم أثناء حفل التخريج. كان يبعث بتغريدات في تويتر تحمل صور القطط. كان يمارس التزلج في الحي الذي يقيم فيه حول كمبريدج، قال أن أولوياته الشخصية هي "المهنة والمال". وهو في السنة الثانية بكلية الطب جامعة ماسستوتيس دارتموس. وهو على مايبدو شيشاني المولد ويدين بالإسلام. ويعيش في الولايات المتحدة منذ عام 2002. "إنه ملاك حقيقي" ولديه أعمام في مريلاند. واتصل بأحدهم يوم أمس وقال له "سامحني".
هذه حقائق مؤقتة. حصلنا عليها من فوضى الأخبار العاجلة. وربما تكون من صناعة أولئك الذين يبالغون في سرد الحقائق – أو باختصارها. حتى يتسنى لهم لعب دور في الفوضى. وهذه المعلومات من الممكن جداً أن تتغير. وهي أيضاً تذكرنا بشيء ما من السهل نسيانه الآن، وخصوصا للكثيرين، ممن يعملون في وسائل الإعلام – من المهنيين وغيرهم- الذين يجدون أنفسهم الآن تحت ضغوط محددات البث المباشر. تايمولنك وجوهار ، ببساطة ليسا "مرتكبي تفجيرات بوسطن" أو "قتلة" أو "شيشانيين" أو "مهاجرين" أو "مسلمين". ربما يكونان كل هذا وتنطبق عليهما كل تلك التوصيفات والتسميات. وقد لا تنطبق عليهما. ولكن الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أنه لم يكونا هذه التصنيفات المسميات فقط، انما لديهما أصدقاء وعائلات وحياة. لديهما حسابات في يوتيوب. كان يذهبان إلى قاعات الدراسة ويذهبان إلى العمل. يعودان إلى البيت، ثم يغادرانه مرة أخرى.
ثم فعلا شيئاً لا يمكن تخيله.
* * *
الأخوين تسارنيف أكثر من مجرد المسميات التي نطلقها عليهما على عجل، أعلم ذلك. وهذه الأوصاف مغرية وخصوصا في ظل التباسات الأخبار العاجلة. وبعض المواضيع كالتي يشر إليها اختصاراً "بتفجيرات بوسطن" أو "تفجيرات الماراتون" وبينها "أوروا" و"نيوتاون" و"كولمبين"- لديها دوراتها. وقد أدخلنا الوقت في الدورة عندما تم التعرف على الجناة المزعومين. وتزايدت رغبتنا في البحث عن الإجابات مع حاجتنا إلى العدالة. نحن نبحث عن أنماط، بحيث يمكننا أن نجد فيها التفسيرات. نحن نخلط بين الفئات. "رجل" مسلم - مع القضية. فنصب جل اهتمامنا على المتناقضات: كانت لديه صديقة، وقام بقتل الناس. وكانت أم وقاتل. وفي النهاية نلجأ إلى ثنائيات تبعث الطمأنينة في النفوس – "ذوي البشرة الداكنة" أو "ذوي البشرة الفاتحة" و"مشهور" أو" انعزالي" أو "عالمي" أو "محلي المنشأ" أو "صالح" أو "شرير"- لأن خطوطهم الأنيقة يبدو أنها تقدم لنا طريقة ما للقيام بالشيء الذي كنا نسعى للقيام به حتى نضع الأمور في نصابها.
والمشكلة أنه ليس هناك مكان مناسب يمكن أن نضع فيه تفجيرات بوسطن وما ترتب عليها، تماماً كما لم يكن هناك مكان مناسب لكل من "أوروا" و"كولمبين" و"نيوتاون". فقد كانت أحداثها في إطار واقعي للغاية، القيم المتطرفة: في (الولايات المتحدة على الأقل) خارجة عن المألوف. لقد كانت نتاج مجموعة من الظروف غير العادية –أقرب إلى التعقيد منها إلى التناقض.
ولكننا لا نعاملها بتلك الطريقة في أغلب الأحيان. وبدلا من ذلك، وفي مثل هذه الأوقات، نحاول التركيز على الصفات أكثر من الأفعال. حيث تساءلت محطة CNN هذا الصباح: "كيف يمكن أن تكون شخصاً صالحاً وسيئاً في ذات الوقت ؟" وهذا يدفع إلى المزيد من التساؤلات.
* * *
هناك نوع من الطقوس في هذه النقطة.
مقابلات بثت على الهواء وتم نشرها بعد أن تم القبض على القتلة والإرهابيين والمجرمين. سيقول أحدهم "لقد كان رجلا هادئاً لم يتسبب في مضايقة أحد". وسيقول آخر "كانت تبدو طيبة في أغلب الأحيان". أو "أنا لا أكاد أصدق أنه فعل ذلك". لقد رأينا هذا السيناريو يتكرر مرة أخرى مع الأخوين تسارناييف اليوم: الصدمة، والتغرير، والارتباك. والأشخاص الذين يعرفون أو ظنوا أنهم يعرفون، المشتبه بهم- أو الأشخاص الذين تقاطعت حياتهم معهم بطريقة أو بأخرى- يحاولون أن يفهموا الأمور، ولكن دون جدوى. أصواتهم يتم تضخيمها في كثير من الأحيان: يذهب الجار إلى CNN واصدقاؤه الملاكمين يذهبون إلى بلومبيرج، ويتم البث على الهواء في NPR. وهو ما يضفي على الارتباك المحلي شيء من المنحى الوطني.
في وسائل الإعلام، تصبح هذه المناقشات ضرب من الكلام المحظور. وتمحى الخصوصيات. وتطمس الظروف. وتتلاشى الإنسانية. والإرهابي- الشخص الذي يستحق العيش في ظروف فريدة من نوعها – يصبح إرهابيا، ونحن نلقي على ظهره كل احباطاتنا. (لماذا يقوم أحدهم بمثل هذا الفعل ؟ كيف لأحدهم أن يفعل هذا؟) نحول الناس إلى مجرد رسوم كاريكاتيرية – فنقرر أنهم "مجانين" أو "مضطربون" أو "لديهم دوافع عقائدية" أو "متطرفون" – بحيث نبعد أفعالهم عن أفعالنا نحن. وبالتالي يمكننا أن نتعامل مع أفعالهم بأسلوب رمزي. "الشر" ربما لا يقدم لنا التفسير، ولكنه قد يعطينا إجابة، إلى حد ما.
ولكن الذي أخذ بزمام الأمور في هذا الأسبوع ودفع الناس إلى الخوف من أن من قاموا بهذا الفعل مسلمون، هو ذلك الحوار بين الناس. وهي العملية التي تسببت قبل يومين في ظهور بعض العناوين الرئيسية مثل: "في تفجيرات بوسطن، المسلمون يحبسون أنفاسهم" و "مفجري بوسطن يسببون قلقاً إضافيا للمسلمين" كما أدى هذا الصباح إلى ظهور مقالات عن بعض قادة المسلمين الذين يخشون حدوث ردة فعل تجاه الأحداث. والافتراضات الحزينة التي حملتها هذه التقارير أن الأمريكيين يفتقرون إلى الأدوات الفكرية والتصور الأخلاقي لمعرفة الفرق بين الفرد والجماعة. وهو الافتراض الذي أثبت صحته في السابق.
ومع ذلك، لا يزال هذا من الأعراض التي توحي بوجود ميل لدى وسائل الإعلام لإضفاء الصفة الكاريكاتيرية على بعض الشخصيات. وخصوصاً، عندما يتسنى لنا الاطلاع على تفاصيل الحياة الخاصة للناس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي- هذه المعلومة من تويتر تبدو من حساب جوهار، وهي تكشف عن أنه – لدينا تصريح جديد للتفكير فيما هو أبعد من الفئات والصور النمطية – "مسلمين" "شيشان" "قوقازيين" مع العديد من المحاذير في هذا الجانب. الأخوين تسارناييف ربما يكونا مسلمين، وهذه الظروف ربما كان لها دور، ولو جزئي، في دفعهما إلى ما فعلاه يوم الاثنين. وربما يكونان شيشانيين، ورجلين. ولكن هذا كله لا يعبر عن كل ما ينتميان إليه. غير أن حياتهما مثل حياتنا جميعاً. مليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تمتزج فيما بينها لتدفعنا باتجاه مختلف. وهناك شيء آخر نعتقد أننا نعرفه عن الأخوين هو أنهما كان يعيشان في وسط واحدة من أغنى المدن الأمريكية، وبالقرب من محطة بنزين. ودار التقاعد- وعرض لبيع السيارات. ومقهى جيد جداً يقدم آيسكريم منزلي. فالمكان في حد ذاته هادئ وجميل. وهو مكان ايضا فوضوي ويعج بالحركة.
في يوم تركه الأخوين لبوسطن، ولنفهم لماذا فعلا ذلك، فعلينا أن نتقبل كل هذا التعقيد، ولنصلي –على الأقل- من أجل عالم لايقوم فيه شابان آخران بمثل ذلك.
ميغن غاربر
ذي اتلانتيك -19 ابريل 2013
المصدر: http://www.theatlantic.com/national/archive/2013/04/the-boston-bombers-were-muslim-so/275154/
هذا الذي نعرفه- أو نظن أننا عرفناه- عن تايمولانك تسارنيف: كان ملاكماً "ورياضيا موهوباً". لم
يكن يدخن أو يتعاطى المسكرات –"الإله قال لا تشربوا الخمر". ولم يكن يخلع قميصه "حتى تظن الفتيات بأفكار سيئة عنه". كان شديد التدين. كانت لديه صديقة من أب برتغالي وأم إيطالية. وفي عام 2009، اعتقل على زعم أنه اعتدى على صديقته. كان رجلا طيباً. وكان مغرور أيضاً. وكان رجلا عادياً. وكان يحب فيلم بورات Borat . كان يرغب في أن يصبح مهندساً، ولكن حبه الأول كان للموسيقى: لقد درسها في المدرسة، فأجاد العزف على البيانوا والكمان. لم يكن لديه أصدقاء من الأمريكيين. قال "أنا لا أفهمهم". ولكنه أيضاً اعترف بأنه يقدر الولايات المتحدة (أمريكا بها الكثير من فرص العمل – لديك الفرصة لجني المال هنا، إن كنت ترغب في العمل). كان يتدرب للملاكمة لتمثيل الولايات المتحدة في الألعاب الأولمبية.
ونحن نعلم، أو نظن اننا نعلم، أن شقيق تايمورلنك، واسمه جوهار، هادئ جداً. حصل على منحة من مدينة كمبريدج لأنه تخرج من مدرسة كمبريدج رنج اللاتينية – وهي مدرسة حكومية تتميز بتنوع تلاميذها. ذهب إلى حفلة موسيقية وهو يرتدي بدلة التكس. كان لديه أصدقاء. كان يجاملهم. كان يبتسم أثناء حفل التخريج. كان يبعث بتغريدات في تويتر تحمل صور القطط. كان يمارس التزلج في الحي الذي يقيم فيه حول كمبريدج، قال أن أولوياته الشخصية هي "المهنة والمال". وهو في السنة الثانية بكلية الطب جامعة ماسستوتيس دارتموس. وهو على مايبدو شيشاني المولد ويدين بالإسلام. ويعيش في الولايات المتحدة منذ عام 2002. "إنه ملاك حقيقي" ولديه أعمام في مريلاند. واتصل بأحدهم يوم أمس وقال له "سامحني".
هذه حقائق مؤقتة. حصلنا عليها من فوضى الأخبار العاجلة. وربما تكون من صناعة أولئك الذين يبالغون في سرد الحقائق – أو باختصارها. حتى يتسنى لهم لعب دور في الفوضى. وهذه المعلومات من الممكن جداً أن تتغير. وهي أيضاً تذكرنا بشيء ما من السهل نسيانه الآن، وخصوصا للكثيرين، ممن يعملون في وسائل الإعلام – من المهنيين وغيرهم- الذين يجدون أنفسهم الآن تحت ضغوط محددات البث المباشر. تايمولنك وجوهار ، ببساطة ليسا "مرتكبي تفجيرات بوسطن" أو "قتلة" أو "شيشانيين" أو "مهاجرين" أو "مسلمين". ربما يكونان كل هذا وتنطبق عليهما كل تلك التوصيفات والتسميات. وقد لا تنطبق عليهما. ولكن الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أنه لم يكونا هذه التصنيفات المسميات فقط، انما لديهما أصدقاء وعائلات وحياة. لديهما حسابات في يوتيوب. كان يذهبان إلى قاعات الدراسة ويذهبان إلى العمل. يعودان إلى البيت، ثم يغادرانه مرة أخرى.
ثم فعلا شيئاً لا يمكن تخيله.
* * *
الأخوين تسارنيف أكثر من مجرد المسميات التي نطلقها عليهما على عجل، أعلم ذلك. وهذه الأوصاف مغرية وخصوصا في ظل التباسات الأخبار العاجلة. وبعض المواضيع كالتي يشر إليها اختصاراً "بتفجيرات بوسطن" أو "تفجيرات الماراتون" وبينها "أوروا" و"نيوتاون" و"كولمبين"- لديها دوراتها. وقد أدخلنا الوقت في الدورة عندما تم التعرف على الجناة المزعومين. وتزايدت رغبتنا في البحث عن الإجابات مع حاجتنا إلى العدالة. نحن نبحث عن أنماط، بحيث يمكننا أن نجد فيها التفسيرات. نحن نخلط بين الفئات. "رجل" مسلم - مع القضية. فنصب جل اهتمامنا على المتناقضات: كانت لديه صديقة، وقام بقتل الناس. وكانت أم وقاتل. وفي النهاية نلجأ إلى ثنائيات تبعث الطمأنينة في النفوس – "ذوي البشرة الداكنة" أو "ذوي البشرة الفاتحة" و"مشهور" أو" انعزالي" أو "عالمي" أو "محلي المنشأ" أو "صالح" أو "شرير"- لأن خطوطهم الأنيقة يبدو أنها تقدم لنا طريقة ما للقيام بالشيء الذي كنا نسعى للقيام به حتى نضع الأمور في نصابها.
والمشكلة أنه ليس هناك مكان مناسب يمكن أن نضع فيه تفجيرات بوسطن وما ترتب عليها، تماماً كما لم يكن هناك مكان مناسب لكل من "أوروا" و"كولمبين" و"نيوتاون". فقد كانت أحداثها في إطار واقعي للغاية، القيم المتطرفة: في (الولايات المتحدة على الأقل) خارجة عن المألوف. لقد كانت نتاج مجموعة من الظروف غير العادية –أقرب إلى التعقيد منها إلى التناقض.
ولكننا لا نعاملها بتلك الطريقة في أغلب الأحيان. وبدلا من ذلك، وفي مثل هذه الأوقات، نحاول التركيز على الصفات أكثر من الأفعال. حيث تساءلت محطة CNN هذا الصباح: "كيف يمكن أن تكون شخصاً صالحاً وسيئاً في ذات الوقت ؟" وهذا يدفع إلى المزيد من التساؤلات.
* * *
هناك نوع من الطقوس في هذه النقطة.
مقابلات بثت على الهواء وتم نشرها بعد أن تم القبض على القتلة والإرهابيين والمجرمين. سيقول أحدهم "لقد كان رجلا هادئاً لم يتسبب في مضايقة أحد". وسيقول آخر "كانت تبدو طيبة في أغلب الأحيان". أو "أنا لا أكاد أصدق أنه فعل ذلك". لقد رأينا هذا السيناريو يتكرر مرة أخرى مع الأخوين تسارناييف اليوم: الصدمة، والتغرير، والارتباك. والأشخاص الذين يعرفون أو ظنوا أنهم يعرفون، المشتبه بهم- أو الأشخاص الذين تقاطعت حياتهم معهم بطريقة أو بأخرى- يحاولون أن يفهموا الأمور، ولكن دون جدوى. أصواتهم يتم تضخيمها في كثير من الأحيان: يذهب الجار إلى CNN واصدقاؤه الملاكمين يذهبون إلى بلومبيرج، ويتم البث على الهواء في NPR. وهو ما يضفي على الارتباك المحلي شيء من المنحى الوطني.
في وسائل الإعلام، تصبح هذه المناقشات ضرب من الكلام المحظور. وتمحى الخصوصيات. وتطمس الظروف. وتتلاشى الإنسانية. والإرهابي- الشخص الذي يستحق العيش في ظروف فريدة من نوعها – يصبح إرهابيا، ونحن نلقي على ظهره كل احباطاتنا. (لماذا يقوم أحدهم بمثل هذا الفعل ؟ كيف لأحدهم أن يفعل هذا؟) نحول الناس إلى مجرد رسوم كاريكاتيرية – فنقرر أنهم "مجانين" أو "مضطربون" أو "لديهم دوافع عقائدية" أو "متطرفون" – بحيث نبعد أفعالهم عن أفعالنا نحن. وبالتالي يمكننا أن نتعامل مع أفعالهم بأسلوب رمزي. "الشر" ربما لا يقدم لنا التفسير، ولكنه قد يعطينا إجابة، إلى حد ما.
ولكن الذي أخذ بزمام الأمور في هذا الأسبوع ودفع الناس إلى الخوف من أن من قاموا بهذا الفعل مسلمون، هو ذلك الحوار بين الناس. وهي العملية التي تسببت قبل يومين في ظهور بعض العناوين الرئيسية مثل: "في تفجيرات بوسطن، المسلمون يحبسون أنفاسهم" و "مفجري بوسطن يسببون قلقاً إضافيا للمسلمين" كما أدى هذا الصباح إلى ظهور مقالات عن بعض قادة المسلمين الذين يخشون حدوث ردة فعل تجاه الأحداث. والافتراضات الحزينة التي حملتها هذه التقارير أن الأمريكيين يفتقرون إلى الأدوات الفكرية والتصور الأخلاقي لمعرفة الفرق بين الفرد والجماعة. وهو الافتراض الذي أثبت صحته في السابق.
ومع ذلك، لا يزال هذا من الأعراض التي توحي بوجود ميل لدى وسائل الإعلام لإضفاء الصفة الكاريكاتيرية على بعض الشخصيات. وخصوصاً، عندما يتسنى لنا الاطلاع على تفاصيل الحياة الخاصة للناس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي- هذه المعلومة من تويتر تبدو من حساب جوهار، وهي تكشف عن أنه – لدينا تصريح جديد للتفكير فيما هو أبعد من الفئات والصور النمطية – "مسلمين" "شيشان" "قوقازيين" مع العديد من المحاذير في هذا الجانب. الأخوين تسارناييف ربما يكونا مسلمين، وهذه الظروف ربما كان لها دور، ولو جزئي، في دفعهما إلى ما فعلاه يوم الاثنين. وربما يكونان شيشانيين، ورجلين. ولكن هذا كله لا يعبر عن كل ما ينتميان إليه. غير أن حياتهما مثل حياتنا جميعاً. مليئة بالتفاصيل الصغيرة التي تمتزج فيما بينها لتدفعنا باتجاه مختلف. وهناك شيء آخر نعتقد أننا نعرفه عن الأخوين هو أنهما كان يعيشان في وسط واحدة من أغنى المدن الأمريكية، وبالقرب من محطة بنزين. ودار التقاعد- وعرض لبيع السيارات. ومقهى جيد جداً يقدم آيسكريم منزلي. فالمكان في حد ذاته هادئ وجميل. وهو مكان ايضا فوضوي ويعج بالحركة.
في يوم تركه الأخوين لبوسطن، ولنفهم لماذا فعلا ذلك، فعلينا أن نتقبل كل هذا التعقيد، ولنصلي –على الأقل- من أجل عالم لايقوم فيه شابان آخران بمثل ذلك.
ذي اتلانتيك -19 ابريل 2013
المصدر: http://www.theatlantic.com/national/archive/2013/04/the-boston-bombers-were-muslim-so/275154/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..