للحروف
والكلمات اصابع خفية تفعل بالقلب ما تفعله اصابع عازف البيانو الماهر.
اكتشفت تلك
الحقيقة مبكرا وهي ان الكلمة تضغط ضغطا خفيفا او قويا بحيث تداعب اوتار القلب فتنساب الانغام شجية , حزينة او فرحة .
موضوعي اليوم هو الغربة . لقد كتبت عن الغربة كثيرا وقرات عنها كثيرا ربما لأنني واحدة من الناس الذيين تعايشوا مع الاغتراب حتي صار كالقط الاليف, لم اعد اخاف من مخالبه ولا يزعجني مواؤه. ومع ذلك اعرف ان لهذا القط وجها اخر لا يكشف عنه الا حينما تتملكه غريزة القنص والافتراس. هذا القط الاليف يمكن ان يفترس صغار الكائنات التي لم تتعلم الحذر ولم تتقن فنون الدفاع عن الذات.
هاجت شجوني فجأة حين التقيت علي الانترنت بسيدة مجهولة الهوية تطلب نصيحتي فيما يتعلق بالاغتراب. فهي زوجة وام تعيش في الوطن بينمااغترب زوجها الذي تخاله ينحت الصخر باظفاره بحثا عن نقود تتحول الي طعام ومصاريف مدارس وملابس وكماليات.
قالت في رسالتها ان الزوج يملي ارادته بالتليفون حتي لا تقع الاسرة في مآزق او عندما لا تستطيع الزوجة ان تتخذ قرارا بدون استشارة. قالت في رسالتها انها تخجل من التعبير عن مكنوناتها رغم انها تعيش حالة بتر انساني وتشعر بأنها معلقة مثل ذرات الغبار في الفضاء . فلا هي زوجة تحقق انوثتها كما شرع الله ولا هي مطلقة . بل هي تتحمل المسئولية وحدها من تقويم الاولاد والحفاظ علي شرف الزوج في غيبته. وفي نهاية كل يوم تشعر وكأنها تعيش نصف حياة كمريض يتعلم الصبر علي علته ويتعود علي الالم بحيث انه يفقد حاسة التمييز بين الالم واللا الم.
املي علي ضميري ان اقول لها انني متعاطفة معها ولكني الفت نظرها الي ان المعاناة لا تنتهي عن بابها فقط. فلو فكرت في الزوج قليلا لاكتشفت ان اغترابه يشعل حرائق قاسية في نفسه. ولفت نظرها الي كتاب قرأته من كتب علم النفس يشير الي نشوء امراض جديدة فرضتها ظروف العصر الذي نعيشه. هذا المرض يصيب المغتربين خارج اوطانهم لانهم يفقدون الشعور بالانتماء تدريجيا . عما بأن الشعور بالانتماء هو من دعائم الصحة النفسية . حين ينتمي الانسان الي وطن واسرة وافراد تربطه بهم علاقات حميمة يبقي النسيج العاطفي والمعنوي قويا متينا. اما المغترب فيفقد هذا النسيج تدريجيا.
قلت للسيدة التي طلبت نصيحتي ان الله يرزق الانسان حتي لو كان في بطن جبل. وان عليها ان تقنع زوجها اما بالعودة الي وطنه واسرته او بتيسير سفرهم اليه. فالاولاد بحاجة الي والدين والزوجة بحاجة الي زوج والزوج بحاجة الي انس الزوجية. وصدق المثل الشعبي : رزق هناك هو رزق هنا.
عندما يستيقظ احدنا في الصباح مهما كانت درجته الاجتماعية علي صوت مؤذن ات من مسجد قريب. وعندما تتفتح حواسه علي اصوات مألوفة وروائح ودبيب حركة في بيته. وعندما تتذكر معدته ان فطوره الذي اعدته زوجته ينتظره قد لا يعلم انه ينعم باسس السلامة النفسية والطمأنينة التي تساوي ملايين.
يمكن للانسان ان يعيش بلا سيارة فارهة ويمكن ان يكتفي باربعة قمصان بدلا من ستة ويمكن ان يهدي زوجته باقة زهر بدلا من سوار ماسي. ولكن مالا يمكن ان يستغني عنه هو الاحساس بموقعه علي الخارطة الانسانية كابن وزوج وأب.
فوزية سلامة
معركة فوزية سلامة مع المرض: الإيمان بقدرة الله أقوى دواء
الحقيقة مبكرا وهي ان الكلمة تضغط ضغطا خفيفا او قويا بحيث تداعب اوتار القلب فتنساب الانغام شجية , حزينة او فرحة .
موضوعي اليوم هو الغربة . لقد كتبت عن الغربة كثيرا وقرات عنها كثيرا ربما لأنني واحدة من الناس الذيين تعايشوا مع الاغتراب حتي صار كالقط الاليف, لم اعد اخاف من مخالبه ولا يزعجني مواؤه. ومع ذلك اعرف ان لهذا القط وجها اخر لا يكشف عنه الا حينما تتملكه غريزة القنص والافتراس. هذا القط الاليف يمكن ان يفترس صغار الكائنات التي لم تتعلم الحذر ولم تتقن فنون الدفاع عن الذات.
هاجت شجوني فجأة حين التقيت علي الانترنت بسيدة مجهولة الهوية تطلب نصيحتي فيما يتعلق بالاغتراب. فهي زوجة وام تعيش في الوطن بينمااغترب زوجها الذي تخاله ينحت الصخر باظفاره بحثا عن نقود تتحول الي طعام ومصاريف مدارس وملابس وكماليات.
قالت في رسالتها ان الزوج يملي ارادته بالتليفون حتي لا تقع الاسرة في مآزق او عندما لا تستطيع الزوجة ان تتخذ قرارا بدون استشارة. قالت في رسالتها انها تخجل من التعبير عن مكنوناتها رغم انها تعيش حالة بتر انساني وتشعر بأنها معلقة مثل ذرات الغبار في الفضاء . فلا هي زوجة تحقق انوثتها كما شرع الله ولا هي مطلقة . بل هي تتحمل المسئولية وحدها من تقويم الاولاد والحفاظ علي شرف الزوج في غيبته. وفي نهاية كل يوم تشعر وكأنها تعيش نصف حياة كمريض يتعلم الصبر علي علته ويتعود علي الالم بحيث انه يفقد حاسة التمييز بين الالم واللا الم.
املي علي ضميري ان اقول لها انني متعاطفة معها ولكني الفت نظرها الي ان المعاناة لا تنتهي عن بابها فقط. فلو فكرت في الزوج قليلا لاكتشفت ان اغترابه يشعل حرائق قاسية في نفسه. ولفت نظرها الي كتاب قرأته من كتب علم النفس يشير الي نشوء امراض جديدة فرضتها ظروف العصر الذي نعيشه. هذا المرض يصيب المغتربين خارج اوطانهم لانهم يفقدون الشعور بالانتماء تدريجيا . عما بأن الشعور بالانتماء هو من دعائم الصحة النفسية . حين ينتمي الانسان الي وطن واسرة وافراد تربطه بهم علاقات حميمة يبقي النسيج العاطفي والمعنوي قويا متينا. اما المغترب فيفقد هذا النسيج تدريجيا.
قلت للسيدة التي طلبت نصيحتي ان الله يرزق الانسان حتي لو كان في بطن جبل. وان عليها ان تقنع زوجها اما بالعودة الي وطنه واسرته او بتيسير سفرهم اليه. فالاولاد بحاجة الي والدين والزوجة بحاجة الي زوج والزوج بحاجة الي انس الزوجية. وصدق المثل الشعبي : رزق هناك هو رزق هنا.
عندما يستيقظ احدنا في الصباح مهما كانت درجته الاجتماعية علي صوت مؤذن ات من مسجد قريب. وعندما تتفتح حواسه علي اصوات مألوفة وروائح ودبيب حركة في بيته. وعندما تتذكر معدته ان فطوره الذي اعدته زوجته ينتظره قد لا يعلم انه ينعم باسس السلامة النفسية والطمأنينة التي تساوي ملايين.
يمكن للانسان ان يعيش بلا سيارة فارهة ويمكن ان يكتفي باربعة قمصان بدلا من ستة ويمكن ان يهدي زوجته باقة زهر بدلا من سوار ماسي. ولكن مالا يمكن ان يستغني عنه هو الاحساس بموقعه علي الخارطة الانسانية كابن وزوج وأب.
فوزية سلامة
معركة فوزية سلامة مع المرض: الإيمان بقدرة الله أقوى دواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..