كشفت بعض المصادر الإعلامية اللبنانية المتابعة لتداعيات ومآلات الموقف
السياسي والعسكري لقادة حزب الله بعد قرار دخول الحرب
مع قوات الأسد ضد
العمق العربي للبنان، ممثلا في الثورة الشعبية السورية، عن بعض التطورات
الأخيرة على مستوى التململ الداخلي في أوساط حزب الله بعد القرار
"الانتحاري"، ومنها:
* تشير المعلومات المتاحة إلى أرقام "مرعبة" عن عدد القتلى من أبناء هذه
القرى، منهم من جرى سحبه إلى أمكنة يجمع فيها الحزب قتلاه ومن ثم يوزعها
بحسب برنامج ذكي يجنبه التشييع الجماعي وآثاره السلبية شعبيا، ومنهم من لم
ينجح الحزب في سحبهم من أرض المعركة، ويبدو أنه عاجز عن ذلك تماما حتى
اليوم.
* ويتساءل المستاءون داخل الحزب: ما هو سر اطمئنان نصر الله للعدو الإسرائيلي؟ وكيف يدير ظهره لهذا العدو، ويوجه بنادقنا شرقا؟
* ناشد بعض المحسوبين على حزب الله من المعترضين على قرار قادته بإعلان
الحرب على الثورة السورية بوقف ما أسموه "مجزرة" يرتكبها بحق أبناء الطائفة
الشيعية، وبالتحديد منهم شباب البقاع الغربي: "فالكارثة كبيرة جدا،
والفاتورة التي ندفعها أكبر من أن تحتمل، وهي لم ولن تكون مكلفة بالنسبة
لنظام آل الأسد أو للقيادة الإيرانية، بل ستكون مكلفة ومدوية في قرانا
اليتيمة.. إن حربنا الأساسية يفترض إنها ضد العدو الإسرائيلي، وليس مع
عمقنا العربي..".
* أخطأ ضباط الغرفة المشتركة (الغرفة الأمنية الموحدة للنظامين السوري –
الإيراني وحزب الله)، ولم تطابق حساباتهم الواقع الميداني، إذ حفلت الساعات
القليلة التي سبقت إطلالة نصرالله بمعارك عنيفة جدا قيل إنها الأبرز منذ
بداية الأزمة السورية، وجاءت حصيلتها مخيبة للآمال (بالنسبة للغرفة)! إذ
تمكن الجيش الحر من التمسك بمواقعه، وافشل عشرات الهجمات المنظمة للحزب
والجيش السوري، وأوقع خسائر بشرية إضافية في صفوف المهاجمين، قيل إنها
مرعبة.
* وبالتالي، خاب ظن ضباط الغرفة الموحدة ومعهم السيد حسن، فأتى الخطاب
إعلان حرب في الاتجاهات كلها، لكنه، على خطورته لن يفلح في إخفاء عشرات
جثامين القتلى من أبناء المنطقة لأمد بعيد.
* كما تتحدث المصادر عن صراع دموي خفي يدور داخل بعض مراكز حزب الله
العسكرية والأمنية، يتخذ صناعه من فتوى المرشد الخامنئي وحسن نصرالله
بالقتال إلى جانب النظام السوري غطاء "شرعيا" لـ"حرب تصفيات" بدأت طلائعها
بالظهور تدريجياً في أوساط "عسكر" الحزب.
وأفادت معلومات سرّبها مقرب من القائد العسكري والأمني السابق لحزب الله
"عماد مغنية"، المقتول منذ سنوات قرب أحد المقار الأمنية السورية الخاصة في
دمشق، عن حرب تصفية عسكريين وأمنيين كانوا محسوبين على "مغنية"!
* وتذكر المصادر نفسها أن قيادة حزب الله زجت بمقاتلي "مغنية" في الحرب
الطاحنة في سوريا، بهدف التخلص منهم، وذلك في سياق مخطط يضمن صفاء هيكلية
الحزب للسيد حسن نصرالله.
إضافة، وهذا الأخطر، إلى طمس الكثير من المعلومات الأمنية التي يملكها
هؤلاء، وخاصة الأسرار ذات العلاقة بملفات أمنية تكشف مدى تورط النظام
السوري بعمليات اغتيال وتفجيرات مركّبة لغايات سياسية.
* وتنبه المصادر إلى أن معظم قتلى الحزب من الجنوب اللبناني، في سوريا، هم
من مجموعات "مغنية"، كاشفة عن قيام قيادة الحزب بتسليم رقاب المقاتلين
الجنوبيين لقادة ميدانيين من "عشائر البقاع"، هم أقل كفاءة وخبرة من
مجموعات "مغنية"، حتى إن مراقبين يحمّلون القيادة الميدانية في ريف القصير
والقصير – وهي بغالبيتها "بقاعية"– مسؤولية سقوط عشرات القتلى من أبناء
الجنوب اللبناني.
مع العلم هنا أن 90 بالمائة من قتلى الحزب المستهدفين سقطوا في كمائن وعمليات قنص، وأن غالبية الإصابات في الظهر، والباقي في الرأس.
* واعتبرت المصادر الإعلامية ذاتها أن تسليم قيادة المعارك لقيادات حزبية
"بقاعية" بمثابة "غزل للعشائر" واسترضاء لها، و"ذكاء جغرافي"! ولكن الذين
يقفون وراء هذا التدبير لم يحسبوا حساب هزيمة حزب الله في قتاله إلى جانب
الأسد، وأثر الهزيمة المدمر على العشائر نفسها!
..........
العصرـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..