الثلاثاء، 11 يونيو 2013

مهدي الشيعة على القنوات السنّيّة

مهدي الشيعة على القنوات السنّيّة

07-30-1434 11:42
"المثقف الجديد"::
لا يستغرب أن تقوم قنوات إيران أو قناة المنار أو غيرها من القنوات الصفوية بالترويج للعقيدة الصفوية الفارسية بمسلسلات درامية تعرض على هذه القنوات، مثل مسلسل المختار بن عبيد الثقفي أو غيره من المسلسلات، لكن المستغرب أن تبث هذه المسلسلات التي تتبنى الرؤية الصفوية الفارسية للتاريخ الإسلامي على قنوات خليجية وعربية مثل أبوظبي ودريم كما هو الحال مع المسلسلات التي يكتبها منتسبون إلى القومية مثل عبد السلام أمين وممدوح عدوان، وغيرهم.

ففي مسلسل هارون الرشيد يتحرك ابنه الذي أنجبته له مراجل الفارسية، وهو نفسه (أي هارون الرشيد) أنجبه منها من غير أن يعرّفها بنفسه، وإنما اكتفى بأن قال لها إنه تاجر بغدادي فقط، يتحرك ابن الفارسية هذا ويعيش هائماً على وجهه، لا يعرف من هو أبوه، متخفياً، مظلوماً، يتنقل، يعاني من خطر الاضطهاد، والاغتيال، والقتل، ويختفي هنا وهناك، وكأن القصة المرموزة إحدى قصص الأئمة الغائبين في الأساطير الشيعية المعروفة، ما بين الغيبة الصغرى والكبرى، ويفاجئ الرشيد مراجل الفارسية ذات يوم عائداً إليها بعد سنين طويلة، ملقباً ابنها الشريد الغائب غيبته الصغرى بلقب المأمون، وكأن في ذلك رمزاً إلى أن الغائب الفارسي سيأتي ويحكم الأمة ولو بعد غياب طويل!

أما في مسلسل أبي الطيب المتنبي، فرغم أنه مسلسل معروض في قناة أبوظبي، التي تنتمي إلى دولة خليجية كانت ولا تزال تعاني من احتلال إيراني لبعض جزرها حتى يومنا هذا، فإن شخصية المتنبي تم تقديمها فيه على أنه ابن الكوفة المظلوم، الذي يعود في نسبه إلى الإمام الثاني عشر الغائب المنتظر (هكذا صراحة) أو إلى أحد أبنائه، أو إلى أحد رسله ونقبائه، ويصرح المسلسل بأن سبب كتمان أسرة المتنبي نسبه عنه هو أنه طَموح، ولو أنه علم أنه من أبناء الإمام الغائب لما استطاعت الأسرة أن تسيطر على طموحه، ولأدّى به طموحه ذلك إلى القتل. ولذلك فهو حين يسأل جدته عن والده أين هو فإنها تجيبه إنه غائب مختفٍ، لا يظهر، لأنه لو ظهر، فإن خصومه سيبحثون عنه ويقتلونه، لأنه هو المستحق لكل هذا الحكم، وهذه الملك هو ميراثه.

فأي ترميز يحتاج إليه المشاهد بعد هذا ليتم تسريب عقيدة الإمام الغائب المنتظر إلى عقله الباطن؟
إن الأمر لا يقف عند هذا الحد، أي أنه لا يقف عند احتضان القنوات الخليجية والعربية للمسلسلات التي تحتوي على ترميزات وإشارات تصب في صالح الدولة الصفوية ومشاريعها في المنطقة، بل وصل ذلك ببعض القنوات الخليجية صراحة إلى تبني مسلسلات لممثلين موالين للأنظمة الصفوية والنصيرية التي تعيش شبه حرب معلنة مع الخليج العربي، مثل الممثلين الموالين للنظام السوري، فعلى حين غرة تفاجئ قناة إم بي سي مشاهديها بأنها ستعرض مسلسلاً لدريد لحام المعروف بموالاته للنظام السوري إبان الثورة السورية الحالية، ولا تتردد في أن تعلن بكل برود أن "دريد لحام يحاول أن يكون محايداً تجاه الثورة السورية".

وكما يقال: الحبل على الجرار: إذ يبدو القنوات الخليجية هي الوحيدة هي التي تتمتع بما يكفي من المرونة لكي تنتج وتعرض وتقدم البرامج والمسلسلات التي تعادي أنظمتها الرسمية عقائدياً وسياسياً وعسكرياً، سواءً أكان ذلك بقصد أو بغفلة، وكلا الأمرين بعضهما شر من بعض.
...........
المثقف الجديد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..