الثلاثاء، 2 أبريل 2013

الطريفي: "عبدٌ مأمور" لن تُنجيك.. والجهاد في سوريا واجب شرعي

 الرياض : عناوين
أكد الشيخ عبد العزيز الطريفي على أن الجهاد في سوريا واجب شرعي، وأنَّ ما يُمارَس في الإعلام بين الحين والآخر مجرد إشاعات، وتغيير لبعض المفاهيم، يُراد به قلب الحقائق. جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على موقع اليوتيوب الذي حظيَ بمتابعةٍ شديدةٍ.
 
وكان الشيخ الطريفي قد غرَّد في صفحته على موقع تويتر بالقول: "عبد مأمور".. كلمةٌ يقولها مَنْ يمتثل الباطل، ولن تنجيه؛ لأنه عبدٌ لله، قبل أن يكون لغيره. أمر فرعون جنوده فأطاعوه، فقال الله ((فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم)).
 
وفي تغريدةٍ أخرى يقول "كل الأنبياء تبرأوا من طلب المال على رسالتهم، مستشهداً بقوله تعالى ((قل لا أسألكم عليه أجراً))؛ لأنهم يعلمون أن أقوال الباطل والهوى تنبت على أرض المال والجاه.
 
وقال الطريفي: إن الجهاد موجود في النقل والعقل بدافع الضرر عن نفسه وماله وعرضه، وإن كان عن دينه فذلك أولى، والنبي صلى الله عليه وسلم في حديث زيد قال: "مَنْ قُتِلَ دون أهله فهو شهيد، ومَنْ قُتِلَ دون ماله فهو شهيد، ومَنْ قُتِلَ دون نفسه فهو شهيد". وروى النسائي عن حديث مخارق قال: "إن الرجل يأتيني ليأخذ مالي. قال عليه السلام: لا تعطه مالك، قال ماذا أفعل، قال استنصر به على مَنْ حولك من المسلمين، قال إن لم يكن حولي أحد من المسلمين، قال استنصر في السلطان، قال فإن السلطان عميَ عني، قال قاتل دون مالك حتى تُقتل وتكون من الشهداء". هذا النبي عليه الصلاة والسلام يُبيِّنُ لنا جهاد الدفع عن المال والعرض وكذلك من باب أولى الدين.
 
واستطرق الشيخ الطريفي بالقول إن الجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد ومن معه جهاد ودفاع عن دين الله سبحانه وعن الأعراض، فهولاء النصيرية العلوية طائفة ضالة خارجة عن الدين تُكفِّرها حتى الاثني عشرية الجعفرية باعتبار مروقها من سائر المدارس، وكذلك بعدها عن العقل وبعدها عن النقل.
 
وقال إن العاقل لا يشك في أن الجهاد في سوريا ((جهاد شرعي))، وأن مَنْ يُقتل في سبيل الله مع نية صادقة خالصة مُقبل غير مُدبر تُرجَى له الشهادة والأدلة كثيرة خاصة مع زيادة قوات المقاتلين ضد هذا النظام الباغي، وذلك لشدة ظلمه وبغيه وعدوانه؛ لذلك يتحتم بل تجب إزالته والعمل والجهاد على ذلك بالمال والنفس ولا ينبغي أن يلتفت الناس إلى مثل هذه الأقوال والدعاوي والإشاعات التي تخرج بين وقت وآخر لتلغي أو تمنع أو تحرِّم الجهاد، وذلك أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب هذه الفريضة في كتابه العظيم والدفع عن الأنفس والمال والعرض والدين يقول الله سبحانه وتعالى ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا)) وقال سبحانه ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)) والمراد في الفتنه هنا (الكفر)، وقد اجتمع هنا الكفر والدفع عن العرض والمال والنفس والأرض، كل ذلك قد اجتمع لدى المقاتلين في سوريا ضد بشار الأسد وزُمرته، مما يدل على أن هذا من أفضل الأعمال، ثم ينبغي ــ والحديث للطريفي ــ أن نعلم أنه لو كان الذي يقاتل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومن معه لوجد مَنْ يُحذِّر ويُخذّل من هذا القتال، وقد حدث هذا في زمن الرسول الكريم، بل كانوا يدعون إلى خلاف ما يدعو إليه الرسول الكريم فكيف والنبي غائب ونحن بعد قرون متطاولة تزداد فيها الشبهات، فالله سبحانه يقول عن المنافقين ((وإذا قيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم)) وكذلك قوله فيهم ((فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله)).. يقولون هذا للرسول الكريم يعني ما تفعلونه ليس بقتال.. وقد فرحوا بتخلفهم عن الرسول، وأن ما يفعله الرسول الكريم ليس بقتال وإنما فيه شيء من المجازفة والمخاطرة، فلا شك أن هذا هو "الضلال".
 
كذلك ينبغي لوسائل الإعلام وكتَّابها ورجالاتها أن يتقوا الله فيما يكتبون وينقلون، كذلك ينبغي لـ"المنتسبين للعلم والفتوى والرأي" ألا يقولوا إلا الحق، فيقول المرء الحق قدر استطاعته، وإن لم يستطع فلا يجب أن يقول الباطل، والكلمة أمانة، والقلم لسان الإنسان العاقل، وهو أمانة، ولسان المرء أوجب الله سبحانه حفظه وصيانته، فالله أقسم به لعظمته وجلالة أثره، ثم ينبغي أن يُعلم أن الحق سواء من فتيا، أو رأي، أو فكر، يكتنفه جملة من المخاطر، ويجب على الإنسان ألا يتكلم إلا بالعِلم، والعلم في ذلك نوعان (علم دليل، وعلم تعليل). وفي علم التعليل لا بد أن يعرف الإنسان الواقعة حتى يخرج بشيء من التعليل الذي يؤدي إلى أن ينزل عليه الدليل "إذا ملك الدليل ولا يملك الواقعة والمعرفة فيها، فإن إنزاله للحكم قاصر، أما إذا ملك التعليل ولم يملك الدليل، فإنه سيحكم بعاطفة مُجرّدة".
 
واستطرق الطريفي بالقول إن هناك جوانب أخرى من المخاطر وهو فيما يتعلّق "بتسييس الرأي"، كذلك الأقلام والألسنة (والفتوى)، هذه من الأمور الخطيرة التي بُليت فيها الأمة، ليس في زماننا هذا وإنما في أزمنة متباعدة، فينبغي لأهل العلم أن يتقوا الله عز وجل في أقوالهم وآرائهم، فهم ينوبون عن الله، والله جعل الافتراء عليه كذباً، ومن أعظم الظلم، والذين يكذبون على الله يستحقون "اللعنة" بل الذين يكتمون الحقائق يستحقون اللعنة حال وجوب قول ذلك.
 
الأمر الثالث، هو التأثير على الناس، فهؤلاء يريدون من يوافقهم آراءهم وأهواءهم، فينبغي للإنسان أن يحذر من ذلك فهو ليس نائباً عن هؤلاء الناس، ولا نائباً عن السياسات، وإنما هو يوقع عن رب الناس، وذلك بالحق الذي آتاه الله من كتاب وحكمة، ومن رأي سديد، والكلمة أمانة، والأمانة ديانة، فينبغي للمرء أن يؤديها، وأن يحافظ عليها، فإنَّ الإنسان حُمِّلَ الأمانة، بعد ان نأت الجبال حملها، فحملها الانسان وهو ظلوم جهول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..