يحَرِقون الغذاء، ويُهينون العلماء، ويهزؤون بوحي السماء؛ ﴿ قَدْ
بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ
أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118]، يتعمَّقون في العداء، ويُقوِّضون
البناء؛ ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
﴾ [الكهف: 104]، لم يحدث من قبل أن حُرِق القمح بهذا الشكل الملعون؛ فقد
تم حرق 26 فدانًا حتى الآن! هالهم أن مصر على طريق البناء تُحقِّق
الاكتفاء، فلا تَمُد يديها لأحد، ولا تأخذ أوامرها من أحد، ولا تخشى على
أبنائها من أحد!
خنازير مصر.. أعداء الدين، وأعداء الوطن،
من لا دين لهم، ولا ضمير، ولا يَرقُبون في الناس ولا في الوطن إلاًّ ولا
ذمة - يَحرِقون القمح، وهناك عمليات شراء لمحصول القمح وهو أخضر في بعض
محافظات الصعيد وإطعامه للبهائم، ثم تقولون: شيعة، ثم تخافون اليهود! هناك
من هو أخطر وأخطر، يزعمون أنهم مسلمون، وللقساوسة يُقبِّلون ويُصفِّقون! ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145].
التهمت النيران أفدنةً من محصول القمح
بطريق مصر إسكندرية الزراعي، وفي الغربية وفي المنيا، بهذا الكم من الكيد
والحقد والحرق تُحارَب مصر، وكأن تشويه المصلحين أصبح في بلادنا عرْضًا
مستمرًّا! هم في غيابة الغِلِّ يَغُطّون، وفي بحر الحقد يسبحون، وفي نيران
الغَيرة يَصطَلون! منذ أن تسلَّم د. مرسي حُكمَ البلاد، لم يغسلوا وجوههم
مرة، ولم يسترجعوا دماءهم قطرة، ولم يستعيدوا حياءهم بُرهة؛ وإنما ظلوا في
بُرودهم وزادت عندهم وتيرة الكذب والافتراء والغباء والعداء!
الذي خرَّب البلاد ونهب العباد، أم الذي يحفظ القرآن ويحمل كرامة الإنسان؟!
الذي قتَل من يتوسَّل إليه في بورسعيد لحلِّ مشكلته، أم الذي استقبل في قصره كلَّ مَن له مشكلة؟!
الذي حصلت الكنانة في عصره على كل الأصفار
في شتى مجالات الحياة، وكانت في ذيل الأمم، أم الذي أعاد لكل مصري في
الداخل والخارج عزَّتَه ومكانته وكرامته وقيمته في أقل من عام، هو عمر
الرئاسة حتى الآن؟!
أين حُمرة الخجل؟! بل وجوه مسودَّة، كيف؟! ﴿ وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ
مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60].
هكذا يُكاد للمصريين، ويُوضع الأذى في
طريق المصلحين، أبواق مأجورة في الفضائيات وأقلام مسعورة في الصحف
والمجلات، تُلوِّث الدنيا بالإشاعات المكذوبة، وتُشوِّه الأرض بالاتهامات
المزعومة، إنه قَدَر المصلحين إلى يوم الدين؛ بلاء وابتلاء؛ ﴿ لَتُبْلَوُنَّ
فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186].
وسخرية وعداء؛ ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66].
وحرْق واستهزاء؛ ﴿ فَمَا
كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ
فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ ﴾ [العنكبوت: 24]، تنادوا بإحراق المُصلِح الموحِّد، لماذا؟ لنصرة شِرْكهم وما يعبدون من آلهتهم؛ ﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 68].
هل هذه الأحقاد تبني أمجادًا؟ كلا،
وإنما هي خُطَّة مدفوعة الثمن في الحقد على الإسلام والإسلاميين! فقط لقهر
العباد وتخريب البلاد، ورُغم كل ذلك نُوقِن أن طائفة الحق منصورة، ظاهرة،
حُسِم نصرها وإن أبطأ بها؛ كيف؟ ((لا تزال طائفة من أمتي يُقاتِلون على
الحق ظاهرين إلى يوم القيام))؛ صحيح، أخرجه مسلم، وهذا الحقد حطب جهنم بإذن
الله، وهذا الافتراء سواد يوم الجزاء، وهذا الزيف إلى مزبلةِ التاريخ، وما
ضرَّ السحاب نبحُ الكلاب، وما ضر البحر أن يُلقى فيه حجر! إنه غثاء السيل،
إنه الزبد الرابي، إنه الدَّخَن المسموم، فتراه يعلو، ولكنه في الحقيقة
وضيع!! أما النجم تراه على سطح الماء لكنه في السماء رفيع!
خميس النقيب
خميس النقيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..