الأربعاء، 1 مايو 2013

الواسطة عنصرية وتمييز مجتمعي

  المجتمع المسلم يتميز بالتكافل الاجتماعي ومن محاسن ديننا الحنيف أنه أمر بالتكاتف ومساعدة المحتاج وقضاء الحوائج والشفاعة وإيصال صوت المواطن البسيط ألى أصحاب الشأن والسلطان أو من له حاجة عنده ولا يستطيع الوصول إليه والشفاعة بلا شك أمر محمود إذا كانت من إنسان مخلص لآخر مستحق وليس فيها ضرر للآخرين إلا أن الحاصل الان في أمر الشفاعة (الواسطة) في الوقت الحاضر في أكثر الحالات يخالف ذلك كله إلا من رحم ربي. أصبحت الشفاعة والواسطة الحسنة والمحمودة في نظرهم توظيف ابن المسؤول والمدير الفاشل دراسياً واجتماعياً في الوظائف المهمة وإقصاء ابن الفقير المتوفق والحاصل على المعدلات المرتفعة والشهادات العالية والقدرات الفائقة وكذلك ومن المؤسف استخدمت الشفاعة والاحتساب كما يسميها البعض حتى من المصلحين والمحسوبين من أهل الدين واصلاح ذات البين في إخراج ابن من هم من عالية القوم من السجن ولو كان فاسقا وقاتلا ومعتديا بغير حق على رجل فقير والضغط عليه بشبة القوة لكي يتنازل عن حقه في الشريعة الاسلامية وترك الفقير الموقوف في قيمة إيجار بيت ومسكن أولادة والاول بحجة الاحتساب والثاني بالمماطلة. عجباً لكم !!!
إذا كانت الواسطة والمحسوبية حاضرة والكفاءة مهمشة في توزيع الوظائف في القطاعات والمقاعد في الجامعات والابتعاث والأسرّة في المستشفيات فلا شك أن المخرجات في المستقبل سوف تكون سيئة ويعتبر ذلك عنصرية وظيفية مناطقية وتمييزا بين أفراد المجتمع الواحد وتفضيل بعضهم على بعض وهذا لا شك أنه اخطر من أي عنصرية أخرى على وحدة الصف من العنصرية القبلية والطائفية وغيرها وهنا تكون الواسطة أشد أنواع الفساد في توزيع مقدرات الوطن على المواطنين وعائقا كبيرا أمام التنمية والتقدم.
وكذلك من الامور المجبرة للبحث عن واسطة هي بعض الاجراءت الادارية الروتينية المملة وفن عرقلة وتعقيد المواطن المراجع من بعض الموظفين والبحث في جزيئات النظام ما يؤجل إنهاء المراجع رغم صحة الاجراءات المتبعة وتوفر الشروط اللازمة لإنهاء المعاملة. وأن استحسان بعض المسؤولين الواسطة وعدم انجاز معاملات المواطنين لهو مدخل واسع للرشوة.
سؤال أتمنى ان يصل الى طاولة اصحاب القرار. لماذا يبحث المواطن عن واسطة لإنجاز معاملاته والحصول على حقوقه المشروعة؟؟ برأيي المتواضع لو كان هناك قنوات وأنظمة واضحة وتفعيل دور الحكومة الالكترونية والبريد السعودي ورقابة شديدة وصارمة على مقدم الخدمة للمراجع بأكمل وجه لما كان هناك البحث عن الواسطة. لان الطريقة المتبعة الان في ذهاب المراجع للدوائر الحكومية بنفسه لهو مؤشر غير حضاري للبلد. وبالمناسبة اشيد بطريقة جامعة الملك فيصل لطلاب التعليم عن بعد فهو بالإمكان للطالب أن يسجل في الجامعة ويقبل ويدرس ويختبر ويتخرج من أي مكان في المملكة وهو لم يحضر إلى حرم الجامعة في الاحساء وذلك بتفعيل دور الخدمات الالكترونية والبريد السعودي.. حفظ الله بلدي الغالي ومليكنا المفدى..
وتحياتي للجميع


حمد عبدالرحمن الدوسري
.......................................
الرياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..