الاثنين، 22 أبريل 2013

اقتراحات ابداعية لولاة الأمر لحل مشكلة سوق العمل والأراضي الكبرى

أقتراح رقم 1: أهمية التسامح في حياتنا

تابعت حلقة حراك التي استضفت بها الأخ جميل فارسي ، ولاحظت قوله أنه لن يسامح من يعتدي على أموال الشركات التي يستثمر فيها. وهذا من حقه، خصوصا وأنه سيحكّم ربه في
الموضوع كما أوضح.

ومنذ ذلك الوقت دخلت في نقاش نفسي عميق .. هل الأفضل أن نعيش هكذا في جو مكهرب مثل هذا أم هناك حل آخر .. ولذلك أحب أن أوضح أن الأخ جميل فارسي لن يحتاج أن يسامح أو لايسامح، فرب العباد ذكر أنه سيحكم بين الناس فيما كانوا يختلفون فيه في الدنيا (إن الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون). 

كما ذكر مرارا وتكرارا أن كل انسان سوف يسأل عن ماله وشبابه الخ، وبالتالي فالأمر محكوم ومنتهي.

لكنني هذا الصباح استيقظت من النوم، وكان الجو منعشا وجميلا، وتملكني صفاء ذهني رغم أن كلام جميل فارسي يتكرر في ذهني، وأثناء خروجي من المنزل، رفعت يدي الى السماء، ودعوت الله:

اللهم أني تصدقت بعرضي على كل من نال منه من المسلمين.
من قال عني كلاما لايرضيني فإنني أسامحه.
من أكل من مالي دون أذني فإنني أسامحه.
من شتمني فإنني أسامحه.
وأتمثل بقوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله).

أنت أقرأ (فأجره على الله) ، وتدبر عميقا في معناها .. يا الله .. كم هو جميل أن يكون أجري عليك .. بدون حدود .. ممن ليس له حدود .. وذلك لكي تصل الى أهمية التسامح والعفو والصلح بين الناس.

أدعوكم للعودة للتسامح والمحبة والصلح مع بعضكم البعض.

فمعظمنا أيها الأحبة يحتاج الى أن يعود الى التسامح الجميل الذي كان يغلف حياتنا في الماضي.

فليس أجمل من صفاء النفس .. وحب بعضنا لبعض .. والتسامح.

معظمنا تبدو له الحياة طويلة أمامه، ويظن نفسه مخلدا .. ولكن لو نظر خلفه لرأى أن السنين مرت بسرعة، وأن لقاءه بالله يقرب (والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ، وحينما يدنو الرحيل .. ونقبل على الله تعالى، فما أجمل أن نلتقي به حينها ونفوسنا مطمئنة وصافية تجاه ربنا وعلى بعضنا البعض.

اللهم أعف عن ولاة الأمر وعني وعن الجميع، ووفق ولاة الأمر والمسؤولين والصحفيين والمفكرين والكتاب والمواطنين لكل ماينشر المحبة والتسامح والصلح، وأحمي هذه البلاد من كل من يريد بها شرا.

اقتراح رقم 2: حل مشكلة الأراضي الكبيرة

بطبيعتي أنا انسان مستقبلي futurist، لا أحب الحديث كثيرا عن الماضي إلا بما يسمح بتصحيح المستقبل.

والمثل النجدي يقول (ذكران الماضي نقصان في العقل).

بالنسبة للأراضي الكبيرة في وسط المدن التي كثر الحديث عنها ، وأصبح البعض ينكت عليها في تويتر والفيس بوك، ويسمونها بأسماء مختلفة، وتحدث عنها الأخ جميل فارسي في حلقتك من قلب متألم بوضعها داخل المدن، وأوضح أن المواطنين وابناء جدة يحتاجون الى سكن.

لذلك أقترح على ولاة الأمر يحفظهم الله والمسؤولين الكرام ممن لهم يد في هذا الموضوع أن ينظروا في أمر تأسيس شركات عقارية واستثمارية مغلقة على أصحابها وبإشراف وادارة من تجد الدولة له قبولا لديهم، وذلك لإستثمار هذه الأراضي الكبيرة في وسط المدن بما يعود بالنفع على أصحابها.

وحتى الدولة سوف تستفيد من أن البنية التحتية ستخف تكاليفها عليها اذا تم استغلالها.  حيث لن تحتاج الى الإلتفاف حولها لكي تصل الى المناطق الأبعد.

وقد يتشجع أصحابها لو كان هناك أفكار ابداعية حول كيفية بيع أجزاء منها للمواطنين والمستثمرين، وتأجير بعض أجزاءها تأجيرا طويل المدى لكي ينتفعوا ماليا.

وبصراحة هي تجذب العيون والحسد على أصحابها، ولذلك فإنه أمر مهم اخفاءها عن الأنظار واستغلالها بما يعود بالنفع عليهم.

اقتراح رقم 3: اصلاح أوضاع سوق العمل السعودي

لايشك أحد أن معالي وزير العمل ومنسوبو وزارته يحاولون جهدهم للتعامل مع مشاكل سوق العمل.  وقد أستطاعوا أن يحركوا المياه الراكدة.  وأي انسان ينكر ذلك هو انسان جاحد.

ويشكر سمو وزير الداخلية والعاملين تحت ادارته على الدعم المعنوي الذي وفروه لحملة وزارة العمل.  فلقد دفعوها بقوة جعلت لها مصداقية كبرى بما عهدناه من رجال أمننا الأشاوس.

ولايشك أحد أن الأستاذ صالح كامل وزملاؤه من قيادات رجال الأعمال يحاولون التعامل مع مسألة توظيف السعوديين بما يمليه عليهم الواجب.  والأستاذ صالح كامل ينبغي أن نسميه شيخ التجار لسنه وقدره. وقد أطلعت على تصريحاته منذ فترة، فرأيت فيها رغبة في التعاون والمساعدة بما يمليه عليه واجبه نحو وطنه.

وينبغي أن يتم شكر الأمير خالد الفيصل على جمعه معالي وزير العمل مع رجال الأعمال في جدة، وقدرته على التعامل مع الموضوع، وهذا عشمنا دائما في أمراءنا الكرام في تقريب وجهات النظر واصلاح ذات البين.

الآن نحن في مرحلة تجهيز المعايير التي من خلالها يمكن اصلاح أوضاع سوق العمل بعد انتهاء فترة الشهور الثلاثة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله.

وهي مرحلة تاريخية نحتاج أن ننجح فيها بإذن الله تعالى لكي ننطلق ونقفل ملف توظيف المواطنين للإبد على يد وزارة العمل.

أقترح على ولاة الأمر يحفظهم الله  إعطاء الفرصة .. بأن يقوم كل طرف من الطرفين (وزارة العمل ومجلس الغرف) بإعداد ورقة عمل سريعة حول هذه المعايير التي يمكن من خلالها اصلاح أوضاع سوق العمل، بما يؤدي الى:

(1)  توظيف المواطنين بكل يسر وسهولة.

(2)  عدم تعريض رجال الأعمال لخسائر مادية.

(3)  عدم القيام بأمور تؤدي الى رفع الأسعار على المواطنين، وبالتالي رفع مستوى التذمر لديهم بما يخص غلاء المعيشة (قرار وزارة العمل الأخير أدى الى رفع الأسعار على المواطنين، وهو أمر في اعتقادي المتواضع كان يمكن تجنبه، وأختلف مع الأستاذ جمال خاشقجي الذي قال في حراك أن على المواطنين السعوديين أن يختاروا بين رخص الأسعار وتوظيف أبناءهم، فهناك في أعتقادي حلول يمكن أن تجنينا تضخم الأسعار).

(4)  عدم تشويه سمعتنا لدى الدول الأخرى فيما يخص طرد مواطنيهم، بحيث تبدو الأمور طبيعية (الشائعات التي أنطلقت مع الحملة الأخيرة!!)

(5)  دراسة الحالات الإنسانية للمقيمين في بلادنا.

(6)  عدم تعطيل أعمال المنشآت والمشاريع التي تحصل حاليا، مما يعرضها للتأخر ويعرض بلادنا للتضخم والمشاكل (العمال جلسوا في بيوتهم عندما بدأت الحملة الأخيرة وتعطلت المشاريع والأعمال وبناء المساكن)

(7)  المحافظة على مكتسبات الدولة بكافة أنواعها، والسماح لإقتصادنا بالنمو في الإتجاه الصحيح.

(8)  اعادة تنظيم سوق العمل بما يتناسب مع أوضاعنا، وحماية سمعة الدولة أمام مواطنينا في مسألة سوق العمل، فوزارة العمل تتعرض للنقد رغم جهودها، فلعل هناك أمور نحتاج أن ننتبه اليها، ونصححها.

(9)  تنشيط الشركاء الذين لايقومون بدورهم كما يجب في سوق العمل، وبالتالي أحرجوا الدولة والمجتمع ووزارة العمل.

وقد تكون هناك أمور أخرى يتم اكتشافها أثناء البحث في الموضوع.

لوهلة سيبدو أن هذه الأهداف والقيود متناقضة، وأننا في ورطة .. لكنها ليست كذلك، فهي أيسر مما يمكن تصوره. 

هي فقط تحتاج الى نيتهم الطيبة التي تعودناها منهم، والى أفكارهم النيرة وتفكيرهم حتى يصلوا للحلول المناسبة من وجهة نظر كل طرف.  ويمكن للطرفين أن يجتمعا بعد ذلك في سبيل توحيد رؤيتيهما نحو الموضوع. وبطبيعة الحال فإن الأمر في النهاية بيد وزارة العمل، فالمشكلة لابد من حلها.

لقد كنت أرغب في وضع وجهة نظري هنا في مجموعة عبدالعزيز قاسم، لكنني أعتقد أنه من الأفضل للدولة أن يتم مناقشة الموضوع خلف أبواب مغلقة نظرا لتشعب المواضيع وتداخلها.  كما أن ولاة الأمر يمكن أن يوجهوا بما يرونه مناسبا دون الحاجة لأن يعلم القاصي والداني بما تنوي بلادنا عمله.

* * *
تمنياتي للجميع بالتوفيق .. والتسامح والمحبة والصلح .. وأجتمعوا دائما حول فنجان شاي بقلوب صافية .. وتذكروا كيف كنا قبل أيام الملك عبدالعزيز رحمه الله .. وكيف أصبحنا .. ولنحمد الله على النعم التي نحن فيها ..ولنساعد المواطن الذي يحتاج الى عمل أو مساعدة ..  ولننظر لأي تقصير أو مشاكل بعين الحكيم، ولنحاول بالحسنى أن ننصح ونقترح لكي ينمو وطننا .. ولكي لايندس الأعداء بيننا فيهذرون بما لاينفعنا، حمانا الله منهم ومن كل من به شر، ووفقنا للخير دائما.

بقلم: الإستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي

استشاري ادارة المشاريع التطويرية واتخاذ القرارات وحل المشاكل
أستاذ متقاعد مبكرا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..