السبت، 25 مايو 2013

حصار إبراهيم باشا للدرعية وسقوطها عام 1233هـ / 1818م

تكمن أهمية موضوع هذه الدراسة في كون سقوط الدرعية حدًا فاصلاً في التاريخ السعودي ونهاية
لدور مهم في تاريخ الدولة السعودية بسقوط عاصمتها الأولى الدرعية، وبالتالي انتهاء الدولة في دورها الأول. كما شكل هذا الحدث جانبًا مهمًا من جوانب علاقة الدولة السعودية بالدولة العثمانية؛ القوة العظمى في المنطقة في تلك الفترة، وقد بدأت تلك العلاقة من قيام الدولة السعودية الأولى وانتهت في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله عام 1331هـ/ 1913م باسترجاعه للأحساء، ثم سقوط الدولة العثمانية بعد ذلك في الحرب العالمية الأولى.
وتعد الدرعية - محور هذه الدراسة - مركز ثقل الدولة السعودية الأولى السياسي والديني والاقتصادي، بوصفها المركز السياسي الذي حضن الدعوة السلفية التي قامت على أساسها الدولة السعودية ودافع عنها وعمل على نشرها، وقد أكسبها ذلك مكانة عظيمة في نفوس أتباع الدعوة، فتمركزت فيها أعداد كبيرة من السكان، مما جعلها تزدهر اقتصاديًا لتصبح من أكبر بلدان شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة.
ويعد حصار إبراهيم باشا للدرعية وسقوطها من أبرز الأحداث التاريخية في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي؛ لأن هذا الحصار كان الوسيلة التي مكنت الدولة العثمانية من تحقيق هدفها في القضاء على الدولة السعودية الأولى، فكان خاتمة لسلسلة من الحملات التي شنتها الدولة العثمانية لتحقيق هذا الهدف، ونموذجًا مميزًا للصراع بين قوتين كبيرتين في المنطقة نتج عنه سقوط الدرعية في النهاية.
ومما يثري هذه الدراسة توافر عدد كبير من الوثائق الخاصة بحملة إبراهيم باشا، تتضمن مراسلات وتقارير مختلفة لشخصيات متعددة كانت لها صلة مباشرة بهذا الحدث، وتناولت تفاصيل مهمة لم يستفد منها بما يتناسب مع أهميتها، وهذا الأمر يوجب دراسة هذا الموضوع بصورة شاملة وتفصيلية تتوافق مع أهميته، لتصغير دائرة البحث دون الخوض في العموميات.
وقد اعتمدت هذه الدراسة على مقارنة المصادر المتوافرة التي تحدثت عن أحداث حملة إبراهيم باشا وملابساتها، وكانت هذه المصادر تنصب بشكل رئيس في ثلاث فئات هي المصادر المحلية، والمصادر العثمانية والمصرية المتمثلة في الوثائق العثمانية خصوصًا، والمصادر الأجنبية، وهي كما نرى تمثل وجهات نظر مختلفة لجميع أطراف النزاع، حرصت الدراسة على عرضها ومعالجتها للتوصل إلى النتائج المرجوة.
ولطبيعة الموضوع العسكرية قُسِّم إلى ثلاثة فصول رئيسة يسبقها التمهيد، بحيث يتناول الفصل الأول القوة المهاجمة المتمثلة في حملة إبراهيم باشا، والفصل الثاني القوة المدافعة والمتمثلة في قوات الدرعية وتحصيناتها، والفصل الثالث يتناول المواجهة العسكرية الرئيسة بين الطرفين وتتمثل في حصار إبراهيم باشا للدرعية، وتفصيل ذلك كالتالي:
التمهيد:
وقد تناول نشأة الدرعية وأهميتها في الدولة السعودية الأولى، بحيث تطرق إلى ظهور الدرعية على أنها كيان سياسي مستقل في نجد عام 850هـ/ 1416م، عندما قدم مانع المريدي من شرق الجزيرة العربية إلى ابن عمه "ابن درع" صاحب حجر والجزعة، وقد أقطعه المليبيد وغصيبة؛ وهما موضعان معروفان على وادي حنيفة، وقام مانع بعمارتهما وبذلك نشأت الدرعية(1).
كما تناول التمهيد علاقة الدولة السعودية الأولى بالدولة العثمانية من خلال موقف الأخيرة من قيام الدولة السعودية، وتأزم العلاقات بينهما، وإرسال الدولة العثمانية لحملات عسكرية مختلفة من العراق ومصر للقضاء على الدولة السعودية وقد انتهت بحملة إبراهيم باشا موضوع الدراسة.
الفصل الأول: وهو بعنوان: "حملة إبراهيم باشا في طريقها إلى الدرعية"، وتناول الفصل أسباب إرسال حملة إبراهيم باشا وأهدافها المتمثلة في القضاء على الدولة السعودية الأولى(2)، وقد تعددت دوافع محمد علي لإرسال هذه الحملة ما بين دوافع سياسية واقتصادية ودينية وعسكرية، تناولتها الدراسة بكثير من التفصيل من خلال الوثائق العثمانية الخاصة بمحمد علي باشا.
كما تناول هذا الفصل أهم الاستعدادات التي قام بها محمد علي لتجهيز الحملة، حيث قضى أكثر من ستة أشهر في الاستعداد لها(3)؛ فعمل على الدعاية القوية للحملة وإبراز قوتها في محاولة لإرهاب السعوديين وإضعاف معنوياتهم(4)، كما قام بالاتصال بالقبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية وعمل على استمالتهم إلى جانبه(5)، وأعد ميزانية هائلة للحملة لتغطية نفقاتهــا وزودها بمخزون غذائي هائل وبكل ما تحتاج إليه من مستلزمات التخييم ونحوها(6). كما حرص على تزويدها ببعثة طبية مهمتها منع تفشي الأمراض بين الجنود وإسعاف المصابين والجرحى منهم، وذلك تجنبًا لما حدث في حملة طوسون باشا التي سبقت هذه الحملة في محاولة القضاء على الدرعية؛ حيث تفشت الأمراض بين أفراد الجيش(7) مما كان له أثر كبير في إضعاف تلك الحملة.
كما زودت حملة إبراهيم باشا بأنواع مختلفة ومتقدمة من الأسلحة وآلات الحرب، ومن أهمها المدافع التي كانت على أحدث طراز وصل من أوروبا في تلك الفترة(8). وكذلك زودت بوسائل النقل لحمل مهمات هذه الحملة من مؤن وأسلحة وذخائر(9)، وقد جمع محمد علي لهذه الحملة أعدادًا كبيرة من القوات العسكرية، وحرص على تدريبهم وإعدادهم لتحمل معارك الصحراء(10).
وقد أعطت الوثائق العثمانية وصفًا تفصيليًا للجيش الذي جهزه محمد علي لهذه الحملة؛ فقد كان أغلب فرسانه من بدو الصحراء(11) وعناصر أخرى من رعايا الدولة العثمانية من الألبان والمغاربة والشركس وغيرهم(12). إضافة إلى فئة خاصة وإن كانت قليلة جدًا من الأوروبيين الذين صحبوا الحملة بوصفهم مستشارين وفنيين حربيين، ومنهم الضابط الفرنسي فيسيير الذي عمل على مساعدة إبراهيم باشا في التخطيط للمعارك.
الفصل الثاني: وهو بعنوان "تحصينات الدرعية"، وقد تناول عدة مباحث مهمة تندرج تحت موضوع التحصينات؛ أهمها:
- إجراءات الدفاع الأولية عن الدرعية، وقد بدأت منذ وقت مبكر، سعى فيها الإمام عبدالله بن سعود إلى اتخاذ إجراءات مهمة؛ منها تغيير قيادات بعض البلدان التي كان يشك في إخلاصها(13)، وجمع شيوخ البدو ليأخذ منهم عهدًا بالإخلاص والمساعدة ووضع المخلصين منهم في الأماكن الواقعة على الطرق المهمة إلى الدرعية(14)، كما عمل على دفع بعض زعماء الحجاز وعسير - اللتين كانتا في هذا الوقت تحت الحكم العثماني المصري - إلى المقاومة؛ لفتح جبهات متعددة على محمد علي باشا وتشتيت قواه ما بين الحجاز وعسير ونجد(15)، والقيام بحملة إعلامية واسعة للحث على الدفاع عن البلاد عن طريق أئمة المساجد وانتشار القصائد الحماسية(16) وما إلى ذلك من إجراءات.
- تسليح الدرعية، وذلك بتوفير جميع الأسلحة والمعدات القتالية والذخائر وتوزيعها وتخزينها وصناعتها.
- تموين الدرعية بكل ما يلزم من الأرزاق والأغذية المختلفة والأعلاف للماشية وإنشاء مستودعات ضخمة لحفظها(17).
- قوات الدفاع وإعداد الجيش اللازم سواء من المدافعين من أهل الدرعية أو من خارجها(18).
- ما أسهم به أمراء آل سعود في الدفاع عنها، وكذلك موقف علماء الدعوة في المقاومة(19).
ومن المباحث المهمة التي تناولها هذا الفصل دراسة الموقع الجغرافي للدرعية وأثره في المواجهة العسكرية، وتأثير تضاريس المنطقة في الدفاع عنها، فقد كانت سفوح وادي حنيفة - المخترق لأراضي الدرعية - شديدة الانحدار في هذه المنطقة؛ فشكلت بوعورتها وارتفاعها حصنًا منيعًا لقصور الدرعية مما أعطاها حصانة طبيعية. ولكن على الرغم من إيجابيات موقع الدرعية وطبيعة أرضها فإن هناك سلبيات تعد نقاط ضعف في تحصيناتها؛ فكثرة روافد الوادي في الدرعية تعد من أهم هذه السلبيات؛ لأنها قد تمكن العدو من التسلل عن طريقها، ومما يوضح ذلك ما ذكره الشيخ عبدالرحمن بن حسن في المقامات عندما تحدث عن الدرعية بأنها "شعاب لا يمكن تحصينها بالأبواب والبناء"(20) لذلك كان لابد من الحرص على حراسة هذه الممرات والروافد، وبالفعل فقد استدرك الإمام عبدالله هذا الأمر، وقد اتضح ذلك من طريقته في توزيع قوات الدفاع حول الدرعية.
كما تناول هذا الفصل مبحثًا خاصًا بالمنشآت الدفاعية في الدرعية وتاريخ بناء هذه المنشآت، ودراسة تفصيلية لأسوار الدرعية وأهم أبراجها وقصورها وقلاعها.
وختام هذا الفصل كان مبحثًا عن الاستعدادات الأخيرة لمواجهة الحصار، ووصفًا تفصيليًا لتوزيع القوات وقياداتها حول أسوار الدرعية، ويلحظ على هذا التوزيع أن غالب القيادات كانت من آل سعود أو بعضًا من أشد المخلصين للدولة، كما كانت الفرق المدافعة من البلدان الأخرى تضم أعدادًا من أهل الدرعية؛ وذلك لأنهم أعلم ببلدتهم وطرقها، كما نجد أن أغلب القوات تركزت في نقاط الدفاع الشمالية والشمالية الغربية لتوقع هجوم إبراهيم باشا من جهة الشمال(21).
الفصل الثالث: وهو بعنوان "معارك الدرعية وسقوطها"، وقد تناول ضرب إبراهيم باشا الحصار حول الدرعية بعد أن رأى حجم الاستعدادات والتحصينات التي أقامها الإمام عبدالله للدفاع عنها. فقد وجد أن القيام بعملية اقتحام مباشر للبلدة لن يحقق الفائدة المرجوة، لذلك فضل اتخاذ أسلوب المحاصرة والتضييق لإضعافها حتى يتمكن من إسقاطها، وهذا ما أوضحه إبراهيم باشا بنفسه في إحدى رسائله إلى والده(22).
وقد تركزت خططه في ضرب الحصار في محورين أساسيين، أحدهما إقامة المنشآت العسكرية اللازمة لضرب الحصار، حيث عمل على إنشاء منظومة من المنشآت الهندسية والحواجز الخاصة لضرب الحصار من متاريس وخنادق ومرابض لنصب المدافع ومعاقل خاصة لمراكز القيادة ومستودعات للذخيرة والمعدات(23).
أما المحور الثاني فارتكز على توزيع القوات، حيث عمد إبراهيم باشا إلى اتخاذ إستراتيجية مختلفة في الحصار نتيجة لطبيعة أراضي الدرعية وكونها بلدة متسعة ومستطيلة الشكل يخترقها وادي حنيفة من الوسط، وبها شعاب وممرات على طول جانبيها؛ لذلك اتخذ طريقه عبر الوادي بحيث يستولي على أحياء الدرعية القائمة على جانبيه الواحد تلو الآخر. وبناء على ذلك عمل على تقسيم قواته إلى ثلاثة أقسام رئيسة؛ قوة مركزية بقيادته تتقدم في بطن الوادي، وجناحين على جانبي الوادي لضرب تحصينات الدفاع، فنشر قواته أرتالاً متفرقة مقابل قوات الدرعية المتمركزة في النقاط الدفاعية داخل أسوار الدرعية وخارجها(24)، وبعد ذلك بدأت المعارك العسكرية بين الطرفين.
استمر حصار الدرعية ستة أشهر وخمسة أيام حدث فيها العديد من المعارك، وقد مر هذا الحصار بعدة مراحل، وقد تم تقسيمه إلى أربع مراحل رئيسة؛ وذلك نظرًا للمتغيرات أو النتائج التي حققتها كل مرحلة باعتبارها نقطة فاصلة في أحداث الحصار.
وقد تطرق هذا الفصل أيضًا إلى عدة موضوعات مهمة ارتبطت بأحداث الحصار، منها أوضاع أهالي الدرعية أثناء الحصار، ودور ولاة الدولة العثمانية في بغداد والشام والحجاز في حصار الدرعية ومواقف حاضرة نجد وباديتها من هذا الحصار، وكذلك موقف القوى المجاورة لنجد في عمان واليمن والكويت، إضافة إلى موقف القوى العالمية من الحصار وسقوط الدرعية.
كما عالج هذا الفصل عوامل سقوط الدرعية وانهيار الدولة السعودية، موضحًا أن هناك عوامل مباشرة حصلت أثناء حملة إبراهيم باشا وحصاره للدرعية، وعوامل أخرى غير مباشرة كانت مقدمات لتحلل الدولة وسقوطها اتضحت منذ فترة مبكرة من بداية الحملات المصرية عليها، خاصة أن هذه الدولة كانت منذ بداية نشأتها وحتى سقوطها في حالة حرب مع أعدائها، فقد كانت أطراف الدولة تشكل دائمًا مصدرًا للاضطراب وتهديدًا للدولة، وحتى وقت وصول الحملات المصرية لم تكن الدولة السعودية قادرة على ضبط حدودها وضبط علاقاتها بالقوى المجاورة لها، مما أدى إلى تكالب هذه القوى عليها في النهاية، كما أن الدولة السعودية لم تكن على علاقات جيدة مع القوى المجاورة؛ فلم تجد حليفًا يساندها ضد هذا الاعتداء، واضطرت أن تواجه بمفردها قوى مختلفة متحدة على هدف واحد وهو القضاء عليها.
أما العوامل المباشرة فانصبت في عدة محاور سياسية وعسكرية واقتصادية ونفسية، وهي إجمالاً كالتالي:
- عدم تكافؤ القوة العسكرية بين الطرفين.
- عدم استغلال السعوديين للفرص المتاحة لمواجهة الحملة.
- الأخطاء الحربية التي ارتكبتها القيادة السعودية.
- طول مدة الحصار مما أنهك السعوديين الذين كانوا منقطعين عن العالم الخارجي، في حين كانت القوات العثمانية المصرية تتلقى المساعدات والإمدادات باستمرار، فتزداد قوة مقابل ضعف القوات السعودية المحاصرة.
- ظهور الخيانة.
- عوامل نفسية نتيجة لتوالي الهزائم على القوات السعودية.
كما تطرق هذا الفصل إلى نتائج سقوط الدرعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، تطرقًا موجزًا وسريعًا؛ لأن هذا الموضوع يحتاج إلى تفاصيل كبيرة ومهمة قد تشكل هي بمفردها بحثًا آخر.

فاطمة بنت حسين القحطاني


من مصدر آخر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب بلغ عدد صفحاته ثلاثمائة وخمسا وتسعين صفحة، من تأليف فاطمة بنت حسين القحطاني، من

إصدارات دارة الملك عبد العزيز، يتحدث الكتاب عن الدوافع السياسية والاقتصادية والدينية والعسكرية التي كانت وراء إرسال حملة إبراهيم باشا لإسقاط هذه الدولة الخيرة، ويبين مراحل سيرة هذه الحملة حتى وصولها إلى الدرعية، ويذكر بالجهود التي بذلت لتحصين الدرعية والدفاع عنها من هذه الحملة الظالمة.
كما يفصل الكتاب الحديث عن المعارك التي دارت في الدرعية والتي انتهت بسقوطها، ويشير إلى مواقف القوى العالمية والإقليمية من هذا السقوط، ويوضح العوامل التي أدت إليه، والنتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ترتبت عليه.
ولو أردنا أن نحيط إحاطة كاملة بما تناولته المؤلفة في الكتاب لقلنا إنها تحدثت عن الدرعية وأهميتها في الدولة السعودية الأولى، حيث عرضت لنشأة الدرعية وقيام الدولة السعودية الأولى في الدرعية وعلاقة الدولة السعودية الأولى بالدولة العثمانية، ثم تحدثت عن حملة إبراهيم باشا في طريقها إلى الدرعية، فعرضت إلى أسباب إرسال حملة إبراهيم باشا وفصلت في الدوافع السياسية والاقتصادية والدينية والعسكرية، ثم تحدثت عن استعدادات الحملة وتركيبة جيش إبراهيم باشا وقادة الحملة وسير الحملة، والحملة في ينبع وإبراهيم باشا في المدينة والحملة في الصويدرة والحملة في الحناكية والحملة في القصيم وحصار الرس وسقوطها وسقوط الخبراء وعنيزة وبريدة والحملة المصرية في الوشم وحصار شقراء وسقوط ضرما.
وتحدثت في الفصل الثاني عن تحصينات الدرعية وإجراءات الدفاع الأولية وتسليح الدرعية وتموينها وقوات دفاعها، وأثر أمراء آل سعود في الدفاع عن الدرعية والموقع الجغرافي للدرعية وأثره في المواجهة العسكرية والامتداد العمراني للدرعية وأثره في مواجهة الحصار والمنشآت الدفاعية في الدرعية والاستعدادات الأخيرة لمواجهة الحصار.
وفي الفصل الثالث تحدثت عن معارك الدرعية وسقوطها ووصول حملة إبراهيم باشا إلى الدرعية وحصار الدرعية وإقامة المنشآت العسكرية اللازمة لضرب الحصار وتوزيع القوات، ثم تحدثت عن معارك الدرعية في المرحلة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، وسقوط الدرعية واتفاقيات الصلح وأوضاع أهالي الدرعية أثناء الحصار، وأثر ولاة الدولة العثمانية في بغداد والشام والحجاز في حصار الدرعية، وموقف حاضرة نجد وباديتها من حصار الدرعية، وموقف القوى المجاورة لنجد من حصار الدرعية، وموقف القوى العالمية من حصار الدرعية وسقوطها، وعوامل سقوط الدرعية وانهيار الدولة السعودية الأولى ونتائج سقوط الدرعية. ويهدف الكتاب بشكل عام إلى توضيح أهمية الدرعية بصفتها عاصمة للدولة السعودية الأولى، وموقف الدولة العثمانية ودوافعها للقضاء على الدرعية ومواصلة التحرك العسكري ضدها على الرغم من استعادة الحرمين الشريفين، كما يهدف الكتاب للتعرف على تفاصيل حملة إبراهيم باشا، وسيرها للدرعية وحصارها لها، والمقاومة المحلية التي واجهتها من خلال تحصينات الدرعية وترتيبات الدفاع الأخرى، ومقارنة ميزان القوة العسكرية بين الطرفين من خلال العنصر البشري والعتاد الحربي والتمويني والوضوح الاستراتيجي.
استندت المؤلفة في معلومات كتابها على وثائق وكتب غاية في الأهمية منها، الوثائق العثمانية والتي تعد أهم المصادر التي اعتمدت عليها الدراسة ــ كما تقول المؤلفة ــ كما استفادت من المصادر التاريخية المحلية وفي مقدمتها كتاب عثمان بن بشر «عنوان المجد في تاريخ نجد» الذي يعد من مصادر الدراسة الرئيسية، فابن بشر من المعاصرين للأحداث وقد فصل في أحداث حملة إبراهيم باشا وحصارها للدرعية، وكتاب «روضة الأفكار والإفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام» وكتاب « تاريخ الفاخري» وكتاب « تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد» كما اعتمدت الدراسة على مصادر أجنبية ومصادر مصرية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..