الأحد، 5 مايو 2013

قصيدة: مجزرة البيضاء/ بانياس

على البيضاء قد هجمتْ جِراءُ   ففي جبلِ اللُّكام لها عِواءُ

وفي قرداحة الأنجاس حشدٌ    نُصيريٌّ تُلطِّخُهُ الدماءُ

لقيطٌ؛ وابنُ خِنزيرٍ وقردٍ    بحاناتِ الزُّناةِ لهُ ارتخاء

يُعربدُ جيشُهم غرباً وشرقاً    وتكرههُ الأراضي والسماءُ

بكلِّ مدينةٍ وبكل بيتٍ    أساءَ الكافرون، وكم أساؤوا

نُصيريرن أوباشٌ لئامٌ   يُصاحِبُهم مع اللؤم الوباءُ

لقد فتكوا بأطفالٍ ضِعافٍ  تعالى في البلاد لهم نداءُ

ينادون العروبةَ والتآخي  ولكنْ بعدما فُقِدَ الإخاءُ

وأصبحت العروبةُ شِسْعَ نعلٍ  تُدنِّسُه العواهرُ والإماء

بأقنيةِ الفضاء لهم هِراشٌ  مجوسيٌّ يُخالطهُ البغاءُ

ملالي " قُمَّ " قد هجموا عليها  يقودُهُمُ المنافقُ والْهِراءُ ( أي: والشيطان)

وأتباع الخمينيْ كالأفاعي  وليس لهم سوى النوويْ دواءْ

ودين الشيعة الأشرار إفك   وتجديفٌ وزورٌ وافتراءُ

وإخوان العروبة سلموها  إلى إيران، وانكشف الغِطاءُ

فلا الصوفيّ ينجو من أذاها  ولا السلفيّ يفعلُ ما يشاءُ

منازلُنا جوامعُنا اسْتُبِيْحَتْ  وحاصرنا التآمُرُ والبلاءُ

بنو صفيون قد هجموا علينا   وأبناء الزنى كالسيلِ جاؤوا

إلى سوريةَ الثكلى جميعاً    لقتلِ الدينِ، وانتشر العَداءُ

وحُوصِرَ شعبُها ليلاً نهاراً  وفي الإعلام قدْ كثُرَ الْهُراءُ

و"جامعةُ العُروبةِ" سوقُ إفْكٍ   و" أُوْباما" المنافقُ: ببغاءُ

و " كِيْ مُوْنُ " المُمثّلُ قِردُ " سِرْكٍ " مُهمَّتُهُ النِّياحةُ وَ الرِّياءُ

تمادى المجرمون، وحاصرونا  فما وصلَ السلاحُ ولا الكِساءُ

ولا وصلَ الحليبُ إلى رضيع   ولا وصل الطبيبُ ولا الدواءُ

كأنّ مُلوكَ حاضرِنا عبيدٌ   يُحرِّكُهمْ عِتابٌ وازدِراءُ

ويحكمُهمْ لقيطٌ فارسيٌّ  مهمته - على العرب - العَداءُ

لقد ناموا كأهل الكهفِ لما   جفانا المخلصون الأوفياءُ

وماتَ ضميرُهم من نصف قرنٍ  ومات الحزمُ فيهم والدهاء

ولم يعبأْ بحالتنا أميرٌ    كأنَّ دماءَنا - يا ناسُ - ماءُ

لقد قتلوا العروبة، واستبدوا   فضاع العدلُ، واغْتِيْلَ الحياءُ

وخانوا ثورةَ الأحرار لَمَّا   طغى الأعدا، وخاف الأصدقاءُ

وصاروا كالبُغاثِ بكلِّ حالٍ   فصامتُهُمْ؛ وناطقُهُمْ سواءُ

وصرنا كلّ ثانيةٍ ضحايا   يشيِّعُها إلى القبر المساءُ

وصار نهارُنا ليلاً كئيباً    وقد رحلَ التسامُحُ والهناءُ

ولكِنَّا سنُسْقِطُ كُلَّ طاغٍ    لهُ في كُلِّ " إسْطَبْلٍ " رُغاءُ

لأنَّ الْمُسْلِمَ السُّنِّيَّ شَهْمٌ     أبِيٌّ ليس يَنْقُصُهُ الذكاءُ

تؤرِّقُهُ الخيانةُ من صديقٍ    ويُزعجهُ التَّذَاكي والغباءُ

ويَعلَمُ ما يُحاكُ بِجُحْرِ ضَبٍّ  ويعرفُ كلّ ما يُخفي الطّلاءُ

إلى البيضا أتوا من كلِّ وكر   نُصيريٍّ، وصال الأشقياءُ

أحاطوا بالبيوت ودمّروهها   دماراً حين غاب الأولياءُ

وساموا أهلها نهباً وقتلاً   مدى الأيام وامتدَّ العناء

فتلك بيوتُها صارت يباباً  وساد عنِ العمارِ بها الفناءُ

وفي طرُقاتها أشلاءُ شعبٍ   شهيدٍ ليس يُرجعهُ البكاءُ

وثأرُ بنيهِ في الأعناقِ دَيْنٌ  ودِيْنٌ ما استمرَّ لنا البقاءُ

سنقضي دَيْننا، ونُعِزُّ دِيْناً  ونأبى الحلَّ إنْ عُرضَ الفِداءُ

سنقتل قاتلاً لو بعد حينٍ   وإنْ طال التناحُرُ والإباءُ

ونأخُذُ ثأرَ مَنْ قُتِلوا بغدرٍ   ونهجُمُ حيثما رُفع اللواءُ

فنحن الأكرمون، وإنْ ظُلِمنا  وثورتُنا لأُمّتِنا بهاءُ

ونحن الصامدون لأخذِ ثأرٍ  وشيمتنا الشجاعةُ والوفاءُ
شعر: د. محمود السيد الدغيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..