بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد
النبوي الشريف . حاليا
ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً.

 



| * |



هاهو الوقت يمضي مع هذا الإنسان الودود، ولم يكن ليقطع هذا التواصل العقلي والروحي بيننا سوى ماهو خير من ذلك، إنه أذان المغرب يرتفع من مآذن المسجد النبوي تزف إلينا خبر الصلاة بجوار سيد الزهاد وأعمل العاملين الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.



قلت في نفسي ستكون تجربة مميزة أن أحظى بمرافقة معالي «المأموم» صالح الحصين إلى الحرم النبوي، حيث ستفتح الأبواب المغلقة والصفوف المصطكة أمام حضرة هذا «المعالي». لم يكن يشغلني ـ قبل الخروج من منزل الشيخ ـ سوى التفكير، إن كنت سأكون الرجل الثاني خلف الإمام من اليمين، أم الثاني من اليسار؟! وهل سأكون ملزماً إن أخطأ الإمام أن أرد عليه لدنوي منه قبل الناس جميعاً أم لا؟!

كانت هذه هي الهواجس «العالية» حتى خرجنا من منزل الشيخ وقد وضع حذاءه تحت كتفه ثم سار بي وسط جموع «عامة» الناس.

فلما وصلنا الحرم، تقدم وسط الصفوف غير التامة من المأمومين حتى بلغ الصفوف المتكاملة وهو لمّا يصل بعد إلى باب الحرم، فتوقف في الساحة المكتظة ووضع حذاءه بين قدميه ثم وزن قدميه على حافة البلاط غير المفروش.. ثم كبّر للصلاة.

تلفت يمنة ويسرة فلم أجد الإمام أمامي، ولا السّدنة خلفي، أما المأمومون المحيطون بنا من كل جهة فإني أكاد أجزم أنهم قد تقاعدوا من عملهم ـ في بلدانهم ـ براتب أقل من راتب صالح الحصين ورفاهيته!

دعوت الله أن يرزقني قناعة مثل قناعة شيخي صالح الحصين.. ثم كبّرت للصلاة.




توفي الشيخ صالح   الحصين   " رحمه الله "  هذا اليوم  السبت  24    6    1434 هـ
الموافق   4   مايو  2013

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
زياد الدريس
من مجلة العربية
العدد 300 السنة 27 محرم 1423هـ أبريل 2002م