السبت، 20 أبريل 2013

معذرة إلى ربكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
رسالة  آمل ممن يقرأها ،  أن يوصل فحواها لمن يهمه الأمر..
فقد طالعتنا الأنباء بحدوث الاختلاط في الجنادرية، وحدوث المنكرات من رقص وغناء.. وفي واقع الأمر فإن أساس هذا الأمر قديم لكنه ازداد في النسخ الأخيرة من المهرجان، مع تصاعد الخلافات بين جهات متعددة وبين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تعد جهازاً حكومياً يفترض أن تكون له هيبته واحترامه من قِبل بقية أجزاء المنظومة: الوزارات والجهات الأمنية وغيرها، لكن للأسف.. وجدنا أن الخلافات تنشب بين جهازين من أجهزة الدولة، ويظهر هذا للعيان إلى جوار تصريحات متناقضة متضاربة لم يكن ينبغي أن تحدث.

الغناء قديم وغيره من المنكرات.. وقِدمه من قِدم أوبريت الجنادرية الذي يقام في الافتتاح وبحضور الملك، وهو كغيره من المنكرات التي تحدث ولكن الصفة الرسمية فيها تجعل الإنكار فيها صعباً بشكل علني، أو ربما يتلمس البعض عذراً من هنا أو هناك،  لكن قل من يختلف مع حرمة مثل تلك الأفعال: كهذا الأوبريت الغنائي، ومثله عزف السلام الملكي، والعرضات الشعبية المختلفة التي يصاحبها طبل أو دف أو موسيقى، وبعض الاختلاط، ومصافحة النساء، ولعل من أشنعه ما حدث من عضوات
الشورى الجدد بحضور جمع من العلماء!.

لكن الجديد هو ما صار يحدث من التساهل في رقص الشباب على بعد أشبار من الفتيات، ووقوف الشباب والفتيات في مكان واحد لمشاهدة العروض - الراقصة هي الأخرى - بلا أي فاصل أو حاجز، ليصبح التحرش والاستعراض كأسهل ما يكون.. والجديد هو أن تصبح العروض الراقصة والغنائية منتشرة في أرجاء المهرجان، وتوضع ضمن الفعاليات المخطط لها مسبقاً.. فهذا هو البلاء العظيم العميم!..

ومن هذا المنطلق أكتب رسالتي، وكلي رجاء أن توصل للمسؤولين، وأن تأخذوها بعين الاعتبار - أي قارئيها - ، وهي على شكل نقاط:

- مع تأكيد المسؤولين على أن هذه البلاد تدار بأحكام الشريعة الإسلامية، والتي تعد هي مصدر الحكم، فإن كلامهم هذا يحسب لهم، ويذكر فيشكر، ويستشهد به في كل المحافل، وعلى المنابر - حتى من أولئك الخطباء الذين مقتتهم بعض الجهات فعزلوا ومنعوا من الخطابة - ،
لكن هذا الكلام إذا خالفته الأفعال فإنه سيفقد قيمته، ويُخشى أن يفقد صاحبه قيمته.. وهذا أمر جبلت عليه النفوس، في أن من لم يصدق قوله فعله لا يؤخذ كلامه فيما بعد على محمل الجد، فضلاً عن أنه يعد ممقوتاً عند الله أولاً: { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله
أن تقولوا ما لا تفعلون
} ..!.
فإذا كان المسؤول يحدثني عن حكم الشريعة، ثم هو يخالف ذلك مراراً وعلانية وجهاراً، ويضرب بالفتاوى الرسمية عرض الحائط، ويتضارب كلامه مع كلام هيئة كبار العلماء، وما إلى ذلك، فإن الناس تلقائياً سيسيرون في مسار المكذب له في الأيام القادمة، سيما مع تكرر تلك المشاهد.
لذا، أوجه ندائي إلى المسؤولين في الحكومة: إلى الوزراء والأمراء:
أن اتقوا الله، ولتكن أفعالكم وأحكامكم موافقة للشريعة.. وانتهوا عن المنكرات، وعن شهودها وإقرارها على الملأ، وعن إقرارها ضمناً من خلال مدافعتكم أو قراراتكم.. ومن ذلك: ما يحدث في الجنادرية أو في معرض الكتاب من كل عام، أو في الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني أو غير ذلك..
انتهوا، من أجل الله عز وجل، وحفظاً للبلاد من الفتن، فإنكم بأفعالكم هذه توجدون الذريعة لمن يريد الفتنة، ولمن يتربص بكم الدوائر، وليس أقبح من  المنكر - فعلاً - إلا تكراره، والإصرار عليه، والمدافعة عنه.. فضلاً عن اعتقاد حله ومشروعيته!.

- إلى كل طالب علم وعالم.. أنكروا هذه المنكرات ولا تقفوا منها موقف المتفرج، وقولوها: { معذرة إلى ربكم } .. حتى لا يحل بالبلاد عذاب عام،
وأقول: إلى كل طالب علم وعالم.. أريد بها كل التيارات.. فانصح أخي بطريقتك التي تراها حلالاً، وترى فيها أماناً من الفتن، وظني بكم أنكم تفعلون وإن لم يظهر لنا عملكم.. فإن كان كذلك فالحمد لله، وكتب الله لكم الأجور.

- إلى كل مسؤول.. خذوا النصح من كل أحد، كما نأخذ الحكمة من أفواه المجانين.. ولا تظنوا بالناصح سوءاً وإرادة للفتنة، فلا تتهموا النوايا، وتهتموا  بالشيء الذي ( في نفس الناصح ) وعليكم بفحوى النصيحة ومضمونها، واحذروا عاقبات المنكر وتبعاته على مجتمعكم وبلدكم.

- إلى أبناء هذا المجتمع المسلم..
اتقوا الله عز وجل في أبنائكم وبناتكم.. اتقوا الله عز وجل في الفتيات اللاتي يخرجن دون رقيب أو حسيب فيتراقصن في  هذه المواطن، أو يتميعن في الأسواق ويبدين ما حرم الله عز وجل إبداءه من زينتهن.. واتقوا الله عز وجل فيمن تحت أيديكم من الشباب الذين أرخي لهم الحبل  وأعطوا المال السائب الذي ينفقونه في سبيل الشيطان وفي طريق المعاصي.. فأحسنوا التربية والمراقبة، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته..
فلو لم تجد هذه الفعاليات تفاعلاً من أبناء المجتمع لاختفت وتوقفت واندثرت.. لكن وجود الإقبال عليها من بنيكم جعلها تستمر وتزداد سوءاً، وهذا غاية ما يريده  أعداء الأمة: إغراق فتيانها وفتياتها في المنكرات.. فلا تعينوهم على تحقيق غاياتهم.

- إلى كل مثقف..إلى كل كاتب أو إعلامي..
أحيي كلا منكم في موقعه الذي تبوأه لينشر من خلاله الوعي، وأحيي فيكم كل حريص وغيور على بلده وساعٍ في  خدمته.. لكني أوصيكم بأن تتقوا الله، وأن تتأملوا أفعالكم وكتاباتكم: هل هي فيما يرضي الله أم لا؟!.. فإن كانت مخالفة لأمره فانصرفوا عنها إلى غيرها من أجل الله..
واحرصوا على الصدور عن كتاب الله وسنة رسوله، واحذروا أن تكونوا أدوات لنشر الفاحشة والمنكر، أو أن تكونوا أدواتٍ في أيدي الغير من أعداء الأمة،  ومع أني أوصيكم بترك المنكرات كلها - كما أوصي نفسي المقصرة بذلك - إلا أني أوصيكم أكثر ما أوصيكم بترك المعلن منها والظاهر، أو الدعوة إليه.. وذلك لأن  المجاهرة بالمنكر أو الدعوة إليه أعظم من المنكر الذي يقتصر ضرره على صاحبه.. فحاذروا.

ختاماً..
ما كتبته أعلاه، إعذار قد تكرر من غيري سلفاً.. وسيتكرر في الأيام القادمة، فالإنكار قائم ما دامت المنكرات قائمة.. وإلا أخذ الله الأمة كلها بفشو الذنب فيها..
وأرجو أن أكون مسدداً فيما كتبت.. وغفر الله لي ما زللت فيه أو أخطأت..
عبد الله أبو جابر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..