عدوٌّ عاقل خيرٌ من صديقٍ أحمق جاهل!
وخصمٌ يكشف لك عيبك وينتقد خطأك فيدفعك للتصحيح وينفعك حيث ابتغى
ضررك، خيرٌ من صديقٍ متزلف منافق يسيء إليك وإن أراد بك إحسانا!
هذا ما تذكرته اليوم وأنا أتصفح بعض ما وصلني من روابط لأخبار وتغطيات حفلت بها الصحف الرسمية السعودية حول أحداث الجنادرية.
إذ أرادت بعض تلك الصحف أن تمارس دور الصديق المُنقذ المُعين للمسؤول فكانت بئس الصديق! أرادت تجميل وجه الفساد والبغي فزادته دمامةً وقُبحاً. اجتهدت في تغطية سوأته فكشفته للملأ أكثر وأكثر.
ما جرى في الجنادرية لم يعد أمرا خاصا ولا شأنا محليا، فالإعلام الأجير ينقل المشهد للعالم ولكن من زاويته. ووسائل الاتصال والتواصل تنقلان الحدث للجميع منذ لحظاته الأولى بالصوت والصورة ودون رتوش.
لذا لا عجب أنه بينما كانت صحفنا السعودية تروّج أكاذيبها وتنشر تصريحات المسؤولين التي اتضح للناس زيفها وتناقضها مما جعل منهم أضحوكة. كان إخوتنا في الإمارات والكويت وقطر والخليج عموما يقفون بقوة مع المحتسبين من رجال الهيئة الذين أُهينوا وتم الاعتداء عليهم خلال قيامهم بواجبهم الشرعي والنظامي في المهرجان.
وما أجمل شعور الارتياح وانزياح الهمّ! حين كان هاجسنا كيف يمكننا تصحيح الصورة المشوهة عن الهيئة لإخوتنا خارج بلادنا. فنتفاجأ بأشقائنا الكويتيين يفتحون وسما تويتريا لدعم الاحتساب ومؤازرة موقف الآمرين بالمعروف. ثم يتبعهم الإماراتيون فيعبرون عن رأيهم المساند لدور الهيئة وتقديرهم لرسالتها ورفضهم ما حصل في جناح بلادهم من تجاوزات، بل ويقدمون رسالة اعتذار للمحتسبين والسعوديين عموما عن تواجد تلك المطربة ضمن وفدهم المشارك.
أتساءل هنا: ماذا لو أن أحبتنا في الإمارات أطرقوا السمع لصوت التضليل في فضائيات الابتذال أو صحف الزور التي وصفت رجال الهيئة بالمتشددين واتهمتهم -باطلا وبهتانا- باقتحام الجناح المخصص لدولة الإمارات ومهاجمة الأعضاء والتسبب بطرد بعضهم؟ لكانت اشتعلت التراشقات والشتائم بين الإخوة في الجارتين ولكن بفضل الله كانت أقنية التواصل أكثر صدقا وبيانا للحقيقة فجمعت القلوب وألّفتها.
ثم إن الجنادرية في أصل نشأتها هي مناسبةٌ وطنيةٌ ترعى التراث السعودي وتحافظ على الموروث والأصالة وتحيي التقاليد الإسلامية. فلأي هدف وبأي حجة وتحت أي مبرر يمكن قبول وجود مطربة الإمارات و «صوتك يكفيني بلا شوف»!! على أرض الحرمين وبرعاية الدولة في مكان مكتظ بالرجال والنساء والتمايل والصراخ؟! ثم ليتهم اكتفوا بإبعاد هذه المناسبة عن رسالتها وأهدافها الأساسية بل أضافوا لذلك مصيبةً أعظم بتحجيم الاحتساب ومنع المصلحين من ممارسة وظيفتهم إلا في أدنى نطاق وتحت القيود والتضييق والأذى.
من منا لا يعرف فضل ومكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي تواردت نصوص الكتاب والسنة في تأكيدهما، حتى عدّها بعض علماء الأمّة الركن السادس من أركان الإسلام. وكم حث الشرع على أدائها وحذر من مغبة وشؤم تركها! ولو لم نتأمل إلا هذه الآية لكفتنا {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ* وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.
فقد اقترنت النجاة وتعلقت بوجود المصلحين. فبهم بإذن الله يُدفع الهلاك عن الأمة وإن وُجدت مظاهر الفساد.
والحقُّ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -وفق الهدي النبوي الكريم- واجبٌ على كل مسلم. وسيبقى كذلك ولن تسقطه قرارات السياسي أو المسؤول بالمنع وتهديداته بالمساءلة والملاحقة!
ولا أشنع من محاربة ثقافة الاحتساب والحؤول دون تأدية المسلم لواجبه في إنكار المنكرات ثم قصر ذلك على مجموعة من موظفي الهيئة، إلا ما تلا تلك الخطوات أو الخطط من حصار لعمل رجال الهيئة وتقليص لصلاحياتهم ومضايقتهم عند أداء مهامهم الرسمية. بل تحول ذلك إلى مصادمتهم وقمعهم والتطاول بالضرب عليهم!
وكم أتألم حقا أن تصلني عبارات مُحبة صادقة من إخوة وأخوات من دول عربية وإسلامية شتى كلها تغبطنا لوجود الهيئة ثم أرى بيننا البعض ممن يهاجمها ويتجنى عليها ويتمنى إلغاءها!
أعود لبعض مسؤولينا وصحفنا لأختم بنصيحة مخلصة: في زمن اليوتيوب والتويتر والفيس بوك.. لم يعد الكذب ذنبا عظيما وإثما منكرا وحسب، بل بات غباءً فادحا ومخاطرة جسيمة! لأجل مصلحتكم لا تغامروا بعد اليوم بمحاولة خداع الناس واستغفالهم فقد أصبحوا منكم أوعى وأذكى، وولى زمنكم في احتكار المعلومة ورسم الصورة!
ريم سعيد آل عاطف
......
العرب القطرية
وخصمٌ يكشف لك عيبك وينتقد خطأك فيدفعك للتصحيح وينفعك حيث ابتغى
ضررك، خيرٌ من صديقٍ متزلف منافق يسيء إليك وإن أراد بك إحسانا!
هذا ما تذكرته اليوم وأنا أتصفح بعض ما وصلني من روابط لأخبار وتغطيات حفلت بها الصحف الرسمية السعودية حول أحداث الجنادرية.
إذ أرادت بعض تلك الصحف أن تمارس دور الصديق المُنقذ المُعين للمسؤول فكانت بئس الصديق! أرادت تجميل وجه الفساد والبغي فزادته دمامةً وقُبحاً. اجتهدت في تغطية سوأته فكشفته للملأ أكثر وأكثر.
ما جرى في الجنادرية لم يعد أمرا خاصا ولا شأنا محليا، فالإعلام الأجير ينقل المشهد للعالم ولكن من زاويته. ووسائل الاتصال والتواصل تنقلان الحدث للجميع منذ لحظاته الأولى بالصوت والصورة ودون رتوش.
لذا لا عجب أنه بينما كانت صحفنا السعودية تروّج أكاذيبها وتنشر تصريحات المسؤولين التي اتضح للناس زيفها وتناقضها مما جعل منهم أضحوكة. كان إخوتنا في الإمارات والكويت وقطر والخليج عموما يقفون بقوة مع المحتسبين من رجال الهيئة الذين أُهينوا وتم الاعتداء عليهم خلال قيامهم بواجبهم الشرعي والنظامي في المهرجان.
وما أجمل شعور الارتياح وانزياح الهمّ! حين كان هاجسنا كيف يمكننا تصحيح الصورة المشوهة عن الهيئة لإخوتنا خارج بلادنا. فنتفاجأ بأشقائنا الكويتيين يفتحون وسما تويتريا لدعم الاحتساب ومؤازرة موقف الآمرين بالمعروف. ثم يتبعهم الإماراتيون فيعبرون عن رأيهم المساند لدور الهيئة وتقديرهم لرسالتها ورفضهم ما حصل في جناح بلادهم من تجاوزات، بل ويقدمون رسالة اعتذار للمحتسبين والسعوديين عموما عن تواجد تلك المطربة ضمن وفدهم المشارك.
أتساءل هنا: ماذا لو أن أحبتنا في الإمارات أطرقوا السمع لصوت التضليل في فضائيات الابتذال أو صحف الزور التي وصفت رجال الهيئة بالمتشددين واتهمتهم -باطلا وبهتانا- باقتحام الجناح المخصص لدولة الإمارات ومهاجمة الأعضاء والتسبب بطرد بعضهم؟ لكانت اشتعلت التراشقات والشتائم بين الإخوة في الجارتين ولكن بفضل الله كانت أقنية التواصل أكثر صدقا وبيانا للحقيقة فجمعت القلوب وألّفتها.
ثم إن الجنادرية في أصل نشأتها هي مناسبةٌ وطنيةٌ ترعى التراث السعودي وتحافظ على الموروث والأصالة وتحيي التقاليد الإسلامية. فلأي هدف وبأي حجة وتحت أي مبرر يمكن قبول وجود مطربة الإمارات و «صوتك يكفيني بلا شوف»!! على أرض الحرمين وبرعاية الدولة في مكان مكتظ بالرجال والنساء والتمايل والصراخ؟! ثم ليتهم اكتفوا بإبعاد هذه المناسبة عن رسالتها وأهدافها الأساسية بل أضافوا لذلك مصيبةً أعظم بتحجيم الاحتساب ومنع المصلحين من ممارسة وظيفتهم إلا في أدنى نطاق وتحت القيود والتضييق والأذى.
من منا لا يعرف فضل ومكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي تواردت نصوص الكتاب والسنة في تأكيدهما، حتى عدّها بعض علماء الأمّة الركن السادس من أركان الإسلام. وكم حث الشرع على أدائها وحذر من مغبة وشؤم تركها! ولو لم نتأمل إلا هذه الآية لكفتنا {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ* وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.
فقد اقترنت النجاة وتعلقت بوجود المصلحين. فبهم بإذن الله يُدفع الهلاك عن الأمة وإن وُجدت مظاهر الفساد.
والحقُّ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -وفق الهدي النبوي الكريم- واجبٌ على كل مسلم. وسيبقى كذلك ولن تسقطه قرارات السياسي أو المسؤول بالمنع وتهديداته بالمساءلة والملاحقة!
ولا أشنع من محاربة ثقافة الاحتساب والحؤول دون تأدية المسلم لواجبه في إنكار المنكرات ثم قصر ذلك على مجموعة من موظفي الهيئة، إلا ما تلا تلك الخطوات أو الخطط من حصار لعمل رجال الهيئة وتقليص لصلاحياتهم ومضايقتهم عند أداء مهامهم الرسمية. بل تحول ذلك إلى مصادمتهم وقمعهم والتطاول بالضرب عليهم!
وكم أتألم حقا أن تصلني عبارات مُحبة صادقة من إخوة وأخوات من دول عربية وإسلامية شتى كلها تغبطنا لوجود الهيئة ثم أرى بيننا البعض ممن يهاجمها ويتجنى عليها ويتمنى إلغاءها!
أعود لبعض مسؤولينا وصحفنا لأختم بنصيحة مخلصة: في زمن اليوتيوب والتويتر والفيس بوك.. لم يعد الكذب ذنبا عظيما وإثما منكرا وحسب، بل بات غباءً فادحا ومخاطرة جسيمة! لأجل مصلحتكم لا تغامروا بعد اليوم بمحاولة خداع الناس واستغفالهم فقد أصبحوا منكم أوعى وأذكى، وولى زمنكم في احتكار المعلومة ورسم الصورة!
ريم سعيد آل عاطف
......
العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..