الأحد، 12 مايو 2013

الطائفية ولعبة المصطلحات الغربية الخبيثة

كثيرة هي المصطلحات الغربية التي ابتليت بها الساحة الثقافية والفكرية المعاصرة في عالمنا العربي
والإسلامي , ويعود ذلك بالطبع إلى سيطرة الغرب على معظم وسائل الإعلام في العالم , وقدرته الكبيرة جدا على نشر أي مصطلح أو عبارة بالمعنى الذي يريد هو , لا بمعناها الحقيقي اللغوي أو الاصطلاحي العلمي , ولذلك لا نعجب لكثرة تداول بعض هذه المصطلحات على الساحة الإعلامية والفكرية والثقافية , دون الرجوع لمعناها الحقيقي .


 فكلمات ومصطلحات من أمثال : الإرهاب والمتشددين في موازاة المعتدلين والأصوليين والمتزمتين والمتعصبين والعولمة والطائفية وتحرير المرأة والحداثة والتنوير ومحور الشر........ مصطلحات وكلمات غربية بامتياز , وضعت كل واحدة منها لتؤدي هدفا وغاية سياسية , بمرجعية عقائدية وفكرية غربية معادية للإسلام والمسلمين .

 فالإرهاب كمصطلح غربي حديث , وضع فقط لتشويه صورة الجهاد الإسلامي والمجاهدين المسلمين في العالم , وإلصاق كل تهم القتل والوحشية والتخريب والتدمير بكل مسلم مجاهد , أما غير المسلمين – اليهود والنصارى والصهيونية والفرق الباطنية وغيرها – فمهما قتلوا ودمروا وشردوا , فلا يمكن بحال اتهامهم بالإرهاب - والواقع يدل على ذلك - فهذا مصطلح مخصص للمسلمين حصرا , لنسف الجهاد من حياتهم , وإخراجه من النطاق العملي الفعلي إلى النطاق النظري البحثي , و الاكتفاء بالتبرك بتلاوة آيات الجهاد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , ولو استطاعوا حذف تلك الآيات والأحاديث لفعلوا , ولعل الهجمة الشرسة على مفهوم ولفظ الجهاد في الإسلام , في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر , خير برهان ودليل على ذلك , فقد وصلت الهجمة حدود حذف آيات الجهاد والقتال من مناهج الدراسة بمختلف مراحل التعليم العربية والإسلامية .

  وكذلك مصطلح الطائفية , فالكلمة لغويا وتاريخيا وإسلاميا لا تحمل أي نوع من أنواع الاقتتال أو العنف , إلا أن الغرب بما يبثه من سموم , وما يحمله في قلبه من عداء للإسلام الصحيح الذي يخشاه , حول كلمة الطائفية من معناها اللغوي العادي , إلى مفهوم الاقتتال والحرب واللعنة والبؤس والشقاء , الذي يلصقه بالطائفة التي يريد في الوقت الذي يريد , وغالبا ما يقع اتهامه على العدو اللدود والأشد له , ألا وهو الإسلام و المسلمون , بينما لا توصف أعمال النصارى واليهود والباطنية والبوذية تجاه غيرهم بشكل عام , وتجاه المسلمين بشكل خاص بالطائفية , ولعل ما يحدث لمسلمي أركان الروهينجا في بورما البوذية خير دليل وبرهان على ما نقول , فلم نسمع بتصريح غربي واحد يتهم حكومة ميانمار بالطائفية ؟؟!! فمصطلح الطائفية كمصطلح الإرهاب تماما , خاص بالمسلمين فقط دون غيرهم من الأديان والملل والمذاهب .

 معنى الطائفية

جاء في المعجم الوسيط : الطائفة : الجماعة والفرقة ، وفي التنـزيل { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } الحجرات/9 , والطائفة : جماعة من الناس يجمعهم مذهب أو رأي يمتازون بـه , والطائفة : الجزء والقطعة , والطائفي : نسبة إلى الطائف ( مدينة في الحجاز ) أو نسبة إلى الطائفة ، والطائفية : التعصب لطائفة معينة ( محدثـة ) (1)

 فالطائفية بمعنى التعصب لطائفة أو مذهب محدث وليس قديم , وقد كان في الجاهلية تعصب للقبيلة , فجاء الإسلام ليجعل الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويقضي على العصبية القبلية التي كانت موجودة .

 و في لسان العرب : الطائفةُ من الشيء جزء منه , وفي التنزيل العزيز {وليَشْهَد عَذابَهما طائفةٌ من المؤمنين} النور/2 , قال مجاهد : الطائفةُ الرجل الواحد إلى الأَلف , وقيل : الرجل الواحد فما فوقه , وقال عطاء : أَقله رجلان , يقال طائفة من الناس وطائفة من الليل , وفي الحديث ( لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي على الحقّ ) (2) الطائفةُ : الجماعة من الناس وتقع على الواحد كأَنه أَراد نفساً طائفة , وسئل إسحق بن راهويه عنه فقال : الطائفةُ دون الأَلف .(3)

وفي القرآن الكريم لم يرد لفظ الطائفية أبدا, وإنما ورد لفظ الطائفة بصيغة المفرد والمثنى (23) مرة, معظمها بمعنى المجموعة من الناس , سواء كانت مؤمنة أو كافرة أو منافقة. (4)

وفي التعريفات المعاصرة الحديثة يرى الدكتور (طه جابرعلواني) رئيس جامعة قرطبة وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي : أن البناء اللفظي لكلمة الطائفية يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه , بل يتحرك في إطاره وربما لصالحه لقوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) التوبة/ 122 .

فالطائفية مصدر صناعي أخذناه من الطائفة ، والطائفة هي مجموعة من البشر يفترض أن لا تتجاوز الألف ، تتحرك من الكل في إطار جزئية معينة تكون قد اختارتها وتعصبت لها , أو تبنتها مقولةً أو مذهباً أو رأياً , وبدأت تكرس جهودها لإبرازها على حساب مشتركات مع الكل الذي تنتمي إليه ، فهناك مثلاً أمةٌ مسلمة وهناك طوائف داخل هذه الأمة ، فالطائفة أحياناً تتجاوز أهمية الانتماء إلى الأمة لتركز على قضايا محددة تكون قد تبنتها ، ويقال طائفيٌ لذلك الإنسان الذي يعلي ما التزمته الطائفة أو تبنته على المشتركات مع الأمة ، ويعطيها من الاهتمام أكثر مما يعطي لتلك المشتركات ، وبالتالي يصبح رغم اتصاله بجسد الأمة الكبير يكاد ينفصل عنها . (5)

 والخلاصة أن الطائفية كمفهوم لغوي وفكري وشرعي هي عبارة عن تجسيد لعدد من الناس (أقلية) متحركة في إطار الكل دون أن تنفصل عنه , ولم تكن الطائفية – تبعا لهذا المعنى – مشكلة في عالمنا العربي والإسلامي ولا في مجتمعاتها , بل كانت في غالب الأحيان مصدرا للتنوع والقوة والاجتهاد , بل وسببا في دخول كثير من الناس في الإسلام – سواء كان المسلمون أكثرية أم أقلية – فالإسلام صهر جميع الأعراق والأجناس في بوتقته , فلم يعد هناك أقلية وأكثرية في الإسلام , فالكل مسلمون سواء كانوا فرسا أو روما عربا أو عجما , فالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والغزالي والقرطبي وصلاح الدين وغيرهم من العلماء والأمراء , كلهم مسلمون دون ذكر لجنس أو لون أو طائفة أو بلد .

 الطائفية والاستعمار

هناك تلازم تاريخي بين الاستعمار والطائفية , فما حل الاستعمار بأرض إلا وكان سلاحه الأبرز فيها الطائفية , أي استغلال مفهوم الأقليات في تلك البلاد لاستخدامها واللعب بورقتها ضد الأغلبية – كما حصل في البلاد العربية والإسلامية أثناء فترة الاحتلال الفرنسي والإنكليزي والإيطالي وغيرهم - أو العكس -  كما حدث في تدخله في الخلافة العثمانية في مراحل ضعفها الأخيرة , حيث استغل موضوع الأقليات (المسيحية واليهودية وغيرهم) للتدخل في شؤون الخلافة , عن طريق الدسائس والمكائد والقضاء عليها فيما بعد .

 وهذا ما يؤكده الدكتور (طه جابرعلواني) رئيس جامعة قرطبة وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي , حيث لم يبرز هذا المفهوم (الطائفية) باعتباره إشكالية أو أزمة إلا في القرنين الأخيرين خاصة , وذلك تحت تأثير عوامل داخلية وخارجية في ظرف تاريخي معين , ساعد على إحداث نوع من التفاعل بين العوامل الداخلية والمؤثرات الخارجية . (6)

كانت الطائفية إحدى أدوات الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م ، حيث وضع أحد أشهر تجار مصر حينها - وهو يعقوب بن حنا-  نفسه وأمواله الطائلة تحت تصرف الحملة الفرنسية ، وشكل فرقة مكونة من ألفين من أقباط مصر ، التحقت بالجيش الفرنسي وشاركت في محاربة المصريين ، وكان لها الدور الأبرز في قمع ثورة القاهرة الثانية سنة 1800م ، هذه العملية (بحسب المؤرخين) أوجدت - ولأول مرة تاريخيا - فتنة طائفية مازالت في ذاكرة المصريين .

 وكذلك فعلت فرنسا في كل من لبنان وسوريا , حين دعمت الأقليات فيهما لقمع الثورة ضدها , فمن المعروف أن بعض نصارى لبنان كانوا يهللون لدخول الفرنسيين على بلدهم , بل ويطمعون أن لا يخرج الفرنسيون منها , وفي سوريا احتضنت فرنسا الأقليات للتصدي للأكثرية السنية التي قادت الثورة ضدها , ولم تخرج فرنسا من سوريا ولبنان حتى اطمئنت على امتيازات و قوة تلك الأقليات .

 و قبل الحملة الفرنسية ، كانت الحملة التي قادها الصفويون - وتحديدا عباس الأول في إيران ( 1587-1629)- والتي أجبرت سكان بلاد فارس على التحول من مذهبهم إلى مذهب آخر , وذلك لمنافع سياسية إستراتيجية ، وضعها من قبله بإتقان إسماعيل الأول .

لقد استثمرت الحركة الصهيونية العالمية موضوع الطائفية من خلال ما تم التعرف عليه من أدبيات ومحاضر مؤتمرها العالمي في بازل بسويسرا عام 1879م ،والذي أصدر قرارات خطيرة ومهمة منها ( نجح اليهود في نشر التعصبات الدينية والقبلية خلال عشرين قرنا، مما جعل الأمم تنشغل بخطر جيرانها عن الخطر اليهودي ) (7)

وفي العصر الحديث وبعد أن تغيرت ملامح العالم بعد الحرب العالمية الثانية , تقود الولايات المتحدة الأمريكية مع حليفتها إسرائيل دفة مصطلح الطائفية الخبيث , وتدعم كل الطوائف المنحرفة والمتطرفة عقائديا وسلوكيا في المنطقة العربية الإسلامية , وذلك من أجل إشعالها بالعنف , وإشغالها عن مجرد التفكير في مهاجمة إسرائيل أو حربها .

حيث يرى زبغنيو بريجينسكي , مستشار الأمن القومي في مدة رئاسة جيمي كارتر(1977 -1981) والذي يعمل حاليا مستشارا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ، وأستاذا لمادة السياسة الخارجية الأميركية في كلية بول نيتز للدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكنز في واشنطن : يرى أن أفضل وسيلة لتفتيت الأنظمة والدول والشعوب هي تعميق التعدد المذهبي والطائفي والعرقي ، من خلال تمكين طائفة بعينها ودعمها ، لقهر بقية المكونات , وبهذا  ستعاني تلك المجتمعات من مشكلة دائمة، تتعلق بخلق التوافق النسيجي فيما بينها .

وهو ما بدأه فعلا في عهد الرئيس جيمي كارتر , حين نصح الرئيس بالسماح (للشيعة السياسية) بالسيطرة على الحكم في إيران , على حساب كل القوى الثورية التي شاركت في الثورة ضد شاه إيران ، وكان ذلك إيذانا بفتح صفحات مشروع كبير يرتبط بعقد سياسية أكثر منها دينية ، مرتبطة بتاريخ الطوائف والمذاهب في المنطقة ، ومنذ ذلك التاريخ تحديدا بدأ ما يسمى (الفوضى الخلاقة) التي أعلنتها رسميا الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش (الصغير) وسيلة لبناء شرق أوسط كبير .

وكان بريجينسكي أول من دعا لتفكيك النظام الإقليمي العربي وطمس عروبته ، وإعادة تشكيله على أسس عرقية وطائفية , بقوى وطوائف تساعدهم على ذلك وقد وجدت بغيتها في الشيعة الإيرانية . (8)

 ازدواجية استخدام الغرب لمصطلح الطائفية

بما أن مصطلح الطائفية بالمفهوم الغربي الحديث , ما وجد وضخم إعلاميا وثقافيا وفكريا إلا ليكون سلاحا مسلطا في وجه المسلمين – السنة – خاصة , فإن هناك الكثير من التناقضات والازدواجية الغربية في طريقة استخدامه , سواء كان المسلمون السنة أكثرية أو أقلية في أي بلد عربي أو غير عربي .

فقد مارست الدول الغربية أبشع أنواع الطائفية في بلادها مع المسلمين هناك , حيث التمييز العنصري وملاحقة المسلمين والتضييق عليهم و الانتقاص من حرياتهم والمساس بشعائر دينهم , دون أن يسمى ذلك طائفية .

وفي بقية دول العالم كانت الازدواجية الغربية في استخدام هذا المصطلح واضحا وفاضحا , فبينما تتهم الدول العربية الإسلامية بالطائفية , لمجرد شجار بين نصراني ومسلم في مصر مثلا , ويكون النصراني هو المتسبب والمعتدي , ثم لا يساء للنصراني إلا باستدعائه للقضاء والمحاكمة العادلة , فتقوم قائمة الغرب متهمة تلك الدولة الإسلامية بالطائفية , ومحذرة – عبر عملائها طبعا في تلك الدولة – من نار الفتنة الطائفية , ومن نتائج ما قد يحدث لو عوقب ذلك المعتدي أو أخذ حكما قضائيا عادلا .

 أما في بقية دول العالم , فنرى القتل بأبشع الوسائل , ونرى التعذيب والتنكيل بأشد صوره وألوانه , ونرى التشريد لآلاف المسلمين والتدمير الممنهج لبيوتهم , دون أن تتهم هذه الدول بالطائفية , أو يرفع في وجهها هذا السلاح الخطير , ولعل ما يحدث وما زال في بورما بحق مسلمي الروهينجيا خير دليل ومثال على هذه الازدواجية البغيضة .

 إنه عصر القوة , الذي يجعل من يمتلكها يتدخل في شعس نعل أتباعه في أي دولة في العالم , بل ويتدخل في شعس نعل من ينفذون أجندته , من أصحاب العقائد الباطلة والمحرفة , التي تشترك جميعها مع أسيادها بالعداء الشديد للعقيدة الصافية الباقية , ألا وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة , ويهدد من يمس أيا منها  بالطائفية , الذي يعني فيما يعنيه , إما السكوت على ما يمس العقيدة والأخلاق والإسلام , وإما تسليط أصحاب تلك العقائد الباطلة ضد الإسلام والمسلمين . 

 والخلاصة أنه يمكن ملاحظة التناقضات والمفارقات التالية حول مفهوم الطائفية :

1- لم يشهد التاريخ الإسلامي السني ظلما أو حيفا بالطوائف الأخرى , وذلك بشهادة تلك الطوائف التي أخذت كامل حقوقها في ظل الدولة الإسلامية , دون أن يظهر مصطلح الطائفية في ذلك الوقت .

بينما يشهد التاريخ الحديث , الذي تتزعمه قوى الصهيونية العالمية - والتي تكثرمن استخدام كلمة الطائفية - ظلما شديدا بحق المسلمين السنة في ميانمار وبنجلادش والصين وروسيا وأمريكا والغرب وإيران وغيرها , دون أن تتهم هذه الدول بممارسة الطائفية .

 2- في كل مرة يحاول فيه أهل السنة والجماعة الرد على مخالفيهم في العقيدة , من الشيعة والنصارى وغيرهم , ليكشفوا باطلهم بشكل علمي منضبط , يشهر في وجوههم سلاح مصطلح الطائفية , فأي نقد للنصارى أو الشيعة يقسم الأمة ويمزق وحدتها ويفيد منه العدو الصهيوني كما يزعمون , فالواجب على أهل السنة الصمت عن كل نقد وسب وقدح يمس عقيدتهم ودينهم حتى لا يقعوا في الطائفية .

بينما سب الشيعة للصحابة وأمهات المؤمنين علنا , ورفضهم إصدار أي فتوى علنية بتحريم قتل أهل السنة من علمائهم ومراجعهم , وكذلك تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للإسلام والمسلمين بين الحين والآخر , والرسوم و الأفلام الغربية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم , كل ذلك لا يعتبر طائفية ولا ينقض وحدة الأمة ويهددها أمام عدوها الأكبر أمريكا وإسرائيل كما تدعي الشيعة , والنصارى العرب الذين يعيشون مع المسلمين .

 3- وأخيرا وصل الأمر بتناقض و ازدواجية استخدام الطائفية من قبل الغرب وإيران في الآونة الأخيرة , أن قلبت الموازين والأحكام , فأصبح المدافع عن نفسه وحقه ووجوده طائفيا , بينما المعتدي والباغي لا يتهم بالطائفية ولا تنسب إليه مطلقا , وإنما تبرر أعماله الطائفية العلنية سياسة وتحالفات ومشروع إقليمي وغير ذلك . ولعل ما يحدث في العراق وسوريا خير دليل على ذلك .

إن الطائفية بالمفهوم المعاصر مصطلح غريب وحديث , لم تعرفه الدولة الإسلامية و لم يعرفه المسلمون عبر تاريخهم الطويل , إنما عرفوا التعايش والتعاون على أمور الدنيا , وما يحقق الأمن والأمان لبعضهم البعض , مع جميع الملل والنحل والمذاهب والطوائف , بدء باليهود والنصارى في عهد النبوة , وصولا إلى الفرس والروم بعد فتحها في العهد الراشدي والأموي , وانتهاء بجميع الملل الذي ظهرت في أعقاب ذلك

أما طائفية قتل الآخر على الهوية أو لمجرد الانتماء لطائفة معينة , وطائفية ظلم الآخر وتعذيبه واضطهاده , وطائفية اقصاء الآخر وتهميشه وإهماله , فلا ولم ولن يعرفها المسلمون السنة أبدا , فضلا عن أن يطبقوها أو يعملوا بها , فإن صفاء عقيدتهم المستقاة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , وتركيبة نفوسهم وقلوبهم التي لا تتقبل الظلم والاضطهاد والتعذيب يمنعهم من ذلك .

ــــــــــــــ

الفهارس

(1) المعجم الوسيط مجموعة من المؤلفين  2/571

(2) المستدرك على الصحيحين   للحاكم  4/593 برقم 8653

(3) لسان العرب  ابن منظور  9/225   مادة : طوف

(4) انظر الآيات : 69-72-154 من سورة آل عمران , و 81-102-113 من سورة النساء , و66-122 من سورة التوبة وغيرها من الآيات

(5) انظر بحثه : الانقسامات الطائفية وآثارها المستقبلية

(6) المرجع السابق

(7) بروتوكولات حكماء صهيون  البرتوكول الخامس منه

(8) انظر كتابه (بين جيلين) الذي كتبه في منتصف السبعينيات من القرن الماضي .
.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..