المرء إذا عُرف بالتلاوة في أن يكون أداة تسجيل يُستَمع منها إلى الآيات دون أن يفقه ما يقرأ. وأضاف أنه لا غرابة في ذلك التفكير، كون كثير من أبناء الأمة تربوا على أن القرآن لا يسمع إلا رغما عن أنف المسلم في الصلاة مع أئمة يرددون آيات لا يتجاوزونها حتى ألفوها أو في حال موت الزعماء والأحباب، حتى رُبط استماع القرآن في أذهانهم بحال الحزن والمصيبة.
وأضاف أنه يفاخر بأنه قارئ، إلا أنه قارئ يعي ما يقرأ، ويفهم جيدا الكلمات التي تجري على لسانه ويفقه عن مولاه ما يقول، فيرى واقعا بعيدا جدا عن الآيات التي يقرؤها، ويرى من أهل العلم من يريد حصر الفهم به ومعه حتى أنه يرمي بالجهل كل من خالفه. وتابع في مقاله اليوم بصحيفة “الرياض”: “ألا يحق لي بعد هذا أن أعجب من أمة تحارب العلمانية في كل قنواتها ومقدراتها، ثم تمارسها واقعاً ومعيشة! وإلا فما معنى قول قائلهم ناصحاً: الزم قراءتك ولا تجاوز قدرك، إنما أنت قارئ! أليس معناه أن القرآن لا شأن له في الحياة؟ أليس معناه أن القرآن إنما هو آيات تتلى في المحاريب، وفي القنوات حال المصائب والأحزان، فتُرسّخ ما نشأ عليه منذ عقود خلت الجيل بعد الجيل؟”.
وتساءل الكلباني: لماذا يراد من الداعية أو العالم أو المتدين أن ينحصر في دائرة القبر وعذابه والقيامة وأهوالها، قائلاً: “ألم يكن العالم من سلفنا الصالح يمارس دنياه كما ينبغي أن تمارس، أليس في علمائنا الأولين الخراز والحداد والحائك والبزار، وغيرهم؟ بل إن أنبياء الله عليهم السلام عاشوا الدنيا كما ينبغي أن تعاش، فإن كان داود حدادا فقد كان هو وابنه ملِكين!”. ولفت إلى أنه يدافع عن القرآن الذي بدأت به حياة المسلمين فلما اهتدوا به سادوا الأمم ولما أعرضوا عنه قادتهم الأمم، حيث ابتعدوا عنه وقللوا من شأنه ورفعوا شأن كتب المؤلفين وخلافات المتفقهين، حتى توقفت سفينة الأمة في لجة بحر تتقاذفها أمواجه، وهم يبحثون عن مشعل به يهتدون، فيبعدون النجعة يمنة ويسرة وكتاب النجاة بين أيديهم، أنفوا أن يرجعوا إليه فما زادهم إلا نفورا وضلالاً وذلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..