كثيرة
هي المصطلحات الغربية التي ابتليت بها الساحة الثقافية والفكرية المعاصرة
في عالمنا العربي
والإسلامي , ويعود ذلك بالطبع إلى سيطرة الغرب على معظم
وسائل الإعلام في العالم , وقدرته الكبيرة جدا على نشر أي مصطلح أو عبارة
بالمعنى الذي يريد هو , لا بمعناها الحقيقي اللغوي أو الاصطلاحي العلمي ,
ولذلك لا نعجب لكثرة تداول بعض هذه المصطلحات على الساحة الإعلامية
والفكرية والثقافية , دون الرجوع لمعناها الحقيقي .
فكلمات
ومصطلحات من أمثال : الإرهاب والمتشددين في موازاة المعتدلين والأصوليين
والمتزمتين والمتعصبين والعولمة والطائفية وتحرير المرأة والحداثة والتنوير
ومحور الشر........ مصطلحات وكلمات غربية بامتياز , وضعت كل واحدة منها
لتؤدي هدفا وغاية سياسية , بمرجعية عقائدية وفكرية غربية معادية للإسلام
والمسلمين .
فالإرهاب
كمصطلح غربي حديث , وضع فقط لتشويه صورة الجهاد الإسلامي والمجاهدين
المسلمين في العالم , وإلصاق كل تهم القتل والوحشية والتخريب والتدمير بكل
مسلم مجاهد , أما غير المسلمين – اليهود والنصارى والصهيونية والفرق
الباطنية وغيرها – فمهما قتلوا ودمروا وشردوا , فلا يمكن بحال اتهامهم
بالإرهاب - والواقع يدل على ذلك - فهذا مصطلح مخصص للمسلمين حصرا , لنسف
الجهاد من حياتهم , وإخراجه من النطاق العملي الفعلي إلى النطاق النظري
البحثي , و الاكتفاء بالتبرك بتلاوة آيات الجهاد في القرآن الكريم والسنة
النبوية الشريفة , ولو استطاعوا حذف تلك الآيات والأحاديث لفعلوا , ولعل
الهجمة الشرسة على مفهوم ولفظ الجهاد في الإسلام , في أعقاب هجمات الحادي
عشر من سبتمبر , خير برهان ودليل على ذلك , فقد وصلت الهجمة حدود حذف آيات
الجهاد والقتال من مناهج الدراسة بمختلف مراحل التعليم العربية والإسلامية .
وكذلك مصطلح الطائفية , فالكلمة لغويا وتاريخيا وإسلاميا لا تحمل أي نوع من أنواع الاقتتال أو العنف , إلا أن الغرب بما يبثه من سموم
, وما يحمله في قلبه من عداء للإسلام الصحيح الذي يخشاه , حول كلمة
الطائفية من معناها اللغوي العادي , إلى مفهوم الاقتتال والحرب واللعنة
والبؤس والشقاء , الذي يلصقه بالطائفة التي يريد في الوقت الذي يريد ,
وغالبا ما يقع اتهامه على العدو اللدود والأشد له , ألا وهو الإسلام و
المسلمون , بينما لا توصف أعمال النصارى واليهود والباطنية والبوذية تجاه
غيرهم بشكل عام , وتجاه المسلمين بشكل خاص بالطائفية , ولعل ما يحدث لمسلمي
أركان الروهينجا في بورما البوذية خير دليل وبرهان على ما نقول , فلم نسمع
بتصريح غربي واحد يتهم حكومة ميانمار بالطائفية ؟؟!! فمصطلح الطائفية
كمصطلح الإرهاب تماما , خاص بالمسلمين فقط دون غيرهم من الأديان والملل
والمذاهب .
معنى الطائفية
جاء في المعجم الوسيط : الطائفة : الجماعة والفرقة ، وفي التنـزيل { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما }
الحجرات/9 , والطائفة : جماعة من الناس يجمعهم مذهب أو رأي يمتازون بـه ,
والطائفة : الجزء والقطعة , والطائفي : نسبة إلى الطائف ( مدينة في الحجاز )
أو نسبة إلى الطائفة ، والطائفية : التعصب لطائفة معينة ( محدثـة ) (1)
فالطائفية
بمعنى التعصب لطائفة أو مذهب محدث وليس قديم , وقد كان في الجاهلية تعصب
للقبيلة , فجاء الإسلام ليجعل الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويقضي
على العصبية القبلية التي كانت موجودة .
و في لسان العرب : الطائفةُ من الشيء جزء منه , وفي التنزيل العزيز {وليَشْهَد عَذابَهما طائفةٌ من المؤمنين}
النور/2 , قال مجاهد : الطائفةُ الرجل الواحد إلى الأَلف , وقيل : الرجل
الواحد فما فوقه , وقال عطاء : أَقله رجلان , يقال طائفة من الناس وطائفة
من الليل , وفي الحديث ( لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي على الحقّ ) (2) الطائفةُ : الجماعة من الناس وتقع على الواحد كأَنه أَراد نفساً طائفة , وسئل إسحق بن راهويه عنه فقال : الطائفةُ دون الأَلف .(3)
وفي
القرآن الكريم لم يرد لفظ الطائفية أبدا, وإنما ورد لفظ الطائفة بصيغة
المفرد والمثنى (23) مرة, معظمها بمعنى المجموعة من الناس , سواء كانت
مؤمنة أو كافرة أو منافقة. (4)
وفي
التعريفات المعاصرة الحديثة يرى الدكتور (طه جابرعلواني) رئيس جامعة قرطبة
وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي : أن البناء اللفظي لكلمة الطائفية يحمل
معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه , بل يتحرك في إطاره وربما
لصالحه لقوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) التوبة/ 122 .
فالطائفية
مصدر صناعي أخذناه من الطائفة ، والطائفة هي مجموعة من البشر يفترض أن لا
تتجاوز الألف ، تتحرك من الكل في إطار جزئية معينة تكون قد اختارتها وتعصبت
لها , أو تبنتها مقولةً أو مذهباً أو رأياً , وبدأت تكرس جهودها لإبرازها
على حساب مشتركات مع الكل الذي تنتمي إليه ، فهناك مثلاً أمةٌ مسلمة وهناك
طوائف داخل هذه الأمة ، فالطائفة أحياناً تتجاوز أهمية الانتماء إلى الأمة
لتركز على قضايا محددة تكون قد تبنتها ، ويقال طائفيٌ لذلك الإنسان الذي
يعلي ما التزمته الطائفة أو تبنته على المشتركات مع الأمة ، ويعطيها من
الاهتمام أكثر مما يعطي لتلك المشتركات ، وبالتالي يصبح رغم اتصاله بجسد
الأمة الكبير يكاد ينفصل عنها . (5)
والخلاصة أن الطائفية كمفهوم لغوي وفكري وشرعي هي عبارة عن تجسيد لعدد من الناس (أقلية) متحركة في إطار الكل دون أن تنفصل عنه ,
ولم تكن الطائفية – تبعا لهذا المعنى – مشكلة في عالمنا العربي والإسلامي
ولا في مجتمعاتها , بل كانت في غالب الأحيان مصدرا للتنوع والقوة والاجتهاد
, بل وسببا في دخول كثير من الناس في الإسلام – سواء كان المسلمون أكثرية
أم أقلية – فالإسلام صهر جميع الأعراق والأجناس في بوتقته , فلم يعد هناك
أقلية وأكثرية في الإسلام , فالكل مسلمون سواء كانوا فرسا أو روما عربا أو
عجما , فالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والغزالي والقرطبي وصلاح الدين
وغيرهم من العلماء والأمراء , كلهم مسلمون دون ذكر لجنس أو لون أو طائفة أو
بلد .
الطائفية والاستعمار
هناك
تلازم تاريخي بين الاستعمار والطائفية , فما حل الاستعمار بأرض إلا وكان
سلاحه الأبرز فيها الطائفية , أي استغلال مفهوم الأقليات في تلك البلاد
لاستخدامها واللعب بورقتها ضد الأغلبية – كما حصل في البلاد العربية
والإسلامية أثناء فترة الاحتلال الفرنسي والإنكليزي والإيطالي وغيرهم - أو
العكس - كما حدث في تدخله في
الخلافة العثمانية في مراحل ضعفها الأخيرة , حيث استغل موضوع الأقليات
(المسيحية واليهودية وغيرهم) للتدخل في شؤون الخلافة , عن طريق الدسائس
والمكائد والقضاء عليها فيما بعد .
وهذا
ما يؤكده الدكتور (طه جابرعلواني) رئيس جامعة قرطبة وعضو مجمع الفقه
الإسلامي الدولي , حيث لم يبرز هذا المفهوم (الطائفية) باعتباره إشكالية أو
أزمة إلا في القرنين الأخيرين خاصة , وذلك تحت تأثير عوامل داخلية وخارجية
في ظرف تاريخي معين , ساعد على إحداث نوع من التفاعل بين العوامل الداخلية
والمؤثرات الخارجية . (6)
كانت الطائفية إحدى أدوات الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م ، حيث وضع أحد أشهر تجار مصر حينها - وهو يعقوب بن حنا- نفسه
وأمواله الطائلة تحت تصرف الحملة الفرنسية ، وشكل فرقة مكونة من ألفين من
أقباط مصر ، التحقت بالجيش الفرنسي وشاركت في محاربة المصريين ، وكان لها
الدور الأبرز في قمع ثورة القاهرة الثانية سنة 1800م ، هذه العملية (بحسب
المؤرخين) أوجدت - ولأول مرة تاريخيا - فتنة طائفية مازالت في ذاكرة
المصريين .
وكذلك
فعلت فرنسا في كل من لبنان وسوريا , حين دعمت الأقليات فيهما لقمع الثورة
ضدها , فمن المعروف أن بعض نصارى لبنان كانوا يهللون لدخول الفرنسيين على
بلدهم , بل ويطمعون أن لا يخرج الفرنسيون منها , وفي سوريا احتضنت فرنسا
الأقليات للتصدي للأكثرية السنية التي قادت الثورة ضدها , ولم تخرج فرنسا
من سوريا ولبنان حتى اطمئنت على امتيازات و قوة تلك الأقليات .
و
قبل الحملة الفرنسية ، كانت الحملة التي قادها الصفويون - وتحديدا عباس
الأول في إيران ( 1587-1629)- والتي أجبرت سكان بلاد فارس على التحول من
مذهبهم إلى مذهب آخر , وذلك لمنافع سياسية إستراتيجية ، وضعها من قبله
بإتقان إسماعيل الأول .
لقد
استثمرت الحركة الصهيونية العالمية موضوع الطائفية من خلال ما تم التعرف
عليه من أدبيات ومحاضر مؤتمرها العالمي في بازل بسويسرا عام 1879م ،والذي
أصدر قرارات خطيرة ومهمة منها ( نجح اليهود في نشر التعصبات الدينية
والقبلية خلال عشرين قرنا، مما جعل الأمم تنشغل بخطر جيرانها عن الخطر
اليهودي ) (7)
وفي
العصر الحديث وبعد أن تغيرت ملامح العالم بعد الحرب العالمية الثانية ,
تقود الولايات المتحدة الأمريكية مع حليفتها إسرائيل دفة مصطلح الطائفية
الخبيث , وتدعم كل الطوائف المنحرفة والمتطرفة عقائديا وسلوكيا في المنطقة
العربية الإسلامية , وذلك من أجل إشعالها بالعنف , وإشغالها عن مجرد
التفكير في مهاجمة إسرائيل أو حربها .
حيث
يرى زبغنيو بريجينسكي , مستشار الأمن القومي في مدة رئاسة جيمي كارتر(1977
-1981) والذي يعمل حاليا مستشارا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ،
وأستاذا لمادة السياسة الخارجية الأميركية في كلية بول نيتز للدراسات
الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكنز في واشنطن : يرى أن أفضل وسيلة لتفتيت
الأنظمة والدول والشعوب هي تعميق التعدد المذهبي والطائفي والعرقي ، من
خلال تمكين طائفة بعينها ودعمها ، لقهر بقية المكونات , وبهذا ستعاني تلك المجتمعات من مشكلة دائمة، تتعلق بخلق التوافق النسيجي فيما بينها .
وهو
ما بدأه فعلا في عهد الرئيس جيمي كارتر , حين نصح الرئيس بالسماح (للشيعة
السياسية) بالسيطرة على الحكم في إيران , على حساب كل القوى الثورية التي
شاركت في الثورة ضد شاه إيران ، وكان ذلك إيذانا بفتح صفحات مشروع كبير
يرتبط بعقد سياسية أكثر منها دينية ، مرتبطة بتاريخ الطوائف والمذاهب في
المنطقة ، ومنذ ذلك التاريخ تحديدا بدأ ما يسمى (الفوضى الخلاقة) التي
أعلنتها رسميا الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش
(الصغير) وسيلة لبناء شرق أوسط كبير .
وكان
بريجينسكي أول من دعا لتفكيك النظام الإقليمي العربي وطمس عروبته ، وإعادة
تشكيله على أسس عرقية وطائفية , بقوى وطوائف تساعدهم على ذلك وقد وجدت
بغيتها في الشيعة الإيرانية . (8)
ازدواجية استخدام الغرب لمصطلح الطائفية
بما
أن مصطلح الطائفية بالمفهوم الغربي الحديث , ما وجد وضخم إعلاميا وثقافيا
وفكريا إلا ليكون سلاحا مسلطا في وجه المسلمين – السنة – خاصة , فإن هناك
الكثير من التناقضات والازدواجية الغربية في طريقة استخدامه , سواء كان
المسلمون السنة أكثرية أو أقلية في أي بلد عربي أو غير عربي .
فقد
مارست الدول الغربية أبشع أنواع الطائفية في بلادها مع المسلمين هناك ,
حيث التمييز العنصري وملاحقة المسلمين والتضييق عليهم و الانتقاص من
حرياتهم والمساس بشعائر دينهم , دون أن يسمى ذلك طائفية .
وفي
بقية دول العالم كانت الازدواجية الغربية في استخدام هذا المصطلح واضحا
وفاضحا , فبينما تتهم الدول العربية الإسلامية بالطائفية , لمجرد شجار بين
نصراني ومسلم في مصر مثلا , ويكون النصراني هو المتسبب والمعتدي , ثم لا
يساء للنصراني إلا باستدعائه للقضاء والمحاكمة العادلة , فتقوم قائمة الغرب
متهمة تلك الدولة الإسلامية بالطائفية , ومحذرة – عبر عملائها طبعا في تلك
الدولة – من نار الفتنة الطائفية , ومن نتائج ما قد يحدث لو عوقب ذلك
المعتدي أو أخذ حكما قضائيا عادلا .
أما
في بقية دول العالم , فنرى القتل بأبشع الوسائل , ونرى التعذيب والتنكيل
بأشد صوره وألوانه , ونرى التشريد لآلاف المسلمين والتدمير الممنهج لبيوتهم
, دون أن تتهم هذه الدول بالطائفية , أو يرفع في وجهها هذا السلاح الخطير ,
ولعل ما يحدث وما زال في بورما بحق مسلمي الروهينجيا خير دليل ومثال على
هذه الازدواجية البغيضة .
إنه
عصر القوة , الذي يجعل من يمتلكها يتدخل في شعس نعل أتباعه في أي دولة في
العالم , بل ويتدخل في شعس نعل من ينفذون أجندته , من أصحاب العقائد
الباطلة والمحرفة , التي تشترك جميعها مع أسيادها بالعداء الشديد للعقيدة
الصافية الباقية , ألا وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة , ويهدد من يمس أيا
منها بالطائفية , الذي يعني فيما
يعنيه , إما السكوت على ما يمس العقيدة والأخلاق والإسلام , وإما تسليط
أصحاب تلك العقائد الباطلة ضد الإسلام والمسلمين .
والخلاصة أنه يمكن ملاحظة التناقضات والمفارقات التالية حول مفهوم الطائفية :
1-
لم يشهد التاريخ الإسلامي السني ظلما أو حيفا بالطوائف الأخرى , وذلك
بشهادة تلك الطوائف التي أخذت كامل حقوقها في ظل الدولة الإسلامية , دون أن
يظهر مصطلح الطائفية في ذلك الوقت .
بينما
يشهد التاريخ الحديث , الذي تتزعمه قوى الصهيونية العالمية - والتي تكثرمن
استخدام كلمة الطائفية - ظلما شديدا بحق المسلمين السنة في ميانمار
وبنجلادش والصين وروسيا وأمريكا والغرب وإيران وغيرها , دون أن تتهم هذه
الدول بممارسة الطائفية .
2-
في كل مرة يحاول فيه أهل السنة والجماعة الرد على مخالفيهم في العقيدة ,
من الشيعة والنصارى وغيرهم , ليكشفوا باطلهم بشكل علمي منضبط , يشهر في
وجوههم سلاح مصطلح الطائفية , فأي نقد للنصارى أو الشيعة يقسم الأمة ويمزق
وحدتها ويفيد منه العدو الصهيوني كما يزعمون , فالواجب على أهل السنة الصمت
عن كل نقد وسب وقدح يمس عقيدتهم ودينهم حتى لا يقعوا في الطائفية .
بينما
سب الشيعة للصحابة وأمهات المؤمنين علنا , ورفضهم إصدار أي فتوى علنية
بتحريم قتل أهل السنة من علمائهم ومراجعهم , وكذلك تصريحات بابا الفاتيكان
المسيئة للإسلام والمسلمين بين الحين والآخر , والرسوم و الأفلام الغربية
المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم , كل ذلك لا يعتبر طائفية ولا ينقض وحدة
الأمة ويهددها أمام عدوها الأكبر أمريكا وإسرائيل كما تدعي الشيعة ,
والنصارى العرب الذين يعيشون مع المسلمين .
3-
وأخيرا وصل الأمر بتناقض و ازدواجية استخدام الطائفية من قبل الغرب وإيران
في الآونة الأخيرة , أن قلبت الموازين والأحكام , فأصبح المدافع عن نفسه
وحقه ووجوده طائفيا , بينما المعتدي والباغي لا يتهم بالطائفية ولا تنسب
إليه مطلقا , وإنما تبرر أعماله الطائفية العلنية سياسة وتحالفات ومشروع
إقليمي وغير ذلك . ولعل ما يحدث في العراق وسوريا خير دليل على ذلك .
إن
الطائفية بالمفهوم المعاصر مصطلح غريب وحديث , لم تعرفه الدولة الإسلامية و
لم يعرفه المسلمون عبر تاريخهم الطويل , إنما عرفوا التعايش والتعاون على
أمور الدنيا , وما يحقق الأمن والأمان لبعضهم البعض , مع جميع الملل والنحل
والمذاهب والطوائف , بدء باليهود والنصارى في عهد النبوة , وصولا إلى
الفرس والروم بعد فتحها في العهد الراشدي والأموي , وانتهاء بجميع الملل
الذي ظهرت في أعقاب ذلك
أما
طائفية قتل الآخر على الهوية أو لمجرد الانتماء لطائفة معينة , وطائفية
ظلم الآخر وتعذيبه واضطهاده , وطائفية اقصاء الآخر وتهميشه وإهماله , فلا
ولم ولن يعرفها المسلمون السنة أبدا , فضلا عن أن يطبقوها أو يعملوا بها ,
فإن صفاء عقيدتهم المستقاة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,
وتركيبة نفوسهم وقلوبهم التي لا تتقبل الظلم والاضطهاد والتعذيب يمنعهم من
ذلك .
ــــــــــــــ
الفهارس
(1) المعجم الوسيط مجموعة من المؤلفين 2/571
(2) المستدرك على الصحيحين للحاكم 4/593 برقم 8653
(3) لسان العرب ابن منظور 9/225 مادة : طوف
(4) انظر الآيات : 69-72-154 من سورة آل عمران , و 81-102-113 من سورة النساء , و66-122 من سورة التوبة وغيرها من الآيات
(5) انظر بحثه : الانقسامات الطائفية وآثارها المستقبلية
(6) المرجع السابق
(7) بروتوكولات حكماء صهيون البرتوكول الخامس منه
(8) انظر كتابه (بين جيلين) الذي كتبه في منتصف السبعينيات من القرن الماضي .
.......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..