الخميس، 13 يونيو 2013

هل سيغزو السوريون والإيرانيون الخليج؟!

الحديث عن غزو الخليج أو بعض دوله لم يتوقف، فما بين آونة وأخرى يطل علينا أحد قادة إيران مهدّداً البحرين أو السعودية أو قطر بغزو عاجل إذا فعلوا كذا أو كذا، أو إذا لم يتوقفوا عن فعل كذا أو كذا! وفي بعض الأحيان يتم الاعتذار عن ذلك التهديد باعتباره لا يمثل وجهة نظر الحكومة الإيرانية وإنما من قاله وحده. لكن الجديد في الأمر هذه المرة أن التهديد جاء من بشّار الأسد وعبر صفحته على «الفيسبوك» بحسب ما نقلته «العربية نت» يوم الخميس الماضي. فقد نشر صورة لجنود مسلحين ترافقهم طائرات ودبابات وناقلات جنود وهم يهبطون بمظلات على مدينة عامرة بأبراج مرتفعة تشير إلى دولة خليجية دون تسميتها! وقد كتب على هذا الرسم «الجيش السوري قد التحدي... قادمون».
هذه الصورة جاءت بعد الانتصار المزعوم لشبيحة الأسد على «القصير»، والذي شارك فيه حزب الله وبدعم كامل من إيران. ولعل الأسد أخذه الغرور والجهل فظنّ أن هذا الانتصار سيقوده إلى انتصارات أكبر ينتقم فيها ممن وقف ضد إجرامه واعتدائه على الشعب السوري خصوصاً وأن أهداف من وقف معه تتفق مع أهدافه ومبادئه المخزية فاتجه بخياله المريض صوب دول الخليج أو بعضها!
في اعتقادي أن على دول الخليج وشعوبها أن تأخذ الحديث عن غزو الخليج على محمل الجد، وأن تعد العدة لذلك، وأمامها الآن فرصة ذهبية وهي العمل الجاد على الإطاحة بالأسد لأن هذه الخطوة تعني الكثير الكثير بالنسبة للطامعين في الخليج.
وإذا كان الأسد قد عبّر عن أطماعه في دول الخليج قبل بضعة أيام، فإن إيران فعلت ذلك مراراً، ولم تكتف بالأقوال بل مارست ذلك عملياً وفي أكثر من دولة عربية وإسلامية، فضلاً عن دول الخليج، وهذا ما جعل الشيخ يوسف القرضاوي يتخلى عن آرائه السابقة في قضية التقريب.
البحرين أخذت النصيب الأوفر من التهديد الإيراني؛ فهي المحافظة الرابعة عشرة عند شريعتمداري، مستشار السيد علي خامنئي مرشد الثورة. كما أنها تتبع البحرين وليست دولة مستقلة عند علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب الثورة. أماً السيد علي لارجاني فقد أكد أن سقوط سورية يعني سقوط الكويت! كما قال: إن على العرب أن لا يقفوا ضد التوسع الإيراني وإلا فسيعودون كما كانوا قبل 1500 سنة! وقال في تصريح آخر: سنسعى إلى السيطرة على اليمن وسورية والعراق والجزيرة لأنها الأهم والأساس بالنسبة لنا.
وكلنا سمعنا عدداً من رجال الدين في إيران وبعض العسكريين يهددون بتصفية الحسابات مع دول الخليج بعد انتصار بشّار في سورية على من وصفوهم بـ «التكفيريين المدعومين من قطر والسعودية»! كما هدّد بعضهم باحتلال الحرمين والقضاء على النظام السعودي وكل الأنظمة المشابهة.
تصريحات الايرانيين بأن سورية تمثل لهم الحلقة الذهبية ليس سراً، وقولهم إنهم سيدافعون عنها بكل ما يملكون قد أصبح واقعاً يراه الجميع؛ فالأسلحة تتدفق على قوات الأسد منذ الأيام الأولى للثورة، بالإضافة إلى الخبراء العسكريين والأموال الطائلة، بل إن إيران أعلنت أنها ستدافع عن الأسد بجيشها لوجود اتفاقية دفاع مشترك بينها وبينه. ولم تكتف بذلك كله فقد دفعت بكل أتباعها في لبنان والعراق واليمن والخليج ومصر للدفاع عن بشار وأعوانه لكي تبقى سورية تحت سيطرتهم لأنها هي الطريق التي ستوصلهم إلى الخليج وبعض الدول العربية.
الملاحظ أن إيران حالياً سيطرت على سورية ولها نفوذ قوي في العراق، كما أن لها أتباعاً في اليمن ولبنان وبعض دول الخليج ، بالإضافة إلى أنها استأجرت جزراً من أريتريا في البحر الأحمر لتكون على مقربة من اليمن ومن الحدود الجنوبية للسعودية، وهذا يمكنها من التحرك السريع فيما لو أرادت القيام بعمل عسكري ضد اليمن أو السعودية.
واقع التفكير الإيراني ثم التهديد السوري الذي نشره الأسد على موقعه، يجعل من الضروري على دول الخليج أن تفكر بطريقة مغايرة عما نراه حالياً؛ فالعداء أصبح واضحاً ومعلناً لاسيما - وبكل أسف - أنه اتكأ على الجانب المذهبي، وهذا الجانب شديد الخطورة لأنه يعمّق الأحقاد بين الطرفين ولسنوات طويلة، وإذا استخدم الإيرانيون التبرير الذي استخدمه حزب الله في الحرب إلى جانب الأسد وهو أن حربهم وقائية وهذا من حقهم، فقد تهاجم إيران بعض دول الخليج لنفس السبب بغض النظر عن مسألة الصدق أو الكذب في ذلك الإدعاء.
ويلزم من ذلك أن تعيد دول الخليج حساباتها في المسألة السورية، فتنظر إلى مصالحها بعيداً عن كل الضغوط الأخرى، فالذين يضغطون عليها اليوم لن يقفوا معها غداً.
دعم الشعب السوري واجب ديني وأخلاقي قبل أن يكون واجباً سياسياً تحمي به هذه الدول نفسها من مستقبل مجهول! الذين يقفون مع بشار يدعمونه عياناً بكل أنواع الأسلحة والطائرات والمال والمقاتلين، فلماذا تتردد دول الخليج والدول العربية الأخرى القادرة في دعم الثوار بالسلاح والمال؟ لماذا تستمع إلى تحذيرات كاذبة من هذه الدولة أو تلك؟ التردد في هذه المواقف سيؤدي إلى عواقب وخيمة قد لا تستطيع دولنا تحملها، والعاقل من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه!
بقى أن أقول: إن في شيعة العرب وإيران عقلاء وهم كثر لم يقبلوا ما تقوم به إيران أو حزب الله في سورية، ووقفوا مع الحق وهم يستحقون كل الشكر والاحترام.
...........
الوسط البحرينية

  • محمد علي الهرفي

... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..