من الأخطاء ما يرتقي ليصل إلى مرتبة (جريمة) .. ومنها ما يواصل مسيرته حتى يصل إلى مرتبة
(الجريمة الكاملة).
أعتقد أن العنوان يغني عن الكلام .. ومع ذلك فإن هذا الموضع من المواضيع التي يصعب الحديث عنها .. لوضوح الحق فيها .. ومع ذلك فثمة حقيقتان : الأولى : من الواضح أن كشف المرأة وجهها أخذ من الجدل أكثر بكثير .. بل أكثر من ذلك من قضية كشف الرجل عليها .. وتلك أم العجائب!
الحقيقة الثانية : أن المواد التي جمعتها ,, أو مكثت فترة أجمعها – عن معاناة النساء من كشف الرجال عليهن،حتى في الدول غير المسلمة والتي لا تهتم كثيرا أو لا تهتم أصلا بستر المرأة .. وهل بعد(البكيني) من حديث عن الستر؟!! – وكنت أرسل المعلومات من بريدي الذي أستعمله إلى بريدي الآخر .. ثم سُرق الاثنان .. فضاعت كل تلك المعلومات.. والحمد لله على كل حال .. وكما يقول الشناقطة : ونعوذ بالله من حال أهل النار.
نظرا لفقدان المعلومات التي كنت سأكتب معتمدا عليها .. فسوف أكتفي بوقفتين .. وخاتمة .. وتذييل.
الوقفة الأولى : هذا جزء من الخطاب الشهير الذي بعث مجموعة من الأفاضل – وكلهم أطباء – لعميد كلية الطب ..
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ 28/12/1426هـ
سعادة عميد كلية الطب أ. د. مساعد السلمان .. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لا يخفى على سعادتكم أن الطالب قبل التخرج لا يتوقع منه الإطلاع على جميع الأمراض، بل ولا معظمها، وإنما يطلع على علامات الأمراض بصفة إجمالية، وطريقة التعرف على الأمراض الشائعة، ونحن نعلم أنه في كثير من الأحيان لا يطلع الطالب في جميع كليات العالم على كثير من الأمراض والعلامات المرضية إلا بعد التخرج، بل وبعضها لا يراه طوال حياته لندرته، ويكتفي بالقراءة في الكتب، إذ أن الإحاطة بجميع الأمراض من المحال ، فالتعليم مسألة نسبية .
كما أن من المعلوم أيضاً أن الأمراض عامة توجد في النساء والرجال، وهذا ينطبق على الغالبة الساحقة من الأمراض الشائعة التي يحتاجها الطالب قبل التخرج .
ولأجل ذلك فقد اقتصر كثير من الأساتذة في أقسام مختلفة خلال سنوات طويلة في الكلية على تدريب الطلاب على المرضى الرجال فقط، وتدريب الطالبات على المريضات النساء فقط، دون أن يخل هذا بمستوى تدريبهم، خاصة وأنه لن يُسمح للطالبات بعلاج المرضى، إلا بعد التدريب واجتياز سنة الامتياز، والتي يرى خلالها في شهر واحد ما لم يتمكن من رؤيته طوال تدريبه على المرضى الرجال والنساء مجتمعين قبل التخرج ، ولذلك فقد تخرج هؤلاء الطلاب والطالبات وتفوقوا كغيرهم في الدراسات العليا في الداخل والخارج وأصبحوا استشاريين في جميع التخصصات .
ورغم أن أخلاقيات مهنة الطب وقوانينه تختلف في بلدان العالم حسب الخلفية الاجتماعية والدينية لكل مجتمع ، إلا أننا في مجتمعنا السعودي المسلم لم نستطع طوال الثلاثين سنة الماضية أن نكيف أنظمة التعليم الطبي بما يكفل المحافظة على تعاليم الدين الحنيف وحفظ حقوق النساء ، خاصة فيما يتعلق بكشف الرجال على أجساد النساء وكشف النساء على أجساد الرجال، فلا يزال الكثير من الأساتذة يدرب الطلاب على المرضى والمريضات على حد سواء، وكذلك الحال في الطالبات، والذي يحدد جنس المريض المتخذ للتدريب تواجد المريض في المستشفى وقت الدرس العملي اتفاقاً، وليس عدم وجود المريض إلا في ذلك الجنس أصلاً ً .
مع أن الطالب في الحقيقة يتعلم خلال عام كامل، والذي لا يراه اليوم يراه غداً أو الأشهر القادمة ، فهل مجرد تقصيرنا في تنسيق أوقات التدريب يبرر تعريض الطلاب والطالبات الشباب للفتن ؟ ومن يتحمل إثم كشف عورات المريضات دونما ضرورة أو حاجة تقتضيها حالة المريض مما يبيح له السماح للطالب أو الطالبة بالنظر إلى ما حرم الله منه ؟
إننا نستحث سعادتكم لاتخاذ الإجراءات الكفيلة لإلزام الجميع بسياسة التعليم في بلدنا والتي تؤكد على المحافظة على جو تعليمي منفصل بين الذكور والإناث وذلك بمنع كشف الطلاب على المريضات وكذلك منع تدريب الطالبات على المرضى الرجال، طاعة لله ورسوله أولاً؛ وحفظاً لمحارم مرضى المسلمين، وحفظاً لدين الطلاب والطالبات من الفتن ).
ثم ذُيّل الخطاب بأسماء،ووظائف،أربعة عشر دكتورا.
الوقفة الثانية : هذه لمحة من "تغريدات"الدكتور د. صالح بن عبد الله الصقير / استشاري الطب الباطني والروماتزم ، ورئيس وحدة الروماتيزم وقسم العلاج الطبيعي سابقا،وأحد الموقعين على الخطاب سالف الذكر – والدكتور يتحدث عن لقائه بوزير التعليم العالي :
(9- يقول:أزعجني استفتاء هيئة كبار العلماء عن كشف الطلاب على عورات النساء وسيحاسب المتسبب.(..)14 (..)ولكن جوابه كان صاعقا: أبغاك تترك هالموضوع وأنا أعدك أن أسحب طلب تقاعدك من مجلس الوزراء(..)21- ثالثا:تجرأ عميد الطب الأسبق(دمحمد المقيرن) ففصل أجنحة المرضى عن المريضات فتدخل المدير في هذا الأمر الداخلي! 22- تجرؤا فمنعوا تدريب الطلاب على النساء .فجاءهم أمر بالكتابة للملك بأن الكشف ضرورة!(..) 29- حالما انتهت عمادة المقيرن اتخذت الكلية عدة قرارات: أولا:إلزام الطلاب والطالبات بالفحص على الجنسين حتى العورة 30- ثانيا: إلزام الأستاذات بتدريس الطلاب(سبق نشر الخطاب).3ألغي منع دخول الطالبات لكلية الطلاب.(أزيلت لوحة التوجيه) 31- وإليكم الوثائق: 1-تعميم للطلاب والطالبات بفحص المرضى والمريضات شاملا العورة المغلظة: 2-جدول بإلزام الطلاب بفحص حالات النساء والتوليد3- الأستاذات يدرسن الطلاب: 32- اشتكى10طالبات إلى بعض العلماء فتفاجأ العنقري بهذا الخطاب المتضمن للتهديد برفع دعوى: 33- تفاعل المجتمع في النت بشكل عارم وأصبح الموضوع هو حديث المنتديات،فلم يجد العنقري بدا من الاستغاثة فأغيث : 34- شنت الصحف حملة إعلامية ضد "متطرفي كلية الطب" : الرياض والجزيرة والوطن http://www.al-jazirah.com.sa/2007/20070929/ar9.htm … ))
لا أعتقد أن تعليقا يمكن له أن يضيف شيئا.
الخاتمة : تتسع هذه الخاتمة لأكثر من لمحة :
اللمحة الأولى : يمكن للإنسان أن يتصور - ولعل الأمر في حاجة في دراسة جادة - أثر الصدمة التي تقع تحتها المرأة .. حين يكون الخطاب كله حول وجوب ستر الوجه .. ثم تضطر للسماح لرجل بالكشف على جسدها!!
اللمحة الثانية : ربما يكون من الصعوبة بمكان أن تشتكي المرأة من التحرشات التي تتعرض لها .. خجلا .. ثم لصعوبة إثبات الأمر .. وقد تحرش طبيب بامرأة،فاشتكت فزعم أن ما كان يقوم به يقع ضمن الكشف!!
اللمحة الثالثة : عدم الاهتمام بقضية كشف الرجال على النساء،ومع تراكم الزمن يولد لدى الأطباء – أو بعضهم على الأقل – عدم الشعور بوجود مشكلة – أصلا - في عري المرأة ... وهناك تجربة .. حيث كان الطبيب غير المسلم – من طائفة البانيان – يحرص على أن تستر الممرضة المريضة ثم يبدأ في الكشف – بل ويسمي الله – بينما كان الطبيب المسلم يبدي تعجبه من احتجاج نفس المريضة على الكشف عليها قبل أن تسترها الممرضة!!!
تذييل :
هذه مقارنة بين (طبنا) العربي المسلم .. وبين (طبهم) ..يقول الطبيب أحمد بن فضل الله القرشي العمري،موصيا الأطباء :
("على الطبيب أن يتعرف حقيقة المرض أولا بأسبابه وعلاماته،ويستقصي أعراض المريض قبل مداواته. ثم عليه أن ينظر إلى السن والفصل والبلد،فإذا عرف حقيقة المرض،وقدر ما يحتمله المزاج من الدواء لما عرض يشرع في تخفيف الحاصل،وقطع الواصل،مع حفظ القوى.
عليه ألا يهاجم الداء،ولا يستغرب الدواء،ولا يقدم على الأبدان إلا بما يلائمها،ولا يبعد الشبه،ولا يخرج عن جادة الأطباء ولو ظن الإصابة حتى يقوى لديه الظن ويتبصر فيه برأي أمثاله. وليتجنب الدواء ما أمكنه المعالجة بالغذاء،ولينأى عن المركب ما أمكنه المعالجة بالمفرد. وإياه والقياس إلا ما صح بتجريب غيره في مثل مزاج من أخذ في علاجه،وما عرض له،وسنه وفصله وبلده ودرجة الدواء.
وليحذر التجربة فإنها خطر. ثم إذا اضطر إلى وصف دواء صالح للعلة نظر إلى ما فيه من المنافاة وإن قلت،وتحيّل لإصلاحه بوصفة يصلح معه،مع الاحتراز في وصف المقادير والكميات والكيفيات في الاستعمال والأوقات،وما يتقدم ذلك من الدواء أو يتأخر عنه.
عليه ألا يأمر باستعمال دواء،ولا ما يستغرب من غذاء،حتى يحقق حقيقته،ويعرف جديده من عتيقه : ليعرف مقدار قوته في الفعل.
ليعلم أن الإنسان هو بنية الله وملعون من هدمها،وأن الطبيعة مكافية وبؤس لمن ظلمها،وقد سلم الأرواح وهي وديعة الله في هذه الأجسام فليحفظها ويتقي الله.){ثم هذا التعليق حول العمري} : (مؤرخ وحجة في معرفة الممالك والأمصار والأحوال. توفي عام 749 للهجرة. كلامه هذا مكتوب قبل أكثر من سبعة قرون وهو صالح في كل زمان.){مجلة "الجديدة" العدد الصادر في 4/10/1998م}.
تلك نصائحنا .. وهذه نصائحهم :
( رسالة لأرخماثيوس تصف حال الطبيب وهو واقف بجوار سرير المريض : يجب أن يتحلى الطبيب وهو ينظر إلى حال المريض بالرزانة، حتى لا تقلل من مكانته خاتمة المريض السيئة، وحتى يضيف شفاؤه عجيبة أخرى إلى ما اشتهر به من العجائب، و عليه ألا يغازل زوجة المريض أو ابنته أو خادمته، وحتى إذا لم تكن ثمة ضرورة لدواء ما وجب عليه أن يصف له مركبا عديم الضرر، حتى لا يظن المريض أن العلاج لا يساوي أجر الطبيب، وحتى لا يظن أن الطبيعة هي التي شفت المريض دون معونة الطبيب) { ول ديورانت / (قصة الحضارة) ص 189 جـ 6 مجلد 4 / ترجمة : محمد بدران}.
وأخيرا هذا علاج الزكام .. ( فقد كان الزكام مثلا يعالج بمثل هذه العبارات السحرية : ( أخرج أيها البرد يا ابن البرد، يا من تهشم العظم، وتتلف الجمجمة، وتمرض مخارج الرأس السبعة. أخرج على الأرض . دفر. دفر. دفر ) { ول ديورانت / (قصة الحضارة) / ص123جـ2 مجلد 1 ت زكي نجيب محمود}.
ابو اشرف : محمود المختار الشنقيطي –
المدينة المنورة في 27/11/1433هـ
(الجريمة الكاملة).
أعتقد أن العنوان يغني عن الكلام .. ومع ذلك فإن هذا الموضع من المواضيع التي يصعب الحديث عنها .. لوضوح الحق فيها .. ومع ذلك فثمة حقيقتان : الأولى : من الواضح أن كشف المرأة وجهها أخذ من الجدل أكثر بكثير .. بل أكثر من ذلك من قضية كشف الرجل عليها .. وتلك أم العجائب!
الحقيقة الثانية : أن المواد التي جمعتها ,, أو مكثت فترة أجمعها – عن معاناة النساء من كشف الرجال عليهن،حتى في الدول غير المسلمة والتي لا تهتم كثيرا أو لا تهتم أصلا بستر المرأة .. وهل بعد(البكيني) من حديث عن الستر؟!! – وكنت أرسل المعلومات من بريدي الذي أستعمله إلى بريدي الآخر .. ثم سُرق الاثنان .. فضاعت كل تلك المعلومات.. والحمد لله على كل حال .. وكما يقول الشناقطة : ونعوذ بالله من حال أهل النار.
نظرا لفقدان المعلومات التي كنت سأكتب معتمدا عليها .. فسوف أكتفي بوقفتين .. وخاتمة .. وتذييل.
الوقفة الأولى : هذا جزء من الخطاب الشهير الذي بعث مجموعة من الأفاضل – وكلهم أطباء – لعميد كلية الطب ..
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ 28/12/1426هـ
سعادة عميد كلية الطب أ. د. مساعد السلمان .. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لا يخفى على سعادتكم أن الطالب قبل التخرج لا يتوقع منه الإطلاع على جميع الأمراض، بل ولا معظمها، وإنما يطلع على علامات الأمراض بصفة إجمالية، وطريقة التعرف على الأمراض الشائعة، ونحن نعلم أنه في كثير من الأحيان لا يطلع الطالب في جميع كليات العالم على كثير من الأمراض والعلامات المرضية إلا بعد التخرج، بل وبعضها لا يراه طوال حياته لندرته، ويكتفي بالقراءة في الكتب، إذ أن الإحاطة بجميع الأمراض من المحال ، فالتعليم مسألة نسبية .
كما أن من المعلوم أيضاً أن الأمراض عامة توجد في النساء والرجال، وهذا ينطبق على الغالبة الساحقة من الأمراض الشائعة التي يحتاجها الطالب قبل التخرج .
ولأجل ذلك فقد اقتصر كثير من الأساتذة في أقسام مختلفة خلال سنوات طويلة في الكلية على تدريب الطلاب على المرضى الرجال فقط، وتدريب الطالبات على المريضات النساء فقط، دون أن يخل هذا بمستوى تدريبهم، خاصة وأنه لن يُسمح للطالبات بعلاج المرضى، إلا بعد التدريب واجتياز سنة الامتياز، والتي يرى خلالها في شهر واحد ما لم يتمكن من رؤيته طوال تدريبه على المرضى الرجال والنساء مجتمعين قبل التخرج ، ولذلك فقد تخرج هؤلاء الطلاب والطالبات وتفوقوا كغيرهم في الدراسات العليا في الداخل والخارج وأصبحوا استشاريين في جميع التخصصات .
ورغم أن أخلاقيات مهنة الطب وقوانينه تختلف في بلدان العالم حسب الخلفية الاجتماعية والدينية لكل مجتمع ، إلا أننا في مجتمعنا السعودي المسلم لم نستطع طوال الثلاثين سنة الماضية أن نكيف أنظمة التعليم الطبي بما يكفل المحافظة على تعاليم الدين الحنيف وحفظ حقوق النساء ، خاصة فيما يتعلق بكشف الرجال على أجساد النساء وكشف النساء على أجساد الرجال، فلا يزال الكثير من الأساتذة يدرب الطلاب على المرضى والمريضات على حد سواء، وكذلك الحال في الطالبات، والذي يحدد جنس المريض المتخذ للتدريب تواجد المريض في المستشفى وقت الدرس العملي اتفاقاً، وليس عدم وجود المريض إلا في ذلك الجنس أصلاً ً .
مع أن الطالب في الحقيقة يتعلم خلال عام كامل، والذي لا يراه اليوم يراه غداً أو الأشهر القادمة ، فهل مجرد تقصيرنا في تنسيق أوقات التدريب يبرر تعريض الطلاب والطالبات الشباب للفتن ؟ ومن يتحمل إثم كشف عورات المريضات دونما ضرورة أو حاجة تقتضيها حالة المريض مما يبيح له السماح للطالب أو الطالبة بالنظر إلى ما حرم الله منه ؟
إننا نستحث سعادتكم لاتخاذ الإجراءات الكفيلة لإلزام الجميع بسياسة التعليم في بلدنا والتي تؤكد على المحافظة على جو تعليمي منفصل بين الذكور والإناث وذلك بمنع كشف الطلاب على المريضات وكذلك منع تدريب الطالبات على المرضى الرجال، طاعة لله ورسوله أولاً؛ وحفظاً لمحارم مرضى المسلمين، وحفظاً لدين الطلاب والطالبات من الفتن ).
ثم ذُيّل الخطاب بأسماء،ووظائف،أربعة عشر دكتورا.
الوقفة الثانية : هذه لمحة من "تغريدات"الدكتور د. صالح بن عبد الله الصقير / استشاري الطب الباطني والروماتزم ، ورئيس وحدة الروماتيزم وقسم العلاج الطبيعي سابقا،وأحد الموقعين على الخطاب سالف الذكر – والدكتور يتحدث عن لقائه بوزير التعليم العالي :
(9- يقول:أزعجني استفتاء هيئة كبار العلماء عن كشف الطلاب على عورات النساء وسيحاسب المتسبب.(..)14 (..)ولكن جوابه كان صاعقا: أبغاك تترك هالموضوع وأنا أعدك أن أسحب طلب تقاعدك من مجلس الوزراء(..)21- ثالثا:تجرأ عميد الطب الأسبق(دمحمد المقيرن) ففصل أجنحة المرضى عن المريضات فتدخل المدير في هذا الأمر الداخلي! 22- تجرؤا فمنعوا تدريب الطلاب على النساء .فجاءهم أمر بالكتابة للملك بأن الكشف ضرورة!(..) 29- حالما انتهت عمادة المقيرن اتخذت الكلية عدة قرارات: أولا:إلزام الطلاب والطالبات بالفحص على الجنسين حتى العورة 30- ثانيا: إلزام الأستاذات بتدريس الطلاب(سبق نشر الخطاب).3ألغي منع دخول الطالبات لكلية الطلاب.(أزيلت لوحة التوجيه) 31- وإليكم الوثائق: 1-تعميم للطلاب والطالبات بفحص المرضى والمريضات شاملا العورة المغلظة: 2-جدول بإلزام الطلاب بفحص حالات النساء والتوليد3- الأستاذات يدرسن الطلاب: 32- اشتكى10طالبات إلى بعض العلماء فتفاجأ العنقري بهذا الخطاب المتضمن للتهديد برفع دعوى: 33- تفاعل المجتمع في النت بشكل عارم وأصبح الموضوع هو حديث المنتديات،فلم يجد العنقري بدا من الاستغاثة فأغيث : 34- شنت الصحف حملة إعلامية ضد "متطرفي كلية الطب" : الرياض والجزيرة والوطن http://www.al-jazirah.com.sa/2007/20070929/ar9.htm … ))
لا أعتقد أن تعليقا يمكن له أن يضيف شيئا.
الخاتمة : تتسع هذه الخاتمة لأكثر من لمحة :
اللمحة الأولى : يمكن للإنسان أن يتصور - ولعل الأمر في حاجة في دراسة جادة - أثر الصدمة التي تقع تحتها المرأة .. حين يكون الخطاب كله حول وجوب ستر الوجه .. ثم تضطر للسماح لرجل بالكشف على جسدها!!
اللمحة الثانية : ربما يكون من الصعوبة بمكان أن تشتكي المرأة من التحرشات التي تتعرض لها .. خجلا .. ثم لصعوبة إثبات الأمر .. وقد تحرش طبيب بامرأة،فاشتكت فزعم أن ما كان يقوم به يقع ضمن الكشف!!
اللمحة الثالثة : عدم الاهتمام بقضية كشف الرجال على النساء،ومع تراكم الزمن يولد لدى الأطباء – أو بعضهم على الأقل – عدم الشعور بوجود مشكلة – أصلا - في عري المرأة ... وهناك تجربة .. حيث كان الطبيب غير المسلم – من طائفة البانيان – يحرص على أن تستر الممرضة المريضة ثم يبدأ في الكشف – بل ويسمي الله – بينما كان الطبيب المسلم يبدي تعجبه من احتجاج نفس المريضة على الكشف عليها قبل أن تسترها الممرضة!!!
تذييل :
هذه مقارنة بين (طبنا) العربي المسلم .. وبين (طبهم) ..يقول الطبيب أحمد بن فضل الله القرشي العمري،موصيا الأطباء :
("على الطبيب أن يتعرف حقيقة المرض أولا بأسبابه وعلاماته،ويستقصي أعراض المريض قبل مداواته. ثم عليه أن ينظر إلى السن والفصل والبلد،فإذا عرف حقيقة المرض،وقدر ما يحتمله المزاج من الدواء لما عرض يشرع في تخفيف الحاصل،وقطع الواصل،مع حفظ القوى.
عليه ألا يهاجم الداء،ولا يستغرب الدواء،ولا يقدم على الأبدان إلا بما يلائمها،ولا يبعد الشبه،ولا يخرج عن جادة الأطباء ولو ظن الإصابة حتى يقوى لديه الظن ويتبصر فيه برأي أمثاله. وليتجنب الدواء ما أمكنه المعالجة بالغذاء،ولينأى عن المركب ما أمكنه المعالجة بالمفرد. وإياه والقياس إلا ما صح بتجريب غيره في مثل مزاج من أخذ في علاجه،وما عرض له،وسنه وفصله وبلده ودرجة الدواء.
وليحذر التجربة فإنها خطر. ثم إذا اضطر إلى وصف دواء صالح للعلة نظر إلى ما فيه من المنافاة وإن قلت،وتحيّل لإصلاحه بوصفة يصلح معه،مع الاحتراز في وصف المقادير والكميات والكيفيات في الاستعمال والأوقات،وما يتقدم ذلك من الدواء أو يتأخر عنه.
عليه ألا يأمر باستعمال دواء،ولا ما يستغرب من غذاء،حتى يحقق حقيقته،ويعرف جديده من عتيقه : ليعرف مقدار قوته في الفعل.
ليعلم أن الإنسان هو بنية الله وملعون من هدمها،وأن الطبيعة مكافية وبؤس لمن ظلمها،وقد سلم الأرواح وهي وديعة الله في هذه الأجسام فليحفظها ويتقي الله.){ثم هذا التعليق حول العمري} : (مؤرخ وحجة في معرفة الممالك والأمصار والأحوال. توفي عام 749 للهجرة. كلامه هذا مكتوب قبل أكثر من سبعة قرون وهو صالح في كل زمان.){مجلة "الجديدة" العدد الصادر في 4/10/1998م}.
تلك نصائحنا .. وهذه نصائحهم :
( رسالة لأرخماثيوس تصف حال الطبيب وهو واقف بجوار سرير المريض : يجب أن يتحلى الطبيب وهو ينظر إلى حال المريض بالرزانة، حتى لا تقلل من مكانته خاتمة المريض السيئة، وحتى يضيف شفاؤه عجيبة أخرى إلى ما اشتهر به من العجائب، و عليه ألا يغازل زوجة المريض أو ابنته أو خادمته، وحتى إذا لم تكن ثمة ضرورة لدواء ما وجب عليه أن يصف له مركبا عديم الضرر، حتى لا يظن المريض أن العلاج لا يساوي أجر الطبيب، وحتى لا يظن أن الطبيعة هي التي شفت المريض دون معونة الطبيب) { ول ديورانت / (قصة الحضارة) ص 189 جـ 6 مجلد 4 / ترجمة : محمد بدران}.
وأخيرا هذا علاج الزكام .. ( فقد كان الزكام مثلا يعالج بمثل هذه العبارات السحرية : ( أخرج أيها البرد يا ابن البرد، يا من تهشم العظم، وتتلف الجمجمة، وتمرض مخارج الرأس السبعة. أخرج على الأرض . دفر. دفر. دفر ) { ول ديورانت / (قصة الحضارة) / ص123جـ2 مجلد 1 ت زكي نجيب محمود}.
ابو اشرف : محمود المختار الشنقيطي –
المدينة المنورة في 27/11/1433هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..