الأحد، 14 أبريل 2013

لزوم جماعة المسلمين وإمامهم قيام بالشرع وحفظ للوطن .

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتأعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد
فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل كما امرنا ربنا بذلك في كتابه حيث يقول : "
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقتقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون* واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون * " آل عمران
"
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم مننفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلونبه والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا* " النساء
"
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولواقولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فازفوزا عظيما* " فاتقوه وآمنوا به لعلكم تفلحون .

عباد الله : الإجتماع في الإسلام مبدأ يدل على الهوية وفقده فقد لها ، قال الله تعالى (
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ..الآية ) فهذا دليل على وجوب الاعتصام بحبل الله ولزوم جماعة المسلمين والاجتماع عليها والرجوع إليها في كبير الأمور وصغيرها ونهي واضح عن الاختلاف والنزاع والشقاق والتناحر . قال ابن مسعود رضي الله عنه في خطبته : " عليكم بالطاعة وبالجماعة فإنها حبل الله الذي امر به "
وقال تعالى : (
.. ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) وهذا تحذير منه سبحانه من الافتراق في الدين والخروج على جماعة المسلمين .
ومن السنة ما أخرجه الإمام احمد يرحمه الله عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه ، قال : تطاول الناس في البناء في زمن عمر فقال ((
يا معشر العريب الأرض الأرض إنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة فمن سوده قومه على الفقه كان حياة له ولهم ، ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكا له ولهم ))
وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم "
إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " أخرجه البخاري .
وفي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال "
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فنحن فيه، وجاء بك، فهل بعد هذا الخير من شر كما كان قبله؟ قال: يا حذيفة: تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرات. قال: قلت يا رسول الله: أبعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة منه؟ قال: السيف. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ وفي طريق: قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال: نعم، وفيه، وفي طريق: تكون إمارة، وفي لفظ جماعة. على أقذاء وهدنة على دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم، وفي طريق أخرى: يكون بعدي أئمة يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. وفي أخرى: الهدنة على دخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله: صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت يا رسول الله: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم، تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك، وفي طريق: فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم، وفي أخرى: فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة فا الزمه، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فإن لم تر خليفة فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال، قال: قلت: فبم يجيء؟ قال: بنهر أو قال: ماء ونار، فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره، ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره. قلت: يا رسول الله: فما بعد الدجال؟ قال: عيسى ابن مريم. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة ".

ومن هذا المنطلق ينبغي لكل واحد منا ذكرا كان او أنثى كبيرا وصغيرا موظفا أو غير موظف أن نلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، ويحرم الخروج على جماعة المسلمين لأي سبب من الأسباب وبأية وسيلة من الوسائل ومهما تكون المبررات لأن في ذلك تفريق للأمة وتمزيق لوحدتها واجتماعها على قيادتها الشرعية وإضعاف لقوتها إضافة لكون ذلك مخالفة صريحة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذان يأمران بالمحافظة على جماعة المسلمين ولزوم طاعة إمامهم .
قال الإمام النووي رحمه الله : فيما ترجمه من الأحاديث الصحيحة في مسلم (( باب وجوب لزوم جماعة المسلمين في حال ظهور الفتن وفي كل حال ، وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة ))
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وسنة محمد سيد المرسلين ونفعني بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .



الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى توحيد الله ورضوانه ، صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
عباد الله :
لعلكم سمعتم وقرأتم ما يحيكه المبطلون لبلادنا من مؤامرات تستهدف كياننا والخروج على ولاة أمرنا بقصد الإصلاح والتغيير زعموا ، وبما يعتقدون هم أنه مظاهرات سلمية يريدون منها رفع مطالب وإبعاد مظالم . وهو ما يكاد يجمع العقلاء انه ضرب من التهور مشوب بالجهل بعواقب الأمور إضافة لكونه مخالفة لمدلولات الكتاب والسنة من وجوب السمع
والطاعة ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم والصبر على ما قد يبدو للمرء من الجور والظلم حفاظا على وحدة الأمة وسلامة الكيان وتغليبا للمصلحة الكبرى وابتعادا عن ما يريده أعداؤنا من النيل من ديننا وبلادنا وكرامتنا ومقدراتنا
وإن من من العجيب أيها الإخوة أن نرى بياناً يصدره ثلة من المثقفين وبعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم في المملكةالعربية السعودية بعنوان (
إعلان وطني للإصلاح) تكون أول بنوده المناداة بأن ينص في الدستور على أن الشعب هو مصدر السلطة، بينما نرى النظام الأساسي للحكم في المملكةالعربية السعودية ينص في مادته الأولى على أن (المملكة العربية السعودية دولة عربيةإسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله ) ... وحاشا لمسلم أن يجعل سلطة الشعب حاكمة في التشريع، بل الشرع هو الحاكم، وهذا ماتقرره المادة السابعة من النظام الأساسي للحكم، ونصها: ( يستمد الحكم في المملكةالعربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وهما الحاكمان على هذاالنظام وجميع أنظمة الدولة ) ، وقد جاء النظام الأساسي للحكم مستمداً من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن استعراض مواده يظهر ذلك جلياً، بدءاً منعلم المملكة الذي تتوسطه كلمة:لا إله إلا الله محمد رسول الله ( ولا ينكس أبداً) المادة(3)، ومبايعة الملك تكون على كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره (المادة6) .
والمبادئ والقيم التي يُنادى بها كثيراً نجدها منصوصاً عليها في النظام مقيدة بأن تكون على هدى الشريعة، ففي المادة 8 (
يقوم الحكم في المملكةالعربية السعودية على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية) وفيتربية الأسرة وتوثيق الأواصر وجمع الكلمة والتلاحم جملة مواد محررة (المواد 9-12)
وفي الباب الرابع تقرير للمبادئ الاقتصادية وفق الشريعة، ويأتي الباب الخامس من النظام في الحقوق والواجبات، فتنص المادة (23) على أن الدولة (
تحمي عقيدة الإسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله)، وفي المادة (26) (تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية)، وفي المادة 27 (تكفل الدولة حق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة ...)،وفي المادة(28) تيسر الدولة مجالات العمل لكل قادر عليه ...).
ثم تأتي مواد في العمل والتعليم والصحة والبيئة، وتجهيز القوات المسلحة لحماية العقيدة والحرمين والمجتمع والوطن،وتنص المادة 34 على أن (
الدفاع عن العقيدة الإسلامية والمجتمع والوطن واجب كل مواطن) .
وفي الباب السادس في سلطات الدولة تبين مواده السلطات الثلاث: القضائية والتنفيذية والتنظيمية، ومصدر الإفتاء في المملكة، وتقرر استقلال سلطة القضاء (
ولا سلطان للقضاة في قضائهم لغير سلطان الشريعة الإسلامية) المادة 46، و(تطبق المحاكم على القضايا المعروضة أمامها أحكام الشريعة الإسلامية وفقاً لما دل عليه الكتاب والسنة وما يصدره ولي الأمر من أنظمة لا تتعارض مع الكتاب والسنة) المادة 48، وينص النظام على أن الملك (يقوم بسياسة العامة سياسة شرعية طبقاً لأحكامالإسلام، ويشرف على تطبيق الشريعة الإسلامية والأنظمة والسياسة العامة للدولةوحماية البلاد والدفاع عنها) المادة 55، ويجعل النظامُ الوزراءَ مسؤولين بالتضامن عن تطبيق الشريعة الإسلامية، ففي الفقرة (ب) من المادة 57: (يعتبر نواب رئيس مجلسالوزراء والوزراء الأعضاء بمجلس الوزراء مسؤولين بالتضامن أمام الملك عن تطبيقالشريعة الإسلامية والأنظمة والسياسة العامة للدولة )، وسنّ الأنظمة من قبل السلطة التنظيمية منوط بأن يكون وفق قواعد الشريعة الإسلامية ففي المادة 67: (تختص السلطة التنظيمية بوضع الأنظمة واللوائح فيما يحقق المصلحة أو يرفع المفسدة في شؤون الدولة وفقاً لقواعد الشريعة الإسلامية ) .
وليس المقصود هنا الاستعراض لجميع مواد النظام الأساسي للحكم، أو تقديم دراسة فيها، وإنما المراد في ظل هذهالأحداث الجارية أن أُذكِّر جميع إخواني في المملكة العربية السعودية وكل مسلم غيور في أنحاء العالم بما تحرر في هذا النظام من انبثاقه من الشريعة الإسلامية وارتباطه بها، وبما استقر عليه العمل في المملكة وفقاً لهذا النظام، فكيف يمكن أن نستجيبلنوازع أو شعارات تريد أن تخلخل هذا النظام ، أو تسلب أغلى ما فيه وهو مرجعيته إلىالكتاب والسنة وتطبيق الشريعة الإسلامية (
قل أنتم أعلم أمالله ) .
ولعل من لم يقرأ هذا النظام أو كان بعيد العهد به أن يراجعه ويتأملهفي ظل هذه الظروف التي تعصف بالعالم من حولنا، وتتصدرها نداءات إسقاط النظام أوالثورة على النظام، لنكون واثقين بأن شعارنا الذي نرفعه هو (الشعب يريد المحافظةعلى النظام)، وحري بنا أن نعتز بنظام قوي الأساس محكم البناء.
وليس غريباً أن يكون النظام الأساسي للحكم بهذا البناء ؛ لأن المملكة العربية السعودية كيان قد تم تأسيسه وتوحَّدت مناطقه واجتمعت قبائله والتم شمله تحت عقيدة التوحيد وشريعة الإسلام، فلم تجمعه شعارات قومية ولا مذاهب فلسفية ولا عقائد بدعية ولا عصبيات قبلية، بل هي عقيدة التوحيد ورابطة الإسلام. وعلى ذلك تمت البيعة، فتكونت الجماعة في هذا الوطن ( المملكة العربية السعودية ) في تلاحم بين الإمام والرعية انطلاقاً من قول الله تعالى(
واعتصموا بحبلالله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ) .
ولزوم الجماعة دين، ومما تقررفي عقيدة السلف الصالح (
ونرى الجماعة حقاً وصواباً والفرقة زيغاً وعذاباً )، ومن أعظم العقوبات الربانية لمن حاد عن منهجه العذاب بالفرقة والتشتت ( قل هو القادرعلى أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض)، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَمِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ " .
فالواجب المتقرر بمقتضى الشرع الحنيف والعقل السليم أن يسعى الجميع إلى المحافظة على النظام، وعلى الكيان والجماعة في هذا البلد، وأن نتجنب كل ما من شأنه إثارة التشاحن وإيقاع البغضاء وبث الفرقة سواءً في شكل مظاهرات جماعية أو فتن كلامية، أو إثارات عصبية أو شعارات خادعة، وأن نعمل بيقظة على سدّ جميع المنافذ لمن يريد هذا الكيان أو مبادئه بسوءسواءً كان من أهل الشبهات، أو أصحاب الشهوات، أو ممن جمع بينهما.
وإني في ختام هذه الكلمة أدعو كل ناصح ومصلح مخلص أن يكون إصلاحه من خلال النظام المستقر والكيان القائم والجماعة المنعقدة، وليس بالثورة على النظام وهدم البناء وإهدار المكتسبات.
فالإصلاح مطلب شرعي ومطلب إنساني، وهو مقتضى تطبيق الشريعة وعلامة تفعيل النظام الأساسي للحكم، وما شرعت النصيحة في الإسلام، ولا شرع الأمر بالمعروف والنهي على المنكر والتواصي بالحق، والقيام بالأمانة وإقامة العدل إلا من أجل الإصلاح.
والإصلاح عملية مستمرة في كل الأحوال، وهو مسؤولية الجميع، وكلما علا المنصب القيادي والتنفيذي كانت المسؤولية أكبر (
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ،والإصلاح عملية شاملة في أمور الدين والدنيا؛ إقامةً للعدل وحفظاً للحقوق وحفاظاً على المجتمع من الانحراف، ولنكن حذرين من استغلال الأزمات في التوجه للضغوطوالإصلاح والمطالبات؛إذ المتعيّن في هذه الأحداث إظهار الوحدة، والتماسك، وإغاظة الأعداء، والحفاظ على الأمن، وحماية البلاد من مخاطر المتربصين بهمن داخله وخارجه.
وليكن تعلقنا بالله وحده، واعتصامنا بحبله المتين، فهوالمعين وهو خير الناصرين.
نسأل الله أن يحفظنا في ديننا وفي وطننا وأن يحفظ لنا أمننا وأن يرد كيد الكائدين ، إنه نعم المولى ونعم النصير.

ثم اعلموا رحمني الله وإياكم ان الله امركم بأمر عظيم بدأ فيه بنفسه فقال جل قائلا عليما
(
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) .




خطبة يوم الجمعة الموافق 6-4-1432هـ
بجامع حمد الصغير بحي أشبيليا شرق مدينة الرياض
خطيب الجامع : ناصر بن محمد الخريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..